إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

موسم جني الفطر بولاية جندوبة.. إشكاليات متعددة رغم أهمية المنتوج

 

جندوبة - الصباح

تقتات الكثير من العائلات من خيرات الفجوات الغابية الممتدة على مساحات هامة من معتمديات ولاية جندوبة التي تبلغ حوالي 120ألف هكتار. ويتميز كل موسم بمنتوج متنوع من تقطير الريحان وحبات الذرو إلى استخراج الفحم وجمع الفطر.

انطلاق موسم جني "الفوقاع"

 وتعرف أغلب المناطق خلال شهري أكتوبر ونوفمبر من كل سنة وإلى غاية شهر مارس حركة ملحوظة ترافق موسم جني الفطر (فصيلة من الفطريات يتكاثر في الفجوات الغابية)، إذ مباشرة بعد نزول الكميات الأولى من أمطار الخريف تبرز تلك الكائنات الصغيرة والشهية بين الغابات الشعراء.

ويطلق الأهالي على الفطر باللهجة العامية «الفقاع» وربما لتسميتها علاقة بخروجها المفاجئ من التراب وسرعة اندثارها، ويطلقون على بعض الأنواع السامة منها أسماء مختلفة ومتنوعة حتى لا يقبل الأطفال الصغار على جنيها واستهلاكها. وتتكاثر تلك المنتوجات الغابية في ظلال أشجار الكلتوس والزان والفرنان وشجيرات الذرو والريحان والكشريد و«الملية» وهي تحبذ الأماكن الرطبة وتنمو في ظلال الأشجار الغابية الكبرى.

حركية اقتصادية كبيرة

جولتنا بمواقع إنتاج الفطر للموسم الجديد انطلقت من أحواز مدينة عين دراهم وبالتحديد من منطقة وادي الزان، إذ أكد لنا المواطن مراد بن إبراهيم أن جمع نبتة الفطر توفر فرص عمل للكثير من العائلات التي تسعى إلى جمعها وبيعها إما على قارعة الطريق أو توجيهها إلى الأسواق الموسمية أو كذلك تسويقها في بعض النزل السياحية التي ترحب بها كبضاعة مميزة أساسها بيولوجي.

وأضاف صديقه مجيد بن عبشة أن العائلات تلجأ للفطر خلال أشهر الشتاء الباردة فتوظفه في مجموعة من الأكلات الشعبية وهي تعطي طعما لذيذا وخاصة لكل وجبة غذائية. كما أن الأطفال الصغار يقومون بشوائها فوق الجمر مع القليل من الملح فتكون عبارة عن وجبة محببة لأبناء تلك العائلات التي قد لا تكون قادرة على شراء هدايا أخرى لأبنائها.

وتبخر الحلم...

يوجد في مدينة عين دراهم مصنع لمعالجة وتعليب منتجات الفطر وذلك بمنطقة «المريج»ويعود تأسيسه إلى سنة 2001بلغت كلفة تأسيس هذا المصنع 3 مليون دينار تونسي حيث يشغل موسميا حوالي 1500 شخص لجمع الفقاع من الغابة وحوالي 50 عاملا بالمصنع، وبصفة دائمة يشتغل بالمصنع حوالي 10 عمال إلا أن هذه الوحدة الصناعية التي ساهمت في تنشيط الحركة الاقتصادية وتوفير مواطن شغل سرعان ما أغلقت أبوابها لتتبخر أحلام العشرات من العائلات جراء نقص المنتوج والتقلبات المناخية إلى جانب تحديد مساحات الجني من قبل مصالح الغابات..

مخاطر تهدد العائلات

تهدد العائلات الريفية خاصة جملة من المخاطر أثناء موسم جني الفطر منها خاصة التسمم وهو عادة نتيجة لتناول الفطر البري بعد عدم التعرف على الفطر السام باعتباره من الأنواع الصالحة للأكل.

والسبب الأكثر شيوعا لحالات التسمم هو عدم التعرف على الفطر المسموم للتشابه الوثيق بينه وبين الفطر الجيد من حيث اللون والشكل ، فهناك أنواع سامة وأنواع صالحة للأكل ، اذ حتى ذوو الخبرة يخطئون في التمييز بينهما، لذا تقوم مصالح وزارة الصحة بالجهة بحملات تحسيسية وتوعية لإنقاذ الأطفال من خطر التسمم بالفطر.

موسم جني الفطر بولاية جندوبة يدر على المهربين الملايين والذين يروجونه في المناطق السياحية لتجني العائلات الفقيرة الشقاء والتعب مقابل بعض الملاليم خاصة وأن عملية الجني تتم بعمق الغابات وتتطلب رحلة مضنية تنطلق مع الفجر إلى بعد الظهيرة بأماكن وعرة تتواجد بها حيوانات وحشية مفترسة من ذئاب وخنازير ما يتطلب من الجهات المعنية إعادة هيكلة جذرية لموسم جني الفطر الذي ظل مهمشا لسنوات رغم أهميته السياحية والاقتصادية والغذائية.

عمار مويهبي

موسم جني الفطر بولاية جندوبة..  إشكاليات متعددة رغم أهمية المنتوج

 

جندوبة - الصباح

تقتات الكثير من العائلات من خيرات الفجوات الغابية الممتدة على مساحات هامة من معتمديات ولاية جندوبة التي تبلغ حوالي 120ألف هكتار. ويتميز كل موسم بمنتوج متنوع من تقطير الريحان وحبات الذرو إلى استخراج الفحم وجمع الفطر.

انطلاق موسم جني "الفوقاع"

 وتعرف أغلب المناطق خلال شهري أكتوبر ونوفمبر من كل سنة وإلى غاية شهر مارس حركة ملحوظة ترافق موسم جني الفطر (فصيلة من الفطريات يتكاثر في الفجوات الغابية)، إذ مباشرة بعد نزول الكميات الأولى من أمطار الخريف تبرز تلك الكائنات الصغيرة والشهية بين الغابات الشعراء.

ويطلق الأهالي على الفطر باللهجة العامية «الفقاع» وربما لتسميتها علاقة بخروجها المفاجئ من التراب وسرعة اندثارها، ويطلقون على بعض الأنواع السامة منها أسماء مختلفة ومتنوعة حتى لا يقبل الأطفال الصغار على جنيها واستهلاكها. وتتكاثر تلك المنتوجات الغابية في ظلال أشجار الكلتوس والزان والفرنان وشجيرات الذرو والريحان والكشريد و«الملية» وهي تحبذ الأماكن الرطبة وتنمو في ظلال الأشجار الغابية الكبرى.

حركية اقتصادية كبيرة

جولتنا بمواقع إنتاج الفطر للموسم الجديد انطلقت من أحواز مدينة عين دراهم وبالتحديد من منطقة وادي الزان، إذ أكد لنا المواطن مراد بن إبراهيم أن جمع نبتة الفطر توفر فرص عمل للكثير من العائلات التي تسعى إلى جمعها وبيعها إما على قارعة الطريق أو توجيهها إلى الأسواق الموسمية أو كذلك تسويقها في بعض النزل السياحية التي ترحب بها كبضاعة مميزة أساسها بيولوجي.

وأضاف صديقه مجيد بن عبشة أن العائلات تلجأ للفطر خلال أشهر الشتاء الباردة فتوظفه في مجموعة من الأكلات الشعبية وهي تعطي طعما لذيذا وخاصة لكل وجبة غذائية. كما أن الأطفال الصغار يقومون بشوائها فوق الجمر مع القليل من الملح فتكون عبارة عن وجبة محببة لأبناء تلك العائلات التي قد لا تكون قادرة على شراء هدايا أخرى لأبنائها.

وتبخر الحلم...

يوجد في مدينة عين دراهم مصنع لمعالجة وتعليب منتجات الفطر وذلك بمنطقة «المريج»ويعود تأسيسه إلى سنة 2001بلغت كلفة تأسيس هذا المصنع 3 مليون دينار تونسي حيث يشغل موسميا حوالي 1500 شخص لجمع الفقاع من الغابة وحوالي 50 عاملا بالمصنع، وبصفة دائمة يشتغل بالمصنع حوالي 10 عمال إلا أن هذه الوحدة الصناعية التي ساهمت في تنشيط الحركة الاقتصادية وتوفير مواطن شغل سرعان ما أغلقت أبوابها لتتبخر أحلام العشرات من العائلات جراء نقص المنتوج والتقلبات المناخية إلى جانب تحديد مساحات الجني من قبل مصالح الغابات..

مخاطر تهدد العائلات

تهدد العائلات الريفية خاصة جملة من المخاطر أثناء موسم جني الفطر منها خاصة التسمم وهو عادة نتيجة لتناول الفطر البري بعد عدم التعرف على الفطر السام باعتباره من الأنواع الصالحة للأكل.

والسبب الأكثر شيوعا لحالات التسمم هو عدم التعرف على الفطر المسموم للتشابه الوثيق بينه وبين الفطر الجيد من حيث اللون والشكل ، فهناك أنواع سامة وأنواع صالحة للأكل ، اذ حتى ذوو الخبرة يخطئون في التمييز بينهما، لذا تقوم مصالح وزارة الصحة بالجهة بحملات تحسيسية وتوعية لإنقاذ الأطفال من خطر التسمم بالفطر.

موسم جني الفطر بولاية جندوبة يدر على المهربين الملايين والذين يروجونه في المناطق السياحية لتجني العائلات الفقيرة الشقاء والتعب مقابل بعض الملاليم خاصة وأن عملية الجني تتم بعمق الغابات وتتطلب رحلة مضنية تنطلق مع الفجر إلى بعد الظهيرة بأماكن وعرة تتواجد بها حيوانات وحشية مفترسة من ذئاب وخنازير ما يتطلب من الجهات المعنية إعادة هيكلة جذرية لموسم جني الفطر الذي ظل مهمشا لسنوات رغم أهميته السياحية والاقتصادية والغذائية.

عمار مويهبي