إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أيام قرطاج المسرحية.. "ترحال أرواح مهاجرة".. تغريبة سورية تراجيدية

 

 

تونس-الصباح

لا تهاجر الأجساد فقط بل الأرواح، هذا في الأوقات العادية والطبيعية فما بالك في زمن الحرب، عندما تتشتت الروح بين عالمين وتجبر على الهجرة "تهريب" أي في قوارب الموت، واختصر البطل سبب الهجرة بالقول "كل شيء ضاق حتى ضاع".

مسرحية "ترحال – أرواح مهاجرة" للمخرج السوري ماهر صليبي، تأخذنا إلى عالم العشاق حيث التقت روحا عاشقين وتعاهدا على الوفاء، غير أن البطل "آرام" يدفع إلى الهجرة السرية تاركا حبيبته وبلده و"حارته" وذكريات طفولته.

تراوح العرض الذي يشارك في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية، بين راوي يسرد جملا شعرية مؤثرة بصوت حزين يقرؤها من كتاب، ويرتدي لباسا أبيض شبيها بزي "الحكواتي، وبين لوحات كوريغرافية جسدت مراحل هجرة الوطن بدءا بوداع الحبيبة في لوحة الحقائب مرورا بلوحة البحر وغرق عدد من زملائه في الرحلة، والرسائل التي يمكن أن يتركها المهاجر إلى والدته وشقيقته وشقيقه وحبيبته وحتى إلى البحر بالقول "شكرا للبحر لأنك استقبلتنا دون فيزا أو جواز سفر" ومفوضية اللاجئين.

وتتالت اللوحات الراقصة على غرار لوحة الرسم في اشارة إلى نجاح بطل العمل في رسم حياة جديدة في بلد المهجر رفقة لوحاته ومعارضه المختلفة، حيث تحول إلى رسام مشهور، وصولا إلى لوحة وفاة البطل وبكاء البطلة التي كانت تمني نفسها بالاجتماع بحبيبها بعد أن التحقت به في غربته.

الموسيقى أيضا ترجمت وجع الواقع السوري ووجع الفراق ووجع الغربة ووجع الذكريات، تارة بصوت الموج العالي الذي يدل على مدى خطورة الهجرة غير النظامية وإمكانية الغرق، وتارة أخرى بموسيقى الفرح التي رسمت مدى نجاح البطل في غربته، وأكثر ما يلامس القلب موسيقى لذكريات بقيت عالقة في ذهن وعقل وقلب المهاجر لا تغادره.

الوجع السوري حضر بقوة من خلال حياد البطل سياسيا وعدم انتمائه إلى أي حزب، وبسب هذا الحياد عوقب بأن أصبح عاطلا عن العمل وترك عمله كأستاذ للفنون الجميلة بالجامعة، وهو ما جعله يقرّر مغادرة البلاد مع انتشار رائحة الموت والبارود والجثث والدمار.

نجاح عاشه البطل في بلد آخر غير وطنه لكنه نجاح بقي مبتورا حيث حاصرته الذكريات والشوق والوحدة والكآبة.

استطاع كل من الممثلين السوريين مريانا معلولي ومؤيد الخراط عبر شخصيتي "آرام" و"شام" تجسيد قصة قد تبدو بسيطة لفراق حبيبين لكنها عميقة بوجعها ومعانيها وتعبيراتها، في تراجيديا مؤلمة.

اثر انتهاء العرض المسرحي التقت "الصباح" بالمخرج والمؤلف السوري ماهر صليبي، وحول مدى وصف هذا العمل المسرحي للوجع السوري قال انها عبرت بشكل كبير عن آلام السوريين وأنه تعمد ذلك، مضيفا أن قضية الهجرة قديمة متجددة، لكن الفرق بين سوريا وباقي الدول أنها عاشت على وقع الحرب.

كما عبّر عن اعجابه بأيام قرطاج المسرحية ومختلف عروضها، لافتا إلى أنه ليست المرة الأولى التي يزور فيها تونس أو يشارك فيها الأيام، وأنه كلما كان لديه عمل جديد فإنه يحرص على القدوم إلى تونس والمشاركة في الأيام عبر عروضه، ووصفه بـ"المهرجان العزيز على قلبه"

معتبرا أنه من المهرجانات العريقة والتي تحظى بسمعة طيبة وجمهور ملفت، مشيرا إلى أنه يحب المسرح التونسي، منذ أن كان طالبا، ويتابع أعمال الفاضلين الجعايبي والجزيري، وتوفيق الجبالي ومحمد إدريس سابقا.

درصاف اللموشي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 أيام قرطاج المسرحية..    "ترحال أرواح مهاجرة".. تغريبة سورية تراجيدية

 

 

تونس-الصباح

لا تهاجر الأجساد فقط بل الأرواح، هذا في الأوقات العادية والطبيعية فما بالك في زمن الحرب، عندما تتشتت الروح بين عالمين وتجبر على الهجرة "تهريب" أي في قوارب الموت، واختصر البطل سبب الهجرة بالقول "كل شيء ضاق حتى ضاع".

مسرحية "ترحال – أرواح مهاجرة" للمخرج السوري ماهر صليبي، تأخذنا إلى عالم العشاق حيث التقت روحا عاشقين وتعاهدا على الوفاء، غير أن البطل "آرام" يدفع إلى الهجرة السرية تاركا حبيبته وبلده و"حارته" وذكريات طفولته.

تراوح العرض الذي يشارك في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية، بين راوي يسرد جملا شعرية مؤثرة بصوت حزين يقرؤها من كتاب، ويرتدي لباسا أبيض شبيها بزي "الحكواتي، وبين لوحات كوريغرافية جسدت مراحل هجرة الوطن بدءا بوداع الحبيبة في لوحة الحقائب مرورا بلوحة البحر وغرق عدد من زملائه في الرحلة، والرسائل التي يمكن أن يتركها المهاجر إلى والدته وشقيقته وشقيقه وحبيبته وحتى إلى البحر بالقول "شكرا للبحر لأنك استقبلتنا دون فيزا أو جواز سفر" ومفوضية اللاجئين.

وتتالت اللوحات الراقصة على غرار لوحة الرسم في اشارة إلى نجاح بطل العمل في رسم حياة جديدة في بلد المهجر رفقة لوحاته ومعارضه المختلفة، حيث تحول إلى رسام مشهور، وصولا إلى لوحة وفاة البطل وبكاء البطلة التي كانت تمني نفسها بالاجتماع بحبيبها بعد أن التحقت به في غربته.

الموسيقى أيضا ترجمت وجع الواقع السوري ووجع الفراق ووجع الغربة ووجع الذكريات، تارة بصوت الموج العالي الذي يدل على مدى خطورة الهجرة غير النظامية وإمكانية الغرق، وتارة أخرى بموسيقى الفرح التي رسمت مدى نجاح البطل في غربته، وأكثر ما يلامس القلب موسيقى لذكريات بقيت عالقة في ذهن وعقل وقلب المهاجر لا تغادره.

الوجع السوري حضر بقوة من خلال حياد البطل سياسيا وعدم انتمائه إلى أي حزب، وبسب هذا الحياد عوقب بأن أصبح عاطلا عن العمل وترك عمله كأستاذ للفنون الجميلة بالجامعة، وهو ما جعله يقرّر مغادرة البلاد مع انتشار رائحة الموت والبارود والجثث والدمار.

نجاح عاشه البطل في بلد آخر غير وطنه لكنه نجاح بقي مبتورا حيث حاصرته الذكريات والشوق والوحدة والكآبة.

استطاع كل من الممثلين السوريين مريانا معلولي ومؤيد الخراط عبر شخصيتي "آرام" و"شام" تجسيد قصة قد تبدو بسيطة لفراق حبيبين لكنها عميقة بوجعها ومعانيها وتعبيراتها، في تراجيديا مؤلمة.

اثر انتهاء العرض المسرحي التقت "الصباح" بالمخرج والمؤلف السوري ماهر صليبي، وحول مدى وصف هذا العمل المسرحي للوجع السوري قال انها عبرت بشكل كبير عن آلام السوريين وأنه تعمد ذلك، مضيفا أن قضية الهجرة قديمة متجددة، لكن الفرق بين سوريا وباقي الدول أنها عاشت على وقع الحرب.

كما عبّر عن اعجابه بأيام قرطاج المسرحية ومختلف عروضها، لافتا إلى أنه ليست المرة الأولى التي يزور فيها تونس أو يشارك فيها الأيام، وأنه كلما كان لديه عمل جديد فإنه يحرص على القدوم إلى تونس والمشاركة في الأيام عبر عروضه، ووصفه بـ"المهرجان العزيز على قلبه"

معتبرا أنه من المهرجانات العريقة والتي تحظى بسمعة طيبة وجمهور ملفت، مشيرا إلى أنه يحب المسرح التونسي، منذ أن كان طالبا، ويتابع أعمال الفاضلين الجعايبي والجزيري، وتوفيق الجبالي ومحمد إدريس سابقا.

درصاف اللموشي