قبل موسم الزراعات الكبرى تم اتخاذ جملة من الاجراءات لإنجاحه لا سيما مع إقرار توسيع المساحات المبرمجة لتبلغ 1.2 مليون هكتار، إلا أن الفلاحين في العديد من المناطق يواجهون عراقيل من شأنها التأثير سلبا على الصابة وهو ما أكده لـ"الصباح" عضو اتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف بالزراعات الكبرى محمد رجايبية الذي بين ان أبرز مشاكل الموسم تتمثل في عدم توفر الأسمدة اذ لم يقع سوى 60% منها ، بالإضافة الى نقص في بذور الشعير .
وشدد رجايبية أن عدم توفير الأسمدة والحبوب بالشكل الكافي أدى الى تفشي مظاهر الاحتكار والمضاربة ما تسبب في ارتفاع أسعار متطلبات الإنتاج.
وأشار عضو اتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف بالزراعات الكبرى أن نقص التساقطات قد يؤثر سلبا على سير الموسم .
حنان قيراط
رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحي بالقيروان لـ"الصباح".. الفلاحون ينتظرون البذور..ونقص في مستلزمات الإنتاج
كشفت المندوبية الجهوية للفلاحة بالقيروان أن المساحات المبرمجة لموسم الزراعات الكبرى موسم 2023/2024 تقدر بـ90.5 ألف هكتار ، مقابل 40.3 ألف هك خلال موسم 2022-2023 .
وتتوزع هذه المساحات الى 27.5 ألف هك مروية و63 ألف هك مطرية.
وفي هذا السياق التقت "الصباح" برئيس الإتحاد الجهوي للفلاحين بالقيروان المولدي الرمضاني الذي تحدث عن واقع قطاع الحبوب في الجهة خلال الموسم الحالي.
قطاع مصاب بمشاكل مزمنة
وصف رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحين بالقيروان المولدي الرمضاني قطاع الحبوب لـ"الصباح" بأنه مصاب بمشاكل مزمنة، وأضاف بأن وزارة الفلاحة تبرمج وتخطط من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب كل سنة دون أن تضع أرضية لمقومات نجاح لذلك .
وقال محدثنا أن مقومات نجاح الموسم يتطلب توفير البذور الممتازة في وقت البذر وإيجاد الأسمدة الفوسفورية والأزوتية و تقديم التمويل لتحفيز الفلاحين على زراعة الغراسات الكبرى.
في انتظار البذور.. والـ "د.أ.ب" و الأمونيتر حالتهما رديئة
وأشار الرمضاني الى أن 27 ألف هكتار من الأراضي السقوية (المروية) المبرمجة في ولاية القيروان لهذا الموسم في الزراعات الكبرى تتطلب 54 ألف قنطار من البذور من ديوان الحبوب إلا أن إلى يوم الناس هذا مازال عدد من الفلاحين ينتظرون الحصول على البذور في حين أن موسم البذر قد انتهى.
وبخصوص مستلزمات الإنتاج لا سيما الأسمدة ذكر الرمضاني بأن وزارة الفلاحة تعهدت بتوفير 150 ألف طن من مادة الـد.أ.ب إلا أنها لم توفر إلى حد الآن سوى 50 ألف طن، مشيرا الى أن هذا النقص سيؤثر على مردودية المحصول نظرا لعدم توفيره .
وعبر المتحدث عن استغرابه من عدم توفير وزارة الصناعة الأسمدة الكيمائية لموسم الحبوب لفائدة وزارة الفلاحة.
وفي نفس السياق ،أشار الرمضاني الى أن حاجة جهة القيروان من الأمونيتر يتطلب 100 ألف طن لـ27 ألف هكتار في القطاع السقوي، إلا أن المتوفر لا يمثل سوى جزءا صغيرا من احتياجات القطاع ، مشددا على أن عملية التزود بهذه المادة الحيوية ضعيف جدا، مضيفا أن نوعية الأمونيتر التي تم توزيعها رديئة جدا (متحجرة)
وبخصوص التمويل لقطاع الحبوب ،ذكر الرمضاني أن بنك التونسي للتضامن BTS خص فلاحي ولاية القيروان بـ 800 ألف دينار كقروض لمجابهة مصاريف انطلاق الموسم، مشيرا الى أن عدد مزارعي الحبوب في الجهة يبلغ 3000 مزارع .
وأضاف أن توزيع 800 ألف دينار على 200 فلاح لن تمكن كل فلاح سوى من مبلغ قيمته 4 آلاف دينار لن يمكنه من تغطية نفقاته.
وقال المتحدث بأن الفلاح في الجهة لا يطالب الحكومة بالتشجيع بل بتوفير مستلزمات الإنتاج لتحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة الحبوب.
مروان الدعلول
نابل..اشكاليات عند انطلاق البذر..ونقص الأسمدة يهدد الصابة
أفاد رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري محمد بن معاوية ان موسم البذر للزراعات الكبرى انتهى وعملية الإنبات كانت ممتازة بفضل نزول الغيث النافع حيث انطلقت حاليا عمليات التسميد الازوطي ومقاومة الأعشاب الطفيلية.
عبر بن معاوية ان يكون موسم الزراعات الكبرى موسما واعدا حيث ان الفلاحين استبشروا بنزول الغيث النافع لما له من فوائد عديدة على عملية الإنبات وحماية الزراعات من عديد الأمراض والآفات.
وأوضح بن معاوية انه رغم التساقطات مازال هناك نقص من حيث الأمطار وهو ما تم معاينته على مستوى نسبة امتلاء السدود حيث بقيت الكميات المسجلة بسد لبنة ضئيلة.
إشكاليات رافقت انطلاق الموسم
وأبرز محدثنا ان هناك اشكاليات عديدة رافقت انطلاق الموسم خاصة منها نقص البذور الممتازة وذات القيمة الانباتية. وأضاف قائلا :"عانينا من قلة البذور الممتازة للقمح والشعير على حد السواء. "
وقال رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بمنزل تميم محمد بن معاوية في تصريح لجريدة "الصباح" ان انحباس الأمطار والشح المائي على القطاع الفلاحي وخاصة موسم الزراعات الكبرى بكل من منزل تميم ومنزل بوزلفة والميدة أدى الى تأخر عملية البذر وذلك نتيجة لانحباس الأمطار وشح الآبار السطحية.
تعبئة موارد مائية
كما دعا الى ضرورة وضع مخطط واضح لتعبئة الموارد المائية لاستعمال المياه المعالجة في زراعة الأعلاف لما له من انعكاسات على قطاع تربية الماشية مع النقص المسجل في الأعلاف الخضراء والمدعمة، مؤكدا على ضرورة التسريع في انجاز مشروع إحداث منطقة سقوية للمياه المعالجة بمساحة تقدر ب120هكتارا وهو مشروع مازال في طور الدراسة.
يذكر ان معتمدية منزل تميم تمتاز بالزراعات الكبرى من قمح وشعير وبقوليات وتساهم الجهة بنسبة 6%من الإنتاج الوطني للحبوب .
وتبلغ مساحة زراعة القمح والشعير بين 4 آلاف و 5 آلاف هكتار بمعتمدية منزل تميم وكانت الصابة سنة 2022 في حدود 1500 قنطار رغم إتلاف جزء كبير منها بسبب الجفاف ونقص المياه .
وفي ذات السياق ابرز رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بنابل عماد الباي ان انطلاق الموسم كان عاديا مع وجود بعض التأخير الذي لم يكن له تأثير سلبي على سير الموسم وذلك بفضل نزول الأمطار التي كانت بشرى للفلاحين ساهمت بدرجة كبيرة في إنقاذ الموسم وارتواء التربة.
وأوضح الباي ان إنتاج الحبوب بولاية نابل قبل سنوات الجفاف كان في حدود مليون قنطار في حين أصبح الإنتاج يقدر ب200 الف قنطار .
كما تحدث الباي عن الإشكاليات التي رافقت انطلاق موسم البذر للزراعات الكبرى خلال هذا الموسم وهي إشكاليات قديمة وليست بالجديدة والمتمثلة أساسا في عدم توفر البذور الممتازة وعدم وجود مادتي د.أ.ب DAP والامونيتر ،مؤكدا على ضرورة تلافي النقص من هذه المواد حتى يكون الموسم واعدا.
الوزير يوصي بتوزيع الأسمدة
تجدر الإشارة الى ان وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عبد المنعم بلعاتي أدى مؤخرا زيارة تفقد لإحدى مخازن الأسمدة. وأوصى بتوزيع الأسمدة بضرورة حوكمتها وتعزيز المتابعة اللصيقة لعمليات التوزيع، كما شدّد على توفير مادة الأمونيتر لمستحقيه في الوقت المناسب وبالكميات المناسبة واعتماد الطرق الناجعة لتفادي أي تأخير او عمليات الاحتكار.
كما أكد على ضرورة مزيد العناية والعمل على تكثيف الزراعات السقوية للحبوب للرفع من مردودية المساحات المبذورة وتحسين الإنتاجية للأراضي الدولية في إطار الرؤية الجديدة للوزارة والتي تهدف الى النهوض بإنتاجية هذه الضيعات
ليلى بن سعد
بنزرت..معوقات.. والأمطار أنعشت الآمال
حسب النشرية التي أصدرتها المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية يوم الثلاثاء 2 جانفي 2024 فان كميات الأمطار التي نزلت في ولاية بنزرت خلال الأسابيع الماضية قد لامست المعدل العادي لشهر ديسمبر في معظم المعتمديات بل وتجازوته بنسبة 27 بالمائة في سجنان و 14 بالمائة في جومين في حين سجلت التساقطات نقصا ب 35 بالمائة في اوتيك ، 28 بالمائة في العالية و 26.3 بالمائة في ماطر ..
في انتظار المزيد من الأمطار
نسب اعتبرها عماد اوعاضور رئيس النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت مقبولة إجمالا وأنعشت الآمال بنجاح موسم الزراعات الكبرى خاصة بعد استكمال مرحلة الإنبات والتجدير التي تطلبت قرابة 120 مم من المياه في انتظار نزول الكميات الكافية من الأمطار لترافق مرحلة الصعود والإزهار وصولا الى امتلاء الحبة التي تتطلب إجمالا 500 مم من المياه ..
لكن يستدرك الخبير في الزراعات الكبرى من المؤكد ان هذا الموسم سيكون استثانيا بعد ان زادت المساحات المبذورة بنسبة تترواح من 7 الى 10 بالمائة بعد قرار وزارة الفلاحة منع الزراعات السقوية تبعا لتقلص الإيرادات المائية وهذه الزيادة تتطلب بالتناسب تزويد السوق بما يكفي من مستلزمات الإنتاج ومراقبة مسالك توزيع المدخلات وتوفير الكميات اللازمة من مادة الامونيتر خاصة في معتمديات ماطر وبنزرت الجنوبية مع تمكين الفلاحين من اذون التزود في آجال معقولة وتوفير مخزون جهوي قار من المادة الأساسية لنمو النبتة والأدوية القادرة على استئصال الأعشاب الطفيلية على غرار المنجور المقاوم الذي استفاد من نقص كميات الأمطار الخريفية. هذا ودعمت فرق الإرشاد الفلاحي الزيارات الميدانية للجان المتابعة المتكونة من خبراء المعهد الوطني للزراعات الكبرى والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية لمرافقة الفلاحين وتشخيص وضعية النباتات دوريا في الحقول مما يمكن من تقديم حلول سريعة وناجعة تحمي الصابة من الأعشاب الضارة إضافة الى توفير التمويل عند الحاجة لفلاحي الجهة الذين تجاوزوا بخبرة ووطنية عالية عوائق غياب مستلزمات الإنتاج والظروف المناخية غير الملائمة لتتألق الجهة خلال الموسم الماضي الصعب وتحصد أفضل صابة على المستوى الوطني من القمح الصلب 1040614 قنطار واللين 46266 قنطار وهي كميات قابلة للزيادة خلال الموسم الحالي حسب اوعاضور شرط توفر ما سبق وتواصل رحمة السماء .
جهد رسمي لإنجاح الموسم الفلاحي
وكان المعهد الوطني للزراعات الكبرى قد نظم يوم 5 أكتوبر الماضي لفائدة مزارعي الجهة يوما حقليا حول بذر الحبوب من تحضير مهد البذر وصولا الى اختيار الأصناف وتفاصيل عملية التسميد وتعديل الة البذر كما شهدت مدينة بنزرت يوم 14 نوفمبر الماضي اليوم المفتوح حول القروض الموسمية للزراعات الكبرى الذي نظمه البنك الوطني الفلاحي بالتعاون مع وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري وتخللته مداخلة المعهد الوطني للزراعات الكبرى الذي اكد انه قد اعد بالتنسيق مع شركائه برنامج متطور لتحقيق الاكتفاء الوطني من القمح الصلب تضمن إجراء 3000 عملية تحليل للتربة منها 400 بجهة بنزرت التي شهدت أيضا تحليل 327 عينة بذور..
كما تم يوم 23 نوفمبر الماضي تمكين 25 فلاح صغير من معتمديات منزل بورقيبة وتينجة من قروض ميسرة لتمويل الزراعات الكبرى بقيمة إجمالية تصل الى 120 ألف دينار وكانت سبل إنجاح موسم الزراعات الكبرى في بنزرت أيضا محور اللقاء الذي جمع يوم 05 ديسمبر الماضي والي الجهة بالرئيسة المديرة العامة لديوان الحبوب ولكن الجهد الرسمي المحمود يجب ان يرافقه الحرص على توفير مستلزمات الإنتاج والتصدي لمحاولة احتكارها مثلما حدث يوم 28 ديسمبر الماضي حين تفطنت فرق المراقبة الاقتصادية لوجود قرابة طن من الامونيتر في مستودع عشوائي في مدينة ماطر بينما يعاني المهنيون من ندرة هذه المادة .
ساسي الطرابلسي
جندوبة..التلاعب والاحتكار يؤرقان الفلاح
يرتكز القطاع الفلاحي بولاية جندوبة على الزراعات الكبرى والتي تبلغ مساحتها الجملية 4500 هكتار.
ويراهن عدد هام من الفلاحين بولاية جندوبة على هذه الزراعات نظرا لأهميتها وما تدره عليهم من عائدات هامة خاصة إذا كان المناخ ملائما من حيث التساقطات.
وفي هذا السياق أكد لطفي الجمازي رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بجندوبة أن الأمطار الأخيرة ساهمت في تحسين سير موسم الزراعات الكبرى بالولاية حيث بلغت نسبة الإنبات بالحقول أكثر من 80 بالمائة مضيفا أن هذا الغيث النافع أنعش القطاع الفلاحي بالجهة لا سيما وان عديد المؤشرات تؤكد أنه سيكون موسما واعدا إذا ما توفرت جملة من الحاجيات الأساسية للمساحات المخصصة للزراعات الكبرى منها خاصة الأسمدة.
هاجس يؤرق الفلاح
رغم المؤشرات الهامة بنجاح الموسم الفلاحي بولاية جندوبة خاصة الزراعات الكبرى تبقى الحبوب وغيرها من الغراسات الأخرى في حاجة أكيدة للمتابعة، وفق ما أكده لنا عدد من الفلاحين بالجهة والذين طالبوا بضرورة توفر هذه الأسمدة (أمونيتير ود.أ.ب) كلما احتاجت الزراعات لذلك. وما يثير مخاوفهم هو الاحتكار وتلاعب المزودين بهذه المواد ذلك أن تأخر استعمالها يضر بالحبوب وبسير موسم الزراعات الكبرى بالجهة.
البحوث عامل هام للنهوض بالقطاع
يمثل المعهد الوطني للزراعات الكبرى ببوسالم المرآة العاكسة لنجاح القطاع الفلاحي بولاية جندوبة وخاصة الزراعات الكبرى نظرا لأهمية البحوث في هذا المجال والمراقبة المستمرة للحبوب قبل عملية الزرع.
ويعكف عدد من الفنيبن على اختيار أجود أنواع الحبوب ومراقبتها إلى جانب الاستعداد لعملية سقي هذه الحبوب بطرق عصرية كلما اقتضت الحاجة لذلك والمراقبة المستمرة للمساحات المخصصة لها للتصدي لكل الفطريات والأمراض التي قد تهدد هذه الزراعات.
هذا وكان لأمطار شهر ديسمبر الأثر الإيجابي على سير موسم الزراعات الكبرى بجندوبة ، وتبقى المتابعة الفنية والإرادة في إنجاح الموسم الفلاحي إحدى أهم العوامل لتوفير قوتنا اليومي وحتى اكتفاءنا الذاتي والذي تهدده الصراعات الإقليمية شرقا وغربا.
عمار مويهبي
تونس - الصباح
قبل موسم الزراعات الكبرى تم اتخاذ جملة من الاجراءات لإنجاحه لا سيما مع إقرار توسيع المساحات المبرمجة لتبلغ 1.2 مليون هكتار، إلا أن الفلاحين في العديد من المناطق يواجهون عراقيل من شأنها التأثير سلبا على الصابة وهو ما أكده لـ"الصباح" عضو اتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف بالزراعات الكبرى محمد رجايبية الذي بين ان أبرز مشاكل الموسم تتمثل في عدم توفر الأسمدة اذ لم يقع سوى 60% منها ، بالإضافة الى نقص في بذور الشعير .
وشدد رجايبية أن عدم توفير الأسمدة والحبوب بالشكل الكافي أدى الى تفشي مظاهر الاحتكار والمضاربة ما تسبب في ارتفاع أسعار متطلبات الإنتاج.
وأشار عضو اتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف بالزراعات الكبرى أن نقص التساقطات قد يؤثر سلبا على سير الموسم .
حنان قيراط
رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحي بالقيروان لـ"الصباح".. الفلاحون ينتظرون البذور..ونقص في مستلزمات الإنتاج
كشفت المندوبية الجهوية للفلاحة بالقيروان أن المساحات المبرمجة لموسم الزراعات الكبرى موسم 2023/2024 تقدر بـ90.5 ألف هكتار ، مقابل 40.3 ألف هك خلال موسم 2022-2023 .
وتتوزع هذه المساحات الى 27.5 ألف هك مروية و63 ألف هك مطرية.
وفي هذا السياق التقت "الصباح" برئيس الإتحاد الجهوي للفلاحين بالقيروان المولدي الرمضاني الذي تحدث عن واقع قطاع الحبوب في الجهة خلال الموسم الحالي.
قطاع مصاب بمشاكل مزمنة
وصف رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحين بالقيروان المولدي الرمضاني قطاع الحبوب لـ"الصباح" بأنه مصاب بمشاكل مزمنة، وأضاف بأن وزارة الفلاحة تبرمج وتخطط من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب كل سنة دون أن تضع أرضية لمقومات نجاح لذلك .
وقال محدثنا أن مقومات نجاح الموسم يتطلب توفير البذور الممتازة في وقت البذر وإيجاد الأسمدة الفوسفورية والأزوتية و تقديم التمويل لتحفيز الفلاحين على زراعة الغراسات الكبرى.
في انتظار البذور.. والـ "د.أ.ب" و الأمونيتر حالتهما رديئة
وأشار الرمضاني الى أن 27 ألف هكتار من الأراضي السقوية (المروية) المبرمجة في ولاية القيروان لهذا الموسم في الزراعات الكبرى تتطلب 54 ألف قنطار من البذور من ديوان الحبوب إلا أن إلى يوم الناس هذا مازال عدد من الفلاحين ينتظرون الحصول على البذور في حين أن موسم البذر قد انتهى.
وبخصوص مستلزمات الإنتاج لا سيما الأسمدة ذكر الرمضاني بأن وزارة الفلاحة تعهدت بتوفير 150 ألف طن من مادة الـد.أ.ب إلا أنها لم توفر إلى حد الآن سوى 50 ألف طن، مشيرا الى أن هذا النقص سيؤثر على مردودية المحصول نظرا لعدم توفيره .
وعبر المتحدث عن استغرابه من عدم توفير وزارة الصناعة الأسمدة الكيمائية لموسم الحبوب لفائدة وزارة الفلاحة.
وفي نفس السياق ،أشار الرمضاني الى أن حاجة جهة القيروان من الأمونيتر يتطلب 100 ألف طن لـ27 ألف هكتار في القطاع السقوي، إلا أن المتوفر لا يمثل سوى جزءا صغيرا من احتياجات القطاع ، مشددا على أن عملية التزود بهذه المادة الحيوية ضعيف جدا، مضيفا أن نوعية الأمونيتر التي تم توزيعها رديئة جدا (متحجرة)
وبخصوص التمويل لقطاع الحبوب ،ذكر الرمضاني أن بنك التونسي للتضامن BTS خص فلاحي ولاية القيروان بـ 800 ألف دينار كقروض لمجابهة مصاريف انطلاق الموسم، مشيرا الى أن عدد مزارعي الحبوب في الجهة يبلغ 3000 مزارع .
وأضاف أن توزيع 800 ألف دينار على 200 فلاح لن تمكن كل فلاح سوى من مبلغ قيمته 4 آلاف دينار لن يمكنه من تغطية نفقاته.
وقال المتحدث بأن الفلاح في الجهة لا يطالب الحكومة بالتشجيع بل بتوفير مستلزمات الإنتاج لتحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة الحبوب.
مروان الدعلول
نابل..اشكاليات عند انطلاق البذر..ونقص الأسمدة يهدد الصابة
أفاد رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري محمد بن معاوية ان موسم البذر للزراعات الكبرى انتهى وعملية الإنبات كانت ممتازة بفضل نزول الغيث النافع حيث انطلقت حاليا عمليات التسميد الازوطي ومقاومة الأعشاب الطفيلية.
عبر بن معاوية ان يكون موسم الزراعات الكبرى موسما واعدا حيث ان الفلاحين استبشروا بنزول الغيث النافع لما له من فوائد عديدة على عملية الإنبات وحماية الزراعات من عديد الأمراض والآفات.
وأوضح بن معاوية انه رغم التساقطات مازال هناك نقص من حيث الأمطار وهو ما تم معاينته على مستوى نسبة امتلاء السدود حيث بقيت الكميات المسجلة بسد لبنة ضئيلة.
إشكاليات رافقت انطلاق الموسم
وأبرز محدثنا ان هناك اشكاليات عديدة رافقت انطلاق الموسم خاصة منها نقص البذور الممتازة وذات القيمة الانباتية. وأضاف قائلا :"عانينا من قلة البذور الممتازة للقمح والشعير على حد السواء. "
وقال رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بمنزل تميم محمد بن معاوية في تصريح لجريدة "الصباح" ان انحباس الأمطار والشح المائي على القطاع الفلاحي وخاصة موسم الزراعات الكبرى بكل من منزل تميم ومنزل بوزلفة والميدة أدى الى تأخر عملية البذر وذلك نتيجة لانحباس الأمطار وشح الآبار السطحية.
تعبئة موارد مائية
كما دعا الى ضرورة وضع مخطط واضح لتعبئة الموارد المائية لاستعمال المياه المعالجة في زراعة الأعلاف لما له من انعكاسات على قطاع تربية الماشية مع النقص المسجل في الأعلاف الخضراء والمدعمة، مؤكدا على ضرورة التسريع في انجاز مشروع إحداث منطقة سقوية للمياه المعالجة بمساحة تقدر ب120هكتارا وهو مشروع مازال في طور الدراسة.
يذكر ان معتمدية منزل تميم تمتاز بالزراعات الكبرى من قمح وشعير وبقوليات وتساهم الجهة بنسبة 6%من الإنتاج الوطني للحبوب .
وتبلغ مساحة زراعة القمح والشعير بين 4 آلاف و 5 آلاف هكتار بمعتمدية منزل تميم وكانت الصابة سنة 2022 في حدود 1500 قنطار رغم إتلاف جزء كبير منها بسبب الجفاف ونقص المياه .
وفي ذات السياق ابرز رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بنابل عماد الباي ان انطلاق الموسم كان عاديا مع وجود بعض التأخير الذي لم يكن له تأثير سلبي على سير الموسم وذلك بفضل نزول الأمطار التي كانت بشرى للفلاحين ساهمت بدرجة كبيرة في إنقاذ الموسم وارتواء التربة.
وأوضح الباي ان إنتاج الحبوب بولاية نابل قبل سنوات الجفاف كان في حدود مليون قنطار في حين أصبح الإنتاج يقدر ب200 الف قنطار .
كما تحدث الباي عن الإشكاليات التي رافقت انطلاق موسم البذر للزراعات الكبرى خلال هذا الموسم وهي إشكاليات قديمة وليست بالجديدة والمتمثلة أساسا في عدم توفر البذور الممتازة وعدم وجود مادتي د.أ.ب DAP والامونيتر ،مؤكدا على ضرورة تلافي النقص من هذه المواد حتى يكون الموسم واعدا.
الوزير يوصي بتوزيع الأسمدة
تجدر الإشارة الى ان وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عبد المنعم بلعاتي أدى مؤخرا زيارة تفقد لإحدى مخازن الأسمدة. وأوصى بتوزيع الأسمدة بضرورة حوكمتها وتعزيز المتابعة اللصيقة لعمليات التوزيع، كما شدّد على توفير مادة الأمونيتر لمستحقيه في الوقت المناسب وبالكميات المناسبة واعتماد الطرق الناجعة لتفادي أي تأخير او عمليات الاحتكار.
كما أكد على ضرورة مزيد العناية والعمل على تكثيف الزراعات السقوية للحبوب للرفع من مردودية المساحات المبذورة وتحسين الإنتاجية للأراضي الدولية في إطار الرؤية الجديدة للوزارة والتي تهدف الى النهوض بإنتاجية هذه الضيعات
ليلى بن سعد
بنزرت..معوقات.. والأمطار أنعشت الآمال
حسب النشرية التي أصدرتها المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية يوم الثلاثاء 2 جانفي 2024 فان كميات الأمطار التي نزلت في ولاية بنزرت خلال الأسابيع الماضية قد لامست المعدل العادي لشهر ديسمبر في معظم المعتمديات بل وتجازوته بنسبة 27 بالمائة في سجنان و 14 بالمائة في جومين في حين سجلت التساقطات نقصا ب 35 بالمائة في اوتيك ، 28 بالمائة في العالية و 26.3 بالمائة في ماطر ..
في انتظار المزيد من الأمطار
نسب اعتبرها عماد اوعاضور رئيس النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت مقبولة إجمالا وأنعشت الآمال بنجاح موسم الزراعات الكبرى خاصة بعد استكمال مرحلة الإنبات والتجدير التي تطلبت قرابة 120 مم من المياه في انتظار نزول الكميات الكافية من الأمطار لترافق مرحلة الصعود والإزهار وصولا الى امتلاء الحبة التي تتطلب إجمالا 500 مم من المياه ..
لكن يستدرك الخبير في الزراعات الكبرى من المؤكد ان هذا الموسم سيكون استثانيا بعد ان زادت المساحات المبذورة بنسبة تترواح من 7 الى 10 بالمائة بعد قرار وزارة الفلاحة منع الزراعات السقوية تبعا لتقلص الإيرادات المائية وهذه الزيادة تتطلب بالتناسب تزويد السوق بما يكفي من مستلزمات الإنتاج ومراقبة مسالك توزيع المدخلات وتوفير الكميات اللازمة من مادة الامونيتر خاصة في معتمديات ماطر وبنزرت الجنوبية مع تمكين الفلاحين من اذون التزود في آجال معقولة وتوفير مخزون جهوي قار من المادة الأساسية لنمو النبتة والأدوية القادرة على استئصال الأعشاب الطفيلية على غرار المنجور المقاوم الذي استفاد من نقص كميات الأمطار الخريفية. هذا ودعمت فرق الإرشاد الفلاحي الزيارات الميدانية للجان المتابعة المتكونة من خبراء المعهد الوطني للزراعات الكبرى والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية لمرافقة الفلاحين وتشخيص وضعية النباتات دوريا في الحقول مما يمكن من تقديم حلول سريعة وناجعة تحمي الصابة من الأعشاب الضارة إضافة الى توفير التمويل عند الحاجة لفلاحي الجهة الذين تجاوزوا بخبرة ووطنية عالية عوائق غياب مستلزمات الإنتاج والظروف المناخية غير الملائمة لتتألق الجهة خلال الموسم الماضي الصعب وتحصد أفضل صابة على المستوى الوطني من القمح الصلب 1040614 قنطار واللين 46266 قنطار وهي كميات قابلة للزيادة خلال الموسم الحالي حسب اوعاضور شرط توفر ما سبق وتواصل رحمة السماء .
جهد رسمي لإنجاح الموسم الفلاحي
وكان المعهد الوطني للزراعات الكبرى قد نظم يوم 5 أكتوبر الماضي لفائدة مزارعي الجهة يوما حقليا حول بذر الحبوب من تحضير مهد البذر وصولا الى اختيار الأصناف وتفاصيل عملية التسميد وتعديل الة البذر كما شهدت مدينة بنزرت يوم 14 نوفمبر الماضي اليوم المفتوح حول القروض الموسمية للزراعات الكبرى الذي نظمه البنك الوطني الفلاحي بالتعاون مع وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري وتخللته مداخلة المعهد الوطني للزراعات الكبرى الذي اكد انه قد اعد بالتنسيق مع شركائه برنامج متطور لتحقيق الاكتفاء الوطني من القمح الصلب تضمن إجراء 3000 عملية تحليل للتربة منها 400 بجهة بنزرت التي شهدت أيضا تحليل 327 عينة بذور..
كما تم يوم 23 نوفمبر الماضي تمكين 25 فلاح صغير من معتمديات منزل بورقيبة وتينجة من قروض ميسرة لتمويل الزراعات الكبرى بقيمة إجمالية تصل الى 120 ألف دينار وكانت سبل إنجاح موسم الزراعات الكبرى في بنزرت أيضا محور اللقاء الذي جمع يوم 05 ديسمبر الماضي والي الجهة بالرئيسة المديرة العامة لديوان الحبوب ولكن الجهد الرسمي المحمود يجب ان يرافقه الحرص على توفير مستلزمات الإنتاج والتصدي لمحاولة احتكارها مثلما حدث يوم 28 ديسمبر الماضي حين تفطنت فرق المراقبة الاقتصادية لوجود قرابة طن من الامونيتر في مستودع عشوائي في مدينة ماطر بينما يعاني المهنيون من ندرة هذه المادة .
ساسي الطرابلسي
جندوبة..التلاعب والاحتكار يؤرقان الفلاح
يرتكز القطاع الفلاحي بولاية جندوبة على الزراعات الكبرى والتي تبلغ مساحتها الجملية 4500 هكتار.
ويراهن عدد هام من الفلاحين بولاية جندوبة على هذه الزراعات نظرا لأهميتها وما تدره عليهم من عائدات هامة خاصة إذا كان المناخ ملائما من حيث التساقطات.
وفي هذا السياق أكد لطفي الجمازي رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بجندوبة أن الأمطار الأخيرة ساهمت في تحسين سير موسم الزراعات الكبرى بالولاية حيث بلغت نسبة الإنبات بالحقول أكثر من 80 بالمائة مضيفا أن هذا الغيث النافع أنعش القطاع الفلاحي بالجهة لا سيما وان عديد المؤشرات تؤكد أنه سيكون موسما واعدا إذا ما توفرت جملة من الحاجيات الأساسية للمساحات المخصصة للزراعات الكبرى منها خاصة الأسمدة.
هاجس يؤرق الفلاح
رغم المؤشرات الهامة بنجاح الموسم الفلاحي بولاية جندوبة خاصة الزراعات الكبرى تبقى الحبوب وغيرها من الغراسات الأخرى في حاجة أكيدة للمتابعة، وفق ما أكده لنا عدد من الفلاحين بالجهة والذين طالبوا بضرورة توفر هذه الأسمدة (أمونيتير ود.أ.ب) كلما احتاجت الزراعات لذلك. وما يثير مخاوفهم هو الاحتكار وتلاعب المزودين بهذه المواد ذلك أن تأخر استعمالها يضر بالحبوب وبسير موسم الزراعات الكبرى بالجهة.
البحوث عامل هام للنهوض بالقطاع
يمثل المعهد الوطني للزراعات الكبرى ببوسالم المرآة العاكسة لنجاح القطاع الفلاحي بولاية جندوبة وخاصة الزراعات الكبرى نظرا لأهمية البحوث في هذا المجال والمراقبة المستمرة للحبوب قبل عملية الزرع.
ويعكف عدد من الفنيبن على اختيار أجود أنواع الحبوب ومراقبتها إلى جانب الاستعداد لعملية سقي هذه الحبوب بطرق عصرية كلما اقتضت الحاجة لذلك والمراقبة المستمرة للمساحات المخصصة لها للتصدي لكل الفطريات والأمراض التي قد تهدد هذه الزراعات.
هذا وكان لأمطار شهر ديسمبر الأثر الإيجابي على سير موسم الزراعات الكبرى بجندوبة ، وتبقى المتابعة الفنية والإرادة في إنجاح الموسم الفلاحي إحدى أهم العوامل لتوفير قوتنا اليومي وحتى اكتفاءنا الذاتي والذي تهدده الصراعات الإقليمية شرقا وغربا.