إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تزامنا مع اقتراب تنفيذ معايير صارمة على سلاسل التوريد في أوروبا.. ابتكارات ومنظومات تكنولوجية تونسية للحد من "الكربون" وتطوير سلاسل التوريد

 

تونس - الصباح

حذر المدير التنفيذي لشركة "سافران تونس لابتكار" "غيادير رينود" ، أمس الأول، في تصريح لـ"الصباح"، من التغييرات المناخية على تونس وأوروبا، وتداعياتها على سلاسل التوريد مستقبلا، داعيا الى ضرورة الاستعداد الجيد مع تنفيذ أوروبا لبرنامج مراقبة المواد الأولية المصدرة والتي لا تستجيب للمعايير الأوروبية الرامية للحد من انبعاث الكربون، مبرزا انخراط شركة" سافران" تونس، في جهود الرقمنة والابتكار للنهوض بالشركات الصناعية، والحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون.

وبين "غيادير رينود" ، أن من أبرز التحديات في الفترة المقبلة هي ملاءمة الصناعات مع التغييرات المناخية والتشريعات الأوروبية الصارمة والتي ترفض استيراد مواد مضرة للبيئة أو لا تستجيب للمعايير البيئية الرامية الى الحد من انبعاث الكربون، مشددا على أن الشركة وبالتعاون مع العديد من الشركات الناشئة في تونس لجأت الى التشجيع على الابتكارات التكتولوجية التي تستجيب للمعايير الدولية الصارمة، وتطوير سلاسل التزويد من خلال ابتكار منتجات صديقة للبيئة، خصوصا وأن التوجه العام للفترة القادمة، هو الحد من التغييرات المناخية الحادة وضرورة أن تستجيب المنتجات الصناعية لهذه الشروط.

ثورة في سلسلة التوريد الصناعية

وتم خلال اليوم المحفز للابتكار الصناعي، الذي نظم أمس، في مدينة الثقافة، جمع العديد من الخبراء في النظام البيئي، وإثارة مسألة سلسلة التوريد، وتكيفها مع التغييرات المناخية والمعايير الأوروبية التي تحتم استيراد منتجات أو مواد أولية صديقة للبيئة وتقلل من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون.

وشارك خلال هذا الملتقى أكثر من 700 مشارك من خبراء تقنيين، وطلبة، وأصحاب شركات ناشئة، وموردين وهيئات دعم، وصناعيين، وذلك للبحث في التحديات التي تواجه سلسلة التوريد الصناعية مستقبلا.

وتم خلال هذا الملتقى طرح العديد من المشاريع التكنولوجية المبتكرة والتي تساهم في الرفع من الكفاءة الصناعية وتحد من انبعاث ثاني أوكسيد الكربون، بالإضافة إلى تقديم العديد من الشركات الناشئة التونسية لمنتجاتها ، والتي تميزت بالنجاعة وقدرتها على التكيف مع التغييرات المناخية، فضلا عن احترامها للمعايير الدولية الرامية الى الحد من انبعاث الكربون.

ابتكارات تونسية رائدة

وقدم المهندس فراس الدبابي عن شركة ENOVA Robotics، نموذجا لآلات صناعية يمكن الاستعانة بها في المصانع، وهي آلات صديقة للبيئة، كما يمكن الاستعانة بها لإنتاج أكثر من منتج بسرعة قياسية.

وأكد الدبابي في تصريح لـ"الصباح"، أن هذه النماذج من الآلات هي صديقة للبيئة، كما يمكن الاستعانة بها في العديد من الشركات التونسية التي ترغب في الحد من انبعاثات الكربون، وأيضا لتطوير سلاسل التوريد الخاصة بها، مشيرا الى انه بإمكان شركته أن تعمل على تطوير عديد النماذج التي تتكيف مع صناعات أي شركة، وسبق للشركة أن أنتجت العديد من المنتجات آخرها "الروبوت" الذي تم الاستعانة به خلال جائحة "كورونا" من قبل وزارة الداخلية.

من جهته، كشف مدير شركة ناشئة في القطاع المالي جهاد الحناشي، في تصريح لـ"الصباح"، عن ابتكار تكنولوجي ثوري يعتمد الذكاء في معالجة البيانات المالية مهما كانت درجة تعقيد البيانات، حيث بإمكان هذه المنظومة التي يمكن الاستعانة بها لدى عديد الشركات الناشطة في القطاع المالي، من استخراج ومعالجة كافة البيانات المالية من خلال جمع وتنظيم وتحليل البيانات للشركة، وتشمل هذه البيانات المعاملات المالية مثل المبيعات والنفقات والأصول والخصوم. والغرض من معالجة البيانات المالية هو توفير معلومات قيمة للإدارة والمساهمين والجهات التنظيمية.

وتعتبر هذه المنظومة حسب الحناشي، مهمة جدا، حيث تمكن أصحاب الشركات من ربح الكثير من الوقت، كما توجههم نحو اتخاذ التدابير اللازمة في زمن قياسي، مبرزا ان شركته نجحت في جذب اهتمام العديد من الشركات المالية وخاصة في الجزائر، وهناك توجه نحو تعميم هذه المنظومة في العديد من الدول.

وتتمتع تونس بإمكانات كبيرة لتطوير سلاسل التوريد في البلاد حيث تملك موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا في قلب منطقة المتوسط، مما يجعلها نقطة انطلاق مثالية للتجارة العالمية. كما أن لديها بنية تحتية متطورة، بما في ذلك شبكة طرق وسكك حديدية حديثة، ومطارات دولية. ومع ذلك، هناك بعض التحديات التي تواجه تطوير سلاسل التوريد في تونس. أحد هذه التحديات وفق ما كشفه الياس الماجري مدير سلسلة التوريد بشركة "سافران تونس"، في تصريح لـ"الصباح"، هو عدم وجود تكامل كافٍ بين مختلف قطاعات سلسلة التوريد، وهذا التكامل لا يستقيم إلا حينما تستجيب سلاسل التوريد للمعايير الدولية المستقبلية والرامية الى الحد من الكربون وتأثيراته السلبية على المناخ.

ويضيف الماجري في معرض حديثه، انه من المهم العمل اليوم على تطوير سلاسل التوريد في مختلف المجالات والقطاعات، ويستوجب ذلك تمويل اعتمادات ضخمة تهدف الى ابتكار الحلول التكنولوجية التي تقلص من انبعاث ثاني أوكسيد الكربون، واحترام المعايير الدولية التي تهدف للحد من التغييرات المناخية.

التعاون مع الشركات الناشئة

وهناك عدد من المبادرات الجارية لتطوير سلاسل التوريد في تونس. على سبيل المثال، أطلقت الحكومة التونسية برنامجًا وطنيًا لتنمية سلاسل التوريد، والذي يهدف إلى تعزيز التعاون بين مختلف قطاعات سلسلة التوريد وتحسين كفاءة هذه السلاسل. كما أن هناك عددًا من الشركات الخاصة التي تعمل على تطوير سلاسل التوريد في تونس، أهمها الشركات الناشئة، والتي تعمل ضمن إمكانياتها على تطوير المنظومات التي تستجيب للتغييرات المناخية وتدفع من جهة أخرى بتطوير سلال التوريد، وحسب ما خلص إليه العديد من الخبراء خلال هذا الملتقى، فإن تونس بإمكانها التكيف مع المعايير الدولية الصارمة في الحد من الكربون ، كما أنها السباقة في ابتكار منظومات تكنولوجية سترفع من كفاءة المصانع، وتلبي احتياجات الخارج من منتجات صديقة للبيئة، وتستجيب للمعايير الدولية في مجال التغييرات المناخية.

 سفيان المهداوي

تزامنا مع اقتراب تنفيذ معايير صارمة على سلاسل التوريد في أوروبا..   ابتكارات ومنظومات تكنولوجية تونسية للحد من "الكربون" وتطوير سلاسل التوريد

 

تونس - الصباح

حذر المدير التنفيذي لشركة "سافران تونس لابتكار" "غيادير رينود" ، أمس الأول، في تصريح لـ"الصباح"، من التغييرات المناخية على تونس وأوروبا، وتداعياتها على سلاسل التوريد مستقبلا، داعيا الى ضرورة الاستعداد الجيد مع تنفيذ أوروبا لبرنامج مراقبة المواد الأولية المصدرة والتي لا تستجيب للمعايير الأوروبية الرامية للحد من انبعاث الكربون، مبرزا انخراط شركة" سافران" تونس، في جهود الرقمنة والابتكار للنهوض بالشركات الصناعية، والحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون.

وبين "غيادير رينود" ، أن من أبرز التحديات في الفترة المقبلة هي ملاءمة الصناعات مع التغييرات المناخية والتشريعات الأوروبية الصارمة والتي ترفض استيراد مواد مضرة للبيئة أو لا تستجيب للمعايير البيئية الرامية الى الحد من انبعاث الكربون، مشددا على أن الشركة وبالتعاون مع العديد من الشركات الناشئة في تونس لجأت الى التشجيع على الابتكارات التكتولوجية التي تستجيب للمعايير الدولية الصارمة، وتطوير سلاسل التزويد من خلال ابتكار منتجات صديقة للبيئة، خصوصا وأن التوجه العام للفترة القادمة، هو الحد من التغييرات المناخية الحادة وضرورة أن تستجيب المنتجات الصناعية لهذه الشروط.

ثورة في سلسلة التوريد الصناعية

وتم خلال اليوم المحفز للابتكار الصناعي، الذي نظم أمس، في مدينة الثقافة، جمع العديد من الخبراء في النظام البيئي، وإثارة مسألة سلسلة التوريد، وتكيفها مع التغييرات المناخية والمعايير الأوروبية التي تحتم استيراد منتجات أو مواد أولية صديقة للبيئة وتقلل من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون.

وشارك خلال هذا الملتقى أكثر من 700 مشارك من خبراء تقنيين، وطلبة، وأصحاب شركات ناشئة، وموردين وهيئات دعم، وصناعيين، وذلك للبحث في التحديات التي تواجه سلسلة التوريد الصناعية مستقبلا.

وتم خلال هذا الملتقى طرح العديد من المشاريع التكنولوجية المبتكرة والتي تساهم في الرفع من الكفاءة الصناعية وتحد من انبعاث ثاني أوكسيد الكربون، بالإضافة إلى تقديم العديد من الشركات الناشئة التونسية لمنتجاتها ، والتي تميزت بالنجاعة وقدرتها على التكيف مع التغييرات المناخية، فضلا عن احترامها للمعايير الدولية الرامية الى الحد من انبعاث الكربون.

ابتكارات تونسية رائدة

وقدم المهندس فراس الدبابي عن شركة ENOVA Robotics، نموذجا لآلات صناعية يمكن الاستعانة بها في المصانع، وهي آلات صديقة للبيئة، كما يمكن الاستعانة بها لإنتاج أكثر من منتج بسرعة قياسية.

وأكد الدبابي في تصريح لـ"الصباح"، أن هذه النماذج من الآلات هي صديقة للبيئة، كما يمكن الاستعانة بها في العديد من الشركات التونسية التي ترغب في الحد من انبعاثات الكربون، وأيضا لتطوير سلاسل التوريد الخاصة بها، مشيرا الى انه بإمكان شركته أن تعمل على تطوير عديد النماذج التي تتكيف مع صناعات أي شركة، وسبق للشركة أن أنتجت العديد من المنتجات آخرها "الروبوت" الذي تم الاستعانة به خلال جائحة "كورونا" من قبل وزارة الداخلية.

من جهته، كشف مدير شركة ناشئة في القطاع المالي جهاد الحناشي، في تصريح لـ"الصباح"، عن ابتكار تكنولوجي ثوري يعتمد الذكاء في معالجة البيانات المالية مهما كانت درجة تعقيد البيانات، حيث بإمكان هذه المنظومة التي يمكن الاستعانة بها لدى عديد الشركات الناشطة في القطاع المالي، من استخراج ومعالجة كافة البيانات المالية من خلال جمع وتنظيم وتحليل البيانات للشركة، وتشمل هذه البيانات المعاملات المالية مثل المبيعات والنفقات والأصول والخصوم. والغرض من معالجة البيانات المالية هو توفير معلومات قيمة للإدارة والمساهمين والجهات التنظيمية.

وتعتبر هذه المنظومة حسب الحناشي، مهمة جدا، حيث تمكن أصحاب الشركات من ربح الكثير من الوقت، كما توجههم نحو اتخاذ التدابير اللازمة في زمن قياسي، مبرزا ان شركته نجحت في جذب اهتمام العديد من الشركات المالية وخاصة في الجزائر، وهناك توجه نحو تعميم هذه المنظومة في العديد من الدول.

وتتمتع تونس بإمكانات كبيرة لتطوير سلاسل التوريد في البلاد حيث تملك موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا في قلب منطقة المتوسط، مما يجعلها نقطة انطلاق مثالية للتجارة العالمية. كما أن لديها بنية تحتية متطورة، بما في ذلك شبكة طرق وسكك حديدية حديثة، ومطارات دولية. ومع ذلك، هناك بعض التحديات التي تواجه تطوير سلاسل التوريد في تونس. أحد هذه التحديات وفق ما كشفه الياس الماجري مدير سلسلة التوريد بشركة "سافران تونس"، في تصريح لـ"الصباح"، هو عدم وجود تكامل كافٍ بين مختلف قطاعات سلسلة التوريد، وهذا التكامل لا يستقيم إلا حينما تستجيب سلاسل التوريد للمعايير الدولية المستقبلية والرامية الى الحد من الكربون وتأثيراته السلبية على المناخ.

ويضيف الماجري في معرض حديثه، انه من المهم العمل اليوم على تطوير سلاسل التوريد في مختلف المجالات والقطاعات، ويستوجب ذلك تمويل اعتمادات ضخمة تهدف الى ابتكار الحلول التكنولوجية التي تقلص من انبعاث ثاني أوكسيد الكربون، واحترام المعايير الدولية التي تهدف للحد من التغييرات المناخية.

التعاون مع الشركات الناشئة

وهناك عدد من المبادرات الجارية لتطوير سلاسل التوريد في تونس. على سبيل المثال، أطلقت الحكومة التونسية برنامجًا وطنيًا لتنمية سلاسل التوريد، والذي يهدف إلى تعزيز التعاون بين مختلف قطاعات سلسلة التوريد وتحسين كفاءة هذه السلاسل. كما أن هناك عددًا من الشركات الخاصة التي تعمل على تطوير سلاسل التوريد في تونس، أهمها الشركات الناشئة، والتي تعمل ضمن إمكانياتها على تطوير المنظومات التي تستجيب للتغييرات المناخية وتدفع من جهة أخرى بتطوير سلال التوريد، وحسب ما خلص إليه العديد من الخبراء خلال هذا الملتقى، فإن تونس بإمكانها التكيف مع المعايير الدولية الصارمة في الحد من الكربون ، كما أنها السباقة في ابتكار منظومات تكنولوجية سترفع من كفاءة المصانع، وتلبي احتياجات الخارج من منتجات صديقة للبيئة، وتستجيب للمعايير الدولية في مجال التغييرات المناخية.

 سفيان المهداوي