العجز ساكن فينا ليلا نهارا وعلى مدار الساعة. حلقات "حائط المبكى" وجلساته تنزف الثرثرة. تعلّب القوالب الجاهزة وقد عفا عنها الزمن
كرهت كلّ شيء لأنّي عاجز عن فعل أيّ شيء. أدور ويدور معي صحبي في حلقة مفرغة.
تحت "حائط المبكى" ومنذ شهور قاربت السنة نجترّ الكلام نفسه. نبيع الكلام. نتخاصم بالمنطق نفسه، بالبراهين نفسها. تتعالى الأصوات واللّهجات. وبعد الزوال يعود جميع الناس إلى بيوتهم. منّا من احتسى قهوة أو ربما قهوتين وأشعل عددا كبيرا من السجائر. ومنّا من اكتفى بقارورة ماء. منّا من يعود إلى بيته وقد ارتفعت نسبة ضغط دمه أو نسبة السكر في دمه ومنّا من ببرودة الأعصاب ينعم.
يُكوّر اللّيل على النّهار وتجري الشمس لمستقرّ لها وبدورنا نعود كلّ صباح إلى المكان نفسه وبالهمّة نفسها لنزيد من القيل والقال. ما نسمعه في الاذاعات من أخبار وتحاليل وحتّى إشاعات نعيده. عندها تبدأ أوتار جوقتنا في الارتفاع كلّ على آلته يعزف وكلّ على ليلاه يغنّي. لكم تحولت النقاشات إلى حروب كلامية نؤججها بالإضغان أو تبقى معها حبال الوداد ممدودة فالأيام تارّات. نتناثر هنا وهناك لنصيح بأعلى صوتنا حتى يبلغ عنان السماء "فلسطين عربية" « MACRON assassin ». الجرحى ينزفون حتى الموت. الأرجل والأقدام والأيادي تُبتر على قارعة الطريق بما تيسّر من الأدوات الطبية دون تخدير.
نتناول الغداء ثم تكون الشاشات قبلتنا لنسمع أخبار التقتيل والتهجير في غزّة وفلسطين. نعدّ عدد الضحايا. نقول في سرّنا "عدد مهول". نصيح بين جدران البيت أين العدالة؟ أين المنظمات الحقوقيّة؟ نشعل سيجارة. نترشّف كأسا من الشاي. نشعر بالكرى يراود أجفاننا. نصرّ على أن يلفّنا الغطاء من الرّأس إلى القدمين. العجز يقعدنا. لا رغبة لنا في أن نرفع الغطاء. يأخذنا النّعاس فننام. نأخذ قيلولة. منّا من يأخذ لمجة قبيل الغروب.
العجز ساكن فينا ليلا نهارا وعلى مدار الساعة. حلقات "حائط المبكى" وجلساته تنزف الثرثرة. تعلّب القوالب الجاهزة وقد عفا عنها الزمن. نصبح فاشلين. نؤوب إلى ديارنا كديكة مذبوحين مستضعفين. لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا أحد منّا في مستوى الفعل والتغيير. لا اللّيل سابق النّهار ولا أحد منّا أفعاله تسبق اقواله.
ما أمرّ أن نُصيّر أنفسنا فاشلين! ما أمرّ أن نحقن أجسامنا ودماءنا بالغبن والقهر! ما أمرّ أن نسجن عقولنا بالسّراب!
مصدّق الشّريف
العجز ساكن فينا ليلا نهارا وعلى مدار الساعة. حلقات "حائط المبكى" وجلساته تنزف الثرثرة. تعلّب القوالب الجاهزة وقد عفا عنها الزمن
كرهت كلّ شيء لأنّي عاجز عن فعل أيّ شيء. أدور ويدور معي صحبي في حلقة مفرغة.
تحت "حائط المبكى" ومنذ شهور قاربت السنة نجترّ الكلام نفسه. نبيع الكلام. نتخاصم بالمنطق نفسه، بالبراهين نفسها. تتعالى الأصوات واللّهجات. وبعد الزوال يعود جميع الناس إلى بيوتهم. منّا من احتسى قهوة أو ربما قهوتين وأشعل عددا كبيرا من السجائر. ومنّا من اكتفى بقارورة ماء. منّا من يعود إلى بيته وقد ارتفعت نسبة ضغط دمه أو نسبة السكر في دمه ومنّا من ببرودة الأعصاب ينعم.
يُكوّر اللّيل على النّهار وتجري الشمس لمستقرّ لها وبدورنا نعود كلّ صباح إلى المكان نفسه وبالهمّة نفسها لنزيد من القيل والقال. ما نسمعه في الاذاعات من أخبار وتحاليل وحتّى إشاعات نعيده. عندها تبدأ أوتار جوقتنا في الارتفاع كلّ على آلته يعزف وكلّ على ليلاه يغنّي. لكم تحولت النقاشات إلى حروب كلامية نؤججها بالإضغان أو تبقى معها حبال الوداد ممدودة فالأيام تارّات. نتناثر هنا وهناك لنصيح بأعلى صوتنا حتى يبلغ عنان السماء "فلسطين عربية" « MACRON assassin ». الجرحى ينزفون حتى الموت. الأرجل والأقدام والأيادي تُبتر على قارعة الطريق بما تيسّر من الأدوات الطبية دون تخدير.
نتناول الغداء ثم تكون الشاشات قبلتنا لنسمع أخبار التقتيل والتهجير في غزّة وفلسطين. نعدّ عدد الضحايا. نقول في سرّنا "عدد مهول". نصيح بين جدران البيت أين العدالة؟ أين المنظمات الحقوقيّة؟ نشعل سيجارة. نترشّف كأسا من الشاي. نشعر بالكرى يراود أجفاننا. نصرّ على أن يلفّنا الغطاء من الرّأس إلى القدمين. العجز يقعدنا. لا رغبة لنا في أن نرفع الغطاء. يأخذنا النّعاس فننام. نأخذ قيلولة. منّا من يأخذ لمجة قبيل الغروب.
العجز ساكن فينا ليلا نهارا وعلى مدار الساعة. حلقات "حائط المبكى" وجلساته تنزف الثرثرة. تعلّب القوالب الجاهزة وقد عفا عنها الزمن. نصبح فاشلين. نؤوب إلى ديارنا كديكة مذبوحين مستضعفين. لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا أحد منّا في مستوى الفعل والتغيير. لا اللّيل سابق النّهار ولا أحد منّا أفعاله تسبق اقواله.
ما أمرّ أن نُصيّر أنفسنا فاشلين! ما أمرّ أن نحقن أجسامنا ودماءنا بالغبن والقهر! ما أمرّ أن نسجن عقولنا بالسّراب!