* لغة الجسد عادة ما تكون الأكثر تعبيرا عن انفعالات المجنون وهواجسه ومخاوفه.
تونس-الصباح
أمام شبابيك مغلقة قدم توفيق الجبالي في فضاء "التياترو" مسرحية "جنون" في اطار أيام قرطاج المسرحية في دورتها 24.
ورغم أنه ليس العرض الأول لهذه المسرحية، حيث سبق وأن عرضت في مناسبات عديدة في بداية الألفية وفي 2017، إلا أنها لا تزال تحافظ على وهجها وبريقها وتستهوي الجمهور الذي جاء للبحث عن فلسفة الجنون ومفهومه وعن أي مشاعر تجتاح الفرد الذي يفقد عقله.
ليس من السهل تحويل نص أدبي ذو بعد فلسفي وجودي خاصة ان كان الكاتب بقيمة "جبران خليل جبران" إلى عمل مسرحي متكامل الأركان، لكن توفيق الجبالي أخذ الجمهور إلى عالم الجنون المسكوت عنه، عالم الانسان الممزق داخليا.
قد يبدو المجنون مجنونا لكنه يحمل روحا تريد الانعتاق وايجاد مساحة من الحرية بعيدا عن ما يفرضه المجتمع من مكبلات وقيود، فالمجنون كما صورته المسرحية ليس بالضرورة مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو بوذيا أو غيرها من الأديان، بل هو انسان، ليس هو من يرغب في العزلة بل ربما تكون قد فرضت عليه، وكأنه لا تكفيه الضغوط النفسية لتلتقي معها ضغوط المجتمع وقسوتها.
العرض نقل الأساطير التي تتحدث عن المجانين وعلاقتهم بالجيران، أما مأساة المجنون فهي كآبته ومسرته وكيف يعيش على وقعهما في كل مرة.
وفي رسالة نقدية للمجتمع اتخذت اللوحات زخما فريدا، على غرار رسومات لجبران خليل جبران أو تقنية خيال الظل، وهي التقنية التي أضافت بعدا جماليا للركح.
ويصور الرقص حالة الاضطراب التي تلامس روح المجنون عبر التمايل وقوفا، أو التلوي أرضا أو الارتعاش لكل مفاصل الجسد أو الانحناء، فلغة الجسد عادة ما تكون الأكثر تعبيرا عن انفعالات المجنون وهواجسه ومخاوفه.
صراعات تنقلها الصورة بين الضوء الأبيض المسلط على الوجوه أو في مشاهد أخرى لظلام دامس، فالمجنون غير قادر على العيش لا تحت الأضواء المسلطة عليه، ولا وحيدا في الظلام.
أما الصوت فتارة يكون قويا كصرخة المجنون في وجه المجتمع وأحيانا خافتا كأنه حديث للنفس تناجي روحها في وحدتها، وفي أحيان أخرى رجع الصدى، رفضا للإقصاء أو النبذ وكأن المجنون يقول بأصوات مختلفة الحدة "لي كياني المستقل المختلف فاحترموه"، وهي أصوات قدمها توفيق الجبالي وهندة بن رحيم ونضال قيقة ودرة زروق وشاكرة الرماح.
وبالنسبة لتجسيد الشخصيات على الركح فقام بها أربع شخصيات ( جسدها كل من مروان الروين وآمال العويني وفاتن الشاذلي وياسمين الديماسي) تحركت تكلمت رقصت قفزت صرخت، وجمدت أحيانا في معاني وجدانية فلسفية..
درصاف اللموشي
* لغة الجسد عادة ما تكون الأكثر تعبيرا عن انفعالات المجنون وهواجسه ومخاوفه.
تونس-الصباح
أمام شبابيك مغلقة قدم توفيق الجبالي في فضاء "التياترو" مسرحية "جنون" في اطار أيام قرطاج المسرحية في دورتها 24.
ورغم أنه ليس العرض الأول لهذه المسرحية، حيث سبق وأن عرضت في مناسبات عديدة في بداية الألفية وفي 2017، إلا أنها لا تزال تحافظ على وهجها وبريقها وتستهوي الجمهور الذي جاء للبحث عن فلسفة الجنون ومفهومه وعن أي مشاعر تجتاح الفرد الذي يفقد عقله.
ليس من السهل تحويل نص أدبي ذو بعد فلسفي وجودي خاصة ان كان الكاتب بقيمة "جبران خليل جبران" إلى عمل مسرحي متكامل الأركان، لكن توفيق الجبالي أخذ الجمهور إلى عالم الجنون المسكوت عنه، عالم الانسان الممزق داخليا.
قد يبدو المجنون مجنونا لكنه يحمل روحا تريد الانعتاق وايجاد مساحة من الحرية بعيدا عن ما يفرضه المجتمع من مكبلات وقيود، فالمجنون كما صورته المسرحية ليس بالضرورة مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو بوذيا أو غيرها من الأديان، بل هو انسان، ليس هو من يرغب في العزلة بل ربما تكون قد فرضت عليه، وكأنه لا تكفيه الضغوط النفسية لتلتقي معها ضغوط المجتمع وقسوتها.
العرض نقل الأساطير التي تتحدث عن المجانين وعلاقتهم بالجيران، أما مأساة المجنون فهي كآبته ومسرته وكيف يعيش على وقعهما في كل مرة.
وفي رسالة نقدية للمجتمع اتخذت اللوحات زخما فريدا، على غرار رسومات لجبران خليل جبران أو تقنية خيال الظل، وهي التقنية التي أضافت بعدا جماليا للركح.
ويصور الرقص حالة الاضطراب التي تلامس روح المجنون عبر التمايل وقوفا، أو التلوي أرضا أو الارتعاش لكل مفاصل الجسد أو الانحناء، فلغة الجسد عادة ما تكون الأكثر تعبيرا عن انفعالات المجنون وهواجسه ومخاوفه.
صراعات تنقلها الصورة بين الضوء الأبيض المسلط على الوجوه أو في مشاهد أخرى لظلام دامس، فالمجنون غير قادر على العيش لا تحت الأضواء المسلطة عليه، ولا وحيدا في الظلام.
أما الصوت فتارة يكون قويا كصرخة المجنون في وجه المجتمع وأحيانا خافتا كأنه حديث للنفس تناجي روحها في وحدتها، وفي أحيان أخرى رجع الصدى، رفضا للإقصاء أو النبذ وكأن المجنون يقول بأصوات مختلفة الحدة "لي كياني المستقل المختلف فاحترموه"، وهي أصوات قدمها توفيق الجبالي وهندة بن رحيم ونضال قيقة ودرة زروق وشاكرة الرماح.
وبالنسبة لتجسيد الشخصيات على الركح فقام بها أربع شخصيات ( جسدها كل من مروان الروين وآمال العويني وفاتن الشاذلي وياسمين الديماسي) تحركت تكلمت رقصت قفزت صرخت، وجمدت أحيانا في معاني وجدانية فلسفية..