إنّ المثالية هي الموقف الذي بموجبه تعود كل الحقيقة إلى قرارات العقل.
الشعب الذي لا يأخذ العبرة من واقعه الذي يعيش، لا تتوقع منه أن يأخذها مما ترويه الكتب، هكذا يقال.
فما بالأمر بشعب جاهل لا يقرأ، إذا فتح كتابا ليس إلاّ للاطلاع على ما تخفيه له الكواكب، أو بحثا عن علاج رعواني أو حتى سحر يجلب الطالع والحبيب وينتقم من عدو!.
هل محكوم علينا أن نتحوَل إلى فئران تجارب مخابر لتطبق علينا نظريات وطروحات ورؤى سياسية لأناس جهلة فشلة تسلّطوا علينا طوال عشرية مضت باسم ثورة لم نر قبل يومين شعبا احتفل بذكراها كما قام في لحظة وقوعها .
نزل قليل من المعارضين، بقوا أسيرين في مربع حلم مستحيل ولن يعود ويأتي أبدا .
توفي أحمد الحفناوي رحمه الله، وهو الذي ذاع صيته كلّ أنحاء العالم بجملته الشهيرة: "هرمنا، من أجل هذه اللحظة التاريخية".
قناة "الجزيرة" الذي وصفته بأيقونة الثورة والربيع العربي احتفت به كما لم تحتف بأيّ زعيم أو قائد عربي آخر بما في ذلك "أبو عبيدة".. كانت تمرّر ومضته عشرات المرات في اليوم الواحد، بل تنقل كلّ ما قاله عندما توجه للشباب رادا عليهم:"فرصتكم أيها الشباب التونسي، الآن تستطيعون أن تقدّموا لتونس ما لم نقدّم لها نحن".
بعض الألسن الخبيثة، تقول إنّ الحفناوي نفسه ندم على تصريحه هذا وتراجع، بل تدهورت أموره اجتماعيا !!.
الذاكرة هي شرط لحيوية الإنسان وعامل اعتلال للإنسان في نفس الوقت، وعلى العكس من ذلك، فإن النسيان هو في الوقت نفسه نقص ونقص في الذاكرة وشرط إمكانية بداية جديدة، وتجديد الحيوية، والانفتاح الواثق على المجهول الذي هو الحاضر والمستقبل. وللذاكرة في الواقع معنى تحسيني، يتوافق مع الرأي العام، ويعني:الموثوقية، والثبات، وروح النتيجة، والجدية، والعظمة..
وذاكرة الأحداث، هي أساسا ما تدفع به من دروس، أوّلها.. السعي نحو تحسين الأداء وتنمية المواهب وتلبية التوقعات وحل المشكلات وتوجيه النتيجة النهائية.
لهذا يقال دائما إن معرفة الماضي تمنعنا من إعادة إنتاج نفس الأخطاء التي ارتكبناها في السابق، معرفة الفظائع التي ارتكبت أثناء لحظة ما من مسار شعب وتذكرها يجب أن تمنعنا من تكرارها.
إن ذكرى هذه الأحداث الماضية وإحياء ذكراها يجب أن تخدم ليس فقط الاعتراف بوجودها (وبالتالي معاناة أولئك الذين كانوا ضحاياها)، ولكن أيضًا لتعليمنا ما يجب علينا الآن تجنبه مستقبلا بأي ثمن.
نحن لا نصنع التاريخ، بل التاريخ هو الذي يصنعنا.
يرويها: أبو بكر الصغير
إنّ المثالية هي الموقف الذي بموجبه تعود كل الحقيقة إلى قرارات العقل.
الشعب الذي لا يأخذ العبرة من واقعه الذي يعيش، لا تتوقع منه أن يأخذها مما ترويه الكتب، هكذا يقال.
فما بالأمر بشعب جاهل لا يقرأ، إذا فتح كتابا ليس إلاّ للاطلاع على ما تخفيه له الكواكب، أو بحثا عن علاج رعواني أو حتى سحر يجلب الطالع والحبيب وينتقم من عدو!.
هل محكوم علينا أن نتحوَل إلى فئران تجارب مخابر لتطبق علينا نظريات وطروحات ورؤى سياسية لأناس جهلة فشلة تسلّطوا علينا طوال عشرية مضت باسم ثورة لم نر قبل يومين شعبا احتفل بذكراها كما قام في لحظة وقوعها .
نزل قليل من المعارضين، بقوا أسيرين في مربع حلم مستحيل ولن يعود ويأتي أبدا .
توفي أحمد الحفناوي رحمه الله، وهو الذي ذاع صيته كلّ أنحاء العالم بجملته الشهيرة: "هرمنا، من أجل هذه اللحظة التاريخية".
قناة "الجزيرة" الذي وصفته بأيقونة الثورة والربيع العربي احتفت به كما لم تحتف بأيّ زعيم أو قائد عربي آخر بما في ذلك "أبو عبيدة".. كانت تمرّر ومضته عشرات المرات في اليوم الواحد، بل تنقل كلّ ما قاله عندما توجه للشباب رادا عليهم:"فرصتكم أيها الشباب التونسي، الآن تستطيعون أن تقدّموا لتونس ما لم نقدّم لها نحن".
بعض الألسن الخبيثة، تقول إنّ الحفناوي نفسه ندم على تصريحه هذا وتراجع، بل تدهورت أموره اجتماعيا !!.
الذاكرة هي شرط لحيوية الإنسان وعامل اعتلال للإنسان في نفس الوقت، وعلى العكس من ذلك، فإن النسيان هو في الوقت نفسه نقص ونقص في الذاكرة وشرط إمكانية بداية جديدة، وتجديد الحيوية، والانفتاح الواثق على المجهول الذي هو الحاضر والمستقبل. وللذاكرة في الواقع معنى تحسيني، يتوافق مع الرأي العام، ويعني:الموثوقية، والثبات، وروح النتيجة، والجدية، والعظمة..
وذاكرة الأحداث، هي أساسا ما تدفع به من دروس، أوّلها.. السعي نحو تحسين الأداء وتنمية المواهب وتلبية التوقعات وحل المشكلات وتوجيه النتيجة النهائية.
لهذا يقال دائما إن معرفة الماضي تمنعنا من إعادة إنتاج نفس الأخطاء التي ارتكبناها في السابق، معرفة الفظائع التي ارتكبت أثناء لحظة ما من مسار شعب وتذكرها يجب أن تمنعنا من تكرارها.
إن ذكرى هذه الأحداث الماضية وإحياء ذكراها يجب أن تخدم ليس فقط الاعتراف بوجودها (وبالتالي معاناة أولئك الذين كانوا ضحاياها)، ولكن أيضًا لتعليمنا ما يجب علينا الآن تجنبه مستقبلا بأي ثمن.