لا خلاف أنه لولا تكنولوجيا المعلومات ولولا الهواتف الذكية ولولا المواقع الاجتماعية لما أمكن فضح جرائم الاحتلال المرتكبة في حق أهالي غزة في حينها وبكل تفاصيلها وفظاعاتها أمام العالم بكل مؤسساته الرسمية والشعبية وأمام مختلف المنظمات والهيئات الحقوقية وغيرها.. وبرغم كل محاولات الرقابة الحينية البغيضة التي مارسها بكثير من العنصرية المتحكمون في منظومة انستغرام وفايسبوك والتي تنم عن انحياز أعمى للاحتلال الإسرائيلي، وبرغم كل محاولات مصادرة الصور البشعة لانتهاكات الاحتلال في حق النساء والأطفال والشيوخ وفي حق المستشفيات وسيارات الإسعاف والمدارس والمساجد والكنائس وكل ما تحظر اتفاقية جنيف الرابعة المساس به أو استهدافه في حالات الحرب والسلم فقد أمكن اختراق كل الموانع وكل محاولات التعتيم على شلال الدم في غزة والضفة.. صحيح أن الكثير من الاعتداءات والجرائم تمت تحت جنح الظلام عندما عزلت حكومة كيان الاحتلال غزة عن العالم وقطعت عنها في ست مناسبات متتالية الكهرباء والانترنت وكل وسائل الاتصال وأغرقت غزة في الظلام لتواصل ضرباتها العسكرية خاصة عندما كانت تستهدف المستشفيات ومنها المعمداني والشفاء والمستشفى الاندونيسي ومستشفى القدس متحللة باعتمادها قواعد للمقاومة.. ومع ذلك فقد تسربت الكثير عن فظاعات الاحتلال وإن كانت قناعاتنا أن الأفظع لم ينشر بعد وقد لا يتم نشره قبل وقت طويل عندما تتوقف الحرب ويكون بالإمكان الوصول الى كل الأماكن المدمرة واستخراج الجثث التي تحت الأنقاض.. والأكيد أن الفضل في نقل ما يحدث في غزة يعود الفضل فيه لشجاعة المواطنين الذين قاموا بدور المواطن الصحفي وكشفوا للعالم لاسيما أولئك المخدوعين بإسرائيل حقيقة هذا الكيان المتعطش منذ نشأته للدم.. ولكن تبقى المسؤولية الأولى والاهم لجيش الإعلاميين المرابطين في الصفوف الأولى في هذه الحرب لنقل الحقيقة للعالم وهم الذين دفعوا ويدفعون ثمن قيامهم برسالتهم وتمسكهم بأداء الواجب رغم الخطر المحدق بهم وبعائلاتهم.. ولعل هذا ما جعل جنود الإعلام في مرمى الاحتلال كل يوم وكل ساعة وهم الذين يواجهون رصاص وقصف جيش الاحتلال لهم بصدور عارية إلا من ستراتهم التي تؤكد انتماءهم للإعلام.. الصورة القادمة من غزة محرجة بل موجعة للاحتلال حتى وإن تظاهر بعدم الاكتراث وهي موجعة لأنها تخلط حساباته وتفضحه أمام حلفائه وأمام الرأي العام الدولي الذي بات يجاهر بمعارضته لما تقترفه آلة الحرب الإسرائيلية في حق الأبرياء وبات يجاهر بغضبه ورفضه لسياسات حكوماته الداعمة للاحتلال الإسرائيلي دون قيد أو شرط خاصة في الغرب وهو يجاهر أيضا برفضه أن تذهب أموال دافعي الضرائب لقتل الأطفال والنساء في فلسطين والأهم من كل ذلك أنه بات يبحث ويسأل عن حقيقة وجذور الصراع وبات يرفض الرواية الإسرائيلية الزائفة ويعيد تأمل الرواية الفلسطينية ويشكك حتى في المحرقة وفي نوايا وأهداف حكومة نتنياهو العنصرية من حرب الإبادة الجماعية في غزة والضفة.. وهذا في حد ذاته يفاقم النقمة على الصحفيين والرغبة للانتقام منهم وإخماد صوتهم واستهدافهم بالقتل بأبشع الطرق وفي ذلك رسالة لغيرهم بان هذا مصيرهم..
طبعا ليس هناك شك أن للاحتلال نقمة على الإعلاميين الفلسطينيين وهذه مسألة لم تبدأ مع حرب الإبادة الجماعية على غزة منذ أكثر من شهرين ولكنها سابقة لذلك وقائمة شهداء الإعلام برصاص الاحتلال داخل وخارج غزة تشهد على ذلك.. لقد قتل الجيش الإسرائيلي من الصحفيين منذ شهرين أكثر مما قام به أي جيش آخر بما في ذلك الجيش الروسي في حربه مع أوكرانيا في أي حرب خلال عام كامل.. نعود الى البداية وما كشفته منظمة هيومن رايتس ووتش من أن سياسات الرقابة على المحتوى لشركة "ميتا" المالكة لمنصات "فيسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب"، تصدت للمشاركات الداعمة لفلسطين بشكل متزايد منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وجميعنا في تونس وحتى خارج تونس استشعر هذا الأمر وهذا الإصرار على إخفاء حقيقة ما يجري على ارض غزة بدعوى أن الصور مؤثرة. والحقيقة أنها ممارسة قمعية هدفها التستر على جرائم الاحتلال وتحصينه من أي ملاحقة مستقبلية.. وقد نشرت المنظمة تقريرا من 51 صفحة بعنوان: "وعود ميتا غير الملتزم بها: رقابة ممنهجة على المحتوى الفلسطيني على إنستغرام وفيسبوك"، أشارت فيه إلى موقف "ميتا" المنحاز لإسرائيل على المنصات الخاصة بها ..
الأكيد أن الحرب المستمرة في غزة هي أيضا حرب معلومات وحرب وثائق وحرب شهود وشهادات سيتعين استحضارها لمسائلة ومحاسبة الاحتلال على جرائمه قد يبدو الأمر بعيدا ولكن نراه قريبا ولكن يحتاج لكثير من الإرادة والمثابرة والجرأة على تقديم كل ما يتم توثيقه الى الهيئات المعنية في الجنائية الدولية التي ستحاسب بدورها إذا تخاذلت في هذا الأمر ..
آسيا العتروس
لا خلاف أنه لولا تكنولوجيا المعلومات ولولا الهواتف الذكية ولولا المواقع الاجتماعية لما أمكن فضح جرائم الاحتلال المرتكبة في حق أهالي غزة في حينها وبكل تفاصيلها وفظاعاتها أمام العالم بكل مؤسساته الرسمية والشعبية وأمام مختلف المنظمات والهيئات الحقوقية وغيرها.. وبرغم كل محاولات الرقابة الحينية البغيضة التي مارسها بكثير من العنصرية المتحكمون في منظومة انستغرام وفايسبوك والتي تنم عن انحياز أعمى للاحتلال الإسرائيلي، وبرغم كل محاولات مصادرة الصور البشعة لانتهاكات الاحتلال في حق النساء والأطفال والشيوخ وفي حق المستشفيات وسيارات الإسعاف والمدارس والمساجد والكنائس وكل ما تحظر اتفاقية جنيف الرابعة المساس به أو استهدافه في حالات الحرب والسلم فقد أمكن اختراق كل الموانع وكل محاولات التعتيم على شلال الدم في غزة والضفة.. صحيح أن الكثير من الاعتداءات والجرائم تمت تحت جنح الظلام عندما عزلت حكومة كيان الاحتلال غزة عن العالم وقطعت عنها في ست مناسبات متتالية الكهرباء والانترنت وكل وسائل الاتصال وأغرقت غزة في الظلام لتواصل ضرباتها العسكرية خاصة عندما كانت تستهدف المستشفيات ومنها المعمداني والشفاء والمستشفى الاندونيسي ومستشفى القدس متحللة باعتمادها قواعد للمقاومة.. ومع ذلك فقد تسربت الكثير عن فظاعات الاحتلال وإن كانت قناعاتنا أن الأفظع لم ينشر بعد وقد لا يتم نشره قبل وقت طويل عندما تتوقف الحرب ويكون بالإمكان الوصول الى كل الأماكن المدمرة واستخراج الجثث التي تحت الأنقاض.. والأكيد أن الفضل في نقل ما يحدث في غزة يعود الفضل فيه لشجاعة المواطنين الذين قاموا بدور المواطن الصحفي وكشفوا للعالم لاسيما أولئك المخدوعين بإسرائيل حقيقة هذا الكيان المتعطش منذ نشأته للدم.. ولكن تبقى المسؤولية الأولى والاهم لجيش الإعلاميين المرابطين في الصفوف الأولى في هذه الحرب لنقل الحقيقة للعالم وهم الذين دفعوا ويدفعون ثمن قيامهم برسالتهم وتمسكهم بأداء الواجب رغم الخطر المحدق بهم وبعائلاتهم.. ولعل هذا ما جعل جنود الإعلام في مرمى الاحتلال كل يوم وكل ساعة وهم الذين يواجهون رصاص وقصف جيش الاحتلال لهم بصدور عارية إلا من ستراتهم التي تؤكد انتماءهم للإعلام.. الصورة القادمة من غزة محرجة بل موجعة للاحتلال حتى وإن تظاهر بعدم الاكتراث وهي موجعة لأنها تخلط حساباته وتفضحه أمام حلفائه وأمام الرأي العام الدولي الذي بات يجاهر بمعارضته لما تقترفه آلة الحرب الإسرائيلية في حق الأبرياء وبات يجاهر بغضبه ورفضه لسياسات حكوماته الداعمة للاحتلال الإسرائيلي دون قيد أو شرط خاصة في الغرب وهو يجاهر أيضا برفضه أن تذهب أموال دافعي الضرائب لقتل الأطفال والنساء في فلسطين والأهم من كل ذلك أنه بات يبحث ويسأل عن حقيقة وجذور الصراع وبات يرفض الرواية الإسرائيلية الزائفة ويعيد تأمل الرواية الفلسطينية ويشكك حتى في المحرقة وفي نوايا وأهداف حكومة نتنياهو العنصرية من حرب الإبادة الجماعية في غزة والضفة.. وهذا في حد ذاته يفاقم النقمة على الصحفيين والرغبة للانتقام منهم وإخماد صوتهم واستهدافهم بالقتل بأبشع الطرق وفي ذلك رسالة لغيرهم بان هذا مصيرهم..
طبعا ليس هناك شك أن للاحتلال نقمة على الإعلاميين الفلسطينيين وهذه مسألة لم تبدأ مع حرب الإبادة الجماعية على غزة منذ أكثر من شهرين ولكنها سابقة لذلك وقائمة شهداء الإعلام برصاص الاحتلال داخل وخارج غزة تشهد على ذلك.. لقد قتل الجيش الإسرائيلي من الصحفيين منذ شهرين أكثر مما قام به أي جيش آخر بما في ذلك الجيش الروسي في حربه مع أوكرانيا في أي حرب خلال عام كامل.. نعود الى البداية وما كشفته منظمة هيومن رايتس ووتش من أن سياسات الرقابة على المحتوى لشركة "ميتا" المالكة لمنصات "فيسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب"، تصدت للمشاركات الداعمة لفلسطين بشكل متزايد منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وجميعنا في تونس وحتى خارج تونس استشعر هذا الأمر وهذا الإصرار على إخفاء حقيقة ما يجري على ارض غزة بدعوى أن الصور مؤثرة. والحقيقة أنها ممارسة قمعية هدفها التستر على جرائم الاحتلال وتحصينه من أي ملاحقة مستقبلية.. وقد نشرت المنظمة تقريرا من 51 صفحة بعنوان: "وعود ميتا غير الملتزم بها: رقابة ممنهجة على المحتوى الفلسطيني على إنستغرام وفيسبوك"، أشارت فيه إلى موقف "ميتا" المنحاز لإسرائيل على المنصات الخاصة بها ..
الأكيد أن الحرب المستمرة في غزة هي أيضا حرب معلومات وحرب وثائق وحرب شهود وشهادات سيتعين استحضارها لمسائلة ومحاسبة الاحتلال على جرائمه قد يبدو الأمر بعيدا ولكن نراه قريبا ولكن يحتاج لكثير من الإرادة والمثابرة والجرأة على تقديم كل ما يتم توثيقه الى الهيئات المعنية في الجنائية الدولية التي ستحاسب بدورها إذا تخاذلت في هذا الأمر ..