إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. تونس المفاجآت ..!.

 

يرويها: أبو بكر الصغير

الحدث هو ذلك الشيء الملحوظ الذي يحدث.

  ليس كل ما يحدث، ولكن فقط ما يحدث من أمر جلل مهم.

   معظم الأشياء التي تحدث لنا ليست أحداثا.

  حقيقة أنك تقرأ هذه السطور ربما لا تكون حدثا.

    الحدث يتوافق مع حقيقة موجودة في الوقت المناسب.

    يفكر السياسيون أحيانًا في حقائق خارج الزمن، والتي لن تكون في الزمن الذي نعرفه.

أي حدث يمكن أن يكون حقيقة وله وجود موضوعي. وعلى العكس من ذلك، ليست كل حقيقة هي حدث. تتوافق طريقة التفكير هذه مع الحس السليم للحدث وطبيعته.

 تستجدّ أحداث كثيرة تشهدها البلدان طوال عام .

  لكن تبقى أحداث محدّدة فقط هي التي ترسخ في الذاكرة وتخلد .

  كثير من السياسيين يعتبرون شهر جانفي في تونس، أنّ له خاصية بما هو موصول بأحداث كبرى شهدتها البلاد  على مرّ  عشريات ماضية.

 في منظور عديد المراقبين هو شهر "الاحتجاجات" و "الثورات"..

  أول مرة دعا فيها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الشعب التونسي إلى الكفاح المسلح ضد المستعمر عندما كانت الأزمة القائمة بين فرنسا وتونس في أوجها كان في خطاب بنزرت 13 جانفي 1952 .

   وكان يوم 18 جانفي الحدث الأكبر بعد أن تمّ اعتقال الزعيم الحبيب بورقيبة وعدد من الوطنيين، وأدرك الشّــعب التّونسي أنّه لا مناص من الالتجاء إلى المقاومة المسلّحة. وهكذا دخلت المعركة الوطنيّة مرحلتها التاريخية الحاسمة .

  لكن تونس عرفت أحداثا كبرى بعد ذلك، من المفارقة أنّها ما كانت لتحصل  لو بقيت  الدولة على قوتها وتماسكها ووحدتها .

 بدا ضعف الدولة بارزًا مع نهاية سبعينات القرن الماضي باحتدام الصراع على خلافة بورقيبة، بالتالي يمكن تفسير كلّ بقية الأحداث إنها تندرج ضمن هذه الوضعية .

 لانّ الصراع حول ارث بورقيبة ليس في حقيقة الأمر إلاّ ترجمة لصراعات أعمق بين اتجاهات وقوى ومحاور مختلفة .

 كانت هنالك مجموعة القصر بقيادة وسيلة في مرحلة أولى ثم مع قرب نهاية بورقيبة سعيدة ساسي .

 وكانت هناك مجموعة تونس "بلدية العاصمة" وجماعة الساحل "المنستير" تحديدا ومجموعة الحرس القديم رفقاء بورقيبة في النضال وأولئك الذين ينشدون التعددية والديمقراطية "مجموعة جريدة الرأي" وجماعة التيارات العروبية القومية الطامحين للوحدة مع ليبيا و لوبي فرنسا الخ ..

 خلف هذا الصراع تطورات خطيرة هزّت البلاد من صدام مع الاتحاد العام التونسي للشغل في 26 جانفي 1978، والهجوم على مدينة قفصة 1980  وانتفاضة الخبز 1984 الخ  .

  الطريف أنّ الحقيقة لم تكشف كاملة حول هذه الأحداث وما خفي فيها أعظم وأخطر بكثير .

  شخصيا عايشتها، ففي مساء 25 جانفي 1978 كنت أتابع عن قرب مساعي وساطة الساعات الأخيرة بين المرحومين الهادي نويرة والحبيب عاشور وكانت جريدة "الرأي" همزة الاتصال والتواصل بين الطرفين إذ تولاها يومها من ودعنا رحمهما الله احمد المستيري وحسيب بن عمار وشخصيات وطنية أخرى .

   نفس الأمر مع  غرائب أحداث قفصة والتي كان هنالك تهديد واضح من ليبيا و إنّ أمرا ما يدبّر، من المفارقة في الليلة الفاصلة بين يومي  السبت 26 والأحد 27 جانفي أي تزامنا مع الذكرى الثانية لأحداث 26 جانفي 1978، كان يومها يتولى إدارة مكتب العمليات والاستعلامات والتدريب النقيب رشيد عمار .

 أولى أخبار العملية ورود معلومات عن تبادل إطلاق نار بين مجهولين وأفراد الحراسة لثكنة الهادي خفشة بوسط المدينة ثم بالثكنة العسكرية احمد التليلي خارج المدينة .

 كان الغموض في البداية يلف هذه التطورات، خاصة في بعدها السياسي، لكن للتاريخ كان للجيش الوطني وبقياداته الوطنية يومها الدور الأكبر في تخليص البلاد من هذه المجموعة الإرهابية من خلال أعمال بطولية سأعود إليها بالتفصيل.

  (للحديث صلة).

حكاياتهم  .. تونس المفاجآت ..!.

 

يرويها: أبو بكر الصغير

الحدث هو ذلك الشيء الملحوظ الذي يحدث.

  ليس كل ما يحدث، ولكن فقط ما يحدث من أمر جلل مهم.

   معظم الأشياء التي تحدث لنا ليست أحداثا.

  حقيقة أنك تقرأ هذه السطور ربما لا تكون حدثا.

    الحدث يتوافق مع حقيقة موجودة في الوقت المناسب.

    يفكر السياسيون أحيانًا في حقائق خارج الزمن، والتي لن تكون في الزمن الذي نعرفه.

أي حدث يمكن أن يكون حقيقة وله وجود موضوعي. وعلى العكس من ذلك، ليست كل حقيقة هي حدث. تتوافق طريقة التفكير هذه مع الحس السليم للحدث وطبيعته.

 تستجدّ أحداث كثيرة تشهدها البلدان طوال عام .

  لكن تبقى أحداث محدّدة فقط هي التي ترسخ في الذاكرة وتخلد .

  كثير من السياسيين يعتبرون شهر جانفي في تونس، أنّ له خاصية بما هو موصول بأحداث كبرى شهدتها البلاد  على مرّ  عشريات ماضية.

 في منظور عديد المراقبين هو شهر "الاحتجاجات" و "الثورات"..

  أول مرة دعا فيها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الشعب التونسي إلى الكفاح المسلح ضد المستعمر عندما كانت الأزمة القائمة بين فرنسا وتونس في أوجها كان في خطاب بنزرت 13 جانفي 1952 .

   وكان يوم 18 جانفي الحدث الأكبر بعد أن تمّ اعتقال الزعيم الحبيب بورقيبة وعدد من الوطنيين، وأدرك الشّــعب التّونسي أنّه لا مناص من الالتجاء إلى المقاومة المسلّحة. وهكذا دخلت المعركة الوطنيّة مرحلتها التاريخية الحاسمة .

  لكن تونس عرفت أحداثا كبرى بعد ذلك، من المفارقة أنّها ما كانت لتحصل  لو بقيت  الدولة على قوتها وتماسكها ووحدتها .

 بدا ضعف الدولة بارزًا مع نهاية سبعينات القرن الماضي باحتدام الصراع على خلافة بورقيبة، بالتالي يمكن تفسير كلّ بقية الأحداث إنها تندرج ضمن هذه الوضعية .

 لانّ الصراع حول ارث بورقيبة ليس في حقيقة الأمر إلاّ ترجمة لصراعات أعمق بين اتجاهات وقوى ومحاور مختلفة .

 كانت هنالك مجموعة القصر بقيادة وسيلة في مرحلة أولى ثم مع قرب نهاية بورقيبة سعيدة ساسي .

 وكانت هناك مجموعة تونس "بلدية العاصمة" وجماعة الساحل "المنستير" تحديدا ومجموعة الحرس القديم رفقاء بورقيبة في النضال وأولئك الذين ينشدون التعددية والديمقراطية "مجموعة جريدة الرأي" وجماعة التيارات العروبية القومية الطامحين للوحدة مع ليبيا و لوبي فرنسا الخ ..

 خلف هذا الصراع تطورات خطيرة هزّت البلاد من صدام مع الاتحاد العام التونسي للشغل في 26 جانفي 1978، والهجوم على مدينة قفصة 1980  وانتفاضة الخبز 1984 الخ  .

  الطريف أنّ الحقيقة لم تكشف كاملة حول هذه الأحداث وما خفي فيها أعظم وأخطر بكثير .

  شخصيا عايشتها، ففي مساء 25 جانفي 1978 كنت أتابع عن قرب مساعي وساطة الساعات الأخيرة بين المرحومين الهادي نويرة والحبيب عاشور وكانت جريدة "الرأي" همزة الاتصال والتواصل بين الطرفين إذ تولاها يومها من ودعنا رحمهما الله احمد المستيري وحسيب بن عمار وشخصيات وطنية أخرى .

   نفس الأمر مع  غرائب أحداث قفصة والتي كان هنالك تهديد واضح من ليبيا و إنّ أمرا ما يدبّر، من المفارقة في الليلة الفاصلة بين يومي  السبت 26 والأحد 27 جانفي أي تزامنا مع الذكرى الثانية لأحداث 26 جانفي 1978، كان يومها يتولى إدارة مكتب العمليات والاستعلامات والتدريب النقيب رشيد عمار .

 أولى أخبار العملية ورود معلومات عن تبادل إطلاق نار بين مجهولين وأفراد الحراسة لثكنة الهادي خفشة بوسط المدينة ثم بالثكنة العسكرية احمد التليلي خارج المدينة .

 كان الغموض في البداية يلف هذه التطورات، خاصة في بعدها السياسي، لكن للتاريخ كان للجيش الوطني وبقياداته الوطنية يومها الدور الأكبر في تخليص البلاد من هذه المجموعة الإرهابية من خلال أعمال بطولية سأعود إليها بالتفصيل.

  (للحديث صلة).