إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

90 سنة تمر على تأسيسها.. " الرًشيدية ".. الصًرح الفني الذي يتهاوى

 

**الحفلات الشهرية بالمسرح البلدي التقليد الذي انفردت به الرشيدية طيلة  سنوات عديدة

**ديسمبر 1934 صدور اول قانون أساسي وجانفي 1935 اول حفل لها

**شافية رشدي اول مطربة تغني في الرشيدية

محسن بن احمد

تشهد سنة 2024 التي استقبلناها منذ أيام الذكرى التسعون لبعث وتأسيس واحدة من اعرق المدارس والفرق الموسيقية التونسية الاصيلة..

الرشيدية.. حافظة التراث الغنائي التونسي بخصوصياته وطبوعه ومقاماته.. كتبت وصاغت على مدى مسيرتها أروع الصفحات الموسيقية من خلال الحضور الفاعل والمؤثر في المشهد الموسيقى التونسي من خلال الحفلات الشهرية التي كان يحتضنها المسرح البلدي بالعاصمة ..حفلات تجمع جمهورا تونسيا متعطشا للنغمة التونسية من خلال ما تقدمه من روائع موسيقية تونسية وأصوات اختارت الطبوع التونسية للتأسيس والتأثيث لمسيرة فنية متفردة .

ولن ينسى الجمهور الحضورالمتوهج لفرقة الرشيدية في المهرجانات الدولية الصيفية ومنها على وجه الخصوص مهرجان تستور الدولي للمالوف الذي كانت تتجلى فيه هذه الفرقة العريقة في أبهى مظهر ابداعي فني اصيل عنوانه الخصوصية التونسية والاصالة والتاريخ .

انحسار مقيت

اليوم وقد اطلت علينا الذكرى التسعون لتأسيس هذا الصرح الفني العريق لف النسيان او التناسي هذه الفرقة والمدرسة الموسيقية العريقة فاختفت حفلاتها الشهرية وتفرقت ركائزها هنا وهناك إيذانا بأفول نجمها شأنها في ذلك شأن العديد مكن الفرق الموسيقية على غرار فرقة الموسيقى للإذاعة التونسية وفرقة الموسيقى لإذاعة صفاقس ...

هو غياب او تغييب وانحسار مقيت لصرح كان إلى سنوات مضت خط الدفاع الأول على الهوية التونسية في الموسيقى والأغنية ببلادنا واليوم هاهي تعيش الموت البطيء في غياب تام للمسؤولين على القطاع الموسيقى ببلادنا ....

فهل من لفتة لهذا الصرح الشامخ الذي يتهاوى دون هوادة ؟؟؟

**صفحات من تاريخ الرشيدية 

كان ليلة السبت 22 ديسمبر 1934 الموافق سنتها ليوم 17 رمضان 1353 هـ استثنائية في مسيرة جمعية الرشيدية، فقد كانت تلك الليلة شاهدة على تقديم مشروع النظام الأساسي لجمعية الرشيدية الى مؤسسيها من قبل اللجنة القانونية التي انكبّت طيلة أسبوع كامل على صياغته

وممّا جاء في أول قانون أساسي للرشيدية كما ورد في المؤلف القيم للأستاذ المختار المستيسر"نشأة الرشيدية..المعلن المخفي"

الفصل الأول:

ـ بعثت بتونس وبين الأعضاء المؤسسين لاحقا، جمعية ودية تهدف إلى:

ـ الحفاظ على الموسيقى التونسية وإحيائها وتنميتها في إطار التقاليد الغنائية التونسية السليمة

ـ تشجيع تدريس ونشر هذا الفن بين كافة شرائح السكان

ونقرأ في الفصل السابع من أول قانون أساسي

ـ تضاف إلى الهيئة ثلاث لجان تنتخب لفترة أربع سنوات من قبل المجلس العام، وتختار من بين أعضائها رئيسا وكاتبا ومقررا

أ) لجنة فنية مكلفة بالدراسات الموسيقية

ب) لجنة أدبية مكلّفة بدراسة المواضيع الأدبية المتعلقة بالموسيقى

ج) لجنة الدعاية مكلّفة بتأمين إشعاع الجمعية والدعاية لأهدافها

ومنع الفصل العاشر من أول قانون أساسي للرشيدية منعا باتا كل مناقشات سياسية أو دينية أو خارجة عن أهداف الجمعية وبيّن الفصل الحادي عشر أن موارد الجمعية تتكون من الاشتراكات السنوية للأعضاء الناشطين ومن الهبات والمنح الرسمية ومداخيل الحفلات وغيرها.

الأستاذ المختار المستيسر كشف  في كتابه القيم والممتع " نشأة الرشيدية ..المعلن والمخفي " ان  مساء الاربعاء 27 رمضان 1353ه الموافق لليوم الثاني من جانفي  1935 جانفي كان شاهدا على  حدث فني وطني استثنائي من خلال تقديم الرشيدية  أول عرض موسيقي لهده الفرقة – بعد تأسيسها – حفل احتضنه قصر الجمعيات الفرنسية» دار الثقافة ابن رشيق حاليا بالقول "اعتمدت الهيئة الوقتية على النواة الصلبة لجوقتي البارون ومقهى المرابط ونعني الفنانين محمد غانم وخميس الترنان وأقنعت شافية رشدي ثانية أشهر مطربة على الساحة بالمساهمة في العرض وأضيف إليهم الشيخ لالوبالشيشي، رغم تقدمه في السن لضمان مساندة رموز الأقلية التونسية اليهودية."

وتضمن أول حفل للرشيدية مداخلة لرئيس الجمعية مصطفى صفر مثلت دعوة إلى المثقفين بوجوب حفظ ذوق الشعب من أدران الاسفاف والضحالة والتقليد الأعمى مؤكدا على الأهداف النبيلة التي بعثت من أجلها الرشيدية وتحديد الرصيد الثمين لتراث الموشحات والأغاني ذات الطابع الوطني الأصيل.. وقدم محمد الأصرم مسامرة حول تاريخ الموسيقى التونسية كان يدعمها من حين إلى آخر بشواهد حية عن طبوع وأوزان المالوف التونسي وانطلقت إثر ذلك السهرة الموسيقية بعزف وغناء نوبة الحسين ثم بشرف «الببرز» فقصيد من نغمة العود والسلافة فأغنية "يا قداه انعاني".

وخصص الجزء الموسيقي الثاني للغناء البدوي من خلال فرقتين شعبيتين المجموعة الأولى قدمت وصلة رثاء الفنان الشعبي عبد القادر زغدودة أما الفرقة الثانية فهي فرقة فنان سيدي بوسعيد الشهير سالم بوذينة وقدمت هذه الفرقة في مقام العرضاوي "لا كنت نغني ولا نعرف الغنا" أعقبتها ملزومة "تستاهلي خلخال يا شلبية" وعادت الفرقة الوترية لتصاحب شافية رشدي في وصلة من المالوف ثم أغنية "كحلة لهذاب" واختتم الحفل بالموشح الشهير "أليف يا سلطان" علما وأن الفرقة الوترية للرشيدية ضمت: خميس الترنان ولالو بالشيشي على العود التونسي ومحمد غانم على آلة الرباب ومحمد بن الحاج على آلة الكمنجة ومحمد بن حسين على آلة الدف الذي كان منشدا أيضا إلى جانب أحمد ادريس.

90 سنة تمر على تأسيسها..   " الرًشيدية ".. الصًرح الفني الذي يتهاوى

 

**الحفلات الشهرية بالمسرح البلدي التقليد الذي انفردت به الرشيدية طيلة  سنوات عديدة

**ديسمبر 1934 صدور اول قانون أساسي وجانفي 1935 اول حفل لها

**شافية رشدي اول مطربة تغني في الرشيدية

محسن بن احمد

تشهد سنة 2024 التي استقبلناها منذ أيام الذكرى التسعون لبعث وتأسيس واحدة من اعرق المدارس والفرق الموسيقية التونسية الاصيلة..

الرشيدية.. حافظة التراث الغنائي التونسي بخصوصياته وطبوعه ومقاماته.. كتبت وصاغت على مدى مسيرتها أروع الصفحات الموسيقية من خلال الحضور الفاعل والمؤثر في المشهد الموسيقى التونسي من خلال الحفلات الشهرية التي كان يحتضنها المسرح البلدي بالعاصمة ..حفلات تجمع جمهورا تونسيا متعطشا للنغمة التونسية من خلال ما تقدمه من روائع موسيقية تونسية وأصوات اختارت الطبوع التونسية للتأسيس والتأثيث لمسيرة فنية متفردة .

ولن ينسى الجمهور الحضورالمتوهج لفرقة الرشيدية في المهرجانات الدولية الصيفية ومنها على وجه الخصوص مهرجان تستور الدولي للمالوف الذي كانت تتجلى فيه هذه الفرقة العريقة في أبهى مظهر ابداعي فني اصيل عنوانه الخصوصية التونسية والاصالة والتاريخ .

انحسار مقيت

اليوم وقد اطلت علينا الذكرى التسعون لتأسيس هذا الصرح الفني العريق لف النسيان او التناسي هذه الفرقة والمدرسة الموسيقية العريقة فاختفت حفلاتها الشهرية وتفرقت ركائزها هنا وهناك إيذانا بأفول نجمها شأنها في ذلك شأن العديد مكن الفرق الموسيقية على غرار فرقة الموسيقى للإذاعة التونسية وفرقة الموسيقى لإذاعة صفاقس ...

هو غياب او تغييب وانحسار مقيت لصرح كان إلى سنوات مضت خط الدفاع الأول على الهوية التونسية في الموسيقى والأغنية ببلادنا واليوم هاهي تعيش الموت البطيء في غياب تام للمسؤولين على القطاع الموسيقى ببلادنا ....

فهل من لفتة لهذا الصرح الشامخ الذي يتهاوى دون هوادة ؟؟؟

**صفحات من تاريخ الرشيدية 

كان ليلة السبت 22 ديسمبر 1934 الموافق سنتها ليوم 17 رمضان 1353 هـ استثنائية في مسيرة جمعية الرشيدية، فقد كانت تلك الليلة شاهدة على تقديم مشروع النظام الأساسي لجمعية الرشيدية الى مؤسسيها من قبل اللجنة القانونية التي انكبّت طيلة أسبوع كامل على صياغته

وممّا جاء في أول قانون أساسي للرشيدية كما ورد في المؤلف القيم للأستاذ المختار المستيسر"نشأة الرشيدية..المعلن المخفي"

الفصل الأول:

ـ بعثت بتونس وبين الأعضاء المؤسسين لاحقا، جمعية ودية تهدف إلى:

ـ الحفاظ على الموسيقى التونسية وإحيائها وتنميتها في إطار التقاليد الغنائية التونسية السليمة

ـ تشجيع تدريس ونشر هذا الفن بين كافة شرائح السكان

ونقرأ في الفصل السابع من أول قانون أساسي

ـ تضاف إلى الهيئة ثلاث لجان تنتخب لفترة أربع سنوات من قبل المجلس العام، وتختار من بين أعضائها رئيسا وكاتبا ومقررا

أ) لجنة فنية مكلفة بالدراسات الموسيقية

ب) لجنة أدبية مكلّفة بدراسة المواضيع الأدبية المتعلقة بالموسيقى

ج) لجنة الدعاية مكلّفة بتأمين إشعاع الجمعية والدعاية لأهدافها

ومنع الفصل العاشر من أول قانون أساسي للرشيدية منعا باتا كل مناقشات سياسية أو دينية أو خارجة عن أهداف الجمعية وبيّن الفصل الحادي عشر أن موارد الجمعية تتكون من الاشتراكات السنوية للأعضاء الناشطين ومن الهبات والمنح الرسمية ومداخيل الحفلات وغيرها.

الأستاذ المختار المستيسر كشف  في كتابه القيم والممتع " نشأة الرشيدية ..المعلن والمخفي " ان  مساء الاربعاء 27 رمضان 1353ه الموافق لليوم الثاني من جانفي  1935 جانفي كان شاهدا على  حدث فني وطني استثنائي من خلال تقديم الرشيدية  أول عرض موسيقي لهده الفرقة – بعد تأسيسها – حفل احتضنه قصر الجمعيات الفرنسية» دار الثقافة ابن رشيق حاليا بالقول "اعتمدت الهيئة الوقتية على النواة الصلبة لجوقتي البارون ومقهى المرابط ونعني الفنانين محمد غانم وخميس الترنان وأقنعت شافية رشدي ثانية أشهر مطربة على الساحة بالمساهمة في العرض وأضيف إليهم الشيخ لالوبالشيشي، رغم تقدمه في السن لضمان مساندة رموز الأقلية التونسية اليهودية."

وتضمن أول حفل للرشيدية مداخلة لرئيس الجمعية مصطفى صفر مثلت دعوة إلى المثقفين بوجوب حفظ ذوق الشعب من أدران الاسفاف والضحالة والتقليد الأعمى مؤكدا على الأهداف النبيلة التي بعثت من أجلها الرشيدية وتحديد الرصيد الثمين لتراث الموشحات والأغاني ذات الطابع الوطني الأصيل.. وقدم محمد الأصرم مسامرة حول تاريخ الموسيقى التونسية كان يدعمها من حين إلى آخر بشواهد حية عن طبوع وأوزان المالوف التونسي وانطلقت إثر ذلك السهرة الموسيقية بعزف وغناء نوبة الحسين ثم بشرف «الببرز» فقصيد من نغمة العود والسلافة فأغنية "يا قداه انعاني".

وخصص الجزء الموسيقي الثاني للغناء البدوي من خلال فرقتين شعبيتين المجموعة الأولى قدمت وصلة رثاء الفنان الشعبي عبد القادر زغدودة أما الفرقة الثانية فهي فرقة فنان سيدي بوسعيد الشهير سالم بوذينة وقدمت هذه الفرقة في مقام العرضاوي "لا كنت نغني ولا نعرف الغنا" أعقبتها ملزومة "تستاهلي خلخال يا شلبية" وعادت الفرقة الوترية لتصاحب شافية رشدي في وصلة من المالوف ثم أغنية "كحلة لهذاب" واختتم الحفل بالموشح الشهير "أليف يا سلطان" علما وأن الفرقة الوترية للرشيدية ضمت: خميس الترنان ولالو بالشيشي على العود التونسي ومحمد غانم على آلة الرباب ومحمد بن الحاج على آلة الكمنجة ومحمد بن حسين على آلة الدف الذي كان منشدا أيضا إلى جانب أحمد ادريس.