إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. معارك تحت الأرض !..

 

يرويها: أبو بكر الصغير

   إن استخدام الأنفاق في النزاعات المسلحة لا يعود تاريخه إلى عهد حركة حماس في غزة.

 تمت تجربته منذ قرون طويلة، تقريبا في كلّ الحروب الكبرى .

  لحماية نفسه من الغزوات، وجد الإنسان دائما ملجأ تحت الأرض، حتى يختفي عن أعين الغزاة المهاجمين.

  إنه موقف استجابة الضعيف في مواجهة القوي، استجابة الإنسان للنار والدمار .

   يقال إن أنفاق حماس، التي تقع في المقام الأول تحت أراضي قطاع غزة الذي تبلغ مساحتها 360 كيلومترًا مربعًا، تمتد من جنوب لبنان إلى الحدود بين قطاع غزة ومصر، بينما تصل أيضًا إلى الحدود بين إسرائيل وغزة في الشرق.

   تم بناؤها بنمط متعرج وعلى عدة مستويات، ويمكن أن يصل طولها من النهاية إلى النهاية إلى 500 كيلومتر وتتكون من 1300 مركز تجمّع عبارة عن قاعات عمليات وتخزين تحت الأرض تتوفر داخلها كلّ مرافق العيش والبقاء لأشهر طويلة   .

 تعدّ هذه الأنفاق عنصر قوّة وميزة كبيرة لجنود حماس ضد الجيش الإسرائيلي.

 بالنسبة لإسرائيل، فهي تمثل كابوسا حقيقيا.

  شيدت حماس كل نفق بأطنان من الإسمنت حتى لا ينهار، ويكون عادة عريضا إلى حد يسمح بتحرك الأفراد بسهولة وبعضها مجهز بسكك حديدية خفيفة وعربات نقل سريعة وفتحات جانبية. وتقدر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أن حماس استثمرت أكثر من ألف مليار  لحفر الأنفاق تحت الأرض، سواء تلك التي تستعمل لتهريب السلاح من جهة سيناء أم لتنفيذ عمليات في الجانب الإسرائيلي.

  وتجرب إسرائيل الآن تكنولوجيا متطورة في محاربة الأنفاق.

 ومنذ أعوام، استخدمت أفضل العلماء لتطوير تقنيات متقدمة تساعدها على ذلك وسط جدل حول نجاعة الأفكار المطروحة.

وتعتزم إسرائيل في وقت قريب تجريب مجسات استشعار جديدة لكشف الأنفاق، قبل أن تقرر إذا ما كانت ستبني جدارا إلكترونيا فاصلا في باطن الأرض بين غزة وإسرائيل.

وقال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي: إن إسرائيل تعد لإقامة شبكة من أجهزة الاستشعار في مسعى لرصد عملية بناء الأنفاق التي تصل لأراضيها من قطاع غزة، لكن الأمر قد يستغرق شهورا لتحديد إن كانت هذه التكنولوجيا ستحقق النتائج المرجوة.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن أحد أكثر الحلول المطروحة إقامة جدار تحت الأرض على عمق عشرات الأمتار، وعلى طول الحدود مع غزة (65 كيلومترا) لاعتراض الأنفاق، إضافة إلى فكرة زرع مجسات  بدل الجدران.

 تطلق إسرائيل  على هذه الأنفاق اسم "مترو غزة". يتحدث يوشيفيد ليفهستيتس، الرهينة الإسرائيلي الذي أطلق سراحه في 23 أكتوبر، عن "شبكة عنكبوتية" حقيقية تفوق خيال مهندس معماري أو مقاول إنشاءات .

  فأي عقل خطّط ورسم وحفر وشيًد هذه الأنفاق التي يتم تقديمها على أنها أحد الأصول الرئيسية لحماس في الحرب في الشرق الأوسط؟.

خلال الحرب العالمية الثانية وبين سنتي 1942 و1943 قام الجيش الألماني بحفر أنفاق بهضبة البلفيدير بتونس وركز داخلها قاعات ضخمة تحولت إلى مقر آمن لقيادة الجيوش الألمانية بشمال إفريقيا تحديدا  الجنرال الألماني " رومل" .

 وتقول بعض الروايات أن المقرّ القديم للسفارة الأمريكية بتونس لجهة ساحة باستور يرتبط بنفق نهايته قبّة الهواء وتمّ ترميمه كمخرج آمن للسفير الأمريكي في حالة طارئ ما !!.

  قبل ذلك، من لا يعرف مدينة مطماطة حيث  الأنفاق والحفر والفتحات الأرضية الموغلة بعمق داخل الجبال تشكل مآوى للسكان الأصليين ضد المعتدين. هذه الكهوف والتي تستخدم كمنازل تراث تاريخي مهم، على غرار عشرات المغارات والدواميس الأخرى  المنتشرة في  أرجاء  بلادنا .

   مهما يكن المرء  ذكيًّا، لا بدّ أن يكون على حذر من الخداع.

حكاياتهم  .. معارك تحت الأرض !..

 

يرويها: أبو بكر الصغير

   إن استخدام الأنفاق في النزاعات المسلحة لا يعود تاريخه إلى عهد حركة حماس في غزة.

 تمت تجربته منذ قرون طويلة، تقريبا في كلّ الحروب الكبرى .

  لحماية نفسه من الغزوات، وجد الإنسان دائما ملجأ تحت الأرض، حتى يختفي عن أعين الغزاة المهاجمين.

  إنه موقف استجابة الضعيف في مواجهة القوي، استجابة الإنسان للنار والدمار .

   يقال إن أنفاق حماس، التي تقع في المقام الأول تحت أراضي قطاع غزة الذي تبلغ مساحتها 360 كيلومترًا مربعًا، تمتد من جنوب لبنان إلى الحدود بين قطاع غزة ومصر، بينما تصل أيضًا إلى الحدود بين إسرائيل وغزة في الشرق.

   تم بناؤها بنمط متعرج وعلى عدة مستويات، ويمكن أن يصل طولها من النهاية إلى النهاية إلى 500 كيلومتر وتتكون من 1300 مركز تجمّع عبارة عن قاعات عمليات وتخزين تحت الأرض تتوفر داخلها كلّ مرافق العيش والبقاء لأشهر طويلة   .

 تعدّ هذه الأنفاق عنصر قوّة وميزة كبيرة لجنود حماس ضد الجيش الإسرائيلي.

 بالنسبة لإسرائيل، فهي تمثل كابوسا حقيقيا.

  شيدت حماس كل نفق بأطنان من الإسمنت حتى لا ينهار، ويكون عادة عريضا إلى حد يسمح بتحرك الأفراد بسهولة وبعضها مجهز بسكك حديدية خفيفة وعربات نقل سريعة وفتحات جانبية. وتقدر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أن حماس استثمرت أكثر من ألف مليار  لحفر الأنفاق تحت الأرض، سواء تلك التي تستعمل لتهريب السلاح من جهة سيناء أم لتنفيذ عمليات في الجانب الإسرائيلي.

  وتجرب إسرائيل الآن تكنولوجيا متطورة في محاربة الأنفاق.

 ومنذ أعوام، استخدمت أفضل العلماء لتطوير تقنيات متقدمة تساعدها على ذلك وسط جدل حول نجاعة الأفكار المطروحة.

وتعتزم إسرائيل في وقت قريب تجريب مجسات استشعار جديدة لكشف الأنفاق، قبل أن تقرر إذا ما كانت ستبني جدارا إلكترونيا فاصلا في باطن الأرض بين غزة وإسرائيل.

وقال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي: إن إسرائيل تعد لإقامة شبكة من أجهزة الاستشعار في مسعى لرصد عملية بناء الأنفاق التي تصل لأراضيها من قطاع غزة، لكن الأمر قد يستغرق شهورا لتحديد إن كانت هذه التكنولوجيا ستحقق النتائج المرجوة.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن أحد أكثر الحلول المطروحة إقامة جدار تحت الأرض على عمق عشرات الأمتار، وعلى طول الحدود مع غزة (65 كيلومترا) لاعتراض الأنفاق، إضافة إلى فكرة زرع مجسات  بدل الجدران.

 تطلق إسرائيل  على هذه الأنفاق اسم "مترو غزة". يتحدث يوشيفيد ليفهستيتس، الرهينة الإسرائيلي الذي أطلق سراحه في 23 أكتوبر، عن "شبكة عنكبوتية" حقيقية تفوق خيال مهندس معماري أو مقاول إنشاءات .

  فأي عقل خطّط ورسم وحفر وشيًد هذه الأنفاق التي يتم تقديمها على أنها أحد الأصول الرئيسية لحماس في الحرب في الشرق الأوسط؟.

خلال الحرب العالمية الثانية وبين سنتي 1942 و1943 قام الجيش الألماني بحفر أنفاق بهضبة البلفيدير بتونس وركز داخلها قاعات ضخمة تحولت إلى مقر آمن لقيادة الجيوش الألمانية بشمال إفريقيا تحديدا  الجنرال الألماني " رومل" .

 وتقول بعض الروايات أن المقرّ القديم للسفارة الأمريكية بتونس لجهة ساحة باستور يرتبط بنفق نهايته قبّة الهواء وتمّ ترميمه كمخرج آمن للسفير الأمريكي في حالة طارئ ما !!.

  قبل ذلك، من لا يعرف مدينة مطماطة حيث  الأنفاق والحفر والفتحات الأرضية الموغلة بعمق داخل الجبال تشكل مآوى للسكان الأصليين ضد المعتدين. هذه الكهوف والتي تستخدم كمنازل تراث تاريخي مهم، على غرار عشرات المغارات والدواميس الأخرى  المنتشرة في  أرجاء  بلادنا .

   مهما يكن المرء  ذكيًّا، لا بدّ أن يكون على حذر من الخداع.