انتشار غير مسبوق للكلاب السائبة، فأين ما وليت وجهك تجد إعدادا غفيرة من الكلاب منتشرة في شوارع العاصمة..، البعض منها يتخذ من مأوى السيارات ملجأ لهم من البرد في الشتاء، كما تجد البعض الآخر أمام مداخل الإدارات وحتى المدارس والمعاهد.
وقد لا يعود انتشار الكلاب السائبة في تونس فقط إلى تكاثرها بل تسببت ظاهرة التخلص من بعض الكلاب المملوكة عبر تركها في الشوارع مهملة في مشكل آخر ساهم في تزايد أعدادها.
ورغم اللجوء في بعض الأحيان إلى القنص للتخلص من هذه الأعداد الغفيرة منها إلا إن ذلك لم يحد منها، كما أن عديد الجمعيات اعتبرت أن اعتماد القنص للحدّ من أعداد الكلاب السائبة هو أسلوب غير إنساني، وهو ما دفع بالعديد من المدافعين عن الحيوانات إلى تنظيم وقفات احتجاجية للتنديد بالانتهاكات التي تتعرض لها الحيوانات، معتبرين أن قتل الكلاب يندرج ضمن العمل الإرهابي، فيما أطلق من قبل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملات يدعون فيها إلى تجريم الاعتداء على الحيوانات معتبرين ذلك تصرفا وحشيا وعملا غير إنساني.
تلقيح الكلاب والقطط
كما قال في هذا السياق عمر النيفر مدير حفظ الصحة وحماية المحيط ببلدية تونس أن البلدية قامت منذ سنة 2017 بإحداث مركز تعقيم للكلاب السائبة وكان أول مركز قبل أن يقع بعد ذلك تعميمه في بعض البلديات الأخرى، مشيرا إلى أن نشاط المركز يرتكز أساسا على تلقيح الكلاب والقطط المملوكة ونفس الشيء بالنسبة للكلاب السائبة بشكل مجاني إلى جانب القيام بعمليات لتعقيمها ومنع تكاثرها.
وأفاد مدير حفظ الصحة وحماية المحيط ببلدية تونس أن أعوان المركز يقومون بجمع الكلاب السائبة وجلبها إلى المركز لفحصها وتطعيمها كما يتم في بعض الأحيان الالتجاء إلى القتل الرحيم عبر حقن بعض الكلاب التي تعاني من بعض الأمراض والتي يمكن أن تمثل خطورة على الإنسان والحيوان إذا تركت في الشارع، كما يتم مداواة الكلاب السائبة من الطفيليات الداخلية والخارجية وتعقيمها ووضع شارات في الأذن ثم إعادته إلى أماكنها الأصلية.
تعقيم.. ولكن الأعداد كبيرة
وفي سياق حديثه لـ"الصباح" أكد النيفر أن طريقة تعقيم الكلاب أثبتت نجاعتها وقد أكدت الأمر ذاته منظمة الصحة العالمية، مضيفا أن بعض البلديات عادت إلى قنص الكلاب السائبةـ ورغم أن الأمر يعد موجعا لكن لا يوجد خيار ثان نظرا لتزايد أعداد هذه الكلاب وبشكل كبير في الشوارع التي تفوق أعدادها 10 آلاف.
كما حذر محدثنا من أن هذه الظاهرة بالغة الخطورة خاصة بعد تبين عودة داء الكلب في السنوات الأخيرة. وقال النيفر إنه إلى جانب التلقيح المجاني يقوم المركز بيوم مفتوح خلال شهر سبتمبر من كل سنة للتلقيح ضد داء الكلب.
وتجدر الإشارة إلى أن مركز تعقيم الكلاب السائبة التابع لبلدية تونس يعمل فيه طبيب بيطري متفرغ لإجراء عمليات التعقيم والتلقيح إلى جانب فريق متكون من 5 أعوان.
مع العلم أن وزارة الصحة دعت بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة داء الكلب الموافق لـ28 سبتمبر من كل سنة، المواطنين إلى التلقيح السنوي للكلاب والقطط، مشيرة إلى أن تونس سجلت ارتفاعا ملحوظا خلال الثلاث سنوات الأخيرة في نسبة الوفيات بداء الكلب لدى الإنسان بـ 15 حالة وفاة.
وأفادت إدارة الرعاية الصحية الأساسية أن عدد الحالات التي تعرضت إلى هجوم من حيوان مشبوه ارتفعت من 30 ألفا و514 حالة سنة 2010 إلى حوالي 42 ألف حالة سنة 2022، مشيرة إلى أن 31 بالمائة من الإصابات كانت من طرف كلاب سائبة.
وأوصت المواطنين بضرورة العناية بالمحيط للحد من تكاثر الكلاب السائبة وذلك باحترام توقيت رفع الفضلات ووضعها بحاويات البلدية وعدم إلقائها في الطريق العام وداخل الأحياء.
وأكدت على أهمية الإسراع بغسل وتطهير مكان الإصابة لمدة 15دقيقة في حال التعرض إلى عضة كلب، والتوجه فورا إلى أقرب مركز صحي لتلقي العلاج الوقائي. وقالت إن التلقيح يقدم بصفة مجانية في جميع الهياكل الصحية المخصصة لذلك.
ويشار إلى أن وزارة الفلاحة تتعهد بتلقيح الكلاب مجانا خلال الحملة السنوية التي تطلقها في أشهر ديسمبر وجانفي وفيفري وتتواصل عمليات التلقيح بكافة المراكز الراجعة لها بالنظر على امتداد السنة.
جهاد الكلبوسي
تونس - الصباح
انتشار غير مسبوق للكلاب السائبة، فأين ما وليت وجهك تجد إعدادا غفيرة من الكلاب منتشرة في شوارع العاصمة..، البعض منها يتخذ من مأوى السيارات ملجأ لهم من البرد في الشتاء، كما تجد البعض الآخر أمام مداخل الإدارات وحتى المدارس والمعاهد.
وقد لا يعود انتشار الكلاب السائبة في تونس فقط إلى تكاثرها بل تسببت ظاهرة التخلص من بعض الكلاب المملوكة عبر تركها في الشوارع مهملة في مشكل آخر ساهم في تزايد أعدادها.
ورغم اللجوء في بعض الأحيان إلى القنص للتخلص من هذه الأعداد الغفيرة منها إلا إن ذلك لم يحد منها، كما أن عديد الجمعيات اعتبرت أن اعتماد القنص للحدّ من أعداد الكلاب السائبة هو أسلوب غير إنساني، وهو ما دفع بالعديد من المدافعين عن الحيوانات إلى تنظيم وقفات احتجاجية للتنديد بالانتهاكات التي تتعرض لها الحيوانات، معتبرين أن قتل الكلاب يندرج ضمن العمل الإرهابي، فيما أطلق من قبل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملات يدعون فيها إلى تجريم الاعتداء على الحيوانات معتبرين ذلك تصرفا وحشيا وعملا غير إنساني.
تلقيح الكلاب والقطط
كما قال في هذا السياق عمر النيفر مدير حفظ الصحة وحماية المحيط ببلدية تونس أن البلدية قامت منذ سنة 2017 بإحداث مركز تعقيم للكلاب السائبة وكان أول مركز قبل أن يقع بعد ذلك تعميمه في بعض البلديات الأخرى، مشيرا إلى أن نشاط المركز يرتكز أساسا على تلقيح الكلاب والقطط المملوكة ونفس الشيء بالنسبة للكلاب السائبة بشكل مجاني إلى جانب القيام بعمليات لتعقيمها ومنع تكاثرها.
وأفاد مدير حفظ الصحة وحماية المحيط ببلدية تونس أن أعوان المركز يقومون بجمع الكلاب السائبة وجلبها إلى المركز لفحصها وتطعيمها كما يتم في بعض الأحيان الالتجاء إلى القتل الرحيم عبر حقن بعض الكلاب التي تعاني من بعض الأمراض والتي يمكن أن تمثل خطورة على الإنسان والحيوان إذا تركت في الشارع، كما يتم مداواة الكلاب السائبة من الطفيليات الداخلية والخارجية وتعقيمها ووضع شارات في الأذن ثم إعادته إلى أماكنها الأصلية.
تعقيم.. ولكن الأعداد كبيرة
وفي سياق حديثه لـ"الصباح" أكد النيفر أن طريقة تعقيم الكلاب أثبتت نجاعتها وقد أكدت الأمر ذاته منظمة الصحة العالمية، مضيفا أن بعض البلديات عادت إلى قنص الكلاب السائبةـ ورغم أن الأمر يعد موجعا لكن لا يوجد خيار ثان نظرا لتزايد أعداد هذه الكلاب وبشكل كبير في الشوارع التي تفوق أعدادها 10 آلاف.
كما حذر محدثنا من أن هذه الظاهرة بالغة الخطورة خاصة بعد تبين عودة داء الكلب في السنوات الأخيرة. وقال النيفر إنه إلى جانب التلقيح المجاني يقوم المركز بيوم مفتوح خلال شهر سبتمبر من كل سنة للتلقيح ضد داء الكلب.
وتجدر الإشارة إلى أن مركز تعقيم الكلاب السائبة التابع لبلدية تونس يعمل فيه طبيب بيطري متفرغ لإجراء عمليات التعقيم والتلقيح إلى جانب فريق متكون من 5 أعوان.
مع العلم أن وزارة الصحة دعت بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة داء الكلب الموافق لـ28 سبتمبر من كل سنة، المواطنين إلى التلقيح السنوي للكلاب والقطط، مشيرة إلى أن تونس سجلت ارتفاعا ملحوظا خلال الثلاث سنوات الأخيرة في نسبة الوفيات بداء الكلب لدى الإنسان بـ 15 حالة وفاة.
وأفادت إدارة الرعاية الصحية الأساسية أن عدد الحالات التي تعرضت إلى هجوم من حيوان مشبوه ارتفعت من 30 ألفا و514 حالة سنة 2010 إلى حوالي 42 ألف حالة سنة 2022، مشيرة إلى أن 31 بالمائة من الإصابات كانت من طرف كلاب سائبة.
وأوصت المواطنين بضرورة العناية بالمحيط للحد من تكاثر الكلاب السائبة وذلك باحترام توقيت رفع الفضلات ووضعها بحاويات البلدية وعدم إلقائها في الطريق العام وداخل الأحياء.
وأكدت على أهمية الإسراع بغسل وتطهير مكان الإصابة لمدة 15دقيقة في حال التعرض إلى عضة كلب، والتوجه فورا إلى أقرب مركز صحي لتلقي العلاج الوقائي. وقالت إن التلقيح يقدم بصفة مجانية في جميع الهياكل الصحية المخصصة لذلك.
ويشار إلى أن وزارة الفلاحة تتعهد بتلقيح الكلاب مجانا خلال الحملة السنوية التي تطلقها في أشهر ديسمبر وجانفي وفيفري وتتواصل عمليات التلقيح بكافة المراكز الراجعة لها بالنظر على امتداد السنة.