إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. هدنة مع تأجيل التنفيذ..

 

بإمكان ناتنياهو أن يفاخر ويتبجح بانجازاته في قطاع غزة وهي بالتأكيد انجازات سيسجلها التاريخ وسيضيفها الى سجله الدموي منذ حصار بيروت.. بإمكان نتنياهو أن يسجل الى انتصاراته ما تحقق لجيشه المدعوم من مختلف قوى العالم بترسانة عسكرية متطورة وقنابل حارقة  تتجاوز ما استعملته أمريكا في هجومها على هيروشيما وأسلحة محرمة دوليا لتدمير آلاف البيوت على رؤوس أصحابها وطمر مئات العائلات من الوجود وقتل آلاف الأطفال والنساء والشيوخ بما جعل شعوب العالم التي كانت حتى وقت قريب تدعم دعما أعمى كيان الاحتلال تنتفض وتطلق صرخات الاستغاثة بوقف العدوان على غزة وتحرير الفلسطينيين من الاحتلال ...

والانجازات في سجل نتنياهو وحكومته اليمينية العنصرية لا تعد ولا تحصى عندما يتعلق الأمر بسفك انهار من الدماء وقتل آلاف الأبرياء وانتهاك كرامة البشر وتدنيسها بما لم يسبق للإنسانية أن شهدته.. يحدث كل ذلك في عالم تقوده التكنولوجيا الحديثة والصورة العابرة للقارات التي تسجل أن آلة القتل الإسرائيلي لا تتوقف عن حصد الأرواح وهي التي كانت ولا تزال تعتقد أنها وجدت لتكون فوق القانون وفوق العدالة الدولية وفوق حق الشعوب في تقرير المصير ..

إزاء كل ما حدث ويحدث في حق أهالي غزة والضفة  وفي حق جنوب لبنان لم يكن مفاجئا أن يتم تأجيل الهدنة الإنسانية المعنلة بين إسرائيل وحركة حماس والتي كان يفترض أن تنطلق صباح أمس.. وربما صح القول إن مؤشرات عدم الالتزام بأمر الهدنة كان واضحا من خلال التصريحات الرسمية الإسرائيلية التي كانت تكشف في كل مرة عن مماطلة حكومة نتنياهو وتلويحها في كل مرة بأن حماس هي التي تسعى الى عرقلة الهدنة.. والحقيقة ان نتنياهو كان يسعى وسيظل الى محاولة قلب صفقة الرهائن في محاولة للظهور بمظهر صاحب اليد العليا والمتحكم في اللعبة في هذه المرحلة لا سيما في خضم الانتقادات التي تلاحقه منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر والمطالب اليومية باستقالته.. يدرك ناتنياهو جيدا أن مخططاته من وراء العدوان السادس على غزة لن تتحقق وأن ما وعد به الرأي العام الإسرائيلي لا يمكنه تحقيقه.. ونقصد بذلك أن نتنياهو وعد بتحرير كل الرهائن والقضاء على حماس وبعد ثمانية وأربعين يوما استعمل فيها كل المخططات العسكرية، لا هو أعاد الرهائن ولا هو توصل الى قادة حماس أو تمكن من اكتشاف مكان عدوه الأول السنوار أو الوصول الى أبو عبيدة فضلا عن إمكانية القضاء عليها.. استباح نتنياهو المستشفيات وعرض الحياة المرضى والمصابين للخطر قطع عنهم الوقود والكهرباء وحتى الأوكسيجين.. أرسل عليهم القنابل.. اعتقل الأطباء.. استهدف سيارات الإسعاف.. حتى الرضع والخدج لم يسلموا من انتقامه.. ولكن قواته لم تخرج في نهاية المطاف بشيء غير صور لا يصدقها عاقل عن ملاجئ لا شيء يشير الى أن المقاومة كانت تستعملها قاعدة عسكرية.. نتنياهو الذي بات كالدب المجروح يتمرغ في الوحل وهو مستعد لمواصلة جريمة الإبادة الجماعية التي بدأها إلى ما لا نهاية ..

لا يريد نتنياهو الظهور بمظهر الضعيف والفاشل ولكنه لا يتوقف عن تعرية وجه الاحتلال وهو في كل ذلك وكلما تواترت جرائمه إلا وزاد في فضح صورة إسرائيل التي طالما تم تسويقها على أنها الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط المستبد.. وفي كل يوم بل في كل ساعة يعزز شرعية القضية الفلسطينية وشرعية المقاومة كما أقرتها كل القوانين ضد الاحتلال.. فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في الحرية باتت اليوم حديث العالم وعنوانا يجمع الشعوب شرقا وغربا.. ولاشك أن في تهديدات بن غفير وزير نتنياهو للأمن بالاستقالة وهو الذي يدعو لإبادة غزة كليا من الخارطة تعكس حالة الهستيريا في صفوف حكومة نتنياهو..

بن غفير يعتبر أن الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لتبادل الأسرى ووقف النار في غزة، "خطأ تاريخي"، وخضوعا لإملاءات يحيى السنوار يجعل إسرائيل أسيرة حماس.. قد لا يدرك ناتنياهو وعصابته أن القوة وحدها لن تحقق شيئا من أهدافه.. وأنه مهما بلغت سطوته وقدرته على القتل وارتكاب المجازر والمحارق فإن فكرة وثقافة وحق المقاومة يظل متوارثا جيلا بعد جيل ولا يمكن أن يسقط من الذاكرة ..

آسيا العتروس

ممنوع من الحياد..   هدنة مع تأجيل التنفيذ..

 

بإمكان ناتنياهو أن يفاخر ويتبجح بانجازاته في قطاع غزة وهي بالتأكيد انجازات سيسجلها التاريخ وسيضيفها الى سجله الدموي منذ حصار بيروت.. بإمكان نتنياهو أن يسجل الى انتصاراته ما تحقق لجيشه المدعوم من مختلف قوى العالم بترسانة عسكرية متطورة وقنابل حارقة  تتجاوز ما استعملته أمريكا في هجومها على هيروشيما وأسلحة محرمة دوليا لتدمير آلاف البيوت على رؤوس أصحابها وطمر مئات العائلات من الوجود وقتل آلاف الأطفال والنساء والشيوخ بما جعل شعوب العالم التي كانت حتى وقت قريب تدعم دعما أعمى كيان الاحتلال تنتفض وتطلق صرخات الاستغاثة بوقف العدوان على غزة وتحرير الفلسطينيين من الاحتلال ...

والانجازات في سجل نتنياهو وحكومته اليمينية العنصرية لا تعد ولا تحصى عندما يتعلق الأمر بسفك انهار من الدماء وقتل آلاف الأبرياء وانتهاك كرامة البشر وتدنيسها بما لم يسبق للإنسانية أن شهدته.. يحدث كل ذلك في عالم تقوده التكنولوجيا الحديثة والصورة العابرة للقارات التي تسجل أن آلة القتل الإسرائيلي لا تتوقف عن حصد الأرواح وهي التي كانت ولا تزال تعتقد أنها وجدت لتكون فوق القانون وفوق العدالة الدولية وفوق حق الشعوب في تقرير المصير ..

إزاء كل ما حدث ويحدث في حق أهالي غزة والضفة  وفي حق جنوب لبنان لم يكن مفاجئا أن يتم تأجيل الهدنة الإنسانية المعنلة بين إسرائيل وحركة حماس والتي كان يفترض أن تنطلق صباح أمس.. وربما صح القول إن مؤشرات عدم الالتزام بأمر الهدنة كان واضحا من خلال التصريحات الرسمية الإسرائيلية التي كانت تكشف في كل مرة عن مماطلة حكومة نتنياهو وتلويحها في كل مرة بأن حماس هي التي تسعى الى عرقلة الهدنة.. والحقيقة ان نتنياهو كان يسعى وسيظل الى محاولة قلب صفقة الرهائن في محاولة للظهور بمظهر صاحب اليد العليا والمتحكم في اللعبة في هذه المرحلة لا سيما في خضم الانتقادات التي تلاحقه منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر والمطالب اليومية باستقالته.. يدرك ناتنياهو جيدا أن مخططاته من وراء العدوان السادس على غزة لن تتحقق وأن ما وعد به الرأي العام الإسرائيلي لا يمكنه تحقيقه.. ونقصد بذلك أن نتنياهو وعد بتحرير كل الرهائن والقضاء على حماس وبعد ثمانية وأربعين يوما استعمل فيها كل المخططات العسكرية، لا هو أعاد الرهائن ولا هو توصل الى قادة حماس أو تمكن من اكتشاف مكان عدوه الأول السنوار أو الوصول الى أبو عبيدة فضلا عن إمكانية القضاء عليها.. استباح نتنياهو المستشفيات وعرض الحياة المرضى والمصابين للخطر قطع عنهم الوقود والكهرباء وحتى الأوكسيجين.. أرسل عليهم القنابل.. اعتقل الأطباء.. استهدف سيارات الإسعاف.. حتى الرضع والخدج لم يسلموا من انتقامه.. ولكن قواته لم تخرج في نهاية المطاف بشيء غير صور لا يصدقها عاقل عن ملاجئ لا شيء يشير الى أن المقاومة كانت تستعملها قاعدة عسكرية.. نتنياهو الذي بات كالدب المجروح يتمرغ في الوحل وهو مستعد لمواصلة جريمة الإبادة الجماعية التي بدأها إلى ما لا نهاية ..

لا يريد نتنياهو الظهور بمظهر الضعيف والفاشل ولكنه لا يتوقف عن تعرية وجه الاحتلال وهو في كل ذلك وكلما تواترت جرائمه إلا وزاد في فضح صورة إسرائيل التي طالما تم تسويقها على أنها الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط المستبد.. وفي كل يوم بل في كل ساعة يعزز شرعية القضية الفلسطينية وشرعية المقاومة كما أقرتها كل القوانين ضد الاحتلال.. فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في الحرية باتت اليوم حديث العالم وعنوانا يجمع الشعوب شرقا وغربا.. ولاشك أن في تهديدات بن غفير وزير نتنياهو للأمن بالاستقالة وهو الذي يدعو لإبادة غزة كليا من الخارطة تعكس حالة الهستيريا في صفوف حكومة نتنياهو..

بن غفير يعتبر أن الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لتبادل الأسرى ووقف النار في غزة، "خطأ تاريخي"، وخضوعا لإملاءات يحيى السنوار يجعل إسرائيل أسيرة حماس.. قد لا يدرك ناتنياهو وعصابته أن القوة وحدها لن تحقق شيئا من أهدافه.. وأنه مهما بلغت سطوته وقدرته على القتل وارتكاب المجازر والمحارق فإن فكرة وثقافة وحق المقاومة يظل متوارثا جيلا بعد جيل ولا يمكن أن يسقط من الذاكرة ..

آسيا العتروس