إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. جنوب إفريقيا تقول لأهل غزة: "لستم وحدكم"

 

جنوب إفريقيا تقول لأهل غزة لستم وحدكم وأحفاد مانديلا يتجهون الى محكمة العدل الدولية لرفع الظلم وإنهاء جرائم الحرب على غزة ونسائها وأطفالها وشبابها ومقاومتها.. طبعا لن يكون الحسم غدا ولن تقبل إسرائيل ومعها الحليف الأمريكي بالعدالة الدولية ولكن الأكيد أن المعركة بدأت ولن تتوقف وهذا الأهم.. العدل الدولية أمام اختبار حاسم ولكن المطلوب أن تستمر الجهود حتى النهاية.. الجرائم ثابتة وموثقة وكل العالم تابعها بالتفصيل المقرف وتابع ما تقوم به يد الإرهاب الإسرائيلي في حق المستشفيات والمدارس وسيارات الإسعاف ومقرات الأونروا والمساجد والكنائس والبيوت التي دمرت على رؤوس أصحابها ..

يحسب لدولة جنوب إفريقيا التي خبرت وعانت من سياسة الميز العنصري أنها لم تتوقف عند حدود سحب ممثلها في تل أبيب وقطع علاقاتها مع تل أبيب بل كانت أول من بادر برفع دعوى ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي وما يقترفه منذ ثلاثة أشهر من جرائم حرب في حق أهالي غزة.. وسيكون من المهم الإشارة الى انه حتى الآن لم تعلن أي دولة عربية أو غيرها انضمامها الى جهود جنوب إفريقيا لكسب رهان المعركة القضائية التي ستكون لها تداعياتها على كيان الاحتلال.. لا نريد استباق الأحداث وندرك جيدا أن جلسة الخميس القادم التي يفترض أن تعقدها العدل الدولية ستكون، إن حدثت، خطوة أولى في مسار طويل ومعقد يحتاج للصبر والثبات والعمل الدؤوب لملاحقة مجرمي الحرب.. وقد أصرت الإدارة الأمريكية على استباق هذه الخطوة الجلسة الأولى لمحكمة العدل الدولية المقررة الخميس  القادمة بتقديم صك البراءة لكيان الاحتلال وتبرئته من جرائم الحرب ونفي اقترافه ما يتعارض مع القانون الدولي كل ذلك قبل حتى أن يتم عرض وثائق الإدانة والقرائن التي يمكن أن تدين حكومة نتنياهو الصهيونية.. وهي خطوة وجب الانتباه لها بالنظر لقدرة واشنطن واللوبيات اليهودية المتنفذة على التأثير على توجهات المحكمة وربما حتى الدفع الى تأجيل الجلسة وإجهاضها قبل حتى انعقادها ..

والأمر يدفعنا الى استحضار الموقف الإسرائيلي إزاء هذه الخطوة وإعلانه القبول بهذه المحاكمة لتحويلها الى محاكمة لحماس على عملية طوفان الأقصى على أن هذا الموقف الإسرائيلي يتنزل في إطار سياسة أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم بما يعني أن كيان الاحتلال سيسعى الى تنزيل كل جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي يرتكبها منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى قبل ذلك على أنها في إطار الدفاع عن النفس بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية وذلك بهدف إسقاط كل ما سبق على مدى أكثر من سبعة عقود من الاحتلال الإسرائيلي وإنكار أن ما حدث إنما كان ولا يزال بسبب الاحتلال الإسرائيلي وما يرتكبه من جرائم يومية في حق الشعب الفلسطيني وإنكار لحقه في الحرية والسيادة على أرضه في الضفة والقطاع والقدس ومن اغتيالات واستيطان وتهويد للمقدسات ومن تشريد وطرد للأهالي ومن حصار ومطاردة للأطفال والنساء واسر جماعي.. ولاشك أن كيان الاحتلال سيجد  كل الدعم من الجانب الأمريكي لتقديم كل الضمانات ومنحه الحصانة من الملاحقة والمحاسبة.. وهي مسألة لا يمكن أن تستمر الى ما لا نهاية لان حجم ما ارتكبته جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه المفتوح على غزة منذ تسعين يوما تجاوز كل الخطوط الحمراء وامتد الى الاغتيالات في العاصمة اللبنانية ..

ولعلنا لا نبالغ في اعتبار أن الموقف الأمريكي الرافض لهذه المحاكمة إنما يرتبط أيضا برفض واشنطن بمختلف الإدارات المتعاقبة أن تقبل بمحاكمة ما ارتكبته قواتها في تدخلاتها وحروبها من أفغانستان الى العراق وليبيا وسوريا.. وقناعة واشنطن أن السماح بمقاضاة إسرائيل أمام العدل الدولية ولاحقا الجنائية الدولية سيكون بداية لملاحقتها أيضا والاستجابة لمطالب كثيرة بمحاكمة الأمريكيين والبريطانيين على جرائم أبوغريب في العراق وعلى مقتل نحو مليون عراقي خلال الاجتياح الأمريكي لهذا البلد وربما تطالب أصوات أخرى بتحقيق الهدف ذاته في تدخلات عسكرية أخرى ..

لا شك أن الأنظار ستتطلع الى ما ستفرزه جلسة الخميس القادم والتي ستكون بمثابة الاختبار الحاسم لأحد وجوه العدالة الدولية التي تتحرك عندما يتعلق الأمر بما يحدث في إفريقيا ولكنها تصاب بالصمم عندما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني ومعاناته مع جرائم الاحتلال.. قد تحمل المحكمة قرارا مهما بوقف العدوان على قطاع غزة بعد فشل مجلس الأمن والهيئات الدولية الأخرى في ذلك عن وستكون إذا حدث ذلك تحذيرا للمجتمع الدولي بأن بوتين ليس وحده من يستخف بالقانون الدولي وأن نتنياهو وعصابة وزرائه المتطرفين اقترفوا ما لم يقترفه بوتين او ملاديتش او حتى كارادجيتش في يوغسلافيا السابقة ..

الأكيد وبعيدا عن استباق الأحداث إن أحفاد الزعيم مانديلا الذين عرفوا الاضطهاد والعنصرية البغيضة يقولون للعالم إن غزة ليست وحدها ولن تكون وحدها وأنه سيتعين على بايدن الذي خرج معلنا أن إسرائيل ليست وحدها الإنصات الى صوت جنوب إفريقيا والرأي العام الدولي الذي يطالب بوقف الحرب وإنهاء المعاناة والظلم على فلسطين وأهلها ..

آسيا العتروس

ممنوع من الحياد..      جنوب إفريقيا تقول لأهل غزة: "لستم وحدكم"

 

جنوب إفريقيا تقول لأهل غزة لستم وحدكم وأحفاد مانديلا يتجهون الى محكمة العدل الدولية لرفع الظلم وإنهاء جرائم الحرب على غزة ونسائها وأطفالها وشبابها ومقاومتها.. طبعا لن يكون الحسم غدا ولن تقبل إسرائيل ومعها الحليف الأمريكي بالعدالة الدولية ولكن الأكيد أن المعركة بدأت ولن تتوقف وهذا الأهم.. العدل الدولية أمام اختبار حاسم ولكن المطلوب أن تستمر الجهود حتى النهاية.. الجرائم ثابتة وموثقة وكل العالم تابعها بالتفصيل المقرف وتابع ما تقوم به يد الإرهاب الإسرائيلي في حق المستشفيات والمدارس وسيارات الإسعاف ومقرات الأونروا والمساجد والكنائس والبيوت التي دمرت على رؤوس أصحابها ..

يحسب لدولة جنوب إفريقيا التي خبرت وعانت من سياسة الميز العنصري أنها لم تتوقف عند حدود سحب ممثلها في تل أبيب وقطع علاقاتها مع تل أبيب بل كانت أول من بادر برفع دعوى ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي وما يقترفه منذ ثلاثة أشهر من جرائم حرب في حق أهالي غزة.. وسيكون من المهم الإشارة الى انه حتى الآن لم تعلن أي دولة عربية أو غيرها انضمامها الى جهود جنوب إفريقيا لكسب رهان المعركة القضائية التي ستكون لها تداعياتها على كيان الاحتلال.. لا نريد استباق الأحداث وندرك جيدا أن جلسة الخميس القادم التي يفترض أن تعقدها العدل الدولية ستكون، إن حدثت، خطوة أولى في مسار طويل ومعقد يحتاج للصبر والثبات والعمل الدؤوب لملاحقة مجرمي الحرب.. وقد أصرت الإدارة الأمريكية على استباق هذه الخطوة الجلسة الأولى لمحكمة العدل الدولية المقررة الخميس  القادمة بتقديم صك البراءة لكيان الاحتلال وتبرئته من جرائم الحرب ونفي اقترافه ما يتعارض مع القانون الدولي كل ذلك قبل حتى أن يتم عرض وثائق الإدانة والقرائن التي يمكن أن تدين حكومة نتنياهو الصهيونية.. وهي خطوة وجب الانتباه لها بالنظر لقدرة واشنطن واللوبيات اليهودية المتنفذة على التأثير على توجهات المحكمة وربما حتى الدفع الى تأجيل الجلسة وإجهاضها قبل حتى انعقادها ..

والأمر يدفعنا الى استحضار الموقف الإسرائيلي إزاء هذه الخطوة وإعلانه القبول بهذه المحاكمة لتحويلها الى محاكمة لحماس على عملية طوفان الأقصى على أن هذا الموقف الإسرائيلي يتنزل في إطار سياسة أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم بما يعني أن كيان الاحتلال سيسعى الى تنزيل كل جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي يرتكبها منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى قبل ذلك على أنها في إطار الدفاع عن النفس بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية وذلك بهدف إسقاط كل ما سبق على مدى أكثر من سبعة عقود من الاحتلال الإسرائيلي وإنكار أن ما حدث إنما كان ولا يزال بسبب الاحتلال الإسرائيلي وما يرتكبه من جرائم يومية في حق الشعب الفلسطيني وإنكار لحقه في الحرية والسيادة على أرضه في الضفة والقطاع والقدس ومن اغتيالات واستيطان وتهويد للمقدسات ومن تشريد وطرد للأهالي ومن حصار ومطاردة للأطفال والنساء واسر جماعي.. ولاشك أن كيان الاحتلال سيجد  كل الدعم من الجانب الأمريكي لتقديم كل الضمانات ومنحه الحصانة من الملاحقة والمحاسبة.. وهي مسألة لا يمكن أن تستمر الى ما لا نهاية لان حجم ما ارتكبته جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه المفتوح على غزة منذ تسعين يوما تجاوز كل الخطوط الحمراء وامتد الى الاغتيالات في العاصمة اللبنانية ..

ولعلنا لا نبالغ في اعتبار أن الموقف الأمريكي الرافض لهذه المحاكمة إنما يرتبط أيضا برفض واشنطن بمختلف الإدارات المتعاقبة أن تقبل بمحاكمة ما ارتكبته قواتها في تدخلاتها وحروبها من أفغانستان الى العراق وليبيا وسوريا.. وقناعة واشنطن أن السماح بمقاضاة إسرائيل أمام العدل الدولية ولاحقا الجنائية الدولية سيكون بداية لملاحقتها أيضا والاستجابة لمطالب كثيرة بمحاكمة الأمريكيين والبريطانيين على جرائم أبوغريب في العراق وعلى مقتل نحو مليون عراقي خلال الاجتياح الأمريكي لهذا البلد وربما تطالب أصوات أخرى بتحقيق الهدف ذاته في تدخلات عسكرية أخرى ..

لا شك أن الأنظار ستتطلع الى ما ستفرزه جلسة الخميس القادم والتي ستكون بمثابة الاختبار الحاسم لأحد وجوه العدالة الدولية التي تتحرك عندما يتعلق الأمر بما يحدث في إفريقيا ولكنها تصاب بالصمم عندما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني ومعاناته مع جرائم الاحتلال.. قد تحمل المحكمة قرارا مهما بوقف العدوان على قطاع غزة بعد فشل مجلس الأمن والهيئات الدولية الأخرى في ذلك عن وستكون إذا حدث ذلك تحذيرا للمجتمع الدولي بأن بوتين ليس وحده من يستخف بالقانون الدولي وأن نتنياهو وعصابة وزرائه المتطرفين اقترفوا ما لم يقترفه بوتين او ملاديتش او حتى كارادجيتش في يوغسلافيا السابقة ..

الأكيد وبعيدا عن استباق الأحداث إن أحفاد الزعيم مانديلا الذين عرفوا الاضطهاد والعنصرية البغيضة يقولون للعالم إن غزة ليست وحدها ولن تكون وحدها وأنه سيتعين على بايدن الذي خرج معلنا أن إسرائيل ليست وحدها الإنصات الى صوت جنوب إفريقيا والرأي العام الدولي الذي يطالب بوقف الحرب وإنهاء المعاناة والظلم على فلسطين وأهلها ..

آسيا العتروس