إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. العصابة !…

 

يرويها: أبو بكر الصغير

هل الإنسان طيب؟ لكن ما هو سبب هذه القدرة على غدر الناس بعضهم البعض؟ هل هي الظروف، أم انحراف القلة أم الطبيعة الإجرامية لبعض  البشر؟ .

 لماذا الكثير منا مفتون بالجريمة؟ .

لا شك أن السبب في ذلك هو أنها تنشط واحدة من أقوى الروافع العاطفية للإنسان، ألا وهي الخوف الجسدي، والذي يرتبط أيضًا بالخوف من الموت، بكل جوانبه الأكثر إثارة للقلق.

  وليس من المستغرب بهذا المعنى أن يسعى الذكاء البشري باستمرار إلى فهم أسباب هذه الظاهرة، بالتأكيد ليس بهدف خالص من المعرفة النزيهة، ولكن أولاً وقبل كل شيء حتى نتمكن من التدخل فيها، إما لتقليل تواترها أو لتحييد جوانبها الأكثر تهديدا.

    فقط في نهاية رحلتها في عالم الأشياء تكون الإرادة قادرة على أن تكون مقيدة بعالمها الخارجي الذي استثمرت فيه نفسها.

   لأن الإرادة، في ذاتها، لا يمكن تقييدها إلا بقدر ما لا تنسحب هي ذاتها إلى هذا العالم حيث تكون مقيدة.

 إلى حدّ أن القسر ليس أكثر من ممكن، إلى الحد الذي يستطيع فيه المرء، كشخص حر، الانسحاب من كل وجود، أو حتى من مجال كل وجود الحياة نفسها.

في مواجهة الجريمة، ألسنا مضطرين أحيانا  إلى تلبية الطلب على المعنى، كما لو أن ارتكاب الفعل الإجرامي، بطبيعته غير العادية، أدى إلى تفاقم حاجتنا الحالية إلى الاستيعاب والفهم؟.

إذ توفر كل قضية الفرصة لوضع الاختبار المعاييري الأخلاقي للحقيقة من خلال اختبار فكرة الحقيقة نفسها. تحت أي شروط يصبح المؤشر، على سبيل المثال، دليلا على اليقين ..

 ليس من الضروري أن تكون أنت نفسك ضحية لجريمة حتى تظل مسكونًا بالخوف من أن تجد نفسك يومًا ما في المكان الخطأ في الوقت الخطأ، وتتحول فجأة إلى هدف لهجوم لا يمكن التنبؤ به أو جريمة تغيّر بالكامل مجرى كلّ حياتك وحياة  أسرتك .

   إنها عائلة تونسية من الساحل، عائلة محافظة، هاجرت إلى فرنسا، وفق الله الوالدين أن يربّيا الأبناء أحسن تربية، البنت سيدة فاضلة محترمة نجحت في دراستها كما في حياتها العملية بعد أن أسست شركة تحظى بتقدير واحترام كلّ المتعاملين معها.

 بينما الابن وجد نفسه في مجال خدمات نقل الطرود والبضائع، فيها أعمال توفر كسبا ومورد رزق حلال يحقق أمانا.   بالإضافة وبحكم تربيته ورغبته في مساعدة إخوانه من المواطنين المهاجرين من أبناء بلده، يقوم بحمل الطرود والبضائع والأمانات  إلى أهاليهم بتونس .

 أصبح هذا الشاب معروفا ومشكورا لأمانته وثقة المهاجرين التونسيين فيه .

    كما يقال أن أعدى الأعداء من لا يواجهك وإنما يغدر بك ويقتلك ويتقمص شخصك ويتقمص عملك أحياناً لينقض عليك ..

    تلك هي مصيبتنا خاصة عندما تصدر ممن هو من بني جلدتك، من منطقتك ومن مسقط راسك أصلا .

 هذا ما حصل مع الشاب الذي خطّطت عصابة من المجرمين التونسيين المقيمين بالخارج تحديدا بمدينة ليون، معروفة لدى أجهزة الشرطة  تنشط كذلك بإحدى مدن جهة الساحل، لتخطّط وتتآمر عليه بان طلب احد أفرادها من هذا الشاب أن ينقل في إحدى رحلاته بعض المنقولات بعد أن  دسّ فيها كمية من المخدرات .

 تنكشف الجريمة في ميناء حلق الوادي قيتمّ إيقاف الشاب البريء الذي أصيب بصدمة من هول ما اكتشف ومن عظمة  هذه الخيانة .

 تجنّدت العائلة والأصدقاء للدفاع عن هذا الشاب البريء وفرت الوثائق والمعطيات والشهادات والمستندات لتأكيد براءته وجهله بأمر وفعلة هذه العصابة التي تآمرت عليه، بل تم كشف أسماء أشخاص بصلة بهذه العصابة، لكن الشاب هو الذي يدفع الثمن ولا يزال قابعا بالسجن بتهمة جريمة لم يرتكبها وفعل لم يجرؤ  أو حتى يفكر  الإتيان به .

 تتًجه هذه العائلة المكلومة في ظل مصاب ابنها الذي لم تجده بجوارها لأن هنالك من تآمر عليه،  بنداء إنساني للسيدة وزيرة العدل وإلى السيد وزير الداخلية بإماطة اللثام عن هذه العصابة المجرمة التي تستغلّ طيبة مواطنين تونسيين لتوقع بهم .

 العائلة تملك معلومات عن هذه العصابة، بما يؤكد براءة ابنها .

     إن في هذه الحياة، الإحساس بالظلم يقهر الواحد منا، فما بالك لو كان الواحد منا عاجزاً عن أخذ حقه بيده.

حكاياتهم  .. العصابة !…

 

يرويها: أبو بكر الصغير

هل الإنسان طيب؟ لكن ما هو سبب هذه القدرة على غدر الناس بعضهم البعض؟ هل هي الظروف، أم انحراف القلة أم الطبيعة الإجرامية لبعض  البشر؟ .

 لماذا الكثير منا مفتون بالجريمة؟ .

لا شك أن السبب في ذلك هو أنها تنشط واحدة من أقوى الروافع العاطفية للإنسان، ألا وهي الخوف الجسدي، والذي يرتبط أيضًا بالخوف من الموت، بكل جوانبه الأكثر إثارة للقلق.

  وليس من المستغرب بهذا المعنى أن يسعى الذكاء البشري باستمرار إلى فهم أسباب هذه الظاهرة، بالتأكيد ليس بهدف خالص من المعرفة النزيهة، ولكن أولاً وقبل كل شيء حتى نتمكن من التدخل فيها، إما لتقليل تواترها أو لتحييد جوانبها الأكثر تهديدا.

    فقط في نهاية رحلتها في عالم الأشياء تكون الإرادة قادرة على أن تكون مقيدة بعالمها الخارجي الذي استثمرت فيه نفسها.

   لأن الإرادة، في ذاتها، لا يمكن تقييدها إلا بقدر ما لا تنسحب هي ذاتها إلى هذا العالم حيث تكون مقيدة.

 إلى حدّ أن القسر ليس أكثر من ممكن، إلى الحد الذي يستطيع فيه المرء، كشخص حر، الانسحاب من كل وجود، أو حتى من مجال كل وجود الحياة نفسها.

في مواجهة الجريمة، ألسنا مضطرين أحيانا  إلى تلبية الطلب على المعنى، كما لو أن ارتكاب الفعل الإجرامي، بطبيعته غير العادية، أدى إلى تفاقم حاجتنا الحالية إلى الاستيعاب والفهم؟.

إذ توفر كل قضية الفرصة لوضع الاختبار المعاييري الأخلاقي للحقيقة من خلال اختبار فكرة الحقيقة نفسها. تحت أي شروط يصبح المؤشر، على سبيل المثال، دليلا على اليقين ..

 ليس من الضروري أن تكون أنت نفسك ضحية لجريمة حتى تظل مسكونًا بالخوف من أن تجد نفسك يومًا ما في المكان الخطأ في الوقت الخطأ، وتتحول فجأة إلى هدف لهجوم لا يمكن التنبؤ به أو جريمة تغيّر بالكامل مجرى كلّ حياتك وحياة  أسرتك .

   إنها عائلة تونسية من الساحل، عائلة محافظة، هاجرت إلى فرنسا، وفق الله الوالدين أن يربّيا الأبناء أحسن تربية، البنت سيدة فاضلة محترمة نجحت في دراستها كما في حياتها العملية بعد أن أسست شركة تحظى بتقدير واحترام كلّ المتعاملين معها.

 بينما الابن وجد نفسه في مجال خدمات نقل الطرود والبضائع، فيها أعمال توفر كسبا ومورد رزق حلال يحقق أمانا.   بالإضافة وبحكم تربيته ورغبته في مساعدة إخوانه من المواطنين المهاجرين من أبناء بلده، يقوم بحمل الطرود والبضائع والأمانات  إلى أهاليهم بتونس .

 أصبح هذا الشاب معروفا ومشكورا لأمانته وثقة المهاجرين التونسيين فيه .

    كما يقال أن أعدى الأعداء من لا يواجهك وإنما يغدر بك ويقتلك ويتقمص شخصك ويتقمص عملك أحياناً لينقض عليك ..

    تلك هي مصيبتنا خاصة عندما تصدر ممن هو من بني جلدتك، من منطقتك ومن مسقط راسك أصلا .

 هذا ما حصل مع الشاب الذي خطّطت عصابة من المجرمين التونسيين المقيمين بالخارج تحديدا بمدينة ليون، معروفة لدى أجهزة الشرطة  تنشط كذلك بإحدى مدن جهة الساحل، لتخطّط وتتآمر عليه بان طلب احد أفرادها من هذا الشاب أن ينقل في إحدى رحلاته بعض المنقولات بعد أن  دسّ فيها كمية من المخدرات .

 تنكشف الجريمة في ميناء حلق الوادي قيتمّ إيقاف الشاب البريء الذي أصيب بصدمة من هول ما اكتشف ومن عظمة  هذه الخيانة .

 تجنّدت العائلة والأصدقاء للدفاع عن هذا الشاب البريء وفرت الوثائق والمعطيات والشهادات والمستندات لتأكيد براءته وجهله بأمر وفعلة هذه العصابة التي تآمرت عليه، بل تم كشف أسماء أشخاص بصلة بهذه العصابة، لكن الشاب هو الذي يدفع الثمن ولا يزال قابعا بالسجن بتهمة جريمة لم يرتكبها وفعل لم يجرؤ  أو حتى يفكر  الإتيان به .

 تتًجه هذه العائلة المكلومة في ظل مصاب ابنها الذي لم تجده بجوارها لأن هنالك من تآمر عليه،  بنداء إنساني للسيدة وزيرة العدل وإلى السيد وزير الداخلية بإماطة اللثام عن هذه العصابة المجرمة التي تستغلّ طيبة مواطنين تونسيين لتوقع بهم .

 العائلة تملك معلومات عن هذه العصابة، بما يؤكد براءة ابنها .

     إن في هذه الحياة، الإحساس بالظلم يقهر الواحد منا، فما بالك لو كان الواحد منا عاجزاً عن أخذ حقه بيده.