إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

عبد الباري عطوان لـ"الصباح": تصويت الجمعية العامة بالأغلبية لوقف الحرب استفتاء دولي على رفض جرائم إسرائيل

تونس الصباح

قد تختلف أو تتفق معه ولكن الحديث مع الإعلامي والكاتب الفلسطيني البريطاني الأستاذ عبد الباري عطوان الموسوعة المتنقلة من المعلومات والعلاقات سيجعلك تعيد اكتشاف هذا القلم وهذا الصوت الذي سبق وفتح صفحات القدس العربي لكل الهواة والمبتدئين المغرمين في عالم الصحافة.. عبد الباري عطوان مؤلف كتاب "وطن من كلمات" أو رحلة فلسطينية من مخيم اللاجئين إلى الصفحة الأولى". الذي حمله تجربة رحلته التي بدأت مصاعبها القاسية بقسوة صقيع الشتاء في مخيم دير البلح  في غزة إلى محنة الأطفال اللاجئين في المخيمات في فلسطين والمنافي... عطوان ابن غزة التي تركها طفلا ليدرس في الأردن ثم مصر قبل أن يستقر به المقام في العاصمة البريطانية لندن لا يخفي تفاؤله بما حدث ليلة السابع من أكتوبر الماضي وهو يراهن على أن طوفان الأقصى بصدد تغيير المشهد في فلسطين وفي الشرق الأوسط رغم  التواطؤ الدولي والصمت العربي المقيت.. تماما كما لا يخفي عطوان امتنانه بما تقوم به جماعة الحوثي من دعم للمقاومة الفلسطينية ولأهالي غزة.. ويقول عبد الباري عطوان في هذا اللقاء الذي خص به "الصباح" فيما تستمر الحرب المسعورة على غزة أن مؤشرات كثيرة تدفع للاعتقاد بأنه لم يعد بإمكان إسرائيل مواصلة التخفي خلف دور الضحية, كما يعتبر محدثنا أن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية على قرار وقف إطلاق النار استفتاء للمجتمع الدولي على رفض العدوان الإسرائيلي المدعوم من واشنطن.. ويخلص عطوان الى أن الحرب تتوسع وانه لم يخطر على بال الأمريكان أن اليمن المحاصر المجوع ما زال عنده بقية من  كرامة وعزة نفس. ويقول "اليمن الأبي أرسل رسالة واضحة تحمل تضامنه مع شعب غزة الذي يتعرض للإبادة واليمن يقول لن نسمح بمرور سفن الى إسرائيل إلا في حال توقفت حرب الإبادة ومرت الأدوية الى أهالي غزة, وهذه هي قيم ومواقف وأخلاق العروبة. ويضيف بأن أمريكا لا تريد التورط في اليمن وهي تعلم انها اذا تورطت هناك فان قواعدها في الخليج ستستهدف. ويضيف انه ليس لدى اليمن ما يخسره وأن اليمنيين يدعمون غزة في وجه إرهاب الاحتلال وكل الشعوب العربية تحترم هذا الموقف .و فيما يلي نص الحديث ..

حوار: آسيا العتروس 

*أكثر من سبعين يوما تمر على الحرب المدمرة في غزة.. الى متى يستمر المشهد وماذا بعد؟

نحن على أعتاب مرحلة جديدة عنوانها الأبرز غزة, طوفان الأقصى جرف الكثير من المفاهيم السابقة, هناك شعب فلسطيني مقاتل هناك قيادة فلسطينية مختلفة تقاتل على أرض فلسطين قيادة تغير المعايير التاريخية. المقاومة تقاتل عدوا شرسا وصمودها حتى اليوم في وجه هذا الغزو وحرب الإبادة والتطهير العرقي يعني الكثير. على الميدان المقاومة توقع خسائر غير مسبوقة بالعدو وهو لا يجرؤ على إعلانها ويتكتم عليها. هذه المقاومة صامدة وتقاتل مع السنوار والضيف وهي ترد على العدوان انطلاقا من أرض فلسطين وهذا أمر مهم جدا.

ما يجري على أرض فلسطين وحد النخبة وهزم الاحتلال وما حدث في الشجاعية يشهد على ذلك هناك قيادات إسرائيلية عليا قتلت في المواجهات وهذا هو الشعب الفلسطيني الذي يتجسد في كل هؤلاء .

*الى متى سيتواصل النزيف وتستمر الحرب غير المتكافئة؟

الإنسان لا يختار قدره وقدر الشعب الفلسطيني مواجهة هذا العدو نيابة عن العرب والمسلمين جميعا. وهذا الشعب يثبت كل يوم أهليته وقدرته للتصدي لظلم الاحتلال وغطرسته وغروره وهو الذي دعا 550 ألف جندي احتياطي في هذه الحرب ولديه الطائرات الحربية والمقاتلات ولديه دعم القوة الأكبر في العالم أمريكا, في المقابل فان من يقف مع الشعب الفلسطيني هم اليمنيون الذين لم يخذلوا شعبنا الذي فقد نحو عشرين ألفا من أبنائه بينهم آلاف النساء والأطفال دون اعتبار المفقودين وآلاف الجرحى. عن نفسي فقد فقدت في هذه الحرب 25 شخصا من أفراد عائلتي في غزة في هذه الحرب, ولكن ما يرفع المعنويات إزاء كل هذا الموت والدمار الذي يحاصرنا أن هذا الشعب يخرج كل يوم من تحت الأنقاض ليواصل الصمود. لم نر في غزة إلا فزعة من أهل اليمن الأشقاء ومع ذلك فان الإسرائيلي يهزم في غزة وأمريكا أيضا بكل أساطيلها تهزم في القطاع .

نحن إزاء مساحة لا تزيد عن 150 كيلومتر مربع والناس هناك بلا ماء أو كهرباء أو دواء أو خيم تأويهم أو مستشفيات تداويهم هذا هو المشهد جريمة ترتكب على الملأ يشترك فيها العالم .

هذا شعب الجبارين فعلا ومعنوياتهم عالية رغم كل ما يتعرضون له حتى العدس لسد الرمق مفقود يطبخون ما تيسر على الحطب ويرددون ان النصر للمقاومة وهذه فعلا لحظة تاريخية نعيشها وهذا هو شعبنا .

*تتحدثون عن لحظة تاريخية فارقة والحال أن الشعب الفلسطيني يواجه الموت كل يوم ويتعرض لإبادة جماعية؟

هذا ما يريدون التسويق له, هذه الحرب حرب جبانة وهذه نظرية تدرس في الكليات الحربية وتهدف الى قتل اكبر عدد ممكن من المدنيين بهدف دفع الناس الى الغضب والنقمة والثورة على القوة أو السلطة القائمة فيرحبون بشروط الاحتلال وينصاعون إليها وهذه النظرية سقطت سقطة مروعة. شعبنا لا يريد طعاما وشرابا وحلولا على مقاس الاحتلال شعبنا يريد كرامة وحرية وسيادة ويقف الى جانب المقاومة ولا يتراجع عن ذلك. جيش الاحتلال يريد إطالة أمد الحرب والإسرائيليون يحتكرون دور الضحية. والعالم كله يرى الآن الإجرام الإسرائيلي في كل ما يرتكبه في حق النساء والأطفال والشباب والمرضى والمستشفيات والمدارس. وعندما تصوت الجمعية العامة بالأغلبية الساحقة لوقف إطلاق النار فهذا استفتاء دولي على رفض جرائم إسرائيل .

الاحتلال لم ينتصر, وشعبنا يواصل المقاومة نحن أمام مرحلة جديدة بايدن الذي يفتخر بصهيونيته يطالب بعزل نتنياهو ويطالب بتغيير الحكومة الإسرائيلية. أمريكا تغير مواقفها من الحرب بسبب هؤلاء الأبطال الذين يعيشون في الأنفاق ولا يرون الشمس ولكنهم هم الذين يصنعون التاريخ ويصنعون الفرق ويجعلون المقاومة تنتصر .

*ولكن هناك مخاوف أيضا من توسع رقعة الحرب فإلى أين يمكن أن يقودنا ذلك؟

ولكن الحرب تتوسع والأكيد انه لم يخطر على بال الأمريكان أن اليمن المحاصر المجوع عنده بقية من  كرامة وعزة نفس. اليمن الأبي أرسل رسالة واضحة تحمل تضامنه مع شعب غزة الذي يتعرض للإبادة واليمن يقول لن نسمح بمرور سفن الى إسرائيل إلا في حال توقفت حرب الإبادة ومرت الأدوية الى أهالي غزة. وهذه هي قيم ومواقف وأخلاق العروبة. أمريكا لم تعد حركة أنصار الله الى قائمة الإرهاب ولا تريد أيضا التورط في اليمن وهي تعلم انها اذا تورطت هناك فان قواعدها في الخليج ستستهدف. ليس لدى اليمن ما يخسره ولا يمكنهم وضع اليمن على قائمة الإرهاب هم يدعمون غزة في وجه إرهاب الاحتلال. وهؤلاء أصل العرب على خلاف الأنظمة المستكينة والمطبعة .

*هناك حديث عن إغراق الأنفاق والتوجه الى تصفية المقاومة ماذا تقول في ذلك؟

علينا عدم الانسياق الى مصيدة الدعاية الإسرائيلية. حتى هذه اللحظة من الحرب لم يتم إغراق الأنفاق وما أعلنته إسرائيل من اكتشاف لأحد الأنفاق لم يعثروا فيه على شيء. جاؤوا للقضاء على المقاومة واحتلال غزة فهل نجحوا في ذلك. ما حدث في معركة الشجاعية شرق مدينة غزة على الحدود مع كيان الاحتلال درس مهم للاحتلال والمفترض إذا كانوا يسيطرون على هذه المناطق ألا يكون لهم هذه الخسائر. نعلم جيدا أنهم ملوك الدعاية وإغراق الأنفاق كذبة ولا تتوافق مع التصريحات المتضاربة للاحتلال. سبق وقصفوا مستشفى الشفاء وغيره بدعوى وجود المقاومة ولم يعثروا على شيء.. قالوا دخلنا الحرب لتفكيك حماس وإعادة الأسرى وفشلوا في ذلك .

وعلى افتراض أنهم تمكنوا من ذلك فالأرجح ان الأسرى ليسوا في مكان واحد والغباء توقع ذلك وسيخسرون الأسرى إذا استمروا في هذا المنهج. حماس مازالت قوية والأسرى في حوزتها. الحرب انتقلت الى الضفة وقناعتي أن غزة لن تكون شيئا أمام ما هو قادم في الضفة. أيام إسرائيل معدودة وبايدن يريد إنقاذها. الكلام عن حل الدولتين محاولة لتخدير الشعب الفلسطيني. هناك فارق كبير بين ما حدث مع عرفات في  الحرب في لبنان والأردن وبين ما يحدث اليوم لان القيادة الفلسطينية تحارب على أرضها وليس من خارج الوطن من اجل تحرير الأرض وهذا مهم جدا .

*من يمثل الشعب الفلسطيني اليوم ومتى تتوحد الصفوف؟

من يمثل الشعب الفلسطيني من يقاتل باسمه ويحمل البندقية لأجله. من الواضح وبعد ثلاثين عاما أن من ذهبوا لأوسلو والى التسوية فشلوا فشلا ذريعا. لا أعتقد ان هناك انقساما فلسطينيا وليس هناك انقسام فلسطيني هناك وحدة فلسطينية اليوم والشعب خلف المقاومة ومعها حماس والجهاد وفتح والجبهة الشعبية. الوحدة قائمة وتتعزز. علينا أن نسأل اليوم وبعد ثلاثين عاما من المفاوضات والفشل أين الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية. هناك اليوم توسع استيطاني سرطاني في الضفة هناك 800 ألف مستوطن في الضفة .

الآن الصورة تتغير المقاومة تقاتل على أرض فلسطين من اجل فلسطين ونحن إزاء مرحلة تاريخية فاصلة. الإسرائيليون القادمون من كل أنحاء العالم يهربون وهناك اكثر من نصف مليون غادروا لانه ليس لهم انتماء بأرض فلسطين .

إسرائيل خسرت وهذه أربعة أسباب تعزز هذا الرأي:

إسرائيل خسرت هيبتها كرابع قوة عسكرية في العالم خسرت امنها جبهة الجنوب مفتوحة ايضا خسرت اقتصاديا والحرب تكلفها 60 مليار خلال اقل من شهرين. علينا أن نتفاءل بالمقاومة .

*ماذا بعد الحرب وما هي السيناريوهات المرتقبة؟

نحن إزاء حرب تحرير وإزاء واحدة من أهم الحروب في المنطقة أدت الى هزيمة الاحتلال وتعريته وتجريده من كل أسباب البقاء , إسرائيل خسرت الأمن والاستقرار والتعاطف العالمي لان الإسرائيليين يبتزون العالم بدور الضحية. حل الدولتين انتهى وطوفان الأقصى يجبّ ما قبله. هناك واقع جديد وهناك مقاومة على الأرض تقود المشهد. فتح القديمة انتهت وهناك فتح جديدة بقيادات ووجوه شابة في الضفة وفي القدس وهي تبرز في شهداء الأقصى وعرين الأسود في جنين وهي تتحرك بأوامر من ضميرها وانتمائها للأرض وللشعب الفلسطيني .

*وماذا عن مروان البرغوثي؟

البرغوثي وغيره من الأسرى والقيادات في سجون الاحتلال رموز وطنية للمقاومة لا خلاف في ذلك. ولكن المرحلة تحتاج لقيادات شابة ومقاومة فتح القديمة فشلت وفتح الجديدة تتمثل في عرين الأسود وكتائب جنين وطولكرم لا يمكن العودة الى الماضي الفاشل .

*وماذا عن تجديد بايدن دعوته لحل الدولتين؟

بايدن يريد إنقاذ إسرائيل من نفسها ومن غرور ناتنياهو وغطرسته. لقد وقف ولا يزال حتى الآن مع مشروع إبادة غزة ومنح إسرائيل كل شيء لتحقيق أهدافها واستخدم الفيتو في مجلس الأمن والآن تأتي زيارة وزير دفاعه اوستن لتأكيد كل ذلك. بايدن لا يريد السلام لقد أقام جسرا جويا لإنقاذ إسرائيل وأرسل 2000 من قوات المارينز لدعم جيش الاحتلال ولا يمكن أن يكون داعية سلام على الإطلاق .

تصويت الجمعية العامة بالأغلبية شكل صفعة قوية لمشروعه. لقد فشل في تدمير الشعب الفلسطيني ويواصل خداعه كما خدعوه في السابق من خلال الرباعية ومؤتمر أوسلو وخارطة الطريق ووعود بدولة فلسطينية وللأسف خدعوا القيادة الفلسطينية ونقضوا كل الوعود والنتيجة احتلال واستيطان وإبادة جماعية .

يقدمون لنا حقن تخدير حتى الانتهاء من الحرب. الحل في اعتقادنا دولة فلسطينية واحدة  فالفلسطينيون هم الأغلبية عددا، دولة فلسطينية ديموقراطية تحترم حقوق الإنسان والتعددية ومن يريد التعايش السلمي مرحبا به. شعبنا مستعد لمواصلة الحرب وما يحدث في القطاع والضفة فجر جديد .

*ماذا بقي في غزة بعد أكثر من شهرين من الحرب؟

بقي لنا الكرامة وعزة النفس والانتصار. كلما اتسعت الشهادة كلما كبر مفعولها لا يمكن أن يتحقق النصر والحرية إلا بالدم وكل الشعوب التي انتصرت على المحتل ضحت بدماء أبنائها حدث في فيتنام وفي الجزائر وتونس والعراق وفي كل الدول التي تعرضت للاحتلال.. التوقف عند الحصيلة الثقيلة فقط في هذه الحرب مثبط للعزائم وفي ذلك أيضا تبرير للمشروع الإسرائيلي .

نحن شعب تحت الاحتلال نفتخر بشهدائنا ونواصل المسيرة. نقول شكرا لليمن الذي أغلق البحر الأحمر ولا نأمل شيئا من العرب. عبارات التضامن وحدها لا تكفي المساعدات الإنسانية تأتي من كل العالم وهي مكدسة على مشارف غزة ولا يمكن أن تدخل قارورة ماء أو حبة دواء دون إذن إسرائيلي هذا هو حال العرب ..

*كيف يمكن تفسير ذلك؟

ربما كانوا يراهنون على إسرائيل لإسقاط حماس وتهجير الأهالي لكن الشعب الفلسطيني افشل المشروع التهجيري.. كل دول الجوار باستثناء سوريا أساءت معاملة اللاجئين الفلسطينيين بعد الـ48 والـ67 .

*هناك معركة أخرى مغيبة في هذه الحرب وهي المعركة الإعلامية هل يمكن القول إن هناك جبهة إعلامية عربية وهل نجحت حتى الآن؟

يمكن القول إننا كسبنا المعركة الإعلامية وكذلك المعركة الديبلوماسية, وسنكسب المعركة العسكرية هناك 153 دولة صوتت لصالح إنهاء الحرب فورا. إسرائيل خسرت الرأي العام الدولي وهذا انجاز كبير. هناك متغيرات مهمة على الأرض ومنها متغيرات عسكرية وهي مقومات تنفيذ وليس للاستعراض. المقاومة قدمت مفاجآت كثيرة وهي تصنع الصواريخ والمسيرات وهذا اقرب الى المعجزة.

وبالنسبة للمعركة الإعلامية فهنا نحن نميز بين الأنظمة والشعوب هناك جيل من الشباب وأنا لا أتحدث عن إعلام النفط المحصن بل أتحدث عن شباب حاضر على كل المواقع الاجتماعية وهو الذي احدث الفارق في تعزيز موقف الرأي العام الدولي للقضية الفلسطينية. جامعة هارفرد بدورها تهزم اللوبي الصهيوني وتساند رئيسة الجامعة التي اتهمت بمعاداة السامية لأنها سمحت للطلبة بالتعبير عن مواقفهم المؤيدة لغزة. وكل هذا مؤشر على فشل إعلامهم الذي يقوم على الكذب والتزييف ومرة أخرى نقول شكرا لغزة التي فرضت انقلاب في الخارطة الدولية العالمية. ويبدو أن البقر تشابه على إسرائيل وأمريكا. اعتقدوا أن الدول المطبعة هي النموذج لمواصلة عملية التدمير كما حدث في العراق ولبنان وسوريا وليبيا وأفغانستان.. وربما كانوا يتوقعون صمت الأموات الى ما لا نهاية. نحن على أبواب معركة مصيرية هزيمة الـ48 غيرت المشهد ووحدت الأمة الآن وأمام ما يحدث في غزة سيغير الكثير. نحن أمام صواريخ أبو عبيدة والسنوار ومحمد ضيف نحن أمام صواريخ الإرادة وهي أقوى من كل الصواريخ العسكرية. 

  

عبد الباري عطوان لـ"الصباح":   تصويت الجمعية العامة بالأغلبية لوقف الحرب استفتاء دولي على رفض جرائم إسرائيل

تونس الصباح

قد تختلف أو تتفق معه ولكن الحديث مع الإعلامي والكاتب الفلسطيني البريطاني الأستاذ عبد الباري عطوان الموسوعة المتنقلة من المعلومات والعلاقات سيجعلك تعيد اكتشاف هذا القلم وهذا الصوت الذي سبق وفتح صفحات القدس العربي لكل الهواة والمبتدئين المغرمين في عالم الصحافة.. عبد الباري عطوان مؤلف كتاب "وطن من كلمات" أو رحلة فلسطينية من مخيم اللاجئين إلى الصفحة الأولى". الذي حمله تجربة رحلته التي بدأت مصاعبها القاسية بقسوة صقيع الشتاء في مخيم دير البلح  في غزة إلى محنة الأطفال اللاجئين في المخيمات في فلسطين والمنافي... عطوان ابن غزة التي تركها طفلا ليدرس في الأردن ثم مصر قبل أن يستقر به المقام في العاصمة البريطانية لندن لا يخفي تفاؤله بما حدث ليلة السابع من أكتوبر الماضي وهو يراهن على أن طوفان الأقصى بصدد تغيير المشهد في فلسطين وفي الشرق الأوسط رغم  التواطؤ الدولي والصمت العربي المقيت.. تماما كما لا يخفي عطوان امتنانه بما تقوم به جماعة الحوثي من دعم للمقاومة الفلسطينية ولأهالي غزة.. ويقول عبد الباري عطوان في هذا اللقاء الذي خص به "الصباح" فيما تستمر الحرب المسعورة على غزة أن مؤشرات كثيرة تدفع للاعتقاد بأنه لم يعد بإمكان إسرائيل مواصلة التخفي خلف دور الضحية, كما يعتبر محدثنا أن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية على قرار وقف إطلاق النار استفتاء للمجتمع الدولي على رفض العدوان الإسرائيلي المدعوم من واشنطن.. ويخلص عطوان الى أن الحرب تتوسع وانه لم يخطر على بال الأمريكان أن اليمن المحاصر المجوع ما زال عنده بقية من  كرامة وعزة نفس. ويقول "اليمن الأبي أرسل رسالة واضحة تحمل تضامنه مع شعب غزة الذي يتعرض للإبادة واليمن يقول لن نسمح بمرور سفن الى إسرائيل إلا في حال توقفت حرب الإبادة ومرت الأدوية الى أهالي غزة, وهذه هي قيم ومواقف وأخلاق العروبة. ويضيف بأن أمريكا لا تريد التورط في اليمن وهي تعلم انها اذا تورطت هناك فان قواعدها في الخليج ستستهدف. ويضيف انه ليس لدى اليمن ما يخسره وأن اليمنيين يدعمون غزة في وجه إرهاب الاحتلال وكل الشعوب العربية تحترم هذا الموقف .و فيما يلي نص الحديث ..

حوار: آسيا العتروس 

*أكثر من سبعين يوما تمر على الحرب المدمرة في غزة.. الى متى يستمر المشهد وماذا بعد؟

نحن على أعتاب مرحلة جديدة عنوانها الأبرز غزة, طوفان الأقصى جرف الكثير من المفاهيم السابقة, هناك شعب فلسطيني مقاتل هناك قيادة فلسطينية مختلفة تقاتل على أرض فلسطين قيادة تغير المعايير التاريخية. المقاومة تقاتل عدوا شرسا وصمودها حتى اليوم في وجه هذا الغزو وحرب الإبادة والتطهير العرقي يعني الكثير. على الميدان المقاومة توقع خسائر غير مسبوقة بالعدو وهو لا يجرؤ على إعلانها ويتكتم عليها. هذه المقاومة صامدة وتقاتل مع السنوار والضيف وهي ترد على العدوان انطلاقا من أرض فلسطين وهذا أمر مهم جدا.

ما يجري على أرض فلسطين وحد النخبة وهزم الاحتلال وما حدث في الشجاعية يشهد على ذلك هناك قيادات إسرائيلية عليا قتلت في المواجهات وهذا هو الشعب الفلسطيني الذي يتجسد في كل هؤلاء .

*الى متى سيتواصل النزيف وتستمر الحرب غير المتكافئة؟

الإنسان لا يختار قدره وقدر الشعب الفلسطيني مواجهة هذا العدو نيابة عن العرب والمسلمين جميعا. وهذا الشعب يثبت كل يوم أهليته وقدرته للتصدي لظلم الاحتلال وغطرسته وغروره وهو الذي دعا 550 ألف جندي احتياطي في هذه الحرب ولديه الطائرات الحربية والمقاتلات ولديه دعم القوة الأكبر في العالم أمريكا, في المقابل فان من يقف مع الشعب الفلسطيني هم اليمنيون الذين لم يخذلوا شعبنا الذي فقد نحو عشرين ألفا من أبنائه بينهم آلاف النساء والأطفال دون اعتبار المفقودين وآلاف الجرحى. عن نفسي فقد فقدت في هذه الحرب 25 شخصا من أفراد عائلتي في غزة في هذه الحرب, ولكن ما يرفع المعنويات إزاء كل هذا الموت والدمار الذي يحاصرنا أن هذا الشعب يخرج كل يوم من تحت الأنقاض ليواصل الصمود. لم نر في غزة إلا فزعة من أهل اليمن الأشقاء ومع ذلك فان الإسرائيلي يهزم في غزة وأمريكا أيضا بكل أساطيلها تهزم في القطاع .

نحن إزاء مساحة لا تزيد عن 150 كيلومتر مربع والناس هناك بلا ماء أو كهرباء أو دواء أو خيم تأويهم أو مستشفيات تداويهم هذا هو المشهد جريمة ترتكب على الملأ يشترك فيها العالم .

هذا شعب الجبارين فعلا ومعنوياتهم عالية رغم كل ما يتعرضون له حتى العدس لسد الرمق مفقود يطبخون ما تيسر على الحطب ويرددون ان النصر للمقاومة وهذه فعلا لحظة تاريخية نعيشها وهذا هو شعبنا .

*تتحدثون عن لحظة تاريخية فارقة والحال أن الشعب الفلسطيني يواجه الموت كل يوم ويتعرض لإبادة جماعية؟

هذا ما يريدون التسويق له, هذه الحرب حرب جبانة وهذه نظرية تدرس في الكليات الحربية وتهدف الى قتل اكبر عدد ممكن من المدنيين بهدف دفع الناس الى الغضب والنقمة والثورة على القوة أو السلطة القائمة فيرحبون بشروط الاحتلال وينصاعون إليها وهذه النظرية سقطت سقطة مروعة. شعبنا لا يريد طعاما وشرابا وحلولا على مقاس الاحتلال شعبنا يريد كرامة وحرية وسيادة ويقف الى جانب المقاومة ولا يتراجع عن ذلك. جيش الاحتلال يريد إطالة أمد الحرب والإسرائيليون يحتكرون دور الضحية. والعالم كله يرى الآن الإجرام الإسرائيلي في كل ما يرتكبه في حق النساء والأطفال والشباب والمرضى والمستشفيات والمدارس. وعندما تصوت الجمعية العامة بالأغلبية الساحقة لوقف إطلاق النار فهذا استفتاء دولي على رفض جرائم إسرائيل .

الاحتلال لم ينتصر, وشعبنا يواصل المقاومة نحن أمام مرحلة جديدة بايدن الذي يفتخر بصهيونيته يطالب بعزل نتنياهو ويطالب بتغيير الحكومة الإسرائيلية. أمريكا تغير مواقفها من الحرب بسبب هؤلاء الأبطال الذين يعيشون في الأنفاق ولا يرون الشمس ولكنهم هم الذين يصنعون التاريخ ويصنعون الفرق ويجعلون المقاومة تنتصر .

*ولكن هناك مخاوف أيضا من توسع رقعة الحرب فإلى أين يمكن أن يقودنا ذلك؟

ولكن الحرب تتوسع والأكيد انه لم يخطر على بال الأمريكان أن اليمن المحاصر المجوع عنده بقية من  كرامة وعزة نفس. اليمن الأبي أرسل رسالة واضحة تحمل تضامنه مع شعب غزة الذي يتعرض للإبادة واليمن يقول لن نسمح بمرور سفن الى إسرائيل إلا في حال توقفت حرب الإبادة ومرت الأدوية الى أهالي غزة. وهذه هي قيم ومواقف وأخلاق العروبة. أمريكا لم تعد حركة أنصار الله الى قائمة الإرهاب ولا تريد أيضا التورط في اليمن وهي تعلم انها اذا تورطت هناك فان قواعدها في الخليج ستستهدف. ليس لدى اليمن ما يخسره ولا يمكنهم وضع اليمن على قائمة الإرهاب هم يدعمون غزة في وجه إرهاب الاحتلال. وهؤلاء أصل العرب على خلاف الأنظمة المستكينة والمطبعة .

*هناك حديث عن إغراق الأنفاق والتوجه الى تصفية المقاومة ماذا تقول في ذلك؟

علينا عدم الانسياق الى مصيدة الدعاية الإسرائيلية. حتى هذه اللحظة من الحرب لم يتم إغراق الأنفاق وما أعلنته إسرائيل من اكتشاف لأحد الأنفاق لم يعثروا فيه على شيء. جاؤوا للقضاء على المقاومة واحتلال غزة فهل نجحوا في ذلك. ما حدث في معركة الشجاعية شرق مدينة غزة على الحدود مع كيان الاحتلال درس مهم للاحتلال والمفترض إذا كانوا يسيطرون على هذه المناطق ألا يكون لهم هذه الخسائر. نعلم جيدا أنهم ملوك الدعاية وإغراق الأنفاق كذبة ولا تتوافق مع التصريحات المتضاربة للاحتلال. سبق وقصفوا مستشفى الشفاء وغيره بدعوى وجود المقاومة ولم يعثروا على شيء.. قالوا دخلنا الحرب لتفكيك حماس وإعادة الأسرى وفشلوا في ذلك .

وعلى افتراض أنهم تمكنوا من ذلك فالأرجح ان الأسرى ليسوا في مكان واحد والغباء توقع ذلك وسيخسرون الأسرى إذا استمروا في هذا المنهج. حماس مازالت قوية والأسرى في حوزتها. الحرب انتقلت الى الضفة وقناعتي أن غزة لن تكون شيئا أمام ما هو قادم في الضفة. أيام إسرائيل معدودة وبايدن يريد إنقاذها. الكلام عن حل الدولتين محاولة لتخدير الشعب الفلسطيني. هناك فارق كبير بين ما حدث مع عرفات في  الحرب في لبنان والأردن وبين ما يحدث اليوم لان القيادة الفلسطينية تحارب على أرضها وليس من خارج الوطن من اجل تحرير الأرض وهذا مهم جدا .

*من يمثل الشعب الفلسطيني اليوم ومتى تتوحد الصفوف؟

من يمثل الشعب الفلسطيني من يقاتل باسمه ويحمل البندقية لأجله. من الواضح وبعد ثلاثين عاما أن من ذهبوا لأوسلو والى التسوية فشلوا فشلا ذريعا. لا أعتقد ان هناك انقساما فلسطينيا وليس هناك انقسام فلسطيني هناك وحدة فلسطينية اليوم والشعب خلف المقاومة ومعها حماس والجهاد وفتح والجبهة الشعبية. الوحدة قائمة وتتعزز. علينا أن نسأل اليوم وبعد ثلاثين عاما من المفاوضات والفشل أين الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية. هناك اليوم توسع استيطاني سرطاني في الضفة هناك 800 ألف مستوطن في الضفة .

الآن الصورة تتغير المقاومة تقاتل على أرض فلسطين من اجل فلسطين ونحن إزاء مرحلة تاريخية فاصلة. الإسرائيليون القادمون من كل أنحاء العالم يهربون وهناك اكثر من نصف مليون غادروا لانه ليس لهم انتماء بأرض فلسطين .

إسرائيل خسرت وهذه أربعة أسباب تعزز هذا الرأي:

إسرائيل خسرت هيبتها كرابع قوة عسكرية في العالم خسرت امنها جبهة الجنوب مفتوحة ايضا خسرت اقتصاديا والحرب تكلفها 60 مليار خلال اقل من شهرين. علينا أن نتفاءل بالمقاومة .

*ماذا بعد الحرب وما هي السيناريوهات المرتقبة؟

نحن إزاء حرب تحرير وإزاء واحدة من أهم الحروب في المنطقة أدت الى هزيمة الاحتلال وتعريته وتجريده من كل أسباب البقاء , إسرائيل خسرت الأمن والاستقرار والتعاطف العالمي لان الإسرائيليين يبتزون العالم بدور الضحية. حل الدولتين انتهى وطوفان الأقصى يجبّ ما قبله. هناك واقع جديد وهناك مقاومة على الأرض تقود المشهد. فتح القديمة انتهت وهناك فتح جديدة بقيادات ووجوه شابة في الضفة وفي القدس وهي تبرز في شهداء الأقصى وعرين الأسود في جنين وهي تتحرك بأوامر من ضميرها وانتمائها للأرض وللشعب الفلسطيني .

*وماذا عن مروان البرغوثي؟

البرغوثي وغيره من الأسرى والقيادات في سجون الاحتلال رموز وطنية للمقاومة لا خلاف في ذلك. ولكن المرحلة تحتاج لقيادات شابة ومقاومة فتح القديمة فشلت وفتح الجديدة تتمثل في عرين الأسود وكتائب جنين وطولكرم لا يمكن العودة الى الماضي الفاشل .

*وماذا عن تجديد بايدن دعوته لحل الدولتين؟

بايدن يريد إنقاذ إسرائيل من نفسها ومن غرور ناتنياهو وغطرسته. لقد وقف ولا يزال حتى الآن مع مشروع إبادة غزة ومنح إسرائيل كل شيء لتحقيق أهدافها واستخدم الفيتو في مجلس الأمن والآن تأتي زيارة وزير دفاعه اوستن لتأكيد كل ذلك. بايدن لا يريد السلام لقد أقام جسرا جويا لإنقاذ إسرائيل وأرسل 2000 من قوات المارينز لدعم جيش الاحتلال ولا يمكن أن يكون داعية سلام على الإطلاق .

تصويت الجمعية العامة بالأغلبية شكل صفعة قوية لمشروعه. لقد فشل في تدمير الشعب الفلسطيني ويواصل خداعه كما خدعوه في السابق من خلال الرباعية ومؤتمر أوسلو وخارطة الطريق ووعود بدولة فلسطينية وللأسف خدعوا القيادة الفلسطينية ونقضوا كل الوعود والنتيجة احتلال واستيطان وإبادة جماعية .

يقدمون لنا حقن تخدير حتى الانتهاء من الحرب. الحل في اعتقادنا دولة فلسطينية واحدة  فالفلسطينيون هم الأغلبية عددا، دولة فلسطينية ديموقراطية تحترم حقوق الإنسان والتعددية ومن يريد التعايش السلمي مرحبا به. شعبنا مستعد لمواصلة الحرب وما يحدث في القطاع والضفة فجر جديد .

*ماذا بقي في غزة بعد أكثر من شهرين من الحرب؟

بقي لنا الكرامة وعزة النفس والانتصار. كلما اتسعت الشهادة كلما كبر مفعولها لا يمكن أن يتحقق النصر والحرية إلا بالدم وكل الشعوب التي انتصرت على المحتل ضحت بدماء أبنائها حدث في فيتنام وفي الجزائر وتونس والعراق وفي كل الدول التي تعرضت للاحتلال.. التوقف عند الحصيلة الثقيلة فقط في هذه الحرب مثبط للعزائم وفي ذلك أيضا تبرير للمشروع الإسرائيلي .

نحن شعب تحت الاحتلال نفتخر بشهدائنا ونواصل المسيرة. نقول شكرا لليمن الذي أغلق البحر الأحمر ولا نأمل شيئا من العرب. عبارات التضامن وحدها لا تكفي المساعدات الإنسانية تأتي من كل العالم وهي مكدسة على مشارف غزة ولا يمكن أن تدخل قارورة ماء أو حبة دواء دون إذن إسرائيلي هذا هو حال العرب ..

*كيف يمكن تفسير ذلك؟

ربما كانوا يراهنون على إسرائيل لإسقاط حماس وتهجير الأهالي لكن الشعب الفلسطيني افشل المشروع التهجيري.. كل دول الجوار باستثناء سوريا أساءت معاملة اللاجئين الفلسطينيين بعد الـ48 والـ67 .

*هناك معركة أخرى مغيبة في هذه الحرب وهي المعركة الإعلامية هل يمكن القول إن هناك جبهة إعلامية عربية وهل نجحت حتى الآن؟

يمكن القول إننا كسبنا المعركة الإعلامية وكذلك المعركة الديبلوماسية, وسنكسب المعركة العسكرية هناك 153 دولة صوتت لصالح إنهاء الحرب فورا. إسرائيل خسرت الرأي العام الدولي وهذا انجاز كبير. هناك متغيرات مهمة على الأرض ومنها متغيرات عسكرية وهي مقومات تنفيذ وليس للاستعراض. المقاومة قدمت مفاجآت كثيرة وهي تصنع الصواريخ والمسيرات وهذا اقرب الى المعجزة.

وبالنسبة للمعركة الإعلامية فهنا نحن نميز بين الأنظمة والشعوب هناك جيل من الشباب وأنا لا أتحدث عن إعلام النفط المحصن بل أتحدث عن شباب حاضر على كل المواقع الاجتماعية وهو الذي احدث الفارق في تعزيز موقف الرأي العام الدولي للقضية الفلسطينية. جامعة هارفرد بدورها تهزم اللوبي الصهيوني وتساند رئيسة الجامعة التي اتهمت بمعاداة السامية لأنها سمحت للطلبة بالتعبير عن مواقفهم المؤيدة لغزة. وكل هذا مؤشر على فشل إعلامهم الذي يقوم على الكذب والتزييف ومرة أخرى نقول شكرا لغزة التي فرضت انقلاب في الخارطة الدولية العالمية. ويبدو أن البقر تشابه على إسرائيل وأمريكا. اعتقدوا أن الدول المطبعة هي النموذج لمواصلة عملية التدمير كما حدث في العراق ولبنان وسوريا وليبيا وأفغانستان.. وربما كانوا يتوقعون صمت الأموات الى ما لا نهاية. نحن على أبواب معركة مصيرية هزيمة الـ48 غيرت المشهد ووحدت الأمة الآن وأمام ما يحدث في غزة سيغير الكثير. نحن أمام صواريخ أبو عبيدة والسنوار ومحمد ضيف نحن أمام صواريخ الإرادة وهي أقوى من كل الصواريخ العسكرية.