إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الفنان رياض حمدي لـ"الصباح": المسرح التزام ومقاومة دؤوبة.. وليس مناسباتيا

 

 

*"أب الفنون" يجب أن يكون كونيا تعبويا وتحفيزيا..بعيدا عن الإسقاط

* لو لا تجريم التطبيع في تونس والمساندة المطلقة للرئيس لما دارت الحوارات واللقاءات المتضامنة مع فلسطين بذاك الحماس

تونس-الصباح

تنطلق فعاليات مهرجان قرطاج المسرحي يوم 2ديسمبر وتتواصل إلى غاية 10 من نفس الشهر، وكان أبرز ما صرح به مدير المهرجان معز مرابط خلال الندوة المنعقدة يوم السبت الماضي بمدينة الثقافة تطويع العروض والاجواء العامة للقضية الفلسطينية وما جرى في غزة قبل الهدنة من مجازر وانتهاكات في حق الأطفال والشيوخ والنساء العزل الأبرياء...

لكن وبعيدا عن ملامح دورة استثنائية يبدو أنّ الكثيرين من أهل الفن والفن الرابع على وجه الخصوص لهم آراء مختلفة حول دعم وكيفية توظيف القضية الفلسطينية على غرار الفنان المسرحي الملتزم رياض حمدي الذي يرى أن "أب الفنون" يجب أن يكون كونيا تعبويا وتحفيزيا، لا طوعيا تفاعلا مع آخر الأحداث..

"الصباح" كان لها لقاء مع الفنان رياض حمدي للحديث عن طرح القضايا الإنسانية في المسرح وآرائه حول مسرح" النخبة" ممثل "المثقف العضوي"..

*ما رأيك في فكرة تطويع العروض في مهرجان قرطاج للمسرح نصرة للقضية الفلسطينية وتنديدا للاحتلال الإسرائيلي؟

-المسرح يجب أن يكون كونيا ممثلا للفن التعبوي والتحفيزي، ومسألة دعم فلسطين حسب رأيي لا يمكن أن تقتصر على المهرجانات.. هي مقترنة على الدوام بعمق وجرأة الأعمال المسرحية المنفتحة على القضايا الإنسانية عامة بما في ذلك القضية الفلسطينية.. ثم إنه لا يخفى على أحد أن الملتزم ملتزم والمسقط مسقط وأن فعل المقاومة في الفن الرابع ليس مناسبتيا وهو غالبا ما يحرج الانتهازيين الذين يميلون الى الركوب على الأحداث لأن المسرح باعتقادي يجب أن يجسد الفكرة القرامشية وأن يمثل "المثقف العضوي "الذي يلتصق بالواقع ويستنطقه.. ذلك أن الفن "إذا لم ينتصر للقضايا فإنه ابن حرام" وفق ما قاله قرامشي للفاشي الايطالي موسيليني..

*لكن ألم تستشعر المساندة المطلقة والطرح المعمق في بعض الأعمال الفنية والحوارات والنقاشات؟

-أنا واثق بأن الكثير من المسرحيين لو لا تجريم التطبيع في تونس والمساندة المطلقة للرئيس لما دارت الحوارات واللقاءات المتضامنة مع فلسطين بتلك الطريقة ونفس الحماس.. كما أريد أن أؤكد هنا على أن المسرح ورسائله أعمق بكثير مما يجري في الساحة الفنية حاليا..

لأن المسرح التزام ومقاومة دؤوب وليس مناسبتيا، لا سيما فيما يتعلق بالنقاشات والحوارات حول أهم القضايا الإنسانية، التي من شأنها أن تحدّد في مراحل متقدمة ما إن كان العمل المسرحي ملتزما أو مسقطا..إضافة إلى أن أي أثر فني يجب أن يقع تناوله تناولا عميقا وجريئا منفتحا على جملة من القضايا التي لا تقتصر على حدودنا فحسب..

* برأيك، ونحن على أبواب انطلاق فعاليات مهرجان قرطاج المسرحي، ماهي المقومات الغائبة في القطاع القادرة على إحداث نقلة نوعية من حيث قيمة ودلالة العروض؟

-غياب استراتيجية عمل وكثرة العروض دون أهداف واضحة لا يخدم أي قضية وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية الكبرى.. لم لا يقع تعيين لجنة تتكون من مختصين وأهل القطاع لاختيار نصوص ثرية لكبار الكتاب امثال الماغوط وسعد الله وناس والبرشكجي وغيرهم خدمة للشأن الفلسطيني بكل تفرعاته وليس باسلوب ورؤى سطحية..

وبالنسبة لمهرجان ايام قرطاج المسرحية وتطويعه لما يجري في قطاع غزة أرى أن الأمر يجب أن يؤخذ على محمل الجد والموضوعية من كل الجوانب.. أنا مع تأسيس مراكز درامية des centres dramatiques وكل عضو في اللجنة السالف ذكرها يتفرغ للعمل على نص معين يجسد فيما بعد الى عمل مسرحي مع تخصيص ميزانية لدعم الأعمال المنجزة، عندئذ يمكن أن نتحدث عن مهرجان يمثل شماعة الانتفاضة.. لكن أن تبقى دار لقمان على حالها وكتابة نصوص لا تستقيم وعمق القضية الفلسطينية فذلك لا يجعلنا نتحدث عن فعل مقاومة بل عن سد للفراغ والامتثال الى الجانب العاطفي..

وهنا مربط الفرس فحين أتحدث عن التناول الموضوعي والمعمق للمسائل يجب ألا تطرح من منظور الشجرة التي تخفي الغابة ذلك أن القضية الفلسطينية وهي محور الحدث (مهرجان قرطاج المسرحي) تحمل الكثير من التفاصيل المتشعبة ولا يمكن أن نغفل عنها في الأعمال الفنية لتكون الرسائل ذات دلالات ثرية وعميقة..

ذلك انه وعلى سبيل المثال هناك البعض من رجال الأعمال الفلسطينيين مصلحتهم تكمن في استمرار الاحتلال.. الشاعر الفلسطيني محمود ودرويش واعتباره شاعر المقاومة الي يوم الناس هذا في حين أنه صرح في العديد من المناسبات أنه شاعر كوني وانه شاعر الرمزية بامتياز...كذلك الوصولية وانتهازية الكثيرين من بعض الفصائل ورغد العيش الذي تمتعوا به مقابل التنكيل بأغلبية الشعب الفلسطيني.. الحديث عن مثل هذه المسائل من شانها أن تضمن الموضوعية في الطرح..

وبما أني "ابن القطاع" ادرك الكثير من الخبايا التي تغيب عن المتابع العادي.. للأسف هناك متمعشون ليست غايتهم إصلاح القطاع بل الامتيازات والمناصب.. ولا أقول هذا لاني لم أشارك في المهرجان..لكن لأسلط الضوء على جزء من الحقيقة وما خفي كان اعظم ..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 الفنان رياض حمدي لـ"الصباح":  المسرح التزام ومقاومة دؤوبة.. وليس مناسباتيا

 

 

*"أب الفنون" يجب أن يكون كونيا تعبويا وتحفيزيا..بعيدا عن الإسقاط

* لو لا تجريم التطبيع في تونس والمساندة المطلقة للرئيس لما دارت الحوارات واللقاءات المتضامنة مع فلسطين بذاك الحماس

تونس-الصباح

تنطلق فعاليات مهرجان قرطاج المسرحي يوم 2ديسمبر وتتواصل إلى غاية 10 من نفس الشهر، وكان أبرز ما صرح به مدير المهرجان معز مرابط خلال الندوة المنعقدة يوم السبت الماضي بمدينة الثقافة تطويع العروض والاجواء العامة للقضية الفلسطينية وما جرى في غزة قبل الهدنة من مجازر وانتهاكات في حق الأطفال والشيوخ والنساء العزل الأبرياء...

لكن وبعيدا عن ملامح دورة استثنائية يبدو أنّ الكثيرين من أهل الفن والفن الرابع على وجه الخصوص لهم آراء مختلفة حول دعم وكيفية توظيف القضية الفلسطينية على غرار الفنان المسرحي الملتزم رياض حمدي الذي يرى أن "أب الفنون" يجب أن يكون كونيا تعبويا وتحفيزيا، لا طوعيا تفاعلا مع آخر الأحداث..

"الصباح" كان لها لقاء مع الفنان رياض حمدي للحديث عن طرح القضايا الإنسانية في المسرح وآرائه حول مسرح" النخبة" ممثل "المثقف العضوي"..

*ما رأيك في فكرة تطويع العروض في مهرجان قرطاج للمسرح نصرة للقضية الفلسطينية وتنديدا للاحتلال الإسرائيلي؟

-المسرح يجب أن يكون كونيا ممثلا للفن التعبوي والتحفيزي، ومسألة دعم فلسطين حسب رأيي لا يمكن أن تقتصر على المهرجانات.. هي مقترنة على الدوام بعمق وجرأة الأعمال المسرحية المنفتحة على القضايا الإنسانية عامة بما في ذلك القضية الفلسطينية.. ثم إنه لا يخفى على أحد أن الملتزم ملتزم والمسقط مسقط وأن فعل المقاومة في الفن الرابع ليس مناسبتيا وهو غالبا ما يحرج الانتهازيين الذين يميلون الى الركوب على الأحداث لأن المسرح باعتقادي يجب أن يجسد الفكرة القرامشية وأن يمثل "المثقف العضوي "الذي يلتصق بالواقع ويستنطقه.. ذلك أن الفن "إذا لم ينتصر للقضايا فإنه ابن حرام" وفق ما قاله قرامشي للفاشي الايطالي موسيليني..

*لكن ألم تستشعر المساندة المطلقة والطرح المعمق في بعض الأعمال الفنية والحوارات والنقاشات؟

-أنا واثق بأن الكثير من المسرحيين لو لا تجريم التطبيع في تونس والمساندة المطلقة للرئيس لما دارت الحوارات واللقاءات المتضامنة مع فلسطين بتلك الطريقة ونفس الحماس.. كما أريد أن أؤكد هنا على أن المسرح ورسائله أعمق بكثير مما يجري في الساحة الفنية حاليا..

لأن المسرح التزام ومقاومة دؤوب وليس مناسبتيا، لا سيما فيما يتعلق بالنقاشات والحوارات حول أهم القضايا الإنسانية، التي من شأنها أن تحدّد في مراحل متقدمة ما إن كان العمل المسرحي ملتزما أو مسقطا..إضافة إلى أن أي أثر فني يجب أن يقع تناوله تناولا عميقا وجريئا منفتحا على جملة من القضايا التي لا تقتصر على حدودنا فحسب..

* برأيك، ونحن على أبواب انطلاق فعاليات مهرجان قرطاج المسرحي، ماهي المقومات الغائبة في القطاع القادرة على إحداث نقلة نوعية من حيث قيمة ودلالة العروض؟

-غياب استراتيجية عمل وكثرة العروض دون أهداف واضحة لا يخدم أي قضية وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية الكبرى.. لم لا يقع تعيين لجنة تتكون من مختصين وأهل القطاع لاختيار نصوص ثرية لكبار الكتاب امثال الماغوط وسعد الله وناس والبرشكجي وغيرهم خدمة للشأن الفلسطيني بكل تفرعاته وليس باسلوب ورؤى سطحية..

وبالنسبة لمهرجان ايام قرطاج المسرحية وتطويعه لما يجري في قطاع غزة أرى أن الأمر يجب أن يؤخذ على محمل الجد والموضوعية من كل الجوانب.. أنا مع تأسيس مراكز درامية des centres dramatiques وكل عضو في اللجنة السالف ذكرها يتفرغ للعمل على نص معين يجسد فيما بعد الى عمل مسرحي مع تخصيص ميزانية لدعم الأعمال المنجزة، عندئذ يمكن أن نتحدث عن مهرجان يمثل شماعة الانتفاضة.. لكن أن تبقى دار لقمان على حالها وكتابة نصوص لا تستقيم وعمق القضية الفلسطينية فذلك لا يجعلنا نتحدث عن فعل مقاومة بل عن سد للفراغ والامتثال الى الجانب العاطفي..

وهنا مربط الفرس فحين أتحدث عن التناول الموضوعي والمعمق للمسائل يجب ألا تطرح من منظور الشجرة التي تخفي الغابة ذلك أن القضية الفلسطينية وهي محور الحدث (مهرجان قرطاج المسرحي) تحمل الكثير من التفاصيل المتشعبة ولا يمكن أن نغفل عنها في الأعمال الفنية لتكون الرسائل ذات دلالات ثرية وعميقة..

ذلك انه وعلى سبيل المثال هناك البعض من رجال الأعمال الفلسطينيين مصلحتهم تكمن في استمرار الاحتلال.. الشاعر الفلسطيني محمود ودرويش واعتباره شاعر المقاومة الي يوم الناس هذا في حين أنه صرح في العديد من المناسبات أنه شاعر كوني وانه شاعر الرمزية بامتياز...كذلك الوصولية وانتهازية الكثيرين من بعض الفصائل ورغد العيش الذي تمتعوا به مقابل التنكيل بأغلبية الشعب الفلسطيني.. الحديث عن مثل هذه المسائل من شانها أن تضمن الموضوعية في الطرح..

وبما أني "ابن القطاع" ادرك الكثير من الخبايا التي تغيب عن المتابع العادي.. للأسف هناك متمعشون ليست غايتهم إصلاح القطاع بل الامتيازات والمناصب.. ولا أقول هذا لاني لم أشارك في المهرجان..لكن لأسلط الضوء على جزء من الحقيقة وما خفي كان اعظم ..