إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. 20 ألف شهيد وآلة القتل متعطشة للمزيد ..

 

متى توقف أمريكا بايدن هذه المجزرة؟ نعم واشنطن من يملك مفتاح إيقاف حمام الدم في غزة حيث تجاوزت حصيلة المحرقة الإسرائيلية المفتوحة على أهالي القطاع نتائج الحرب الروسية الأوكرانية التي تدخل عامها الثالث على التوالي ولكن وجب الاعتراف أن الحرب الروسية على مخاطرها لم تسجل ما سجلته آلة القتل والدمار للاحتلال الإسرائيلي.. نعم واشنطن من يملك إيقاف القتل اليومي المستمر للنساء والأطفال والمرضى وإنهاء دفن المصابين أحياء تحت الأنقاض.. ونكاد نجزم أننا ما سألنا مسؤولا من احدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي عن موعد انتهاء الحرب الا وافادنا بأن واشنطن وحدها تعرف متى سيكون ذلك.. لا احد يتجنى على الإدارة الأمريكية الراهنة ولا شك أن الأحداث وحدها تؤكد أن واشنطن لا تريد لهذه الحرب ان تتوقف ولها أسبابها ومصالحها وأولها أنها لا تريد الهزيمة لنتنياهو أو لجيش الاحتلال الذي تدعمه بأعتى ما ليديها من وسائل القتل والتدمير ..

نقول هذا الكلام ونحن نتابع التأجيل المستمر وللمرة الثالثة على التوالي على مشروع القرار الذي تقدمت به الإمارات باسم المجموعة العربية لإيقاف الحرب على غزة والأسباب معلومة وان واشنطن تريد مشروعا يساوي بين الجلاد والضحية إن لم ينتصر للجلاد ويمنحه كل الحصانة من أي مساءلة أو متابعة أو تنديد أو انتقادات ..وفي قناعتنا أن هذا التأجيل له أكثر من  معنى أو لها منح إسرائيل مزيدا من الوقت لتحقيق مهامها القذرة وقتل المزيد واستباحة ما بقي من غزة والثانية المضي قدما في إهانة وإذلال المجموعة العربية سواء المطبعة أو غير المطبعة وان إسرائيل قبل الجميع وفوق الجميع بما في ذلك كل القوانين الدولية والإنسانية.. عشرون ألف قتيل برصاص جيش الاحتلال على مدى أكثر من شهرين وهي حصيلة غير نهائية بالنظر الى استحالة إحصاء عدد الذين قتلوا تحت الأنقاض أو عدد الذين لم يتمكن رجال الإنقاذ من الوصول إليهم.. ثمانية آلاف طفل قتلوا في هذه الحرب والعدد أضعاف عشر مرات الأطفال الذين قتلوا في الحرب الروسية في أوكرانيا.. المقارنة تفرض نفسها الأكيد أن المنطق الإنساني يرفض الانسياق وراء كل إبادة جماعية مهما كانت مبرراتها ولان دماء الأطفال ودماء البشر جميعا واحدة.. ولا فرق بين دم طفل أوكراني وطفل فلسطيني أو أي طفل في العالم هذا على الأقل ما كنا نعتقد انه في لب القيم والمبادئ الإنسانية المشتركة التي فهمناها من الغرب قبل أن تكشف لنا الحرب على غزة مفهوم وحقيقة وأبعاد القيم الإنسانية عندما يتعلق الأمر بانتهاكات وممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي سيظل مرتبطا بالذاكرة الفلسطينية والعربية وغيرها أيضا بإرهاب الدولة المنظم والمدعوم من القوى الكبرى التي تصر على التعاطي مع القضية الفلسطينية بعين إسرائيلية تفرض عليها أن ترى إلا ما تريد لها أن تراه ...

لا يبدو حتى الآن أن كل الدعوات والأصوات الرسمية والشعبية والحقوقية غيرت شيئا من المشهد ولا يبدو أيضا أن كل صرخات المنظمات الأممية واستغاثات الهيئات الإنسانية الدولية التي باتت عاجزة عن توفير ابسط احتياجات أهالي غزة الغارقين في دماء ذويهم يمكن أن تغير موقف واشنطن أو على الأقل تدفعها الى الحياد والتخلي عن مناصرة كيان الاحتلال الإجرامي.. تماما كما لا يبدو ان كل محاولات الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش لتحريك مجلس الأمن باءت بالفشل رغم لجوئه الى البند الـ99 الذي يدعو الى الاستنفار إزاء الأمن والسلم في العالم.. لا خلاف أن الحرب على غزة أسقطت كل معاني العدالة الدولية والشرعية الدولية التي باتت الورقة الطيعة لواشنطن وتل أبيب بفضل الفيتو الأمريكي المستنفر في وجه الشعوب المستضعفة ...

لا أحد يعرف كيف ومتى سينتهي العدوان على غزة ولكن الأكيد أن حجم العدوان وآثاره وتداعياته على ارض الواقع وعلى النفوس  المحطمة أيضا ستقود المنطقة الى ما لا يمكن لأمهر الخبراء والمحللين توقعه.. نظرات الأطفال المكسورة والشباب المقهور الذي لم يعد لديه ما يخسره في غزة وخارج غزة ستؤسس لجيل أكثر شراسة من جيل طوفان الأقصى الذي فاجأ العالم وفاجآ المخابرات الإسرائيلية والأمريكية وغيرها وتحدى الجدار العازل الذي استثمرت فيه أمريكا أموالا طائلة ولم يتفطن لهم احد وهم يخرجون من تحت الأرض ومن البحر والفضاء عبر المظلات.. الوقت وحده كفيل بتأكيد أو نفي ما ستكون عليه مرحلة ما بعد محرقة غزة.. وهي محرقة العصر رغم غيرة إسرائيل ورفض الإسرائيليين اعتماد هذه العبارة خارج سياق المحرقة التي تعرض لها اليهود على أيدي النازيين ..

آسيا العتروس

ممنوع من الحياد..      20 ألف شهيد وآلة القتل متعطشة للمزيد ..

 

متى توقف أمريكا بايدن هذه المجزرة؟ نعم واشنطن من يملك مفتاح إيقاف حمام الدم في غزة حيث تجاوزت حصيلة المحرقة الإسرائيلية المفتوحة على أهالي القطاع نتائج الحرب الروسية الأوكرانية التي تدخل عامها الثالث على التوالي ولكن وجب الاعتراف أن الحرب الروسية على مخاطرها لم تسجل ما سجلته آلة القتل والدمار للاحتلال الإسرائيلي.. نعم واشنطن من يملك إيقاف القتل اليومي المستمر للنساء والأطفال والمرضى وإنهاء دفن المصابين أحياء تحت الأنقاض.. ونكاد نجزم أننا ما سألنا مسؤولا من احدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي عن موعد انتهاء الحرب الا وافادنا بأن واشنطن وحدها تعرف متى سيكون ذلك.. لا احد يتجنى على الإدارة الأمريكية الراهنة ولا شك أن الأحداث وحدها تؤكد أن واشنطن لا تريد لهذه الحرب ان تتوقف ولها أسبابها ومصالحها وأولها أنها لا تريد الهزيمة لنتنياهو أو لجيش الاحتلال الذي تدعمه بأعتى ما ليديها من وسائل القتل والتدمير ..

نقول هذا الكلام ونحن نتابع التأجيل المستمر وللمرة الثالثة على التوالي على مشروع القرار الذي تقدمت به الإمارات باسم المجموعة العربية لإيقاف الحرب على غزة والأسباب معلومة وان واشنطن تريد مشروعا يساوي بين الجلاد والضحية إن لم ينتصر للجلاد ويمنحه كل الحصانة من أي مساءلة أو متابعة أو تنديد أو انتقادات ..وفي قناعتنا أن هذا التأجيل له أكثر من  معنى أو لها منح إسرائيل مزيدا من الوقت لتحقيق مهامها القذرة وقتل المزيد واستباحة ما بقي من غزة والثانية المضي قدما في إهانة وإذلال المجموعة العربية سواء المطبعة أو غير المطبعة وان إسرائيل قبل الجميع وفوق الجميع بما في ذلك كل القوانين الدولية والإنسانية.. عشرون ألف قتيل برصاص جيش الاحتلال على مدى أكثر من شهرين وهي حصيلة غير نهائية بالنظر الى استحالة إحصاء عدد الذين قتلوا تحت الأنقاض أو عدد الذين لم يتمكن رجال الإنقاذ من الوصول إليهم.. ثمانية آلاف طفل قتلوا في هذه الحرب والعدد أضعاف عشر مرات الأطفال الذين قتلوا في الحرب الروسية في أوكرانيا.. المقارنة تفرض نفسها الأكيد أن المنطق الإنساني يرفض الانسياق وراء كل إبادة جماعية مهما كانت مبرراتها ولان دماء الأطفال ودماء البشر جميعا واحدة.. ولا فرق بين دم طفل أوكراني وطفل فلسطيني أو أي طفل في العالم هذا على الأقل ما كنا نعتقد انه في لب القيم والمبادئ الإنسانية المشتركة التي فهمناها من الغرب قبل أن تكشف لنا الحرب على غزة مفهوم وحقيقة وأبعاد القيم الإنسانية عندما يتعلق الأمر بانتهاكات وممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي سيظل مرتبطا بالذاكرة الفلسطينية والعربية وغيرها أيضا بإرهاب الدولة المنظم والمدعوم من القوى الكبرى التي تصر على التعاطي مع القضية الفلسطينية بعين إسرائيلية تفرض عليها أن ترى إلا ما تريد لها أن تراه ...

لا يبدو حتى الآن أن كل الدعوات والأصوات الرسمية والشعبية والحقوقية غيرت شيئا من المشهد ولا يبدو أيضا أن كل صرخات المنظمات الأممية واستغاثات الهيئات الإنسانية الدولية التي باتت عاجزة عن توفير ابسط احتياجات أهالي غزة الغارقين في دماء ذويهم يمكن أن تغير موقف واشنطن أو على الأقل تدفعها الى الحياد والتخلي عن مناصرة كيان الاحتلال الإجرامي.. تماما كما لا يبدو ان كل محاولات الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش لتحريك مجلس الأمن باءت بالفشل رغم لجوئه الى البند الـ99 الذي يدعو الى الاستنفار إزاء الأمن والسلم في العالم.. لا خلاف أن الحرب على غزة أسقطت كل معاني العدالة الدولية والشرعية الدولية التي باتت الورقة الطيعة لواشنطن وتل أبيب بفضل الفيتو الأمريكي المستنفر في وجه الشعوب المستضعفة ...

لا أحد يعرف كيف ومتى سينتهي العدوان على غزة ولكن الأكيد أن حجم العدوان وآثاره وتداعياته على ارض الواقع وعلى النفوس  المحطمة أيضا ستقود المنطقة الى ما لا يمكن لأمهر الخبراء والمحللين توقعه.. نظرات الأطفال المكسورة والشباب المقهور الذي لم يعد لديه ما يخسره في غزة وخارج غزة ستؤسس لجيل أكثر شراسة من جيل طوفان الأقصى الذي فاجأ العالم وفاجآ المخابرات الإسرائيلية والأمريكية وغيرها وتحدى الجدار العازل الذي استثمرت فيه أمريكا أموالا طائلة ولم يتفطن لهم احد وهم يخرجون من تحت الأرض ومن البحر والفضاء عبر المظلات.. الوقت وحده كفيل بتأكيد أو نفي ما ستكون عليه مرحلة ما بعد محرقة غزة.. وهي محرقة العصر رغم غيرة إسرائيل ورفض الإسرائيليين اعتماد هذه العبارة خارج سياق المحرقة التي تعرض لها اليهود على أيدي النازيين ..

آسيا العتروس