إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رأي.. بسبب انحياز ها ضد روسيا وشعب فلسط. .ين.. هل خسرت فرنسا وأوروبا ورقة "الوسيط الديبلوماسي"؟

 

 

بقلم: كمال بن يونس

 

بعد نحو عشرين عاما من احتلال  القوات الأمريكية البريطانية للعراق والخليج رغم "الفيتو الفرنسي" انهارت عمليا "التوازنات القديمة" التي كان يقوم عليها "العالم متعدد الأقطاب"...

وأصبحت قرارات الحرب والسلام في العالم رهينة مواقف "اللوبيات المتحكمة" في واشنطن ولندن وأتباعهما... خاصة تل أبيب ولوبيات السلاح الأمريكية البريطانية والإسرائيلية...

وبعد حوالي 35 عاما عن انهيار جدار برلين و"المعسكر الشرقي الاشتراكي"، كرست شركات الأسلحة العملاقة في أمريكا وبريطانيا وإسرائيل تغولها وتحكمها في المشهد السياسي والعسكري والاقتصادي العالمي... وفشلت جهود بناء "نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب"..

   ومنذ تفجير الحرب الجديدة في أوكرانيا بين روسيا وحلفائها وقوات الحلف الأطلسي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية اصطف قادة الاتحاد الأوروبي والعالم الغربي وراء واشنطن ضد موسكو وقياداتها... "دون قيد ولا شرط"...

فكانت الحصيلة تصدير كميات هائلة من الأسلحة الأمريكية البريطانية نحو أوروبا وأوكرانيا... مع تحميل "الشركاء الأطلسيين الفاتورة"...

 وتخلت قيادات أوروبا الغربية- بما في ذلك في فرنسا وإيطاليا وألمانيا - عن الحياد... فأصبحت عاجزة عن الفعل وعن لعب ورقة "الوساطة"..

واستفحلت الأوضاع بعد أن قررت واشنطن إرسال حوالي 300 ألف عسكري إضافي إلى أوروبا، بينهم حوالي مائة ألف في ألمانيا وحدها، بدعوي "التصدي للخطر الروسي"...

تكرر المشهد في المشرق العربي والإسلامي عموما وفي العراق وفلسطين خاصة..

خسرت القيادات الأوروبية ورقة الحياد بسبب انحياز حكامها الجدد الكامل ضد الشعب الفلسطيني وحركات التحرر الوطني الفلسطينية... مع تقديم دعم عسكري ومالي وسياسي لا مشروط لتل أبيب ولوبيات الحرب والسلاح فيها...

وخرجت عواصم عرفت تاريخيا بقدر بصداقتها للعالم العربي - مثل باريس وبرلين وروما عن حيادها التقليدي...

فكانت الحصيلة أن حرمت من لعب دور الوسيط... فشلت ديبلوماسيتها... وأصبحت وقياداتها متهمة بخدمة "أجندات خاصة" حرمت أوروبا من لعب دور دولي يذكر بإشعاع فرنسا في عهد ديغول وفرانسوا ميتران وجاك شيراك... وبدور ايطاليا في عهد كراسي والحكومات الاشتراكية الايطالية والأوروبية...

في المقابل قدر العالم المواقف المعتدلة الصادرة عن رؤساء حكومات برلمانات والله أسبانيا وبلجيكا وأيسلندا أيرلندا.. وجنوب أفريقيا... ومجلس بلدية برشلونة...

وعربيا وإسلاميا وإفريقيا  خسرت دول بارزة بدورها فرصة لعب دور ديبلوماسي بسبب انحيازها المبالغ فيه لتل أبيب وواشنطن... بينما وظفت عواصم أخرى مثل الدوحة والقاهرة علاقاتها مع كل قيادات المقاومة الفلسطينية لتلعب دورا مهما في التوصل إلى "الهدنة الإنسانية" وصفقات تبادل الأسرى... بمن فيهم الأطفال والنساء...

وبعد أن أرسلت واشنطن إلى المنطقة حاملات طائرات عملاقة وغواصات نووية وأعدادا هائلة من قوات النخبة اتضح أن من بين أهداف الحرب الحالية ضد الشعب الفلسطيني مزيد تكريس التفوق الأمريكي البريطاني في المشرق العربي والإسلامي عموما... وفي الدول المظلة على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر على وجه الخصوص...

فهل تفهم قيادات الدول الأوروبية الدرس؟ وهل تضع حدا للانحياز الذي حرمها من خدمة مصالحها ومصالح شعوبها واضعف دورها الديبلوماسي الدولي أكثر فأكثر؟!!

نفس التقييم يصح على الدول العربية والإسلامية الغنية والكبرى والتي عجزت عن التأثير في الأحداث وعن إيقاف الحرب الجديدة ضد شعب فلسطين في غزة والضفة... بينما نجحت في ذلك ديبلوماسية دولة صغيرة جغرافيا مثل قطر ودولة تعاني مشاكل اقتصادية وسياسية بالجملة مثل مصر؟!!.

فهل يستخلص صناع القرار الدرس؟؟!

 

رأي..   بسبب انحياز ها ضد روسيا وشعب فلسط. .ين..   هل خسرت  فرنسا وأوروبا ورقة "الوسيط الديبلوماسي"؟

 

 

بقلم: كمال بن يونس

 

بعد نحو عشرين عاما من احتلال  القوات الأمريكية البريطانية للعراق والخليج رغم "الفيتو الفرنسي" انهارت عمليا "التوازنات القديمة" التي كان يقوم عليها "العالم متعدد الأقطاب"...

وأصبحت قرارات الحرب والسلام في العالم رهينة مواقف "اللوبيات المتحكمة" في واشنطن ولندن وأتباعهما... خاصة تل أبيب ولوبيات السلاح الأمريكية البريطانية والإسرائيلية...

وبعد حوالي 35 عاما عن انهيار جدار برلين و"المعسكر الشرقي الاشتراكي"، كرست شركات الأسلحة العملاقة في أمريكا وبريطانيا وإسرائيل تغولها وتحكمها في المشهد السياسي والعسكري والاقتصادي العالمي... وفشلت جهود بناء "نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب"..

   ومنذ تفجير الحرب الجديدة في أوكرانيا بين روسيا وحلفائها وقوات الحلف الأطلسي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية اصطف قادة الاتحاد الأوروبي والعالم الغربي وراء واشنطن ضد موسكو وقياداتها... "دون قيد ولا شرط"...

فكانت الحصيلة تصدير كميات هائلة من الأسلحة الأمريكية البريطانية نحو أوروبا وأوكرانيا... مع تحميل "الشركاء الأطلسيين الفاتورة"...

 وتخلت قيادات أوروبا الغربية- بما في ذلك في فرنسا وإيطاليا وألمانيا - عن الحياد... فأصبحت عاجزة عن الفعل وعن لعب ورقة "الوساطة"..

واستفحلت الأوضاع بعد أن قررت واشنطن إرسال حوالي 300 ألف عسكري إضافي إلى أوروبا، بينهم حوالي مائة ألف في ألمانيا وحدها، بدعوي "التصدي للخطر الروسي"...

تكرر المشهد في المشرق العربي والإسلامي عموما وفي العراق وفلسطين خاصة..

خسرت القيادات الأوروبية ورقة الحياد بسبب انحياز حكامها الجدد الكامل ضد الشعب الفلسطيني وحركات التحرر الوطني الفلسطينية... مع تقديم دعم عسكري ومالي وسياسي لا مشروط لتل أبيب ولوبيات الحرب والسلاح فيها...

وخرجت عواصم عرفت تاريخيا بقدر بصداقتها للعالم العربي - مثل باريس وبرلين وروما عن حيادها التقليدي...

فكانت الحصيلة أن حرمت من لعب دور الوسيط... فشلت ديبلوماسيتها... وأصبحت وقياداتها متهمة بخدمة "أجندات خاصة" حرمت أوروبا من لعب دور دولي يذكر بإشعاع فرنسا في عهد ديغول وفرانسوا ميتران وجاك شيراك... وبدور ايطاليا في عهد كراسي والحكومات الاشتراكية الايطالية والأوروبية...

في المقابل قدر العالم المواقف المعتدلة الصادرة عن رؤساء حكومات برلمانات والله أسبانيا وبلجيكا وأيسلندا أيرلندا.. وجنوب أفريقيا... ومجلس بلدية برشلونة...

وعربيا وإسلاميا وإفريقيا  خسرت دول بارزة بدورها فرصة لعب دور ديبلوماسي بسبب انحيازها المبالغ فيه لتل أبيب وواشنطن... بينما وظفت عواصم أخرى مثل الدوحة والقاهرة علاقاتها مع كل قيادات المقاومة الفلسطينية لتلعب دورا مهما في التوصل إلى "الهدنة الإنسانية" وصفقات تبادل الأسرى... بمن فيهم الأطفال والنساء...

وبعد أن أرسلت واشنطن إلى المنطقة حاملات طائرات عملاقة وغواصات نووية وأعدادا هائلة من قوات النخبة اتضح أن من بين أهداف الحرب الحالية ضد الشعب الفلسطيني مزيد تكريس التفوق الأمريكي البريطاني في المشرق العربي والإسلامي عموما... وفي الدول المظلة على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر على وجه الخصوص...

فهل تفهم قيادات الدول الأوروبية الدرس؟ وهل تضع حدا للانحياز الذي حرمها من خدمة مصالحها ومصالح شعوبها واضعف دورها الديبلوماسي الدولي أكثر فأكثر؟!!

نفس التقييم يصح على الدول العربية والإسلامية الغنية والكبرى والتي عجزت عن التأثير في الأحداث وعن إيقاف الحرب الجديدة ضد شعب فلسطين في غزة والضفة... بينما نجحت في ذلك ديبلوماسية دولة صغيرة جغرافيا مثل قطر ودولة تعاني مشاكل اقتصادية وسياسية بالجملة مثل مصر؟!!.

فهل يستخلص صناع القرار الدرس؟؟!