يعد ساسي حمام من المثقفين الذين يتميزون بالعمق الإنساني في العلاقة مع المجتمع والمحيط الادبي والفكري، فهذا الكاتب الهادئ نحت اعماله وابداعه بأظافره بكل روية . فرغم مسيرته الطويلة في عالم الادب والكتابة القصصية فهو لا يتعجل النشر ولا يتباهى بذلك على اعتبار ان الابداع عنده مسؤولية كبيرة تجاه القارئ فالأولوية من هذا المنطلق هي للقيمة الفنية للعمل المنشور مضمونا واضافة عميقة.
ساسي حمام وإيمان منه بهذا المبدأ في التعاطي مع الفعل الإبداعي حرص على التروي قبل النشر لأي عمل جديد ونجد في هذا الامر ميزة حميدة غفل عنها اللاهثون اليوم وراء النشر السريع وتكديس المؤلفات هنا وهناك دون ضمان القارئ لها وهذه واحدة من اهم المشاكل التي يعاني منها قطاع النشر والترويج في بلادنا.
"...وطارت العصافير"
ثالث المجموعات
ساسي حمام المتمرس والحاضر بقوة في المشهد الثقافي والادبي في تونس منذ ثمانينات القرن الماضي، وبعد مجموعته القصصية الأولى "لاهثون معي" الصادرة سنة 1982 ومجموعته القصصية الثانية " قطع الغيار" الصادرة سنة 1995 احتفل مؤخرا بثالث المجموعات "وطارت العصافير".
جاءت مجموعة " وطارت العصافير " في 74 صفحة من القطع المتوسطة وتضمنت 35 اقصوصة قصيرة وقصيرة جدا عن مؤسسة بوجميل للطباعة والنشر "نيرفانا".
ما يلفت الانتباه بدرجة أولى في هذه المجموعة على مستوى الشكل مغامرة الكاتب الأولى من نوعها في الاتجاه الى الابداع في القصة القصيرة او بما يعرف ب"الومضة " تأسيا بالقصيد الومضة ولعله من خلال ذلك يبشر بكتابة جديدة للقصة القصيرة وهو ما بادر به الكاتب محمد بوحوش سابقا.
اما المضمون فان ساسي حمام حافظ على انحيازه للطبقة المهمشة والمسحوقة في المجتمع من خلال التقاط مواقف ونقل وقائع واحداث عاشها وشهدها يوميا في حله وترحاله من منزل تميم مدينة المولد والنشأة الى أكثر من منطقة ومدينة في البلاد التونسية
لقد حافظ ساسي حمام في مجموعته " وطارت العصافير " على الوفاء لنهجه الإبداعي الذي يعتمد أساسا على فضح الواقع وتشخيص كل السلبيات فيه بكل دقة وعمق في التفاصيل بالتركيز على نقاط فاصلة بين الألم والفرح والحسرة والأسى والدهشة والامل.
من يقرا " وطارت العصافير" يعيش لحظات ارتباك وتتزاحم في داخله مشاعر الأسى وآلام بالأحلام الوردية والطموح والرغبة في تجاوز المعوقات لأجل غد اكثر اشراقا وبهجة وطمأنينة نفسية.
لئن سلك واختار ساسي حمام طريق تعرية الواقع وكشف مساوئه فان ذلك تم بأسلوب سلس مقنع بعيدا عن التشنج والغوغائية والسطحية التزاما بمبدأ التروي الذي اختاره الكاتب في التعاطي مع العملية الإبداعية وحتى في حياته الاجتماعية.
وهذه ميزة ساسي حمام كما يراها الأصدقاء ورفاق دربه في المجال الثقافي.
مؤطر:
ساسي حمام.. من يكون؟
في العديد من المجلات ساسي حمام اصيل مدينة منزل تميم تم انتخابه عضوا بالهيئة المديرة لاتحاد الكتاب التونسيين طيلة 4 دوارت كما تراس فرع ولاية نابل لاتحاد الكتاب التونسيين طيلة 7 دورات وهو عضو بنادي القصة " ابو القاسم الشابي " بالوردية.
اشرف وادار عديد المهرجانات الوطنية والعربية كما اشرف على تنظيم عديد الندوات حول القصة القصيرة والشعر والرواية والموسيقى والعلاج بالموسيقى
ودرست مجموعته القصصية الأولى "لاهثون معي" بالجامعة الكويتية كمثال للسرد المغاربي وكتب أيضا في العديد من الصحف والمجلات الوطنية والنقدية مقالات نقدية تناولت عديد الإشكاليات في القصة والرواية بدرجة أولى
محسن بن احمد
يعد ساسي حمام من المثقفين الذين يتميزون بالعمق الإنساني في العلاقة مع المجتمع والمحيط الادبي والفكري، فهذا الكاتب الهادئ نحت اعماله وابداعه بأظافره بكل روية . فرغم مسيرته الطويلة في عالم الادب والكتابة القصصية فهو لا يتعجل النشر ولا يتباهى بذلك على اعتبار ان الابداع عنده مسؤولية كبيرة تجاه القارئ فالأولوية من هذا المنطلق هي للقيمة الفنية للعمل المنشور مضمونا واضافة عميقة.
ساسي حمام وإيمان منه بهذا المبدأ في التعاطي مع الفعل الإبداعي حرص على التروي قبل النشر لأي عمل جديد ونجد في هذا الامر ميزة حميدة غفل عنها اللاهثون اليوم وراء النشر السريع وتكديس المؤلفات هنا وهناك دون ضمان القارئ لها وهذه واحدة من اهم المشاكل التي يعاني منها قطاع النشر والترويج في بلادنا.
"...وطارت العصافير"
ثالث المجموعات
ساسي حمام المتمرس والحاضر بقوة في المشهد الثقافي والادبي في تونس منذ ثمانينات القرن الماضي، وبعد مجموعته القصصية الأولى "لاهثون معي" الصادرة سنة 1982 ومجموعته القصصية الثانية " قطع الغيار" الصادرة سنة 1995 احتفل مؤخرا بثالث المجموعات "وطارت العصافير".
جاءت مجموعة " وطارت العصافير " في 74 صفحة من القطع المتوسطة وتضمنت 35 اقصوصة قصيرة وقصيرة جدا عن مؤسسة بوجميل للطباعة والنشر "نيرفانا".
ما يلفت الانتباه بدرجة أولى في هذه المجموعة على مستوى الشكل مغامرة الكاتب الأولى من نوعها في الاتجاه الى الابداع في القصة القصيرة او بما يعرف ب"الومضة " تأسيا بالقصيد الومضة ولعله من خلال ذلك يبشر بكتابة جديدة للقصة القصيرة وهو ما بادر به الكاتب محمد بوحوش سابقا.
اما المضمون فان ساسي حمام حافظ على انحيازه للطبقة المهمشة والمسحوقة في المجتمع من خلال التقاط مواقف ونقل وقائع واحداث عاشها وشهدها يوميا في حله وترحاله من منزل تميم مدينة المولد والنشأة الى أكثر من منطقة ومدينة في البلاد التونسية
لقد حافظ ساسي حمام في مجموعته " وطارت العصافير " على الوفاء لنهجه الإبداعي الذي يعتمد أساسا على فضح الواقع وتشخيص كل السلبيات فيه بكل دقة وعمق في التفاصيل بالتركيز على نقاط فاصلة بين الألم والفرح والحسرة والأسى والدهشة والامل.
من يقرا " وطارت العصافير" يعيش لحظات ارتباك وتتزاحم في داخله مشاعر الأسى وآلام بالأحلام الوردية والطموح والرغبة في تجاوز المعوقات لأجل غد اكثر اشراقا وبهجة وطمأنينة نفسية.
لئن سلك واختار ساسي حمام طريق تعرية الواقع وكشف مساوئه فان ذلك تم بأسلوب سلس مقنع بعيدا عن التشنج والغوغائية والسطحية التزاما بمبدأ التروي الذي اختاره الكاتب في التعاطي مع العملية الإبداعية وحتى في حياته الاجتماعية.
وهذه ميزة ساسي حمام كما يراها الأصدقاء ورفاق دربه في المجال الثقافي.
مؤطر:
ساسي حمام.. من يكون؟
في العديد من المجلات ساسي حمام اصيل مدينة منزل تميم تم انتخابه عضوا بالهيئة المديرة لاتحاد الكتاب التونسيين طيلة 4 دوارت كما تراس فرع ولاية نابل لاتحاد الكتاب التونسيين طيلة 7 دورات وهو عضو بنادي القصة " ابو القاسم الشابي " بالوردية.
اشرف وادار عديد المهرجانات الوطنية والعربية كما اشرف على تنظيم عديد الندوات حول القصة القصيرة والشعر والرواية والموسيقى والعلاج بالموسيقى
ودرست مجموعته القصصية الأولى "لاهثون معي" بالجامعة الكويتية كمثال للسرد المغاربي وكتب أيضا في العديد من الصحف والمجلات الوطنية والنقدية مقالات نقدية تناولت عديد الإشكاليات في القصة والرواية بدرجة أولى