كشف رئيس الجمعية التونسية لمصنعي مكونات السيارات نبهان بوشعالة، في تصريح لـ"الصباح"، موفى الأسبوع الماضي، عن برنامج متنوع لتطوير صناعة مكونات السيارات في تونس، تبدأ انطلاقا من تحييد الكربون واحترام المعايير الأوروبية والعالمية في مجال التصدير، بالإضافة الى مواصلة تنويع الأسواق، والرفع من حجم صادرات تونس في مكونات السيارات خلال 2024.
وقال نبهان عقب مؤتمر صحفي نظمته الجمعية التونسية لمصنعي مكونات السيارات، موفى الأسبوع الماضي، في احد الفنادق بالعاصمة تحت شعار "صناعة السيارات: تمكين مستقبل التنقل"، أن آفاق قطاع مكونات السيارات في تونس اليوم جيدة، إلا أنه مازال الكثير من البرامج التي وجب العمل عليها، أبرزها احترام المعايير الأوروبية والعالمية الصادرة مؤخرا في مجال تحييد الكربون، مبرزا وجود خطة عمل بالتعاون مع القطاع الخاص والعام، لتطوير أداء المصانع التونسية خلال السنوات القادمة، والرفع من الطاقة التشغيلية بهذه المصانع، بالإضافة الى تنويع الأسواق للرفع من حجم الصادرات.
وقدم نبهان بوشعالة، خلال كلمته، تعريفا للجمعية مؤكدا على دورها الأساسي في دعم صناعة السيارات التونسية، معربا عن امتنانه للمؤسسات العمومية والخاصة وشركاء وأعضاء هيئة الجمعية وكذلك كافة الشركات في القطاع على التزامهم الثابت ومساهمتهم في دفع التشغيل والصادرات والناتج المحلي الإجمالي الوطني في ظل وضعية اقتصادية صعبة تعيشها البلاد.
كما لفت بوشعالة الى أهمية التوقيع على اتفاق التنافسية مع وزارة الصناعة والمعادن والطاقة في جويلية 2022 بحضور رئيس الحكومة، مبرزا أن هذا الاتفاق الذي جاء نتيجة شراكة بين القطاعين العام والخاص، يهدف إلى تحفيز قطاع السيارات في تونس بشكل فعال، مما يعكس الالتزام الجماعي بتركيز صناعة قوية وتنافسية. كما يهدف الاتفاق أيضا إلى تحفيز كبير للاستثمار في القطاع وخلق 60 ألف موطن شغل إضافي بنسبة من المرجح أن تبلغ 19 % سنة 2027 مقابل 12 % سنة 2021.
من جانبها، شددت نائبة رئيس الجمعية مريم اللومي في تصريح لـ"الصباح"، على أهمية البرنامج القادم لتطوير المصانع التونسية في مجال صناعة مكونات السيارات، واحترامها للمعايير الدولية في مجال تحييد الكربون، مؤكدة وجود خطة عمل بالتعاون مع "GIZ"، للرفع من كفاءة المصانع التونسية خلال السنوات القادمة.
تحديات التلوث الكربوني
وكشفت مريم اللومي في حديثها عن تحديات قطاع صناعة السيارات مركزة على 3 جوانب وهي البيئة وكل ما هو اجتماعي وكذلك الحوكمة. كما أشارت اللومي إلى أهمية الحد من الثلوث الكربوني في التنمية المستدامة للصناعة والاستثمار الكبير للشركات في عدة مجالات مثل البصمة الكربونية، والطاقات المتجددة، وإعادة تدوير المواد، إعادة تدوير المياه، وغيرها.
من جهتها كشفت رئيسة لجنة الابتكار والاتصال صلب الجمعية لمياء الفوراتي عن إستراتيجية الاتصال الجديدة لـTAA. وأكدت أن تونس وجهة أساسية لمستقبل التنقل نظرا لاحتوائها على عدة مميزات وهي الذكاء والتنافسية والاستدامة.
وترغب الجمعية التونسية لمصنعي مكونات السيارات في جعل تونس وجهة ذات قيمة مضافة عالية للاستثمار في قطاع السيارات وكذلك لتوفير مصادر لسلسلة التوريد الحالية والمستقبلية، وهو بديل "الابتكار بأفضل التكلفة".
وقد استهلت الفوراتي الترويج لقطاع السيارات التونسي، من خلال إطلاق الفيلم الترويجي لقطاع صناعة السيارات في تونس "صناعة السيارات التونسية: تمكين لمستقبل التنقل"، ودعت الحاضرين ليكونوا سفراء للقطاع بهدف النهوض بقطاع صناعة السيارات في تونس.
الشركات الناشئة للرفع من كفاءة المصانع
كما لفتت الفوراتي في تصريح لـ"الصباح"، عن برنامج يتعلق بمرافقة الشركات الناشئة في برامج المصانع مستقبلا، حيث سيقع الاستفادة من هذه الخبرات في المشاريع التكنولوجية داخل مصانع مكونات السيارات، والعمل على تطوير أداء هذه المصانع مستقبلا، حتى تتمكن من رفع صادراتها وإيراداتها.
وتواصل الجمعية التونسية لمصنعي مكونات السيارات بذل الجهود لتطوير صناعة السيارات التونسية ملتزمة بالحفاظ على الحوار المفتوح مع جميع الأطراف المتداخلة بالقطاع من أجل ضمان مستقبل مزدهر ومستدام.
وتجدر الإشارة الى أن هذه المبادرة تحظى بدعم من مبادرة الاستثمار من أجل الوظائف - المبادرة الخاصة "التشغيل اللائق در انتقال عادل"، من خلال مشروع "شراكات من أجل التشغيل ودعم الشركات الصغرى والمتوسطة في تونس 2"، بتكليف من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) وتنفذه GIZ تونس بالتعاون المشترك مع وزارة الصناعة والمعادن والطاقة التونسية.
وتعد الجمعية التونسية لصناعة مكونات السيارات، جمعية غير ربحية تم إنشاؤها في فيفري سنة 2016 بمبادرة من الفاعلين الرئيسيين في قطاع صناعة مكونات السيارات في تونس من أجل تعزيز التبادل والتعاون بين الشركات في القطاع الصناعي بهدف تطوير وتعزيز أداء القطاع.
وتسعى الجمعية جاهدة لخلق بيئة جاذبة لتطوير صناعة السيارات في تونس. كما تنظم الجمعية وتشارك في جميع الأحداث في تونس والخارج من أجل تعزيز ودعم قطاع السيارات التونسي والشركات المكونة له.
كما تعد صناعة مكونات السيارات من القطاعات الصناعية المهمة في تونس، حيث توفر فرص عمل لآلاف العمال وتساهم في الناتج المحلي الإجمالي. ومع ذلك، تواجه هذه الصناعة تحديات عديدة خلال عام 2024، أبرزها ارتفاع أسعار المواد الخام، حيث ارتفعت أسعار المواد الخام المستخدمة في صناعة مكونات السيارات بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج لدى الشركات التونسية، كما تعاني الشركات التونسية من نقص التمويل، مما يحد من قدرتها على الاستثمار في تطوير قدراتها الإنتاجية وتحسين جودة منتجاتها.
وبالإضافة الى هذه العوامل، تواجه الشركات التونسية منافسة شرسة من الشركات العالمية في الأسواق العالمية، مما يضع ضغوطا على أرباحها.
ارتفاع أسعار المواد الخام
ويعد ارتفاع أسعار المواد الخام من التحديات الرئيسية التي تواجه صناعة مكونات السيارات في تونس خلال عام 2024. وارتفعت أسعار المواد الخام المستخدمة في صناعة مكونات السيارات بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، نتيجة لارتفاع أسعار النفط والغاز وزيادة الطلب العالمي على هذه المواد.
وتشمل أهم المواد الخام المستخدمة في صناعة مكونات السيارات الحديد والصلب، حيث ارتفعت أسعار الحديد والصلب بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج لدى الشركات التونسية التي تعتمد على هذه المواد في إنتاج مكونات السيارات، كما ارتفعت أسعار البلاستيك بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج لدى الشركات التونسية التي تعتمد على هذه المواد في إنتاج مكونات السيارات.، بالإضافة الى ارتفاع أسعار المواد الكهربائية والإلكترونية بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج لدى الشركات التونسية التي تعتمد على هذه المواد في إنتاج مكونات السيارات.
نقص التمويل
وتعاني الشركات التونسية من نقص التمويل، مما يحد من قدرتها على الاستثمار في تطوير قدراتها الإنتاجية وتحسين جودة منتجاتها. ويرجع نقص التمويل إلى عدة أسباب، منها ارتفاع معدلات الفائدة في تونس خلال العام الماضي، مما أدى إلى زيادة تكلفة الاقتراض لدى الشركات التونسية، وتراجع عوائد الاستثمار في تونس خلال العام الماضي، مما أدى إلى تراجع اهتمام المستثمرين بالقطاع الخاص.
واتخذت الحكومة التونسية، مؤخرا ، إجراءات احترازية خلال السنوات الماضية، بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، مما أدى إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي لهذه المؤسسات، وتراجع الاستثمارات.
كما تواجه الشركات التونسية منافسة شرسة من الشركات العالمية في الأسواق العالمية، مما يضع ضغوطا على أرباحها. وتتميز الشركات العالمية بقدرات إنتاجية عالية ومنتجات ذات جودة عالية، مما يجعلها قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية. وتشمل أهم الشركات العالمية التي تنافس الشركات التونسية في الأسواق العالمية فولكسفاغن، حيث تعد شركة فولكسفاغن الألمانية من أكبر الشركات المصنعة للسيارات في العالم، وتمتلك مصنعا في تونس، وشركة بيجو الفرنسية التي تعد من أكبر الشركات المصنعة للسيارات في العالم، وتمتلك مصنعا في تونس، كما تعد شركة ستروين الفرنسية من أكبر الشركات المصنعة للسيارات في العالم، وتمتلك مصنعا في تونس.
الحلول المقترحة
ولمواجهة التحديات التي تواجه صناعة مكونات السيارات في تونس خلال عام 2024، تطرح عدة حلول، من أهمها دعم الحكومة للقطاع، حيث يمكن للحكومة التونسية دعم القطاع من خلال تقديم قروض ميسرة للشركات التونسية وتوفير الدعم الفني والمالي لتحسين قدراتها الإنتاجية، بالإضافة الى دعمها في تصدير منتجاتها الى مختلف الأسواق العالمية، ما يرفع من إيرادات القيمة المضافة.
وما تزال صناعة مكونات السيارات في تونس، تواجه، تحديات عديدة خلال عام 2024، مما يتطلب اتخاذ إجراءات من أجل مواجهتها وحماية هذا القطاع المهم من أي هزات على المدى القصير والمتوسط.
قريبا بعث فرع "ايتيلوغ" المختصة في صناعة مكونات السيارات بالقيروان
سيتم قريبا بعث أوّل فرع لمؤسسة "ايتيلوغ"، الموجودة بمدينة بريشوف شرق سلوفاكيا، والمتخصصة في تصنيع الإكسسوارات الخاصة والضرورية لصناعة السيّارات والطائرات، بالمنطقة الصناعية السبيخة 2 بالقيروان (مركز تونس).
وسيساهم المشروع في بعث 210 موطن شغل في مرحلة أولى، وفق بلاغ صادر، أمس، عن وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي.
وفي إطار الإعداد لتركيز الفرع، الذّي يعد الأوّل للشركة في أفريقيا، أدّى وفد عن الشركة السويسرية، التّي تمتلك ثلاثة مواقع إنتاج في أوروبا الشرقية، مؤخرا، زيارة إلى تونس لأجل "متابعة الحوار في ما يتعلّق بمدى تقدم تركيز فرع إيتيلوغ".
وجرى، في هذا السياق، عقد عدّة اجتماعات بين الرئيس المدير العام للمؤسسة، جوزاف جوهانس إبنات، ومدير ايتولوغ تونس، بوزيان قماري، والمدير العام لوكالة النهوض بالاستثمار الخارجي، جلال الطبيب، ومدير وكالة النهوض بالصناعة والتجديد، عمر بوزوادة. وأكّد الطرفان دعمهم لمبادرة تركيز إيتيلوغ تونس، وفق ما أورده المصدر ذاته.
يشار إلى أنّ "إيتيلوغ"، هي احدى المؤسسات العالمية المتخصصة في صناعة الإكسسوارات الخاصة اللازمة لصناعات السيارات والطائرات.
وتعد صناعة مكوّنات السيّارات من بين القطاعات، التّي تشهد نموّ هامّا في تونس، كما أنّها من القطاعات الداعمة للاقتصاد.
وتضم تونس حاليا حوالي 200 مؤسسة تنشط في قطاع السيّارات، وتمثل 16 بالمائة من إجمالي صادرات البلاد.
سفيان المهداوي
تونس- الصباح
كشف رئيس الجمعية التونسية لمصنعي مكونات السيارات نبهان بوشعالة، في تصريح لـ"الصباح"، موفى الأسبوع الماضي، عن برنامج متنوع لتطوير صناعة مكونات السيارات في تونس، تبدأ انطلاقا من تحييد الكربون واحترام المعايير الأوروبية والعالمية في مجال التصدير، بالإضافة الى مواصلة تنويع الأسواق، والرفع من حجم صادرات تونس في مكونات السيارات خلال 2024.
وقال نبهان عقب مؤتمر صحفي نظمته الجمعية التونسية لمصنعي مكونات السيارات، موفى الأسبوع الماضي، في احد الفنادق بالعاصمة تحت شعار "صناعة السيارات: تمكين مستقبل التنقل"، أن آفاق قطاع مكونات السيارات في تونس اليوم جيدة، إلا أنه مازال الكثير من البرامج التي وجب العمل عليها، أبرزها احترام المعايير الأوروبية والعالمية الصادرة مؤخرا في مجال تحييد الكربون، مبرزا وجود خطة عمل بالتعاون مع القطاع الخاص والعام، لتطوير أداء المصانع التونسية خلال السنوات القادمة، والرفع من الطاقة التشغيلية بهذه المصانع، بالإضافة الى تنويع الأسواق للرفع من حجم الصادرات.
وقدم نبهان بوشعالة، خلال كلمته، تعريفا للجمعية مؤكدا على دورها الأساسي في دعم صناعة السيارات التونسية، معربا عن امتنانه للمؤسسات العمومية والخاصة وشركاء وأعضاء هيئة الجمعية وكذلك كافة الشركات في القطاع على التزامهم الثابت ومساهمتهم في دفع التشغيل والصادرات والناتج المحلي الإجمالي الوطني في ظل وضعية اقتصادية صعبة تعيشها البلاد.
كما لفت بوشعالة الى أهمية التوقيع على اتفاق التنافسية مع وزارة الصناعة والمعادن والطاقة في جويلية 2022 بحضور رئيس الحكومة، مبرزا أن هذا الاتفاق الذي جاء نتيجة شراكة بين القطاعين العام والخاص، يهدف إلى تحفيز قطاع السيارات في تونس بشكل فعال، مما يعكس الالتزام الجماعي بتركيز صناعة قوية وتنافسية. كما يهدف الاتفاق أيضا إلى تحفيز كبير للاستثمار في القطاع وخلق 60 ألف موطن شغل إضافي بنسبة من المرجح أن تبلغ 19 % سنة 2027 مقابل 12 % سنة 2021.
من جانبها، شددت نائبة رئيس الجمعية مريم اللومي في تصريح لـ"الصباح"، على أهمية البرنامج القادم لتطوير المصانع التونسية في مجال صناعة مكونات السيارات، واحترامها للمعايير الدولية في مجال تحييد الكربون، مؤكدة وجود خطة عمل بالتعاون مع "GIZ"، للرفع من كفاءة المصانع التونسية خلال السنوات القادمة.
تحديات التلوث الكربوني
وكشفت مريم اللومي في حديثها عن تحديات قطاع صناعة السيارات مركزة على 3 جوانب وهي البيئة وكل ما هو اجتماعي وكذلك الحوكمة. كما أشارت اللومي إلى أهمية الحد من الثلوث الكربوني في التنمية المستدامة للصناعة والاستثمار الكبير للشركات في عدة مجالات مثل البصمة الكربونية، والطاقات المتجددة، وإعادة تدوير المواد، إعادة تدوير المياه، وغيرها.
من جهتها كشفت رئيسة لجنة الابتكار والاتصال صلب الجمعية لمياء الفوراتي عن إستراتيجية الاتصال الجديدة لـTAA. وأكدت أن تونس وجهة أساسية لمستقبل التنقل نظرا لاحتوائها على عدة مميزات وهي الذكاء والتنافسية والاستدامة.
وترغب الجمعية التونسية لمصنعي مكونات السيارات في جعل تونس وجهة ذات قيمة مضافة عالية للاستثمار في قطاع السيارات وكذلك لتوفير مصادر لسلسلة التوريد الحالية والمستقبلية، وهو بديل "الابتكار بأفضل التكلفة".
وقد استهلت الفوراتي الترويج لقطاع السيارات التونسي، من خلال إطلاق الفيلم الترويجي لقطاع صناعة السيارات في تونس "صناعة السيارات التونسية: تمكين لمستقبل التنقل"، ودعت الحاضرين ليكونوا سفراء للقطاع بهدف النهوض بقطاع صناعة السيارات في تونس.
الشركات الناشئة للرفع من كفاءة المصانع
كما لفتت الفوراتي في تصريح لـ"الصباح"، عن برنامج يتعلق بمرافقة الشركات الناشئة في برامج المصانع مستقبلا، حيث سيقع الاستفادة من هذه الخبرات في المشاريع التكنولوجية داخل مصانع مكونات السيارات، والعمل على تطوير أداء هذه المصانع مستقبلا، حتى تتمكن من رفع صادراتها وإيراداتها.
وتواصل الجمعية التونسية لمصنعي مكونات السيارات بذل الجهود لتطوير صناعة السيارات التونسية ملتزمة بالحفاظ على الحوار المفتوح مع جميع الأطراف المتداخلة بالقطاع من أجل ضمان مستقبل مزدهر ومستدام.
وتجدر الإشارة الى أن هذه المبادرة تحظى بدعم من مبادرة الاستثمار من أجل الوظائف - المبادرة الخاصة "التشغيل اللائق در انتقال عادل"، من خلال مشروع "شراكات من أجل التشغيل ودعم الشركات الصغرى والمتوسطة في تونس 2"، بتكليف من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) وتنفذه GIZ تونس بالتعاون المشترك مع وزارة الصناعة والمعادن والطاقة التونسية.
وتعد الجمعية التونسية لصناعة مكونات السيارات، جمعية غير ربحية تم إنشاؤها في فيفري سنة 2016 بمبادرة من الفاعلين الرئيسيين في قطاع صناعة مكونات السيارات في تونس من أجل تعزيز التبادل والتعاون بين الشركات في القطاع الصناعي بهدف تطوير وتعزيز أداء القطاع.
وتسعى الجمعية جاهدة لخلق بيئة جاذبة لتطوير صناعة السيارات في تونس. كما تنظم الجمعية وتشارك في جميع الأحداث في تونس والخارج من أجل تعزيز ودعم قطاع السيارات التونسي والشركات المكونة له.
كما تعد صناعة مكونات السيارات من القطاعات الصناعية المهمة في تونس، حيث توفر فرص عمل لآلاف العمال وتساهم في الناتج المحلي الإجمالي. ومع ذلك، تواجه هذه الصناعة تحديات عديدة خلال عام 2024، أبرزها ارتفاع أسعار المواد الخام، حيث ارتفعت أسعار المواد الخام المستخدمة في صناعة مكونات السيارات بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج لدى الشركات التونسية، كما تعاني الشركات التونسية من نقص التمويل، مما يحد من قدرتها على الاستثمار في تطوير قدراتها الإنتاجية وتحسين جودة منتجاتها.
وبالإضافة الى هذه العوامل، تواجه الشركات التونسية منافسة شرسة من الشركات العالمية في الأسواق العالمية، مما يضع ضغوطا على أرباحها.
ارتفاع أسعار المواد الخام
ويعد ارتفاع أسعار المواد الخام من التحديات الرئيسية التي تواجه صناعة مكونات السيارات في تونس خلال عام 2024. وارتفعت أسعار المواد الخام المستخدمة في صناعة مكونات السيارات بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، نتيجة لارتفاع أسعار النفط والغاز وزيادة الطلب العالمي على هذه المواد.
وتشمل أهم المواد الخام المستخدمة في صناعة مكونات السيارات الحديد والصلب، حيث ارتفعت أسعار الحديد والصلب بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج لدى الشركات التونسية التي تعتمد على هذه المواد في إنتاج مكونات السيارات، كما ارتفعت أسعار البلاستيك بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج لدى الشركات التونسية التي تعتمد على هذه المواد في إنتاج مكونات السيارات.، بالإضافة الى ارتفاع أسعار المواد الكهربائية والإلكترونية بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج لدى الشركات التونسية التي تعتمد على هذه المواد في إنتاج مكونات السيارات.
نقص التمويل
وتعاني الشركات التونسية من نقص التمويل، مما يحد من قدرتها على الاستثمار في تطوير قدراتها الإنتاجية وتحسين جودة منتجاتها. ويرجع نقص التمويل إلى عدة أسباب، منها ارتفاع معدلات الفائدة في تونس خلال العام الماضي، مما أدى إلى زيادة تكلفة الاقتراض لدى الشركات التونسية، وتراجع عوائد الاستثمار في تونس خلال العام الماضي، مما أدى إلى تراجع اهتمام المستثمرين بالقطاع الخاص.
واتخذت الحكومة التونسية، مؤخرا ، إجراءات احترازية خلال السنوات الماضية، بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، مما أدى إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي لهذه المؤسسات، وتراجع الاستثمارات.
كما تواجه الشركات التونسية منافسة شرسة من الشركات العالمية في الأسواق العالمية، مما يضع ضغوطا على أرباحها. وتتميز الشركات العالمية بقدرات إنتاجية عالية ومنتجات ذات جودة عالية، مما يجعلها قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية. وتشمل أهم الشركات العالمية التي تنافس الشركات التونسية في الأسواق العالمية فولكسفاغن، حيث تعد شركة فولكسفاغن الألمانية من أكبر الشركات المصنعة للسيارات في العالم، وتمتلك مصنعا في تونس، وشركة بيجو الفرنسية التي تعد من أكبر الشركات المصنعة للسيارات في العالم، وتمتلك مصنعا في تونس، كما تعد شركة ستروين الفرنسية من أكبر الشركات المصنعة للسيارات في العالم، وتمتلك مصنعا في تونس.
الحلول المقترحة
ولمواجهة التحديات التي تواجه صناعة مكونات السيارات في تونس خلال عام 2024، تطرح عدة حلول، من أهمها دعم الحكومة للقطاع، حيث يمكن للحكومة التونسية دعم القطاع من خلال تقديم قروض ميسرة للشركات التونسية وتوفير الدعم الفني والمالي لتحسين قدراتها الإنتاجية، بالإضافة الى دعمها في تصدير منتجاتها الى مختلف الأسواق العالمية، ما يرفع من إيرادات القيمة المضافة.
وما تزال صناعة مكونات السيارات في تونس، تواجه، تحديات عديدة خلال عام 2024، مما يتطلب اتخاذ إجراءات من أجل مواجهتها وحماية هذا القطاع المهم من أي هزات على المدى القصير والمتوسط.
قريبا بعث فرع "ايتيلوغ" المختصة في صناعة مكونات السيارات بالقيروان
سيتم قريبا بعث أوّل فرع لمؤسسة "ايتيلوغ"، الموجودة بمدينة بريشوف شرق سلوفاكيا، والمتخصصة في تصنيع الإكسسوارات الخاصة والضرورية لصناعة السيّارات والطائرات، بالمنطقة الصناعية السبيخة 2 بالقيروان (مركز تونس).
وسيساهم المشروع في بعث 210 موطن شغل في مرحلة أولى، وفق بلاغ صادر، أمس، عن وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي.
وفي إطار الإعداد لتركيز الفرع، الذّي يعد الأوّل للشركة في أفريقيا، أدّى وفد عن الشركة السويسرية، التّي تمتلك ثلاثة مواقع إنتاج في أوروبا الشرقية، مؤخرا، زيارة إلى تونس لأجل "متابعة الحوار في ما يتعلّق بمدى تقدم تركيز فرع إيتيلوغ".
وجرى، في هذا السياق، عقد عدّة اجتماعات بين الرئيس المدير العام للمؤسسة، جوزاف جوهانس إبنات، ومدير ايتولوغ تونس، بوزيان قماري، والمدير العام لوكالة النهوض بالاستثمار الخارجي، جلال الطبيب، ومدير وكالة النهوض بالصناعة والتجديد، عمر بوزوادة. وأكّد الطرفان دعمهم لمبادرة تركيز إيتيلوغ تونس، وفق ما أورده المصدر ذاته.
يشار إلى أنّ "إيتيلوغ"، هي احدى المؤسسات العالمية المتخصصة في صناعة الإكسسوارات الخاصة اللازمة لصناعات السيارات والطائرات.
وتعد صناعة مكوّنات السيّارات من بين القطاعات، التّي تشهد نموّ هامّا في تونس، كما أنّها من القطاعات الداعمة للاقتصاد.
وتضم تونس حاليا حوالي 200 مؤسسة تنشط في قطاع السيّارات، وتمثل 16 بالمائة من إجمالي صادرات البلاد.