أسفر "ملتقى تونس لدعم المقاومة"، الذي نظمته "حركة الشعب" بالعاصمة على امتداد يومي 13 و14 جانفي الجاري عن جملة من التوصيات والنقاط تم التنصيص عليها في البيان الختامي للملتقى. وكانت بمثابة خارطة طريق عمل ونشاط المقاومة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في هذه المرحلة وفي مواطن إسنادها الخارجية، سواء عبر جبهات المقاومة في البلدان العربية المجاورة في الشرق الأوسط أو غيرها من الشعوب والنخب العربية وفي غيرها من بلدان العالم من المناصرين للقضية الفلسطينية لاسيما في هذه المرحلة في محاولة للتصدي لرسم خارطة جيوسياسية جديدة في الشرق الأوسط عبر توسيع التطبيع وإدماج الكيان المحتل في المنطقة وغلق ملف فلسطين المحتلة، فضلا عن الدعوة إلى فتح معبر رفح أمام دخول المساعدات إلى الفلسطينيين على اعتبار أن ذلك مسألة استعجالية وضرورية في ظل الصعوبات والنقائص وعدم الاكتفاء بهذا المعبر لاسيما في ظل تواصل اعتداءات العدو الصهيوني برا وبحرا وجوا بدعم من بلدان كبرى للشهر الرابع على التوالي، وذلك عبر إطلاق حملات واسعة لجمع التبرعات وتقديم مساعدات بالجملة إلى غزة بما في ذلك المالية والأدوية والمواد الغذائية وغيرها باعتبار أن السكان في وضع لا إنساني جد مترد، حسب تأكيد عدد من المشاركين في الملتقى. إلى جانب دعوة كافة الشعوب العربية إلى مواصلة دعم القضية الفلسطينية، لاسيما وأن حرب الإبادة الجماعية والاستئصال العرقي الذي ينفذه الكيان المحتل في قطاع غزة في محاولة منه لمحوه من خريطة العالم، حسب إجماع المشاركين في الملتقى، لا يزال متواصلا.
يذكر أن برنامج الملتقى انقسم بين تقديم داخلات وندوات وورشات، بحضور ممثلين عن عدة جبهات مقاومة من فلسطين ولبنان ومصر والأردن وسوريا والعراق، إلى جانب وفود عربية أخرى داعمة لها من ليبيا وموريتانيا. ولعل ما تم تسجيله في مخارج هذا الملتقى هو تثمين الموقف الرسمي لتونس، التي أعلنت منذ اللحظة الأولى للعدوان انحيازها اللامشروط للمقاومة الفلسطينية، كما بادرت إلى استقبال عدد كبير من الجرحى والمصابين ووفرت لهم أقصى درجات العناية والرعاية. فضلا عما قدمته من تسهيلات لعقد هذا الملتقى وإنجاحه، والتوقف عند واقع المقاومة ومعاينة توسع محورها والتصدي للعدو الصهيوني وحلفائه وانخراطه في المعركة في عديد الساحات. إضافة إلى ما تم تسجيله من اتساع الهوّة بين الموقف الشعبي العربي المندفع تلقائيا نحو احتضان المقاومة ودعمها والموقف الرسمي الذي لم يرتق إلى الحد الأدنى المطلوب نتيجة خضوعه لاتفاقيات وشراكات هي في أغلبها معادية لإنتظارات الشعب العربي، وعودة الالتفاف الشعبي والرسمي العالمي حول قضية فلسطين كقضية تحرر وطني مستشهدين في ذلك بمبادرة جمهورية جنوب إفريقيا في رفع دعوى إبادة جماعية ضد الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية.
عمل تشاركي موسع
كما تم الاتفاق على تشكيل آلية عمل على قاعدة الشراكة في تحمّل كلفة المقاومة واستحقاقاتها والتنسيق في ذلك مع المؤسسات والهيئات الوطنية والقوميّة في الوطن العربي والمهجر تحت إشراف هيئة تنسيق، تتولى العمل على الدفع في اتجاه تطوير الموقف الرسمي العربي حتى يستجيب لما هو مطلوب منه في مواجهة العدوان "الصهيو-أمريكي" عبر استعمال كل وسائل الضغط المتاحة من أجل وقفه بشكل فوري ونهائي، واستثمار موجة التعاطف الدولي الحالية مع قضية فلسطين على نطاق واسع. والدعوة إلى تنظيم قوافل إغاثة على امتداد الوطن العربي لتوفير الاحتياجات الحياتية الاستعجالية لأهالي في غزة، وعدم الاكتفاء في ذلك بمعبر رفح. كما تم التنصيص في نهاية الملتقى على تشكيل فريق قانوني لمتابعة جرائم العدو أمام الهيئات الحقوقية الدولية. والعمل على إدماج النقابات والهيئات المهنية العربية على نحو أكثر فعالية في إسناد المقاومة وصمود السكان في كل فلسطين. فضلا عن تنظيم تحركات متزامنة في مختلف الساحات العربية تحت شعارات محددة، أوّلها فتح معبر رفح ورفع الحصار عن غزّة.
وأجمع المشاركون في نفس الملتقى من قياديين في حركات "حماس" و"الجهاد الإسلامي بفلسطين" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"الجبهة الشعبية القيادة العامة بفلسطين" التي تقود المقاومة اليوم، إلى جانب ممثلين لجبهات الإسناد لها منها "حزب الله" و"الحرس القومي العربي" و"التيار الشعبي الناصري" بكل من مصر ولبنان و"الحزب الشيوعي" و"حزب الطليعة" بالأردن ووفود من ليبيا وموريتانيا، على أن المقاومة ضد قوات الاحتلال تقود حرب الأمة العربية في أبشع وأعنف مظاهرها اليوم، لذلك يعتبرون أن تماسك جبهات المقاومة ونجاح تجربة غرفة مشتركة للمقاومة تمثل مختلف جبهات وهياكل المقاومة في عدة بلدان عربية وفي مقدمتها فلسطين تتولى القيادة والتفكير والتنسيق، تعد من العوامل التي دفعت هذه القيادات للتحرك والبحث عن فضاءات حوار وتحرك خارج المنطقة، معتبرين أن الملتقى الذي نظمته "حركة الشعب" بتونس يعد لبنة هامة في مسارات تحركها الخارجي للبحث عن دعم شعبي وسياسي ودبلوماسي واسع.
لذلك حث الأمين العام لـ"حركة الشعب" زهير المغزاوي، في ختام الملتقى، النخب السياسية العربية بالأساس إلى الضغط على الأنظمة السياسية العربية لاسيما منها المطبّعة مع العدو الصهيوني، واستعمال كافة الوسائل من أجل فتح معبر رفح وإسقاط الاتفاقيات السابقة في إطار نفس القضية بدءا بكامب دايفد وصولا إلى "أوسلو"، على اعتبار أنها "اتفاقيات عار" ساهمت في إغراق القضية وتأزيم الوضع في المنطقة وتكبيل الشعوب الفلسطينية والعربية.
نزيهة الغضباني
د. باسم نعيم عضو المكتب السياسي لـ"حركة حماس" لـ"الصباح": المقاومة مستمرة ونحن في حاجة للدعم والمساعدة
أكد الدكتور باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لـ"حماس" ووزير صحة سابق بفلسطين، على حاجة المقاومة في كل ربوع فلسطين إلى إسناد عربي مالي ومادي وبشري وسياسي ودبلوماسي وإعلامي اليوم أكثر من أي وقت مضى، خاصة أمام إصرار المقاومة على عدم التراجع ومواصلة النضال إلى حد دحر قوات الاحتلال وتحرير الأراضي الفلسطينية على اعتبار أن ما أتاحه "طوفان الأقصى" من إعادة فتح ملف القضية الفلسطينية وتعرية وفضح حقيقة العدو الصهيوني وممارساته المنافية للإنسانية ولما تنص عليه المعاهدات والاتفاقات الدولية، قد لا يمكن أن تتاح مرة أخرى. وبين في تصريح لـ"الصباح"، أن المقاومة الفلسطينية تقوم بعمل جبار في إطار الدفع لتحرك عربي ودولي لدعم فلسطين، وقال:"المقاومة وفي مقدمتها "حركة حماس" تبحث وتسعى لطرق كل الأبواب، ومشاركتنا في هذا الملتقى السياسي الشعبي بتونس في إطار إعادة نصرة القضية الفلسطينية لأنها تظل القضية، الأم ونحن نشارك في كل مناسبة تتاح لنا للدفاع عن قضيتنا وإعلاء صوت المقاومة في التحرر من الاستعمار عبر الطرق المتاحة إعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا".
كما أفاد الدكتور باسم نعيم أن المقاومة الفلسطينية تراهن على هذا العامل لإدراكها أهمية التضامن العربي والإسلامي والمجتمع الدولي مع فلسطين وقضيتها لأن ذلك يعد جزءا أساسيا لتحقيق النصر المنشود. فيما أرجع سبب تأخر الإسناد العربي بالأساس للمقاومة إلى عدة أسباب معتبرا جزءا منها داخلي. لكنه يرى أنه يمكن اليوم استعادة حيوية هذا الإسناد واحتضان المقاومة الفلسطينية في دفاعها عن أرضها وحقها في تقرير مصيرها من جديد. وأضاف قائلا:"جزء من أبناء الأمة العربية أسلم لرواية العدو لكن جاء "طوفان الأقصى" وقلب المعادلة".
وأكد عضو المكتب السياسي لـ"حركة حماس" على أهمية الملتقى التي تحتضنه بلادنا ويشارك فيه إلى جانب عدة جبهات ووفود عربية وقال: "مثلما قلت أي حرك في العالم يخدم قضيتنا فما بالك إذا تعلق الأمر بتونس والعلاقة التاريخية التي تربطها مع قضيتنا. لذا فأهمية هذا الملتقى في تقديم دعم كبير للمقاومة في فلسطين. وأتوقع أن يخرج الملتقى بتوصيات عملية يمكن البناء عليها في إسناد القضية الفلسطينية".
حسين غربيس لـ"الصباح": لهذا "حزب الله" ظُلِم رغم أدواره وإنجازاته في المقاومة
أكد حسين غريبيس، القيادي في "حزب الله"، في تصريحه لـ"الصباح"، على أهمية وجود غرفة عمليات مشتركة للمقاومة تضم اللبناني والفلسطيني والعراقي والسوري واليمني لأنها هي من تأخذ القرار بالتصعيد في المقاومة أو العكس. وأضاف قائلا: "وهم يقولون حاليا أننا لسنا في حاجة للتصعيد لأن الحرب لا تزال..، المقاومة متواصلة ونحن على استعداد للمواصلة والصمود. فهذه الحرب وقرار المقاومة يختلف عن الأحداث والحروب السابقة ضد العدو الصهيوني المحتل في المنطقة".
وبين غريبيس أثناء حضوره الملتقى بتونس أن "حزب الله" ظُلم أثناء هذه الحرب موضحا بالقول:"في الحقيقة هناك تكتم على إنجازات "حزب الله" في مقاومته للعدو في جنوب لبنان وما كبده من خسائر فادحة كلفته تخصيص فرق إضافية في الجنوب خففت وطأة الضغط والحرب على غزة". وهو بدوره يدعو الشعوب والنخب العربية إلى التحرك لدعم المقاومة بأي شكل كان في ظل صعوبة الوصول إلى فلسطين وذلك عبر الضغط في الشارع وعلى الأنظمة وتقديم المساعدات والدعم. فيما اعتبر صمت الموقف الرسمي للبنان عن الإقرار بدعم المبادرات الداعمة للمقاومة من ذلك الدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب إفريقيا لدى محكمة الجنايات الدولية "لاهاي" ناجم عن الوضع الاستثنائي الذي تمر به بلاده، معتبرا أن موقفها لا يختلف عن موقف "حزب الله".
حمدين الصباحي لـ"الصباح":مواقف الأنظمة العربية لا ترتقي إلى انتظارات شعوبها ..
اعتبر حمدين صباحي، في تصريحه لـ"الصباح"، أن الموقف الرسمي لأغلب الأنظمة العربية لا يرتقي إلى مستوى الشعوب الداعمة للمقاومة في حربها ضد الكيان المحتل. وهو يعتبر ذلك يضع مواقف هذه الأنظمة أقل بكثير مما تنتظره الشعوب العربية. وانتقد صمت هذه الأنظمة عن استغلال قوات العدو والبلدان الداعمة لها من إسرائيل وبريطانيا وأمريكا للممرات الموجودة في المنطقة العربية، واعتبر ذلك دعما لها. في المقابل نفى أن تكون مصر منعت أو تمنع دخول المساعدات إلى غزة وأضاف قائلا: "كل المساعدات وبعد دخول معبر رفح تمر إلى معبر أبوسالم الذي تشرف عليه إسرائيل والعدو من يمنع دخول أي مساعدات. وهنا يفترض أن تعلم مصر الرأي العالمي لتوضيح ذلك لكنها اختارت الصمت وقبول الاتهام". ويرى أنه يفترض أن تستخدم مصر إرادتها دون إيلاء اهتمام لما تريده إسرائيل وتدافع عن سيادتها بإيصال المساعدات إلى غزة، متأسفا لعدم استخدام مصر لهذا العامل.
تونس – الصباح
أسفر "ملتقى تونس لدعم المقاومة"، الذي نظمته "حركة الشعب" بالعاصمة على امتداد يومي 13 و14 جانفي الجاري عن جملة من التوصيات والنقاط تم التنصيص عليها في البيان الختامي للملتقى. وكانت بمثابة خارطة طريق عمل ونشاط المقاومة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في هذه المرحلة وفي مواطن إسنادها الخارجية، سواء عبر جبهات المقاومة في البلدان العربية المجاورة في الشرق الأوسط أو غيرها من الشعوب والنخب العربية وفي غيرها من بلدان العالم من المناصرين للقضية الفلسطينية لاسيما في هذه المرحلة في محاولة للتصدي لرسم خارطة جيوسياسية جديدة في الشرق الأوسط عبر توسيع التطبيع وإدماج الكيان المحتل في المنطقة وغلق ملف فلسطين المحتلة، فضلا عن الدعوة إلى فتح معبر رفح أمام دخول المساعدات إلى الفلسطينيين على اعتبار أن ذلك مسألة استعجالية وضرورية في ظل الصعوبات والنقائص وعدم الاكتفاء بهذا المعبر لاسيما في ظل تواصل اعتداءات العدو الصهيوني برا وبحرا وجوا بدعم من بلدان كبرى للشهر الرابع على التوالي، وذلك عبر إطلاق حملات واسعة لجمع التبرعات وتقديم مساعدات بالجملة إلى غزة بما في ذلك المالية والأدوية والمواد الغذائية وغيرها باعتبار أن السكان في وضع لا إنساني جد مترد، حسب تأكيد عدد من المشاركين في الملتقى. إلى جانب دعوة كافة الشعوب العربية إلى مواصلة دعم القضية الفلسطينية، لاسيما وأن حرب الإبادة الجماعية والاستئصال العرقي الذي ينفذه الكيان المحتل في قطاع غزة في محاولة منه لمحوه من خريطة العالم، حسب إجماع المشاركين في الملتقى، لا يزال متواصلا.
يذكر أن برنامج الملتقى انقسم بين تقديم داخلات وندوات وورشات، بحضور ممثلين عن عدة جبهات مقاومة من فلسطين ولبنان ومصر والأردن وسوريا والعراق، إلى جانب وفود عربية أخرى داعمة لها من ليبيا وموريتانيا. ولعل ما تم تسجيله في مخارج هذا الملتقى هو تثمين الموقف الرسمي لتونس، التي أعلنت منذ اللحظة الأولى للعدوان انحيازها اللامشروط للمقاومة الفلسطينية، كما بادرت إلى استقبال عدد كبير من الجرحى والمصابين ووفرت لهم أقصى درجات العناية والرعاية. فضلا عما قدمته من تسهيلات لعقد هذا الملتقى وإنجاحه، والتوقف عند واقع المقاومة ومعاينة توسع محورها والتصدي للعدو الصهيوني وحلفائه وانخراطه في المعركة في عديد الساحات. إضافة إلى ما تم تسجيله من اتساع الهوّة بين الموقف الشعبي العربي المندفع تلقائيا نحو احتضان المقاومة ودعمها والموقف الرسمي الذي لم يرتق إلى الحد الأدنى المطلوب نتيجة خضوعه لاتفاقيات وشراكات هي في أغلبها معادية لإنتظارات الشعب العربي، وعودة الالتفاف الشعبي والرسمي العالمي حول قضية فلسطين كقضية تحرر وطني مستشهدين في ذلك بمبادرة جمهورية جنوب إفريقيا في رفع دعوى إبادة جماعية ضد الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية.
عمل تشاركي موسع
كما تم الاتفاق على تشكيل آلية عمل على قاعدة الشراكة في تحمّل كلفة المقاومة واستحقاقاتها والتنسيق في ذلك مع المؤسسات والهيئات الوطنية والقوميّة في الوطن العربي والمهجر تحت إشراف هيئة تنسيق، تتولى العمل على الدفع في اتجاه تطوير الموقف الرسمي العربي حتى يستجيب لما هو مطلوب منه في مواجهة العدوان "الصهيو-أمريكي" عبر استعمال كل وسائل الضغط المتاحة من أجل وقفه بشكل فوري ونهائي، واستثمار موجة التعاطف الدولي الحالية مع قضية فلسطين على نطاق واسع. والدعوة إلى تنظيم قوافل إغاثة على امتداد الوطن العربي لتوفير الاحتياجات الحياتية الاستعجالية لأهالي في غزة، وعدم الاكتفاء في ذلك بمعبر رفح. كما تم التنصيص في نهاية الملتقى على تشكيل فريق قانوني لمتابعة جرائم العدو أمام الهيئات الحقوقية الدولية. والعمل على إدماج النقابات والهيئات المهنية العربية على نحو أكثر فعالية في إسناد المقاومة وصمود السكان في كل فلسطين. فضلا عن تنظيم تحركات متزامنة في مختلف الساحات العربية تحت شعارات محددة، أوّلها فتح معبر رفح ورفع الحصار عن غزّة.
وأجمع المشاركون في نفس الملتقى من قياديين في حركات "حماس" و"الجهاد الإسلامي بفلسطين" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"الجبهة الشعبية القيادة العامة بفلسطين" التي تقود المقاومة اليوم، إلى جانب ممثلين لجبهات الإسناد لها منها "حزب الله" و"الحرس القومي العربي" و"التيار الشعبي الناصري" بكل من مصر ولبنان و"الحزب الشيوعي" و"حزب الطليعة" بالأردن ووفود من ليبيا وموريتانيا، على أن المقاومة ضد قوات الاحتلال تقود حرب الأمة العربية في أبشع وأعنف مظاهرها اليوم، لذلك يعتبرون أن تماسك جبهات المقاومة ونجاح تجربة غرفة مشتركة للمقاومة تمثل مختلف جبهات وهياكل المقاومة في عدة بلدان عربية وفي مقدمتها فلسطين تتولى القيادة والتفكير والتنسيق، تعد من العوامل التي دفعت هذه القيادات للتحرك والبحث عن فضاءات حوار وتحرك خارج المنطقة، معتبرين أن الملتقى الذي نظمته "حركة الشعب" بتونس يعد لبنة هامة في مسارات تحركها الخارجي للبحث عن دعم شعبي وسياسي ودبلوماسي واسع.
لذلك حث الأمين العام لـ"حركة الشعب" زهير المغزاوي، في ختام الملتقى، النخب السياسية العربية بالأساس إلى الضغط على الأنظمة السياسية العربية لاسيما منها المطبّعة مع العدو الصهيوني، واستعمال كافة الوسائل من أجل فتح معبر رفح وإسقاط الاتفاقيات السابقة في إطار نفس القضية بدءا بكامب دايفد وصولا إلى "أوسلو"، على اعتبار أنها "اتفاقيات عار" ساهمت في إغراق القضية وتأزيم الوضع في المنطقة وتكبيل الشعوب الفلسطينية والعربية.
نزيهة الغضباني
د. باسم نعيم عضو المكتب السياسي لـ"حركة حماس" لـ"الصباح": المقاومة مستمرة ونحن في حاجة للدعم والمساعدة
أكد الدكتور باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لـ"حماس" ووزير صحة سابق بفلسطين، على حاجة المقاومة في كل ربوع فلسطين إلى إسناد عربي مالي ومادي وبشري وسياسي ودبلوماسي وإعلامي اليوم أكثر من أي وقت مضى، خاصة أمام إصرار المقاومة على عدم التراجع ومواصلة النضال إلى حد دحر قوات الاحتلال وتحرير الأراضي الفلسطينية على اعتبار أن ما أتاحه "طوفان الأقصى" من إعادة فتح ملف القضية الفلسطينية وتعرية وفضح حقيقة العدو الصهيوني وممارساته المنافية للإنسانية ولما تنص عليه المعاهدات والاتفاقات الدولية، قد لا يمكن أن تتاح مرة أخرى. وبين في تصريح لـ"الصباح"، أن المقاومة الفلسطينية تقوم بعمل جبار في إطار الدفع لتحرك عربي ودولي لدعم فلسطين، وقال:"المقاومة وفي مقدمتها "حركة حماس" تبحث وتسعى لطرق كل الأبواب، ومشاركتنا في هذا الملتقى السياسي الشعبي بتونس في إطار إعادة نصرة القضية الفلسطينية لأنها تظل القضية، الأم ونحن نشارك في كل مناسبة تتاح لنا للدفاع عن قضيتنا وإعلاء صوت المقاومة في التحرر من الاستعمار عبر الطرق المتاحة إعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا".
كما أفاد الدكتور باسم نعيم أن المقاومة الفلسطينية تراهن على هذا العامل لإدراكها أهمية التضامن العربي والإسلامي والمجتمع الدولي مع فلسطين وقضيتها لأن ذلك يعد جزءا أساسيا لتحقيق النصر المنشود. فيما أرجع سبب تأخر الإسناد العربي بالأساس للمقاومة إلى عدة أسباب معتبرا جزءا منها داخلي. لكنه يرى أنه يمكن اليوم استعادة حيوية هذا الإسناد واحتضان المقاومة الفلسطينية في دفاعها عن أرضها وحقها في تقرير مصيرها من جديد. وأضاف قائلا:"جزء من أبناء الأمة العربية أسلم لرواية العدو لكن جاء "طوفان الأقصى" وقلب المعادلة".
وأكد عضو المكتب السياسي لـ"حركة حماس" على أهمية الملتقى التي تحتضنه بلادنا ويشارك فيه إلى جانب عدة جبهات ووفود عربية وقال: "مثلما قلت أي حرك في العالم يخدم قضيتنا فما بالك إذا تعلق الأمر بتونس والعلاقة التاريخية التي تربطها مع قضيتنا. لذا فأهمية هذا الملتقى في تقديم دعم كبير للمقاومة في فلسطين. وأتوقع أن يخرج الملتقى بتوصيات عملية يمكن البناء عليها في إسناد القضية الفلسطينية".
حسين غربيس لـ"الصباح": لهذا "حزب الله" ظُلِم رغم أدواره وإنجازاته في المقاومة
أكد حسين غريبيس، القيادي في "حزب الله"، في تصريحه لـ"الصباح"، على أهمية وجود غرفة عمليات مشتركة للمقاومة تضم اللبناني والفلسطيني والعراقي والسوري واليمني لأنها هي من تأخذ القرار بالتصعيد في المقاومة أو العكس. وأضاف قائلا: "وهم يقولون حاليا أننا لسنا في حاجة للتصعيد لأن الحرب لا تزال..، المقاومة متواصلة ونحن على استعداد للمواصلة والصمود. فهذه الحرب وقرار المقاومة يختلف عن الأحداث والحروب السابقة ضد العدو الصهيوني المحتل في المنطقة".
وبين غريبيس أثناء حضوره الملتقى بتونس أن "حزب الله" ظُلم أثناء هذه الحرب موضحا بالقول:"في الحقيقة هناك تكتم على إنجازات "حزب الله" في مقاومته للعدو في جنوب لبنان وما كبده من خسائر فادحة كلفته تخصيص فرق إضافية في الجنوب خففت وطأة الضغط والحرب على غزة". وهو بدوره يدعو الشعوب والنخب العربية إلى التحرك لدعم المقاومة بأي شكل كان في ظل صعوبة الوصول إلى فلسطين وذلك عبر الضغط في الشارع وعلى الأنظمة وتقديم المساعدات والدعم. فيما اعتبر صمت الموقف الرسمي للبنان عن الإقرار بدعم المبادرات الداعمة للمقاومة من ذلك الدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب إفريقيا لدى محكمة الجنايات الدولية "لاهاي" ناجم عن الوضع الاستثنائي الذي تمر به بلاده، معتبرا أن موقفها لا يختلف عن موقف "حزب الله".
حمدين الصباحي لـ"الصباح":مواقف الأنظمة العربية لا ترتقي إلى انتظارات شعوبها ..
اعتبر حمدين صباحي، في تصريحه لـ"الصباح"، أن الموقف الرسمي لأغلب الأنظمة العربية لا يرتقي إلى مستوى الشعوب الداعمة للمقاومة في حربها ضد الكيان المحتل. وهو يعتبر ذلك يضع مواقف هذه الأنظمة أقل بكثير مما تنتظره الشعوب العربية. وانتقد صمت هذه الأنظمة عن استغلال قوات العدو والبلدان الداعمة لها من إسرائيل وبريطانيا وأمريكا للممرات الموجودة في المنطقة العربية، واعتبر ذلك دعما لها. في المقابل نفى أن تكون مصر منعت أو تمنع دخول المساعدات إلى غزة وأضاف قائلا: "كل المساعدات وبعد دخول معبر رفح تمر إلى معبر أبوسالم الذي تشرف عليه إسرائيل والعدو من يمنع دخول أي مساعدات. وهنا يفترض أن تعلم مصر الرأي العالمي لتوضيح ذلك لكنها اختارت الصمت وقبول الاتهام". ويرى أنه يفترض أن تستخدم مصر إرادتها دون إيلاء اهتمام لما تريده إسرائيل وتدافع عن سيادتها بإيصال المساعدات إلى غزة، متأسفا لعدم استخدام مصر لهذا العامل.