كما كان متوقعا رفض كيان الاحتلال الاتهامات التي رفعتها جنوب إفريقيا ضده بارتكاب جرائم إبادة ضد أهالي القطاع في غزة وفي الضفة.. والأكيد أنه دأب على الهروب من المساءلة والمحاسبة وتحمل المسؤولية ومن دأب على التمتع بالحصانة غير الشرعية للحليف الغربي لن يتخلى عن مكابرته وغطرسته ببساطة.. ولكن المتتبع لجلسة دفاع فريق الاحتلال أمس في قصر السلام بالعاصمة الهولندية لاهاي يمكن أن يدرك دون عناء للتوتر والإحراج الواضع على ملامح الفريق الإسرائيلي الذي لجأ كعادته إلى التخفي في دور الضحية والمظلومية ورفع شعار حق الدفاع عن النفس.. بل إن محامي دولة الاحتلال الإسرائيلي، أمام محكمة العدل الدولية، البريطاني مالكوم شو، وقع في موقف محرج، بعد أن تلعثم ثم اكتشف أنه أضاع أحد أوراق القضية، وفي مُرافعته، وقال شو في محاولة لإيجاد مخرج "إن محكمة العدل الدولية ليس لها اختصاص بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، لإصدار أمر لها بوقف عملياتها العسكرية في قطاع غزة."
ونكاد نجزم أن وزير عدل جنوب أفريقيا رونالد لامولا لم يجانب الصواب بما خلص إليه من أن فريق دفاع كيان الاحتلال اخفق في الرد على ما تقدم به فريق جنوب إفريقيا الذي تقدم بالدعوى ضد إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة..
وبين سلاسة وثبات وقوة حجة أحفاد مانديلا وهم أساتذة ومراجع في القانون وما قدموه للمحكمة من قرائن وشهادات وخرائط عن المقابر الجماعية والقنابل الفوسفورية واستهداف المدنيين في البيوت والمستشفيات والمدارس والمساجد وسيارات الإسعاف ومؤسسات الأمم المتحدة ومن تسجيلات لمسؤولين إسرائيليين ودعوات وتحريض على تهجير وإبادة أهالي غزة بالنووي بدا أمس الفريق الإسرائيلي تائها بل وغير مقتنع بما كان يردده أمام المحكمة رغم تجند ترسانة الإعلام الإسرائيلية ومعها الإعلام الغربي في نقل وتغطية أطوار الجلسة التي سيكون من ابرز وأهم تداعياتها تكريس القناعة لدى الرأي العام الدولي بتورط هذا الكيان في جرائم إبادة جماعية في حق الشعب الفلسطيني بل والأرجح أن ما حدث سيدفع إلى النبش في مختلف جرائم الاحتلال منذ أربعينات القرن الماضي حتى اليوم وقد بدأت عديد المواقع تبحث في الوثائق المسجلة وتعيد إلى السطح أحداث ووقائع جرائم إبادة تورطت فيها عصابات الهاغانه والشترن من قبية إلى دير ياسين وطنطورة وعيلبون والأقصى والخليل وغزة وصبرا وشاتيلا والجولان وغيرها من الجرائم المنسية التي يكتشفها جزء مهم من الرأي العام الدولي لأول مرة...
جلسة الأمس في لاهاي وهي الثانية في جلسات العدل الدولية وكانت الكلمة فيها للمعتدي كانت ملامح الفشل واضحة على وجوه الفريق الإسرائيلي الذي ظل يردد خطاب مسؤولي إسرائيل من رئيس الوزراء إلى وزير الحرب والتي تراوح في حق إسرائيل في الدفاع عن النفس والتوقف عند السابع من أكتوبر وكأن تاريخ الاحتلال بدأ مع عملية "طوفان الأقصى"...
مصيبة إسرائيل أنها ترفض أن ترى أن العالم يتغير وأنه لا ينظر إلى ما يحدث في غزة بمنظار أمريكي- إسرائيلي وأن ما تقترفه آلة الاحتلال من جرائم منذ مائة يوم في قطاع غزة وفي الضفة فاقت كل التصورات وأن أشلاء الأطفال وحجم الخراب والدمار بات يفضح حكومة ناتنياهو وعصابته ويدفع آجلا أو عاجلا إلى تحريك الضمائر الميتة وإعادة إحياء القانون الدولي الذي يظل ملجأ الضعفاء في مواجهة ظلم الأقوياء ..
ربما لم ينتبه فريق دفاع كيان الاحتلال إلى أنه في الوقت الذي كان يقدم مرافعاته المشوهة كانت مختلف وسائل الإعلام تنقل استمرار القصف الدموي برا وبحرا على غزة وقتل المزيد من الأبرياء والمرضى والجرحى واستهداف الصحفيين حتى لا يواصلوا نقل الحقائق للعالم.. ما حدث في غزة بالأمس فقط كفيل بملاحقة فريق مجرمي الحرب الإسرائيليين.. الأكيد أن محاكمة العدل الدولية ستكون لها تداعياتها على مصداقية إسرائيل لدى حلفائها والإضرار بمكانتها وعلاقاتها ومصالحها وخلق رأي عام دولي مناهض لها، وملاحقة مسؤوليها في الخارج ورفض تزويدها بالسلاح.
قد لا يكون ذلك غدا ولكنه قادم حتما وإلا فإنه انهيار ما بقي من العدل الدولية والمنظمات الأممية والتأسيس لقانون الغاب ...
اسيا العتروس
كما كان متوقعا رفض كيان الاحتلال الاتهامات التي رفعتها جنوب إفريقيا ضده بارتكاب جرائم إبادة ضد أهالي القطاع في غزة وفي الضفة.. والأكيد أنه دأب على الهروب من المساءلة والمحاسبة وتحمل المسؤولية ومن دأب على التمتع بالحصانة غير الشرعية للحليف الغربي لن يتخلى عن مكابرته وغطرسته ببساطة.. ولكن المتتبع لجلسة دفاع فريق الاحتلال أمس في قصر السلام بالعاصمة الهولندية لاهاي يمكن أن يدرك دون عناء للتوتر والإحراج الواضع على ملامح الفريق الإسرائيلي الذي لجأ كعادته إلى التخفي في دور الضحية والمظلومية ورفع شعار حق الدفاع عن النفس.. بل إن محامي دولة الاحتلال الإسرائيلي، أمام محكمة العدل الدولية، البريطاني مالكوم شو، وقع في موقف محرج، بعد أن تلعثم ثم اكتشف أنه أضاع أحد أوراق القضية، وفي مُرافعته، وقال شو في محاولة لإيجاد مخرج "إن محكمة العدل الدولية ليس لها اختصاص بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، لإصدار أمر لها بوقف عملياتها العسكرية في قطاع غزة."
ونكاد نجزم أن وزير عدل جنوب أفريقيا رونالد لامولا لم يجانب الصواب بما خلص إليه من أن فريق دفاع كيان الاحتلال اخفق في الرد على ما تقدم به فريق جنوب إفريقيا الذي تقدم بالدعوى ضد إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة..
وبين سلاسة وثبات وقوة حجة أحفاد مانديلا وهم أساتذة ومراجع في القانون وما قدموه للمحكمة من قرائن وشهادات وخرائط عن المقابر الجماعية والقنابل الفوسفورية واستهداف المدنيين في البيوت والمستشفيات والمدارس والمساجد وسيارات الإسعاف ومؤسسات الأمم المتحدة ومن تسجيلات لمسؤولين إسرائيليين ودعوات وتحريض على تهجير وإبادة أهالي غزة بالنووي بدا أمس الفريق الإسرائيلي تائها بل وغير مقتنع بما كان يردده أمام المحكمة رغم تجند ترسانة الإعلام الإسرائيلية ومعها الإعلام الغربي في نقل وتغطية أطوار الجلسة التي سيكون من ابرز وأهم تداعياتها تكريس القناعة لدى الرأي العام الدولي بتورط هذا الكيان في جرائم إبادة جماعية في حق الشعب الفلسطيني بل والأرجح أن ما حدث سيدفع إلى النبش في مختلف جرائم الاحتلال منذ أربعينات القرن الماضي حتى اليوم وقد بدأت عديد المواقع تبحث في الوثائق المسجلة وتعيد إلى السطح أحداث ووقائع جرائم إبادة تورطت فيها عصابات الهاغانه والشترن من قبية إلى دير ياسين وطنطورة وعيلبون والأقصى والخليل وغزة وصبرا وشاتيلا والجولان وغيرها من الجرائم المنسية التي يكتشفها جزء مهم من الرأي العام الدولي لأول مرة...
جلسة الأمس في لاهاي وهي الثانية في جلسات العدل الدولية وكانت الكلمة فيها للمعتدي كانت ملامح الفشل واضحة على وجوه الفريق الإسرائيلي الذي ظل يردد خطاب مسؤولي إسرائيل من رئيس الوزراء إلى وزير الحرب والتي تراوح في حق إسرائيل في الدفاع عن النفس والتوقف عند السابع من أكتوبر وكأن تاريخ الاحتلال بدأ مع عملية "طوفان الأقصى"...
مصيبة إسرائيل أنها ترفض أن ترى أن العالم يتغير وأنه لا ينظر إلى ما يحدث في غزة بمنظار أمريكي- إسرائيلي وأن ما تقترفه آلة الاحتلال من جرائم منذ مائة يوم في قطاع غزة وفي الضفة فاقت كل التصورات وأن أشلاء الأطفال وحجم الخراب والدمار بات يفضح حكومة ناتنياهو وعصابته ويدفع آجلا أو عاجلا إلى تحريك الضمائر الميتة وإعادة إحياء القانون الدولي الذي يظل ملجأ الضعفاء في مواجهة ظلم الأقوياء ..
ربما لم ينتبه فريق دفاع كيان الاحتلال إلى أنه في الوقت الذي كان يقدم مرافعاته المشوهة كانت مختلف وسائل الإعلام تنقل استمرار القصف الدموي برا وبحرا على غزة وقتل المزيد من الأبرياء والمرضى والجرحى واستهداف الصحفيين حتى لا يواصلوا نقل الحقائق للعالم.. ما حدث في غزة بالأمس فقط كفيل بملاحقة فريق مجرمي الحرب الإسرائيليين.. الأكيد أن محاكمة العدل الدولية ستكون لها تداعياتها على مصداقية إسرائيل لدى حلفائها والإضرار بمكانتها وعلاقاتها ومصالحها وخلق رأي عام دولي مناهض لها، وملاحقة مسؤوليها في الخارج ورفض تزويدها بالسلاح.
قد لا يكون ذلك غدا ولكنه قادم حتما وإلا فإنه انهيار ما بقي من العدل الدولية والمنظمات الأممية والتأسيس لقانون الغاب ...