إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

لن تستطيع ماكينة الإعلام الصّهيونيّة ضرب المقاومة

بقلم:مصدّق الشّريف

تغييب وكالات الأنباء العالمية لحقيقة ما يدور أثناء الحروب في السنوات التي خلت لم يعد ممكنا اليوم في ظلّ تقدّم تكنولوجيا المعلومات

يقاسي الشعب العربي منذ قرون ويلات الحروب ودمارها وخرابها. قدّم الوطنيّون الخلّص الغالي والنّفيس لدحر الاستعمار. وسقى مئات الآلاف من الشهداء البررة بدمائهم الزكية تربة أوطانهم دفاعا عن سيادتها. ولعلّ المثال الأبرز على ذلك قوافل الشهداء التي قدّمها الشعب الجزائري الشقيق والتي قدّرت بمليون ونصف المليون شهيدا.

كان المواطن العربي طيلة سنوات الحرب ضدّ القوى الاستعمارية الغاشمة يتلقى الأخبار عموما من الإذاعات والقنوات التلفزية الغربية أو الأمريكية أو الإذاعات والقنوات التلفزية العميلة لها. لم تكن له مصادر أخرى مطّلعة تأتيه بالأنباء. ولذلك لم يتسنّ له أن يميّز يقينا الأخبار الصحيحة من الأخبار المغلوطة المنحازة للاستعمار. فكانت وسائل الإعلام مشاركة في الحرب ضدّه عبر تزييف الحقائق وتقديم التقارير الباطلة. ولا ننس ما ادّعته الولايات المتحدّة الأمريكية وحلفاؤها من أنّ الرّئيس الراحل صدّام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل وأنّ وجوده في الحكم خطر يهدّد أمن جيرانه وسلامة المنطقة عموما و"دولة إسرائيل" خصوصا. لقد اشتغلت الآلة الإعلامية ليلا نهارا على نشر هذه الدّعاية حتّى تبرّر اجتياحها لأرض العراق الشقيق وتستبيحها. وقد تمكنت بزعمها الباطل من إقناع كثير الدّول الغربيّة والدّول العربيّة المنبطحة بضرورة القضاء على نظام صدّام حسين. وبذلك قتّلت أبناء الشّعب العراقي وذبّحتهم وشرّدتهم واستحيت نساءهم. ولم تمض سنوات كثيرة على انتهاء الحرب على العراق الشقيق حتى جاءت تصريحات سياسيّين أمريكيّين وغربيّين من كلّ حدب وصوب لتفنّد الادعاءات والتقارير التي كانت تؤكد امتلاك صدّام حسين أسلحة دمار شامل. وأصبح القاصي والدّاني يعلم اليوم أنّ صدام حسين كان براء من الاتهامات التي وجهت إليه.

وبتقدّم طوفان الأقصى مُني سلاح المستعمر ومن ورائه عتاد الولايات المتحدة الأمريكية والدّول الغربيّة المساندة له بفشل ذريع على مستوى الميدان. ولم يتمكن الكيان المحتلّ من القضاء على حركة حماس التي كانت هدفه الأوّل والأخير. فلم يجد من سبيل لتبييض فشله غير شنّ حرب هوجاء مجنونة على الأطفال والرّضع واقتحام المستشفيات دون حسيب ولا رقيب ضاربا عرض الحائط بالقوانين الدّوليّة.

كلّ هذا الإرهاب لم يحقّق انتصار دولة الاحتلال الصّهيوني على المقاومة الفلسطينيّة. فالتجأ الكيان المحتلّ إلى حرب إعلاميّة: تقديم أخبار زائفة تدين الفلسطينيّين ونشر صور وفيديوهات مركّبة ومفبركة تظهر المقاومة في صورة المجموعة الارهابيّة التي تتخذ من المستشفيات باحة للهجوم الحربي وتعتدي على المدنيّين الإسرائيليين العزّل في عقر "ديارهم" وتسيئ معاملة الأسرى وتنكّل بهم أيّما تنكيل. هذا فضلا عن محاصرة الصحافيات والصحافيين الفلسطينيّين وغير الفلسطينيّين واستهداف المئات منهم وقتل عائلاتهم وتهديم بيوتهم انتقاما منهم. بالإضافة إلى منع قناة الميادين من البثّ والمراسلة من الأراضي المحتلّة لأنّها كشفت عورات الإعلاميين الغربيين والأمريكيين المنحازين للظلم والجبروت وفضحت جرائمهم.

وعلى العموم، فإنّ تغييب وكالات الأنباء العالمية وعلى رأسها السي أن أن لحقيقة ما يدور أثناء الحروب في السنوات التي خلت لم يعد ممكنا اليوم في ظلّ تقدّم تكنولوجيا المعلومات إذ لا مجال في عصر الثورة المعلوماتية والرقمية التي غيّرت العالم للتضليل. ولن تستطيع ماكينة الإعلام الصّهيونيّة المساندة للآلة الحربيّة ضرب المقاومة والقضاء عليها.

 

 

 

لن تستطيع ماكينة الإعلام الصّهيونيّة ضرب المقاومة

بقلم:مصدّق الشّريف

تغييب وكالات الأنباء العالمية لحقيقة ما يدور أثناء الحروب في السنوات التي خلت لم يعد ممكنا اليوم في ظلّ تقدّم تكنولوجيا المعلومات

يقاسي الشعب العربي منذ قرون ويلات الحروب ودمارها وخرابها. قدّم الوطنيّون الخلّص الغالي والنّفيس لدحر الاستعمار. وسقى مئات الآلاف من الشهداء البررة بدمائهم الزكية تربة أوطانهم دفاعا عن سيادتها. ولعلّ المثال الأبرز على ذلك قوافل الشهداء التي قدّمها الشعب الجزائري الشقيق والتي قدّرت بمليون ونصف المليون شهيدا.

كان المواطن العربي طيلة سنوات الحرب ضدّ القوى الاستعمارية الغاشمة يتلقى الأخبار عموما من الإذاعات والقنوات التلفزية الغربية أو الأمريكية أو الإذاعات والقنوات التلفزية العميلة لها. لم تكن له مصادر أخرى مطّلعة تأتيه بالأنباء. ولذلك لم يتسنّ له أن يميّز يقينا الأخبار الصحيحة من الأخبار المغلوطة المنحازة للاستعمار. فكانت وسائل الإعلام مشاركة في الحرب ضدّه عبر تزييف الحقائق وتقديم التقارير الباطلة. ولا ننس ما ادّعته الولايات المتحدّة الأمريكية وحلفاؤها من أنّ الرّئيس الراحل صدّام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل وأنّ وجوده في الحكم خطر يهدّد أمن جيرانه وسلامة المنطقة عموما و"دولة إسرائيل" خصوصا. لقد اشتغلت الآلة الإعلامية ليلا نهارا على نشر هذه الدّعاية حتّى تبرّر اجتياحها لأرض العراق الشقيق وتستبيحها. وقد تمكنت بزعمها الباطل من إقناع كثير الدّول الغربيّة والدّول العربيّة المنبطحة بضرورة القضاء على نظام صدّام حسين. وبذلك قتّلت أبناء الشّعب العراقي وذبّحتهم وشرّدتهم واستحيت نساءهم. ولم تمض سنوات كثيرة على انتهاء الحرب على العراق الشقيق حتى جاءت تصريحات سياسيّين أمريكيّين وغربيّين من كلّ حدب وصوب لتفنّد الادعاءات والتقارير التي كانت تؤكد امتلاك صدّام حسين أسلحة دمار شامل. وأصبح القاصي والدّاني يعلم اليوم أنّ صدام حسين كان براء من الاتهامات التي وجهت إليه.

وبتقدّم طوفان الأقصى مُني سلاح المستعمر ومن ورائه عتاد الولايات المتحدة الأمريكية والدّول الغربيّة المساندة له بفشل ذريع على مستوى الميدان. ولم يتمكن الكيان المحتلّ من القضاء على حركة حماس التي كانت هدفه الأوّل والأخير. فلم يجد من سبيل لتبييض فشله غير شنّ حرب هوجاء مجنونة على الأطفال والرّضع واقتحام المستشفيات دون حسيب ولا رقيب ضاربا عرض الحائط بالقوانين الدّوليّة.

كلّ هذا الإرهاب لم يحقّق انتصار دولة الاحتلال الصّهيوني على المقاومة الفلسطينيّة. فالتجأ الكيان المحتلّ إلى حرب إعلاميّة: تقديم أخبار زائفة تدين الفلسطينيّين ونشر صور وفيديوهات مركّبة ومفبركة تظهر المقاومة في صورة المجموعة الارهابيّة التي تتخذ من المستشفيات باحة للهجوم الحربي وتعتدي على المدنيّين الإسرائيليين العزّل في عقر "ديارهم" وتسيئ معاملة الأسرى وتنكّل بهم أيّما تنكيل. هذا فضلا عن محاصرة الصحافيات والصحافيين الفلسطينيّين وغير الفلسطينيّين واستهداف المئات منهم وقتل عائلاتهم وتهديم بيوتهم انتقاما منهم. بالإضافة إلى منع قناة الميادين من البثّ والمراسلة من الأراضي المحتلّة لأنّها كشفت عورات الإعلاميين الغربيين والأمريكيين المنحازين للظلم والجبروت وفضحت جرائمهم.

وعلى العموم، فإنّ تغييب وكالات الأنباء العالمية وعلى رأسها السي أن أن لحقيقة ما يدور أثناء الحروب في السنوات التي خلت لم يعد ممكنا اليوم في ظلّ تقدّم تكنولوجيا المعلومات إذ لا مجال في عصر الثورة المعلوماتية والرقمية التي غيّرت العالم للتضليل. ولن تستطيع ماكينة الإعلام الصّهيونيّة المساندة للآلة الحربيّة ضرب المقاومة والقضاء عليها.