الاستشارة الوطنية حول إصلاح نظام التربية والتعليم... هل مازالت محل اهتمام ومتابعة؟ وأي مستجدات بشأنها؟
أسئلة تفرض نفسها بشدة بعد أن خفٌتت وتيرة الاهتمام بها لاسيما بعد عملية طوفان الأقصى، وفي ظل انشغال الأسر التونسية خلال الأسبوعين الماضيين بامتحانات الثلاثي الأول..
في هذا الخصوص يشير الكثير من المتابعين للشأن المدرسي أن الاستشارة الوطنية لإصلاح التربية والتعليم على أهميتها إلا أن نسقها قد تراجع كثيرا...
آخر المعطيات الرسمية حول هذه الاستشارة ما كشفه وزير التربية محمد علي البوغديري في تصريحات إعلامية حيث أشار إلى أنّ عدد المشاركين في الاستشارة الوطنية للتربية والتعليم يظل رقما محترما وذلك بتخطّيه 580 ألف مشارك من مختلف الشرائح العمرية والطبقات الاجتماعية ومن مختلف المستويات والاهتمامات....
وقال وزير التربية إنّ مشاركة الفئة العمرية أقلّ من 12 سنة هي مشاركات عائلية، مضيفا أنّه ومن خلال مواكبته فإنّ العدد أكبر من المعلن عنه في المنصّة...
وأكد الوزير في معرض تصريحاته الإعلامية على هامش إشرافه على الملتقى الوطني للموسيقى والكورال دورة المرحوم العزام العفريت بالمسرح البلدي على أهمية الاستئناس بهذه المشاركات للنظر في إصلاح النظام التربوي من خلال المجلس الأعلى للتربية والتعليم...
من هذا المنطلق وتفاعلا مع الطرح السالف الذكر حول مدى نجاعة الاقبال على الاستشارة من عدمه يشير البيداغوجي المتقاعد فريد السديري في تصريح لـ "الصباح" أن الاستشارة الوطنية لإصلاح التربية والتعليم على أهميتها إلا أن نسبة المشاركة المعلن عنها تبقى دون المأمول ودون التوقعات، موضحا في الإطار نفسه أن نسبة المشاركة في الاستشارة لا تعتبر مقياسا أو مؤشرا هاما يعكس مدى نجاح أو فشل هذه الاستشارة على اعتبار أن المهم هو أن يٌفعّل قطار الإصلاح التربوي وأن تعكس مخرجات الاستشارة نقاطا أو محاور من شأنها أن تنهض فعليا بالواقع التربوي الذي ما فتئ يتأزّم من سنة إلى أخرى....
وأضاف محدثنا في الإطار نفسه إلى أن المنظومة التربوية تستوجب تدخلات عاجلة وناجعة لا سيما على مستوى البرامج والمناهج التعليمية التي تعتبر في بعض المستويات التعليمية ضاربة في القدم، موضحا أن العنصر الأساسي في عملية الإصلاح لا بد أن ينحصر في كيفية إعادة البريق للمدرسة العمومية حتى تكون عنصرا جالبا للتلميذ لا منفرا له..
من جانب آخر وفي نفس الإطار أوردت المربية لبنى الجديدي في تصريح لـ «الصباح" أن نسبة المشاركة في الاستشارة تعتبر ضعيفة للغاية، لكن هذا لا ينفي أن المهم هو وضع قطار الإصلاح على السكة.
وتجدر الإشارة إلى أن الهدف الأساسي من هذه الاستشارة هو التعرف على آراء التلاميذ والطلبة والمتكونين والمدرسين والاولياء وكل المهتمين بالشأن التربوي قصد تحديد التوجهات العامة المستقبلية التي من شأنها أن ترفع من أداء المنظومة التربوية في التربية والتكوين المهني والتعليم العالي.
وتنقسم هذه الاستشارة إلى 5 محاور كبرى وهي كالتالي:التربية في مرحلة الطفولة المبكرة والإحاطة بالأسرة وبرامج التدريس ونظام التقويم والزمن المدرسي، والتنسيق بين أنظمة التربية والتكوين المهني والتعليم العالي والتكامل بينها، وجودة التدريس والتكنولوجيا الرقمية وتكافؤ الفرص والتعلّم مدى الحياة...
منال حرزي
تونس-الصباح
الاستشارة الوطنية حول إصلاح نظام التربية والتعليم... هل مازالت محل اهتمام ومتابعة؟ وأي مستجدات بشأنها؟
أسئلة تفرض نفسها بشدة بعد أن خفٌتت وتيرة الاهتمام بها لاسيما بعد عملية طوفان الأقصى، وفي ظل انشغال الأسر التونسية خلال الأسبوعين الماضيين بامتحانات الثلاثي الأول..
في هذا الخصوص يشير الكثير من المتابعين للشأن المدرسي أن الاستشارة الوطنية لإصلاح التربية والتعليم على أهميتها إلا أن نسقها قد تراجع كثيرا...
آخر المعطيات الرسمية حول هذه الاستشارة ما كشفه وزير التربية محمد علي البوغديري في تصريحات إعلامية حيث أشار إلى أنّ عدد المشاركين في الاستشارة الوطنية للتربية والتعليم يظل رقما محترما وذلك بتخطّيه 580 ألف مشارك من مختلف الشرائح العمرية والطبقات الاجتماعية ومن مختلف المستويات والاهتمامات....
وقال وزير التربية إنّ مشاركة الفئة العمرية أقلّ من 12 سنة هي مشاركات عائلية، مضيفا أنّه ومن خلال مواكبته فإنّ العدد أكبر من المعلن عنه في المنصّة...
وأكد الوزير في معرض تصريحاته الإعلامية على هامش إشرافه على الملتقى الوطني للموسيقى والكورال دورة المرحوم العزام العفريت بالمسرح البلدي على أهمية الاستئناس بهذه المشاركات للنظر في إصلاح النظام التربوي من خلال المجلس الأعلى للتربية والتعليم...
من هذا المنطلق وتفاعلا مع الطرح السالف الذكر حول مدى نجاعة الاقبال على الاستشارة من عدمه يشير البيداغوجي المتقاعد فريد السديري في تصريح لـ "الصباح" أن الاستشارة الوطنية لإصلاح التربية والتعليم على أهميتها إلا أن نسبة المشاركة المعلن عنها تبقى دون المأمول ودون التوقعات، موضحا في الإطار نفسه أن نسبة المشاركة في الاستشارة لا تعتبر مقياسا أو مؤشرا هاما يعكس مدى نجاح أو فشل هذه الاستشارة على اعتبار أن المهم هو أن يٌفعّل قطار الإصلاح التربوي وأن تعكس مخرجات الاستشارة نقاطا أو محاور من شأنها أن تنهض فعليا بالواقع التربوي الذي ما فتئ يتأزّم من سنة إلى أخرى....
وأضاف محدثنا في الإطار نفسه إلى أن المنظومة التربوية تستوجب تدخلات عاجلة وناجعة لا سيما على مستوى البرامج والمناهج التعليمية التي تعتبر في بعض المستويات التعليمية ضاربة في القدم، موضحا أن العنصر الأساسي في عملية الإصلاح لا بد أن ينحصر في كيفية إعادة البريق للمدرسة العمومية حتى تكون عنصرا جالبا للتلميذ لا منفرا له..
من جانب آخر وفي نفس الإطار أوردت المربية لبنى الجديدي في تصريح لـ «الصباح" أن نسبة المشاركة في الاستشارة تعتبر ضعيفة للغاية، لكن هذا لا ينفي أن المهم هو وضع قطار الإصلاح على السكة.
وتجدر الإشارة إلى أن الهدف الأساسي من هذه الاستشارة هو التعرف على آراء التلاميذ والطلبة والمتكونين والمدرسين والاولياء وكل المهتمين بالشأن التربوي قصد تحديد التوجهات العامة المستقبلية التي من شأنها أن ترفع من أداء المنظومة التربوية في التربية والتكوين المهني والتعليم العالي.
وتنقسم هذه الاستشارة إلى 5 محاور كبرى وهي كالتالي:التربية في مرحلة الطفولة المبكرة والإحاطة بالأسرة وبرامج التدريس ونظام التقويم والزمن المدرسي، والتنسيق بين أنظمة التربية والتكوين المهني والتعليم العالي والتكامل بينها، وجودة التدريس والتكنولوجيا الرقمية وتكافؤ الفرص والتعلّم مدى الحياة...