-جنوب إفريقيا واجهت القوى المتغطرسة في محكمة العدل الدولية نصرة لفلسطين وأعادت لإفريقيا البعض من هيبتها
-الكوت ديفوار البلد المضيف بلد الغابات الاستوائية المثيرة والمنتجعات الساحلية والتراث الثقافي الثري
تونس- الصباح
إن المسابقات الإفريقية في كرة القدم، ليست مجرد لقاءات تنافسية رياضية، وإنما هي بالخصوص فرصة للتلاقي ولتوثيق العلاقات بين الشعوب الإفريقية وهي فرصة لتقليص من الهوة بين الأفارقة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.
لكن بقدر ما يعتبر كأس افريقيا للأمم في كرة القدم الذي تحتضنه هذه المرة دولة الكوت ديفوار وانطلق منذ 13 جانفي الجاري ويتواصل إلى غاية 11 فيفري القادم، الحدث الأكثر اثارة لحماسة الجماهير الرياضية في قارتنا السمراء التي تتابع تفاصيله باهتمام كبير وتتجمع خلاله الملايين لمتابعة المباريات بشغف يتزايد مع الدورات( بلغنا الدورة 34)، فإن لا شيء يؤكد أن نظرتنا للقارة التي ننتمي اليها قد تغيرت. نفس التباعد ونفس الاحكام المسبقة التي يعبر عنها التونسيون حتى في تعليقاتهم على نتائج مباريات الفريق الوطني والتي تؤكد أن معرفتنا ببلدان افريقيا جنوب الصحراء يظل مرتبطا بما تروجه الدعاية الأجنبية من صور نمطية فلكلورية تعكس دون شك جهلا بالتطورات التي تشهدها بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
وإذ نأسف عندما نقول أن التونسيين لا يبذلون حتى مجرد حد أدنى من المجهود لتصحيح معلوماتهم حول القارة الأم رغم الاحتكاك الواسع الذي حصل في السنوات الأخيرة مع المهاجرين الافارقة الذين حلوا بتونس سواء طلبا للإقامة أو خلال بحثهم عن الالتحاق ببلد أوروبي، بل لعل سوء الفهم قد ازداد مع انتشار الفكر المعادي للمهاجرين الافارقة وغياب قنوات التواصل بينهم وبين السكان الأصليين، وسعي البعض إلى زرع الغام في طريق أي محاولة للتقريب بين الطرفين، فإننا نذكّر بأن مستقبل تونس مرتبط الى حد كبير بعلاقاته مع الجيران الافارقة وهذا ما لا نقوله نحن بل يصر عليه أغلب الخبراء الذين يشددون على أن الغد يرتسم في إفريقيا وهناك شركات ومستثمرين موجودون بعد على عين المكان وهناك شركات أخرى خاصة في مجال الهندسة المدنية وجودها مرتبط بإفريقيا ومازالت الفرص كبيرة لكن المنافسة الغربية والآسيوية شديدة والحظ سيكون مع من يحسن الاستشراف والنظر بعيدا.
ولعل في الفصل الذي عشناه مؤخرا مع جنوب افريقيا ما يؤكد انه قد حان الوقت لندرك من هو فعلا في صفنا ومن يتبجح بدعمنا في حين أن الاحداث تؤكد غير ذلك. فالدعم الذي وجده الاشقاء الفلسطينيون في محنتهم المتواصلة منذ أكثر من ثلاثة أشهر من جنوب إفريقيا لم يجدوه من بلد آخر وخاصة من البلدان التي تدعي المدنية والتحضر وتروج فكرها حول الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
فقد واجهت جنوب افريقيا البلد الذي عانى من ظلم نظام الميز العنصري طويلا، العالم للدفاع عن الفلسطينيين في غزة التي يشن عليها الكيان الصهيوني عدوانه بكل وحشية العالم متسببا في سقوط الآلاف من الشهداء والجرحى ودمار هائل في البنيان. ووحدها جنوب افريقيا، واجهت غطرسة الكيان الإسرائيلي وحلفائه الأمريكيين والفرنسيين والألمان والانقليز وغيرهم من الجبابرة في العالم بالقانون وباحترام الهياكل الأممية والمعاهدات والمواثيق الدولية، تلك التي يضرب بها الكيان الغاصب عرض الحائط وتتجاهلها القوى العظمى، ورفعت دعوى إلى محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل ووجهت لها بوضوح تهمة محاولة الإبادة الجماعية للفلسطينيين بغزة ورافع فيها محامون من ذوي الكفاءة العالية مدعمون بالحجة والبرهان واثبتوا للعالم أن القوة الحقيقية هي أن تكون إلى جانب القضايا العادلة.
لقد كسر وفد جنوب افريقيا إلى محكمة العدل الدولية بلاهاي بهيبته وبجديته وبتلك الكاريزما النابعة من الايمان بالحق، جزء من الصورة النمطية حول افريقيا والافارقة، لكن ولئن عبر الكثير من التونسيين عن تقديرهم للحركة التي قام بها احفاد المناضل الافريقي الأصيل نلسون مانديلا، من اجل غزة وفلسطين، فإن الصورة المستهلكة حول إفريقيا التي ساهمت القوى الاستعمارية في تركيزها وترويجها مازالت هي سيدة الموقف. والواضح ان كل ما نعرفه عن بلدان جنوب الصحراء تجاوزته الاحداث. ولا شيء يبرر اليوم مع الانترنيت وعالم الصورة والرقميات أن تظل صورة بلدان افريقيا جنوب الصحراء تختزل في مشاهد فلكلورية في حين أن هذه البلدان شهدت تطورا كبيرا في كل مجالات الحياة.
إفريقيا اليوم بناءات عصرية وجامعات وبنوك وفنادق فخمة وشركات وزراعات متطورة وشباب متعلم وعصري. صحيح مازالت بعض البلدان تعاني من عدم استقرار سياسي لكن أسبابه تبقى معروفة فالموارد الإفريقية الهائلة تثير المطامع الأجنبية التي يستثمر أصحابها في بث البلبلة لكن الأجيال الجديدة وخاصة النخب الافريقية واعية بذلك وما هي الا مسألة وقت حتى تسترجع القارة السمراء حقها في تقرير مصيرها.
صحيح أيضا أن افريقيا هي الألوان الزاهية والاسواق الشعبية التي يعرض فيها ما نتخيله وما لا نتخيله من بضائع، والفنون وعلى رأسها الرقص لان الإحساس بالإيقاع هو في دم الافارقة بمن فيهم شعوب شمال افريقيا، لكنها ليست هذا فحسب وإنما افريقيا هي الطبيعة الخلابة والأرض الخصبة والثقافة السخية التي اثرت في العالم خاصة من خلال الموسيقى العذبة التي ترسم عذابات البشر والشباب المتطلع إلى التغيير الفعلي والنخب المثقفة والمواهب الفنية والكروية طبعا مادام الحدث هذه الأيام كرويا. وافريقيا هي ببساطة الثراء والتنوع والخصوبة والبساطة والأرض السمراء الكريمة.
ولا بد ونحن إزاء حدث كروي قاري هام من قول كلمة حق في الكوت ديفوار(غربي القارة وعاصمتها السياسية ياموسكرو وعاصمتها الاقتصادية أبيدجان)، البلد الذي يحتضن نهائيات الدورة الحالية لكأس افريقيا للأمم. فرغم كل المشاكل الأمنية والحروب الاهلية والفقر والأمراض، فإن البلد الذي يتكون من اغلبية شابة يعتبر من البلدان الافريقية النامية الطموحة التي بذلت جهودا كبيرة في السنوات الأخيرة لتحقيق الاستقرار والوصول إلى نسب نمو جيدة وقد ضاعفت البلاد من جهودها بمناسبة استعدادها لاحتضان الكأس القارية لكرة القدم في تطوير بنيتها الأساسية في المجال الرياضي وغير الرياضي.
فقد أنفقت الدولة بالمناسبة وفق ارقام رسمية مليار ونصف مليار أورو (اكثر من ثلاثة اضعاف المبلغ بالدينار التونسي) خصصتها لتطوير الملاعب والمنشآت الرياضية وفي بناء الطرقات والجسور وتطوير النزل والفنادق. وتتميز الكوت ديفوار بطبيعة استثنائية يدل عليها تنوع المناخ فهي تملك غابات استوائية ومنتجعات ساحلية مطلة على المحيط الأطلسي وهي تملك محمية طبيعية عالمية ولديها أثارا جديرة بالزيارة وتراثا متنوعا ومهرجانات متخصصة وهي من البلدان التي تعول كثيرا على الزراعة ولديها ثروات طبيعية كبيرة ( بترول ومعادن ثمينة متنوعة). وتتعايش في البلاد رغم ما يتخلل ذلك من صراعات ونزاعات وهي طبعا لا تحدث دائما بشكل تلقائي خاصة في ظل إصرار الفرنسيين على إبقاء السيطرة على مستعمراتها القديمة رغم الرفض المتنامي للوجود الفرنسي في افريقيا، عدة اعراق وديانات حيث تعتبر نسبة المسلمين بالبلاد التي تضم وفق احصائيات 2021 اكثر من 37 مليون ساكن، مهمة (أكثر من ربع السكان).
ويحمل الشباب في الكوت ديفوار مثلها مثل بقية البلدان الافريقية آمال الشعوب في القارة في تحقيق التنمية المنشودة ويتخرج الآلاف سنويا من الجامعات الايفوارية إلى جانب خريجي التعليم العالي بالخارج وتعد الكوت ديفوار العديد من الكفاءات في مختلف مجالات العلوم والمعرفة والمال والاعمال غير أن نسبة الامية تبقى عالية نسبيا ونسبة التمدرس خاصة في الاسر الفقيرة قليلة وتنفق الدولة التي استفادت من العديد من القروض من صناديق التمويل الدولية على غرار البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، على التعليم الوطني بمختلف مراحله الابتدائية والثانوية والعالي وتستثمر كذلك في الطاقات الشابة التي تواصل تعليمها بالخارج. لا يعني ذلك ان الوضع وردي، بل هناك العديد من المشاكل المتمثلة خاصة في غياب التوازن بين الجهات وغياب حد ادنى من التقسيم العادل للثروات والفرص والامكانيات بين المواطنين. وهي نفس المشاكل التي تعاني منها عادة الدول النامية وتحول دون تحقيق انطلاقة حقيقية.
ولنا ان نشير إلى أن الدولة الايفوارية ترفض الترجمة العربية لاسمها، ساحل العاج (نسبة الى تجارة قرون الفيلة) وتفضل الترجمة الحرفية.
حياة السايب
-جنوب إفريقيا واجهت القوى المتغطرسة في محكمة العدل الدولية نصرة لفلسطين وأعادت لإفريقيا البعض من هيبتها
-الكوت ديفوار البلد المضيف بلد الغابات الاستوائية المثيرة والمنتجعات الساحلية والتراث الثقافي الثري
تونس- الصباح
إن المسابقات الإفريقية في كرة القدم، ليست مجرد لقاءات تنافسية رياضية، وإنما هي بالخصوص فرصة للتلاقي ولتوثيق العلاقات بين الشعوب الإفريقية وهي فرصة لتقليص من الهوة بين الأفارقة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.
لكن بقدر ما يعتبر كأس افريقيا للأمم في كرة القدم الذي تحتضنه هذه المرة دولة الكوت ديفوار وانطلق منذ 13 جانفي الجاري ويتواصل إلى غاية 11 فيفري القادم، الحدث الأكثر اثارة لحماسة الجماهير الرياضية في قارتنا السمراء التي تتابع تفاصيله باهتمام كبير وتتجمع خلاله الملايين لمتابعة المباريات بشغف يتزايد مع الدورات( بلغنا الدورة 34)، فإن لا شيء يؤكد أن نظرتنا للقارة التي ننتمي اليها قد تغيرت. نفس التباعد ونفس الاحكام المسبقة التي يعبر عنها التونسيون حتى في تعليقاتهم على نتائج مباريات الفريق الوطني والتي تؤكد أن معرفتنا ببلدان افريقيا جنوب الصحراء يظل مرتبطا بما تروجه الدعاية الأجنبية من صور نمطية فلكلورية تعكس دون شك جهلا بالتطورات التي تشهدها بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
وإذ نأسف عندما نقول أن التونسيين لا يبذلون حتى مجرد حد أدنى من المجهود لتصحيح معلوماتهم حول القارة الأم رغم الاحتكاك الواسع الذي حصل في السنوات الأخيرة مع المهاجرين الافارقة الذين حلوا بتونس سواء طلبا للإقامة أو خلال بحثهم عن الالتحاق ببلد أوروبي، بل لعل سوء الفهم قد ازداد مع انتشار الفكر المعادي للمهاجرين الافارقة وغياب قنوات التواصل بينهم وبين السكان الأصليين، وسعي البعض إلى زرع الغام في طريق أي محاولة للتقريب بين الطرفين، فإننا نذكّر بأن مستقبل تونس مرتبط الى حد كبير بعلاقاته مع الجيران الافارقة وهذا ما لا نقوله نحن بل يصر عليه أغلب الخبراء الذين يشددون على أن الغد يرتسم في إفريقيا وهناك شركات ومستثمرين موجودون بعد على عين المكان وهناك شركات أخرى خاصة في مجال الهندسة المدنية وجودها مرتبط بإفريقيا ومازالت الفرص كبيرة لكن المنافسة الغربية والآسيوية شديدة والحظ سيكون مع من يحسن الاستشراف والنظر بعيدا.
ولعل في الفصل الذي عشناه مؤخرا مع جنوب افريقيا ما يؤكد انه قد حان الوقت لندرك من هو فعلا في صفنا ومن يتبجح بدعمنا في حين أن الاحداث تؤكد غير ذلك. فالدعم الذي وجده الاشقاء الفلسطينيون في محنتهم المتواصلة منذ أكثر من ثلاثة أشهر من جنوب إفريقيا لم يجدوه من بلد آخر وخاصة من البلدان التي تدعي المدنية والتحضر وتروج فكرها حول الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
فقد واجهت جنوب افريقيا البلد الذي عانى من ظلم نظام الميز العنصري طويلا، العالم للدفاع عن الفلسطينيين في غزة التي يشن عليها الكيان الصهيوني عدوانه بكل وحشية العالم متسببا في سقوط الآلاف من الشهداء والجرحى ودمار هائل في البنيان. ووحدها جنوب افريقيا، واجهت غطرسة الكيان الإسرائيلي وحلفائه الأمريكيين والفرنسيين والألمان والانقليز وغيرهم من الجبابرة في العالم بالقانون وباحترام الهياكل الأممية والمعاهدات والمواثيق الدولية، تلك التي يضرب بها الكيان الغاصب عرض الحائط وتتجاهلها القوى العظمى، ورفعت دعوى إلى محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل ووجهت لها بوضوح تهمة محاولة الإبادة الجماعية للفلسطينيين بغزة ورافع فيها محامون من ذوي الكفاءة العالية مدعمون بالحجة والبرهان واثبتوا للعالم أن القوة الحقيقية هي أن تكون إلى جانب القضايا العادلة.
لقد كسر وفد جنوب افريقيا إلى محكمة العدل الدولية بلاهاي بهيبته وبجديته وبتلك الكاريزما النابعة من الايمان بالحق، جزء من الصورة النمطية حول افريقيا والافارقة، لكن ولئن عبر الكثير من التونسيين عن تقديرهم للحركة التي قام بها احفاد المناضل الافريقي الأصيل نلسون مانديلا، من اجل غزة وفلسطين، فإن الصورة المستهلكة حول إفريقيا التي ساهمت القوى الاستعمارية في تركيزها وترويجها مازالت هي سيدة الموقف. والواضح ان كل ما نعرفه عن بلدان جنوب الصحراء تجاوزته الاحداث. ولا شيء يبرر اليوم مع الانترنيت وعالم الصورة والرقميات أن تظل صورة بلدان افريقيا جنوب الصحراء تختزل في مشاهد فلكلورية في حين أن هذه البلدان شهدت تطورا كبيرا في كل مجالات الحياة.
إفريقيا اليوم بناءات عصرية وجامعات وبنوك وفنادق فخمة وشركات وزراعات متطورة وشباب متعلم وعصري. صحيح مازالت بعض البلدان تعاني من عدم استقرار سياسي لكن أسبابه تبقى معروفة فالموارد الإفريقية الهائلة تثير المطامع الأجنبية التي يستثمر أصحابها في بث البلبلة لكن الأجيال الجديدة وخاصة النخب الافريقية واعية بذلك وما هي الا مسألة وقت حتى تسترجع القارة السمراء حقها في تقرير مصيرها.
صحيح أيضا أن افريقيا هي الألوان الزاهية والاسواق الشعبية التي يعرض فيها ما نتخيله وما لا نتخيله من بضائع، والفنون وعلى رأسها الرقص لان الإحساس بالإيقاع هو في دم الافارقة بمن فيهم شعوب شمال افريقيا، لكنها ليست هذا فحسب وإنما افريقيا هي الطبيعة الخلابة والأرض الخصبة والثقافة السخية التي اثرت في العالم خاصة من خلال الموسيقى العذبة التي ترسم عذابات البشر والشباب المتطلع إلى التغيير الفعلي والنخب المثقفة والمواهب الفنية والكروية طبعا مادام الحدث هذه الأيام كرويا. وافريقيا هي ببساطة الثراء والتنوع والخصوبة والبساطة والأرض السمراء الكريمة.
ولا بد ونحن إزاء حدث كروي قاري هام من قول كلمة حق في الكوت ديفوار(غربي القارة وعاصمتها السياسية ياموسكرو وعاصمتها الاقتصادية أبيدجان)، البلد الذي يحتضن نهائيات الدورة الحالية لكأس افريقيا للأمم. فرغم كل المشاكل الأمنية والحروب الاهلية والفقر والأمراض، فإن البلد الذي يتكون من اغلبية شابة يعتبر من البلدان الافريقية النامية الطموحة التي بذلت جهودا كبيرة في السنوات الأخيرة لتحقيق الاستقرار والوصول إلى نسب نمو جيدة وقد ضاعفت البلاد من جهودها بمناسبة استعدادها لاحتضان الكأس القارية لكرة القدم في تطوير بنيتها الأساسية في المجال الرياضي وغير الرياضي.
فقد أنفقت الدولة بالمناسبة وفق ارقام رسمية مليار ونصف مليار أورو (اكثر من ثلاثة اضعاف المبلغ بالدينار التونسي) خصصتها لتطوير الملاعب والمنشآت الرياضية وفي بناء الطرقات والجسور وتطوير النزل والفنادق. وتتميز الكوت ديفوار بطبيعة استثنائية يدل عليها تنوع المناخ فهي تملك غابات استوائية ومنتجعات ساحلية مطلة على المحيط الأطلسي وهي تملك محمية طبيعية عالمية ولديها أثارا جديرة بالزيارة وتراثا متنوعا ومهرجانات متخصصة وهي من البلدان التي تعول كثيرا على الزراعة ولديها ثروات طبيعية كبيرة ( بترول ومعادن ثمينة متنوعة). وتتعايش في البلاد رغم ما يتخلل ذلك من صراعات ونزاعات وهي طبعا لا تحدث دائما بشكل تلقائي خاصة في ظل إصرار الفرنسيين على إبقاء السيطرة على مستعمراتها القديمة رغم الرفض المتنامي للوجود الفرنسي في افريقيا، عدة اعراق وديانات حيث تعتبر نسبة المسلمين بالبلاد التي تضم وفق احصائيات 2021 اكثر من 37 مليون ساكن، مهمة (أكثر من ربع السكان).
ويحمل الشباب في الكوت ديفوار مثلها مثل بقية البلدان الافريقية آمال الشعوب في القارة في تحقيق التنمية المنشودة ويتخرج الآلاف سنويا من الجامعات الايفوارية إلى جانب خريجي التعليم العالي بالخارج وتعد الكوت ديفوار العديد من الكفاءات في مختلف مجالات العلوم والمعرفة والمال والاعمال غير أن نسبة الامية تبقى عالية نسبيا ونسبة التمدرس خاصة في الاسر الفقيرة قليلة وتنفق الدولة التي استفادت من العديد من القروض من صناديق التمويل الدولية على غرار البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، على التعليم الوطني بمختلف مراحله الابتدائية والثانوية والعالي وتستثمر كذلك في الطاقات الشابة التي تواصل تعليمها بالخارج. لا يعني ذلك ان الوضع وردي، بل هناك العديد من المشاكل المتمثلة خاصة في غياب التوازن بين الجهات وغياب حد ادنى من التقسيم العادل للثروات والفرص والامكانيات بين المواطنين. وهي نفس المشاكل التي تعاني منها عادة الدول النامية وتحول دون تحقيق انطلاقة حقيقية.
ولنا ان نشير إلى أن الدولة الايفوارية ترفض الترجمة العربية لاسمها، ساحل العاج (نسبة الى تجارة قرون الفيلة) وتفضل الترجمة الحرفية.