إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

التلاميذ وعطلة الشتاء.. غياب الفضاءات الترفيهية تعوضه "مغريات" الشبكة العنكبوتية!؟

 

رئيس الجمعية التونسية لوقاية الطفولة والشباب من مخاطر المعلوماتية: يتعين على الأولياء متابعة الأجهزة الذكية أثناء العطلة

تونس-الصباح

انتهى ماراطون الامتحانات المدرسية  وانطلقت أمس عطلة الثلاثي الأول  بعد ثلاثية من الجد والكد لكثيرين..، ولأنه من البديهي استثمار جانب من العطلة في الترفيه والترويح عن النفس فان سؤالا ملحا يظل دون إجابة: إلى أين التوجه من اجل قضاء وقت ممتع يراوح بين الترفيه والتثقيف؟

الاختيارات هنا تكاد تكون منعدمة استنادا إلى أن الفضاءات الرسمية التي توفرها الدولة أي دور الشباب والثقافة تلاشت واضمحلت وتكاد تكون غير موجودة بالمرة - قلة قليلة مازالت تقاوم رغم ضعف الإمكانيات المرصودة-  رغم الأهمية والدور الذي كان لهذه الفضاءات سابقا في تأطير واحتضان فئة هامة من الشباب..

في هذا الخصوص يعيش بعض الأولياء حيرة من نوع خاص، فالسواد الأعظم تعوزه الإمكانيات "المهولة" التي تفرضها بعض الفضاءات الترفيهية  الخاصة: بما أن ولوج بعض الألعاب في بعض المناطق يقتضي دفع 50 د فما أكثر...، وامام هذه التكاليف المشطة التي يعجز كثيرون عن  تأمينها يبحث الولي عن الفضاءات الرسمية من دور شباب وثقافة، فلا يجدها،  فقد تحولت إلى مجرد بنايات مهجورة تعيش حالة موت سريري.. علما أن هذه الفضاءات يقدر عددها اليوم بـ 225 دورا تفتقر جميعها الى استراتيجيات عمل واضحة والى رؤية شاملة تجعلها عنصرا جالبا لا منفرا للشباب، هذا بالتوازي مع تراجع الإمكانيات والاعتمادات المرصودة لها الامر الذي جعل كثير من الشباب يهجرها...

وبالعودة الى مسالة ضرورة ان يرفّه التلميذ عن نفسه خلال العطلة المدرسية يتساءل كثير من الأولياء: ما العمل والخيارات محدودة؟ أي حلول أخرى يمكن توخيها؟؟

من هذا المنطلق وبما أن الإجابة عن السؤالين السالفي الذكر واضحة على اعتبار ان  وسائل الترفيه تكاد  تكون منعدمة في بلادنا - خاصة فيما يهم دور الشباب والثقافة والدور الريادي الذي كانت تلعبه سابقا هذه المؤسسات الرسمية  في تكوين وتأطير الشباب وخاصة احتضانهم- فان كثيرا من الأطفال والتلاميذ يجدون ضالتهم في الوسائل الالكترونية من هواتف محمولة ولوحات رقمية متغافلين عن مخاطرها وتداعياتها السلبية على صحتهم...، وبالتالي وفي ظل عدم وجود بديل أو هيكل رسمي يكون تثقيفيا وترفيهيا في نفس الوقت ينساق التلاميذ الى الشبكة العنكبوتية التي تعتبر اليوم وللأسف ملاذا ترفيهيا لكثيرين في ظل وفرة الألعاب التي توفرها  رغم المخاطر التي تتضمنها هذه الشبكة والتي تندرج جميعها  في اطار العنف الرقمي...

في هذا الخصوص دعا رئيس الجمعية التونسية لوقاية الطفولة والشباب من مخاطر المعلوماتية في تصريح لـ "الصباح" الاولياء  والتلاميذ الى تجنب استعمال المحامل الالكترونية كوسيلة للترفيه. وأوضح في هذا السياق ان عطلة الشتاء ونظرا للعوامل الجوية بما أنها عادة ما تشهد تراجعا في درجات الحرارة فان فئة هامة من المواطنين تفضل المكوث في المنزل الامر الذي يمثل فرصة سانحة للأطفال للترفيه عن بعد من خلال استعمال الهواتف الجوالة واللوحات الرقمية. وأضاف محدثنا ان كثير من الاولياء يتغافلون عن مضمون تلك الألعاب او عن مضمون الذي توفره اجمالا الشبكة العنكبوتية.

كما أشار رئيس الجمعية التونسية لوقاية الطفولة والشباب من مخاطر المعلوماتية ان الاستعمال المكثف لهذه الوسائل من شانه ان ينعكس سلبا على التحصيل العلمي للتلميذ اثناء العطلة .

من جانب اخر وفي نفس الاطار أضاف محدثنا ان وسائل التواصل الاجتماعي تضج بصور بشعة وعنيفة وصادمة الامر الذي يستوجب مراقبة ومتابعة مستمرة من قبل التلاميذ لا سيما أن  الأطفال مازالوا غير مهيئين لتلقي مشاهد العنف.

من جهة أخرى وردا عن سؤال يتعلق بالحول البديلة التي يتعين على الولي اعتمادها  حتى لا يستعمل أطفالهم  الانترنات لفترات طويلة، أشار محدثنا إلى انه يتعين على الأولياء تعويض اللعب التي توفرها الشبكة العنكبوتية عن بعد بالعاب أخرى يكون لها دور تثقيفي وتوعوي هذا الى جانب مشاركة أطفالهم اللعب مثمنا في السياق ذاته الجهود التي تقوم بها الوزارات المعنية على غرار التربية والمرأة والاسرة الى جانب جهود المجتمع المدني في التصدي والتوعية لهذه الظاهرة.

من جانب آخر وفي نفس السياق أورد المختص في علم الاجتماع بلال منصور في تصريح لـ "الصباح" ان الفضاء الرقمي كغيره من الفضاءات يضج بالمخاطر مشيرا الى ان الشبكة العنكبوتية توفر جملة من الألعاب الخطيرة والتي تسببت في وفاة كثير من الأطفال في دول العالم. وأضاف محدثنا في الإطار نفسه أن الترفيه خلال العطلة المدرسية يتخذ عنوانين رئيسيين حيث ينقسم  التلاميذ إلى  فئتين: فئة تروح عن فسها في الشارع  وأخرى على وسائل التواصل الاجتماعي، داعيا في هذا السياق وفيما يخص الفئة الثانية الاولياء الى ممارسة دورهم الرقابي من خلال مراقبة كل المضمون الذي توفره هذه الشبكة مضيفا انه يتعين على الاولياء السماح لأبنائهم بساعة فقط من الإبحار على الانترنت...

وأضاف محدثنا أيضا ان الاولياء مطالبين أيضا بقضاء وقتت ممتع مع أبنائهم من خلال اللعب معهم او اصطحابهم الى التنزه حتى لا يشعر الطفل بان الانترنات هي الفضاء الوحيد الذي يحتضنه...

يذكر ان كثيرين استنكروا اصطحاب التلاميذ لهواتف جوالة ولوحات ذكية داخل القسم وفي هذا الاتجاه تجدر الإشارة الى ان وزارة التربية قد منعت في وقت سابق اصطحاب التلاميذ للهواتف الجوالة إلى الأقسام لكن للأسف فان القرار ظل مجرد حبر على  ورق في ظل عدم تفعيل آليات الرقابة اللازمة ...

في هذا الخضم يطرح سؤال بإلحاح: لو كانت دور الشباب والثقافة موجودة ومفتوحة للعموم مثلما هو الحال سابقا هل ستكون درجة ادمان الأطفال على الأجهزة الذكية مثلما هو الحال اليوم؟

منال حرزي

التلاميذ وعطلة الشتاء..   غياب الفضاءات الترفيهية تعوضه "مغريات" الشبكة العنكبوتية!؟

 

رئيس الجمعية التونسية لوقاية الطفولة والشباب من مخاطر المعلوماتية: يتعين على الأولياء متابعة الأجهزة الذكية أثناء العطلة

تونس-الصباح

انتهى ماراطون الامتحانات المدرسية  وانطلقت أمس عطلة الثلاثي الأول  بعد ثلاثية من الجد والكد لكثيرين..، ولأنه من البديهي استثمار جانب من العطلة في الترفيه والترويح عن النفس فان سؤالا ملحا يظل دون إجابة: إلى أين التوجه من اجل قضاء وقت ممتع يراوح بين الترفيه والتثقيف؟

الاختيارات هنا تكاد تكون منعدمة استنادا إلى أن الفضاءات الرسمية التي توفرها الدولة أي دور الشباب والثقافة تلاشت واضمحلت وتكاد تكون غير موجودة بالمرة - قلة قليلة مازالت تقاوم رغم ضعف الإمكانيات المرصودة-  رغم الأهمية والدور الذي كان لهذه الفضاءات سابقا في تأطير واحتضان فئة هامة من الشباب..

في هذا الخصوص يعيش بعض الأولياء حيرة من نوع خاص، فالسواد الأعظم تعوزه الإمكانيات "المهولة" التي تفرضها بعض الفضاءات الترفيهية  الخاصة: بما أن ولوج بعض الألعاب في بعض المناطق يقتضي دفع 50 د فما أكثر...، وامام هذه التكاليف المشطة التي يعجز كثيرون عن  تأمينها يبحث الولي عن الفضاءات الرسمية من دور شباب وثقافة، فلا يجدها،  فقد تحولت إلى مجرد بنايات مهجورة تعيش حالة موت سريري.. علما أن هذه الفضاءات يقدر عددها اليوم بـ 225 دورا تفتقر جميعها الى استراتيجيات عمل واضحة والى رؤية شاملة تجعلها عنصرا جالبا لا منفرا للشباب، هذا بالتوازي مع تراجع الإمكانيات والاعتمادات المرصودة لها الامر الذي جعل كثير من الشباب يهجرها...

وبالعودة الى مسالة ضرورة ان يرفّه التلميذ عن نفسه خلال العطلة المدرسية يتساءل كثير من الأولياء: ما العمل والخيارات محدودة؟ أي حلول أخرى يمكن توخيها؟؟

من هذا المنطلق وبما أن الإجابة عن السؤالين السالفي الذكر واضحة على اعتبار ان  وسائل الترفيه تكاد  تكون منعدمة في بلادنا - خاصة فيما يهم دور الشباب والثقافة والدور الريادي الذي كانت تلعبه سابقا هذه المؤسسات الرسمية  في تكوين وتأطير الشباب وخاصة احتضانهم- فان كثيرا من الأطفال والتلاميذ يجدون ضالتهم في الوسائل الالكترونية من هواتف محمولة ولوحات رقمية متغافلين عن مخاطرها وتداعياتها السلبية على صحتهم...، وبالتالي وفي ظل عدم وجود بديل أو هيكل رسمي يكون تثقيفيا وترفيهيا في نفس الوقت ينساق التلاميذ الى الشبكة العنكبوتية التي تعتبر اليوم وللأسف ملاذا ترفيهيا لكثيرين في ظل وفرة الألعاب التي توفرها  رغم المخاطر التي تتضمنها هذه الشبكة والتي تندرج جميعها  في اطار العنف الرقمي...

في هذا الخصوص دعا رئيس الجمعية التونسية لوقاية الطفولة والشباب من مخاطر المعلوماتية في تصريح لـ "الصباح" الاولياء  والتلاميذ الى تجنب استعمال المحامل الالكترونية كوسيلة للترفيه. وأوضح في هذا السياق ان عطلة الشتاء ونظرا للعوامل الجوية بما أنها عادة ما تشهد تراجعا في درجات الحرارة فان فئة هامة من المواطنين تفضل المكوث في المنزل الامر الذي يمثل فرصة سانحة للأطفال للترفيه عن بعد من خلال استعمال الهواتف الجوالة واللوحات الرقمية. وأضاف محدثنا ان كثير من الاولياء يتغافلون عن مضمون تلك الألعاب او عن مضمون الذي توفره اجمالا الشبكة العنكبوتية.

كما أشار رئيس الجمعية التونسية لوقاية الطفولة والشباب من مخاطر المعلوماتية ان الاستعمال المكثف لهذه الوسائل من شانه ان ينعكس سلبا على التحصيل العلمي للتلميذ اثناء العطلة .

من جانب اخر وفي نفس الاطار أضاف محدثنا ان وسائل التواصل الاجتماعي تضج بصور بشعة وعنيفة وصادمة الامر الذي يستوجب مراقبة ومتابعة مستمرة من قبل التلاميذ لا سيما أن  الأطفال مازالوا غير مهيئين لتلقي مشاهد العنف.

من جهة أخرى وردا عن سؤال يتعلق بالحول البديلة التي يتعين على الولي اعتمادها  حتى لا يستعمل أطفالهم  الانترنات لفترات طويلة، أشار محدثنا إلى انه يتعين على الأولياء تعويض اللعب التي توفرها الشبكة العنكبوتية عن بعد بالعاب أخرى يكون لها دور تثقيفي وتوعوي هذا الى جانب مشاركة أطفالهم اللعب مثمنا في السياق ذاته الجهود التي تقوم بها الوزارات المعنية على غرار التربية والمرأة والاسرة الى جانب جهود المجتمع المدني في التصدي والتوعية لهذه الظاهرة.

من جانب آخر وفي نفس السياق أورد المختص في علم الاجتماع بلال منصور في تصريح لـ "الصباح" ان الفضاء الرقمي كغيره من الفضاءات يضج بالمخاطر مشيرا الى ان الشبكة العنكبوتية توفر جملة من الألعاب الخطيرة والتي تسببت في وفاة كثير من الأطفال في دول العالم. وأضاف محدثنا في الإطار نفسه أن الترفيه خلال العطلة المدرسية يتخذ عنوانين رئيسيين حيث ينقسم  التلاميذ إلى  فئتين: فئة تروح عن فسها في الشارع  وأخرى على وسائل التواصل الاجتماعي، داعيا في هذا السياق وفيما يخص الفئة الثانية الاولياء الى ممارسة دورهم الرقابي من خلال مراقبة كل المضمون الذي توفره هذه الشبكة مضيفا انه يتعين على الاولياء السماح لأبنائهم بساعة فقط من الإبحار على الانترنت...

وأضاف محدثنا أيضا ان الاولياء مطالبين أيضا بقضاء وقتت ممتع مع أبنائهم من خلال اللعب معهم او اصطحابهم الى التنزه حتى لا يشعر الطفل بان الانترنات هي الفضاء الوحيد الذي يحتضنه...

يذكر ان كثيرين استنكروا اصطحاب التلاميذ لهواتف جوالة ولوحات ذكية داخل القسم وفي هذا الاتجاه تجدر الإشارة الى ان وزارة التربية قد منعت في وقت سابق اصطحاب التلاميذ للهواتف الجوالة إلى الأقسام لكن للأسف فان القرار ظل مجرد حبر على  ورق في ظل عدم تفعيل آليات الرقابة اللازمة ...

في هذا الخضم يطرح سؤال بإلحاح: لو كانت دور الشباب والثقافة موجودة ومفتوحة للعموم مثلما هو الحال سابقا هل ستكون درجة ادمان الأطفال على الأجهزة الذكية مثلما هو الحال اليوم؟

منال حرزي