عندما نقول إن القانون الدولي لا يحمي المقهورين والمظلومين ولكنه ينتصر للطغاة فلا يمكن أن نجانب الصواب, وعندما تصوب واشنطن اهتمامها للبحث عن تحالفات عسكرية جديدة لمواجهة الحوثيين الذين تجرأوا على منع عبور السفن المتجهة الى إسرائيل عبر البحر الاحمر فان ذلك لا يمكن الا أن يعزز القناعة أن هذا القانون الدولي بكل تفرعاته ومؤسساته ومحلليه لم يوضع للحد من الظلم او لتحقيق العدالة والانتصار للمسحوقين.. ويتأكد لدينا مع كل يوم جديد على وقع المجزرة المفتوحة في حق أهالي غزة والضفة في يومها الخامس والسبعين أن النظام العالمي الذي تقوده أمريكا بتوجيه إسرائيل إنما يتجه الى نشر الفوضى والاحتكام لقانون الغاب ...
ومن هذا المنطلق فان كل محاولات استهداف الحوثيين او تطويقهم تفقد كل معنى أو منطق وتتحول بدورها الى محاولة لإسقاط عملية التضامن الميداني الوحيد للشعب الفلسطيني في محنته الراهنة ...وإذا كان من حق إسرائيل أن تحظى بكل الدعم الأمريكي العسكري والسياسي والاستراتيجي اللامحدود فمن حق أهالي غزة الذين يواجهون عملية إبادة جماعية لكل الأجيال أن يحظوا بقليل من التضامن حتى وان كان مصدره الحوثيون الذين اثبتوا انه ما زال لمعنى الكرامة الإنسانية ولا نقول العربية موقع ..
نقول هذا الكلام أولا وقد باتت غزة تصنف في تقارير المنظمات الإنسانية بأخطر الأماكن على وجه الأرض لأهلها الذين يقبعون بين قصف الاحتلال وبين انعدام أسباب الحياة ..وقد جاء تقرير المرصد الاورومتوسطي أمس الذي أطلق صرخة فزع غير مسبوقة مؤكدا أن أهالي غزة يقتاتون من الإعشاب ان وجد لها سبيلا ومن الأطعمة الفاسدة التي تجاوزت مدة صلاحيتها ويمكن ان تكون مصدرا للتسمم.. وفي ذلك ما يمكن اعتباره عارا على العالم وعلى الأنظمة والحكومات العربية التي خذلت غزة وأطفالها ونسائها وانساقت لإرادة الاحتلال بعدم تمكينهم من ابسط الاحتياجات وهو ما يجعل كل هذه الأنظمة تحت المساءلة بالنظر الى عدم تحركها لإغاثة شعب تحت الخطر كما يفترض في كل القوانين الإنسانية التي فقدت مصداقيتها وأثبتت عدميتها في حالة غزة الراهنة غزة بلا ماء وأطفالها بلا غذاء أو دواء أو مأوى أمام استمرار آلة الحرب الإسرائيلية في حصد الأرواح وتدمير كل أسباب الحياة إمعانا في الانتقام من أهالي غزة ولكن أيضا في مواصلة لتنفيذ خطتها لإجبار الأهالي للهروب من الجحيم والتوجه قسرا الى الحدود المصرية كخطوة نحو إفراغ القطاع وتهيئة الأرضية لإكمال مشروع الدولة اليهودية الخالصة... يحدث كل ذلك فيما تتكدس المساعدات الغذائية والطبية وغيرها على المعابر ويموت دونها أهل غزة جوعا وعطشا وكمدا وقهرا.. يحدث كل ذلك أيضا فيما تواصل واشنطن عرقلة قرار مجلس الأمن الدولي والتبجح برفضها إيقاف الحرب ولكن أيضا فيما يزور وزير دفاعها تل أبيب لإعلان استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل في عدوانها الى حين القضاء على حماس ..وهو ما يعني بكل بساطة منح الاحتلال الغطاء لمواصلة عملية الإبادة العلنية دون أدنى تردد ...
ومع أن ما سبق لا يغير كثيرا في المشهد المأساوي في غزة الذي يتابعه العالم منذ أكثر من شهرين والذي يزداد سوءا مع تواتر صور المجازر وأشلاء الضحايا والجرحى المشردين فيما بقي من المستشفيات واعين الأطفال الزائغة والأنفس المتعففة عن السؤال أو المطالبة بما يسد الرمق وهم يعرفون جيدا أن الأجوبة جاهزة وانه لن يجرأ احد على تخطي الحواجز لإيصال المساعدات دون موافقة الصهاينة..
لا نعرف الى أي مدى سيذهب التحالف الدولي الذي أعلنه أمس وزير الدفاع الأمريكي ضد الحوثيين ولكن نعرف أن هذا التحالف فشل منذ البداية في استمالة دول الخليج التي من الواضح انها رفضت تجديد تجربة التحالف السابق ضد اليمن بعد سنوات من الحرب العبثية اذ وباستثناء البحرين فان بقية دول الخليج وأولها المملكة السعودية رفضت الدخول في هذا التحالف الذي وان كان موجها في ظاهره الى الحوثيين فانه يستهدف الفلسطينيين ويستهدف أهالي غزة أولا وأخيرا.. والتحالف يراد له حماية السفن المتجهة الى إسرائيل بمعنى حماية المصالح الإسرائيلية وضمان تدفق احتياجاتها من الوقود والسلاح وغير ذلك من احتياجاتها وهو ما يعني بكل بساطة تجنيد الدول التي ظلت بمناي عن هذه الحرب حتى الآن وإقحامها في العدوان بطريقة غير مباشرة.. لم نكن نتوقع قبل هذه التطورات ان نستمع للحوثيين أو نتابع ما يقومون به في باب المندب هذا المعبر البحري الحيوي للتجارة العالمية , ولكن تفردهم بهذا الموقف الإنساني والأخلاقي في دعم أهالي غزة يجعلهم اهل للاحترام وابعد ما يكونون عن الإرهاب.. وقد آن الأوان ان تتغير المفاهيم وتراجع الأولويات لان الإرهاب يختزل في كل ما يقوم به كيان الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني وفي حق لبنان وسوريا والعراق بدعم معلن من واشنطن.. فهل سيتعين الرضوخ الى ذلك الى ما لا نهاية؟ الى أن تتوقف أمريكا عن النظر الى الأحداث بأعين إسرائيل دون غيرها سيكون للحوثيين وللمقاومة المشروعة على ارض فلسطين كل يوم مزيدا من الأنصار بين الشعوب العربية ولكن أيضا بين شعوب العالم الرافضة للظلم ..
اسيا العتروس
عندما نقول إن القانون الدولي لا يحمي المقهورين والمظلومين ولكنه ينتصر للطغاة فلا يمكن أن نجانب الصواب, وعندما تصوب واشنطن اهتمامها للبحث عن تحالفات عسكرية جديدة لمواجهة الحوثيين الذين تجرأوا على منع عبور السفن المتجهة الى إسرائيل عبر البحر الاحمر فان ذلك لا يمكن الا أن يعزز القناعة أن هذا القانون الدولي بكل تفرعاته ومؤسساته ومحلليه لم يوضع للحد من الظلم او لتحقيق العدالة والانتصار للمسحوقين.. ويتأكد لدينا مع كل يوم جديد على وقع المجزرة المفتوحة في حق أهالي غزة والضفة في يومها الخامس والسبعين أن النظام العالمي الذي تقوده أمريكا بتوجيه إسرائيل إنما يتجه الى نشر الفوضى والاحتكام لقانون الغاب ...
ومن هذا المنطلق فان كل محاولات استهداف الحوثيين او تطويقهم تفقد كل معنى أو منطق وتتحول بدورها الى محاولة لإسقاط عملية التضامن الميداني الوحيد للشعب الفلسطيني في محنته الراهنة ...وإذا كان من حق إسرائيل أن تحظى بكل الدعم الأمريكي العسكري والسياسي والاستراتيجي اللامحدود فمن حق أهالي غزة الذين يواجهون عملية إبادة جماعية لكل الأجيال أن يحظوا بقليل من التضامن حتى وان كان مصدره الحوثيون الذين اثبتوا انه ما زال لمعنى الكرامة الإنسانية ولا نقول العربية موقع ..
نقول هذا الكلام أولا وقد باتت غزة تصنف في تقارير المنظمات الإنسانية بأخطر الأماكن على وجه الأرض لأهلها الذين يقبعون بين قصف الاحتلال وبين انعدام أسباب الحياة ..وقد جاء تقرير المرصد الاورومتوسطي أمس الذي أطلق صرخة فزع غير مسبوقة مؤكدا أن أهالي غزة يقتاتون من الإعشاب ان وجد لها سبيلا ومن الأطعمة الفاسدة التي تجاوزت مدة صلاحيتها ويمكن ان تكون مصدرا للتسمم.. وفي ذلك ما يمكن اعتباره عارا على العالم وعلى الأنظمة والحكومات العربية التي خذلت غزة وأطفالها ونسائها وانساقت لإرادة الاحتلال بعدم تمكينهم من ابسط الاحتياجات وهو ما يجعل كل هذه الأنظمة تحت المساءلة بالنظر الى عدم تحركها لإغاثة شعب تحت الخطر كما يفترض في كل القوانين الإنسانية التي فقدت مصداقيتها وأثبتت عدميتها في حالة غزة الراهنة غزة بلا ماء وأطفالها بلا غذاء أو دواء أو مأوى أمام استمرار آلة الحرب الإسرائيلية في حصد الأرواح وتدمير كل أسباب الحياة إمعانا في الانتقام من أهالي غزة ولكن أيضا في مواصلة لتنفيذ خطتها لإجبار الأهالي للهروب من الجحيم والتوجه قسرا الى الحدود المصرية كخطوة نحو إفراغ القطاع وتهيئة الأرضية لإكمال مشروع الدولة اليهودية الخالصة... يحدث كل ذلك فيما تتكدس المساعدات الغذائية والطبية وغيرها على المعابر ويموت دونها أهل غزة جوعا وعطشا وكمدا وقهرا.. يحدث كل ذلك أيضا فيما تواصل واشنطن عرقلة قرار مجلس الأمن الدولي والتبجح برفضها إيقاف الحرب ولكن أيضا فيما يزور وزير دفاعها تل أبيب لإعلان استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل في عدوانها الى حين القضاء على حماس ..وهو ما يعني بكل بساطة منح الاحتلال الغطاء لمواصلة عملية الإبادة العلنية دون أدنى تردد ...
ومع أن ما سبق لا يغير كثيرا في المشهد المأساوي في غزة الذي يتابعه العالم منذ أكثر من شهرين والذي يزداد سوءا مع تواتر صور المجازر وأشلاء الضحايا والجرحى المشردين فيما بقي من المستشفيات واعين الأطفال الزائغة والأنفس المتعففة عن السؤال أو المطالبة بما يسد الرمق وهم يعرفون جيدا أن الأجوبة جاهزة وانه لن يجرأ احد على تخطي الحواجز لإيصال المساعدات دون موافقة الصهاينة..
لا نعرف الى أي مدى سيذهب التحالف الدولي الذي أعلنه أمس وزير الدفاع الأمريكي ضد الحوثيين ولكن نعرف أن هذا التحالف فشل منذ البداية في استمالة دول الخليج التي من الواضح انها رفضت تجديد تجربة التحالف السابق ضد اليمن بعد سنوات من الحرب العبثية اذ وباستثناء البحرين فان بقية دول الخليج وأولها المملكة السعودية رفضت الدخول في هذا التحالف الذي وان كان موجها في ظاهره الى الحوثيين فانه يستهدف الفلسطينيين ويستهدف أهالي غزة أولا وأخيرا.. والتحالف يراد له حماية السفن المتجهة الى إسرائيل بمعنى حماية المصالح الإسرائيلية وضمان تدفق احتياجاتها من الوقود والسلاح وغير ذلك من احتياجاتها وهو ما يعني بكل بساطة تجنيد الدول التي ظلت بمناي عن هذه الحرب حتى الآن وإقحامها في العدوان بطريقة غير مباشرة.. لم نكن نتوقع قبل هذه التطورات ان نستمع للحوثيين أو نتابع ما يقومون به في باب المندب هذا المعبر البحري الحيوي للتجارة العالمية , ولكن تفردهم بهذا الموقف الإنساني والأخلاقي في دعم أهالي غزة يجعلهم اهل للاحترام وابعد ما يكونون عن الإرهاب.. وقد آن الأوان ان تتغير المفاهيم وتراجع الأولويات لان الإرهاب يختزل في كل ما يقوم به كيان الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني وفي حق لبنان وسوريا والعراق بدعم معلن من واشنطن.. فهل سيتعين الرضوخ الى ذلك الى ما لا نهاية؟ الى أن تتوقف أمريكا عن النظر الى الأحداث بأعين إسرائيل دون غيرها سيكون للحوثيين وللمقاومة المشروعة على ارض فلسطين كل يوم مزيدا من الأنصار بين الشعوب العربية ولكن أيضا بين شعوب العالم الرافضة للظلم ..