نحن في حالة مأسسة علاقة جديدة، علاقة تقوم على ثنائية "العين بالعين" و"الأذن بالأذن"، بين الصحفي، المحاور، المذيع، المنشط وجمهوره.
علاقة نحو الكاميرا، نحو المصدح، أي نحو الجمهور.
فلسفة العمل للتلفزيون هو إشراك الجمهور بشكل أوثق في تقديم البرنامج، وفي مفهومه، وحتى في اتجاهه.
حدث هذا التورّط والتطور ببطء.
تم تنفيذ المكونات المختلفة لدمج الجمهور على الشاشة تدريجيًا.
تقدم القنوات المناصرة الآن كل درجة يمكن تخيلها من اندماج المشاهد في وسائل الإعلام.
يتوافق هذا التوجه مع علاقة معينة مع المشاهد.
الإيماءة الأساس، تكاد تكون مناصرة لولادة الموقف: يبدأ الصحفي على شاشة التلفزيون في النظر إلى الكاميرا، من خلال مظهره ونظرته يعلن "العنوان" للمشاهد.
كل ما يتعلق بالصوت والنبرة والإيقاع، وكذلك النظرة يجب تعديله مسبقًا.
الفضول وإتقان اللغة من الصفات الأساسية ليصبح المرء نجما إعلاميا.
في مواجهة المحاورين المختلفين الذين سيلتقي بهم طوال حياته المهنية، يجب على الصحفي الناشط أن يكون قادرًا على التكيف وتقديم روح نقدية لتصريحات الأشخاص الذين تجرى معهم المقابلات.
يجب عليه أن يعطي الانطباع بأن كل شيء يسير على ما يرام، وأنه يعرف موضوعه من الداخل إلى الخارج.
يعرف كيف سيبدأ وكيف ينتهي.
إنها فعلا "مهمّة مستحيلة" لا يقدر عليها إلا الصديق برهان بسيّس كنجم الميكروفون والكاميرا الأول اليوم في تونس 2023، إذاعيا وتلفزيونيا، أعده الأرقى ثقافة والأفضل مستوى .
برهان صديق قديم، عرفته وهو خريج حديث من الجامعة التي برز فيها وفرض نفسه من بين عشرات الآلاف من الطلاب الأكثرهم عمقا فكريا وثقافة وقدرة على الخطابة والمجادلة.
احتضنت شخصيا كتاباته الأولى في مجلتي "الملاحظ" بل لمن لا يعلم نشرت له كتابا مهما خطيرا حول مسارات القضية الفلسطينية بعنوان: "من الحديبية إلى أوسلو"، لم تسمح السلطات يومها بتوزيعه، سأعود للموضوع في مناسبة أخرى.
إن حضور برهان اليوم إذاعيا وتلفزيونيا سواء على إذاعة "ابتسامة أف أم" أو "قناة حنبعل" ليس حدثا عاديا، ففي كلّ حلقة إذاعية أو تلفزيونية يترك الكثيرين في حالة ارتباك لما تحمله حلقاته من مضامين نقاشات وتباينات في الآراء والمواقف إضافة إلى قليل من الترفيه بما يقلّص من الموجات السلبية على التونسيين ومعاناتهم اليومية مع الخبز والحليب والقهوة وقارورة زيت زيتون الحاكم.
انّه ليس مجرد متحدث سلس، فدوره أوسع بكثير مما قد يتصوره المرء، فهو حجر الزاوية في العرض السمعي والمشهدي .
اعتقد أن إعداد "مهمة مستحيلة" من هذا القبيل تستغرق الكثير من العمل والتحمل.
برهان يعمل كمذيع تلفزيوني أو إذاعي بطريقة مختلفة تمامًا ليس اعتمادًا على الموقع أو المحطة أو القناة بل على شخصيته هو، لذلك فهو له رأي في الاختيارات التحريرية للعرض.
ينغمس بجدية في الموضوعات التي يغطيها في البرنامج، من خلال البحث والالتقاء بالمتحدثين المحتملين.
يعرف ويفهم معطيات المشكلة جيداً، ليكون في نهاية الأمر محتوى البرنامج واضحا ومثيرا للاهتمام لعامة الناس.
يبدو برهان اليوم - وفي تقدير موقف شخصي- كأنه يضع لنفسه هدف تطوير التفكير النقدي، فهو يهتم بالحصول على الكلمات الصحيحة والمواقف الواضحة، وشرح المفاهيم، ومعرفة كيفية الجدال، والتعرف على الافتراضات والحجج ، بما في ذلك المغالطات منها حتى وإن تجرأ على ذلك مرافقه الصديق الآخر نجيب الدزيري.
على المرء أحيانا أن يحاور إنسانا ليرى عقله، أو أن يغضبه ليرى خلقه.
يرويها: أبو بكر الصغير
نحن في حالة مأسسة علاقة جديدة، علاقة تقوم على ثنائية "العين بالعين" و"الأذن بالأذن"، بين الصحفي، المحاور، المذيع، المنشط وجمهوره.
علاقة نحو الكاميرا، نحو المصدح، أي نحو الجمهور.
فلسفة العمل للتلفزيون هو إشراك الجمهور بشكل أوثق في تقديم البرنامج، وفي مفهومه، وحتى في اتجاهه.
حدث هذا التورّط والتطور ببطء.
تم تنفيذ المكونات المختلفة لدمج الجمهور على الشاشة تدريجيًا.
تقدم القنوات المناصرة الآن كل درجة يمكن تخيلها من اندماج المشاهد في وسائل الإعلام.
يتوافق هذا التوجه مع علاقة معينة مع المشاهد.
الإيماءة الأساس، تكاد تكون مناصرة لولادة الموقف: يبدأ الصحفي على شاشة التلفزيون في النظر إلى الكاميرا، من خلال مظهره ونظرته يعلن "العنوان" للمشاهد.
كل ما يتعلق بالصوت والنبرة والإيقاع، وكذلك النظرة يجب تعديله مسبقًا.
الفضول وإتقان اللغة من الصفات الأساسية ليصبح المرء نجما إعلاميا.
في مواجهة المحاورين المختلفين الذين سيلتقي بهم طوال حياته المهنية، يجب على الصحفي الناشط أن يكون قادرًا على التكيف وتقديم روح نقدية لتصريحات الأشخاص الذين تجرى معهم المقابلات.
يجب عليه أن يعطي الانطباع بأن كل شيء يسير على ما يرام، وأنه يعرف موضوعه من الداخل إلى الخارج.
يعرف كيف سيبدأ وكيف ينتهي.
إنها فعلا "مهمّة مستحيلة" لا يقدر عليها إلا الصديق برهان بسيّس كنجم الميكروفون والكاميرا الأول اليوم في تونس 2023، إذاعيا وتلفزيونيا، أعده الأرقى ثقافة والأفضل مستوى .
برهان صديق قديم، عرفته وهو خريج حديث من الجامعة التي برز فيها وفرض نفسه من بين عشرات الآلاف من الطلاب الأكثرهم عمقا فكريا وثقافة وقدرة على الخطابة والمجادلة.
احتضنت شخصيا كتاباته الأولى في مجلتي "الملاحظ" بل لمن لا يعلم نشرت له كتابا مهما خطيرا حول مسارات القضية الفلسطينية بعنوان: "من الحديبية إلى أوسلو"، لم تسمح السلطات يومها بتوزيعه، سأعود للموضوع في مناسبة أخرى.
إن حضور برهان اليوم إذاعيا وتلفزيونيا سواء على إذاعة "ابتسامة أف أم" أو "قناة حنبعل" ليس حدثا عاديا، ففي كلّ حلقة إذاعية أو تلفزيونية يترك الكثيرين في حالة ارتباك لما تحمله حلقاته من مضامين نقاشات وتباينات في الآراء والمواقف إضافة إلى قليل من الترفيه بما يقلّص من الموجات السلبية على التونسيين ومعاناتهم اليومية مع الخبز والحليب والقهوة وقارورة زيت زيتون الحاكم.
انّه ليس مجرد متحدث سلس، فدوره أوسع بكثير مما قد يتصوره المرء، فهو حجر الزاوية في العرض السمعي والمشهدي .
اعتقد أن إعداد "مهمة مستحيلة" من هذا القبيل تستغرق الكثير من العمل والتحمل.
برهان يعمل كمذيع تلفزيوني أو إذاعي بطريقة مختلفة تمامًا ليس اعتمادًا على الموقع أو المحطة أو القناة بل على شخصيته هو، لذلك فهو له رأي في الاختيارات التحريرية للعرض.
ينغمس بجدية في الموضوعات التي يغطيها في البرنامج، من خلال البحث والالتقاء بالمتحدثين المحتملين.
يعرف ويفهم معطيات المشكلة جيداً، ليكون في نهاية الأمر محتوى البرنامج واضحا ومثيرا للاهتمام لعامة الناس.
يبدو برهان اليوم - وفي تقدير موقف شخصي- كأنه يضع لنفسه هدف تطوير التفكير النقدي، فهو يهتم بالحصول على الكلمات الصحيحة والمواقف الواضحة، وشرح المفاهيم، ومعرفة كيفية الجدال، والتعرف على الافتراضات والحجج ، بما في ذلك المغالطات منها حتى وإن تجرأ على ذلك مرافقه الصديق الآخر نجيب الدزيري.
على المرء أحيانا أن يحاور إنسانا ليرى عقله، أو أن يغضبه ليرى خلقه.