إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

لماذا يعجز العالم عن ردع ومعاقبة إسرائيل؟

 

نجحت إسرائيل في سياسة التباكي التي انتهجتها منذ الهولكوست وجعلت الغرب يشعر بالذنب واستنزفت كل الدول بلا استثناء

بقلم: ريم بالخذيري

مع كل عدوان تشنّه إسرائيل على الفلسطينيين أو على اللبنانيين وقبلها على المصريين تطفو على السطّح مسألة عدم احترام جيشها للمعاهدات الدوليّة وتورطّه في جرائم حرب وإبادة منذ 1937 قبل وجود ما يسمى بدولة إسرائيل بحوالي 11 عامًا، عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني والذي كان مسؤولاً عن حماية المواطنين الفلسطينيين لكنه خذلهم وسمح للجماعات الصهيونية كالاتسل، والاشتيرن والهاجاناه،بارتكاب أكثر من 57 مجزرة، كانت حصيلتها مقتل أكثر من 5000 فلسطيني وإصابة الآلاف.

وتوالت المجازر بعدها خلال الحروب التي خاضتها مع العرب ومع الفلسطينيين وكانت كل مرة ترتكب كل الجرائم الممكنة من تقتيل للأطفال والنساء والمسنّين وفي احصائيات شبه رسمية فقد ارتكبت إسرائيل أكثر من 100مجزرة في حق العرب.

ويتجدّد السيناريو الدموي منذ 8 أكتوبر 2023 حيث بات واضحا أن الدولة التي بنيت على الدماء وعلى جماجم الموتى ماضية في مزيد تعزيز رصيدها الاجرامي وخرقها للمواثيق الدولية. وتبدو الجرائم هذه المرة ممنهجة ومدروسة مركّزة على الأجيال القادمة من الأطفال حيث قتل أكثر من 4 آلاف طفل ومثلهم من النساء ونصفهم من المسنّين والشباب. ويرى ملاحظون ومؤرخون أن المجازر الإسرائيلية المرتكبة في غزة في هذه الحرب لم يكن لها مثيل وهي مؤشرات حقيقية لحرب إبادة عجز العالم الى اليوم ايقافها .فما السبب؟

حق الفيتو الإسرائيلي !

رغم أن إسرائيل ليست عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي الاّ أن لها حقّ الفيتو مثل الخمس الكبار)الولايات المتحدة الامريكية والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا) الذين بإمكانهم الاعتراض ورفض أي قرار يتخذه المجلس لإدانة دولة أو تجريمها فهي تستعمل حق الولايات المتحدة الأمريكية في هذا المجلس متى شاءت وكيفما شاءت. وقد قامت بإجهاض مئات القرارات المدينة لمجازرها والتي كان من الممكن أن تجرّها الى محكمة الجنايات الدولية بلمفات مثقلة مثلما حدث مع يوغزلافيا والسودان .

فضلا عن تمكّن اللّوبي الإسرائيلي في مراكز قرار بقية الدول التي ذكرنا. كما لا ننسى التواجد العسكري الكبير للأمريكان في دول الشرق الأوسط وهذه القواعد أساسا ركزت لحماية إسرائيل وضرب أعدائها ومنحها القوة التي تجعل لها اليد الطولى في المنطقة.

اللوبي الإسرائيلي بين اليهودية والتصهين

نجحت إسرائيل في سياسة التباكي التي انتهجتها منذ الهولكوست وجعلت الغرب يشعر بالذنب واستنزفت كل الدول بلا استثناء وخاصة ألمانيا من طرف الدولة اليهودية الناشئة على أرض فلسطين ومنها انطلق اللوبي الإسرائيلي في التغلغل في كل الحكومات والأحزاب الحاكمة وصورت نفسها على أنها الطفل اليتيم الذي على قاتل أبويه أن يعوّضه على فقدانهما .

فاللوبي اليهودي هو مصطلح يستخدم لوصف النفوذ اليهودي المنظم والمهيكل، وهو في الأصل يتكون من اليهود الأشكناز الذين يعيشون في الشتات وفي فلسفتهم السيطرة على السياسات والأكاديميين والحكومات في الدول التي يعيشون فيها وتعدّ اليوم الولايات المتحدة الأمريكية مركز ثقلهم الأكبر فضلا عن فروعهم في فرنسا ومختلف الدول الأوروبية كما يسعون الى التحكم في السياسات العامة والعلاقات الدولية، بالإضافة إلى الأعمال والاقتصاد العالمي والإعلام والأوساط الأكاديمية والثقافة الشعبية مستعملين في ذلك الكلمة المفتاح وهي السامية ومعاداة السامية والتي أصبحت مقياسا لنظام عالمي كامل .

وقد ساعد هذا اللوبي اليهودي في التمدّد ومنع معاقبة إسرائيل أو حتى ردعها على ما تقوم به من جرائم هو الحركة الصِّهْيُونِيَّة وتعرف بالأنقليزية باسمZionism. والتي تختزل في المخيّلة العربية والفلسطينية كل ما أرتكب وما سيرتكب من مجازر. وقد ظهرت الصهيونية بداية كحركة سياسية في وسط وشرق القارة الأوروبية في أواخر القرن التاسع عشر ودعت اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين بدعوى أنها أرض الآباء والأجداد أو كما يسمونها "إيريتسيسرائيل" ورفض اندماج اليهود في المجتمعات الأخرى للتحرر من معاداة السامية والاضطهاد الذي وقع عليهم .فهم يعتبرون أنفسهم شعب اللّه المختار وبالتالي فلديهم حياتهم التي تختلف عن بقية البشر وكذلك لديهم تعليمهم وأكلهم وملبسهم.

كل ّ هذا جعل من إسرائيل الدولة الصغيرة المغروسة في قلب الشرق الأوسط والتي لا يتعدّى سكانها 8 ملايين نسمة قوّة عسكرية ضمن 18جيشا الأقوى في العالم فضلا على أنها دولة نووية وما كان لهذا أن يحدث دون تأثير الحركتين اللتين ذكرنا على الغرب عموما فإسرائيل هي اذن صناعة أمريكية أوروبية ولهذا يعجز العالم عن معاقبتها أو حتى على ردعها.

ومن يحاربها فهو يحارب نصف العالم القوي وهو ما أثبتته الحرب الدائرة الان .

 

 

 

 

 

لماذا يعجز العالم عن ردع ومعاقبة إسرائيل؟

 

نجحت إسرائيل في سياسة التباكي التي انتهجتها منذ الهولكوست وجعلت الغرب يشعر بالذنب واستنزفت كل الدول بلا استثناء

بقلم: ريم بالخذيري

مع كل عدوان تشنّه إسرائيل على الفلسطينيين أو على اللبنانيين وقبلها على المصريين تطفو على السطّح مسألة عدم احترام جيشها للمعاهدات الدوليّة وتورطّه في جرائم حرب وإبادة منذ 1937 قبل وجود ما يسمى بدولة إسرائيل بحوالي 11 عامًا، عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني والذي كان مسؤولاً عن حماية المواطنين الفلسطينيين لكنه خذلهم وسمح للجماعات الصهيونية كالاتسل، والاشتيرن والهاجاناه،بارتكاب أكثر من 57 مجزرة، كانت حصيلتها مقتل أكثر من 5000 فلسطيني وإصابة الآلاف.

وتوالت المجازر بعدها خلال الحروب التي خاضتها مع العرب ومع الفلسطينيين وكانت كل مرة ترتكب كل الجرائم الممكنة من تقتيل للأطفال والنساء والمسنّين وفي احصائيات شبه رسمية فقد ارتكبت إسرائيل أكثر من 100مجزرة في حق العرب.

ويتجدّد السيناريو الدموي منذ 8 أكتوبر 2023 حيث بات واضحا أن الدولة التي بنيت على الدماء وعلى جماجم الموتى ماضية في مزيد تعزيز رصيدها الاجرامي وخرقها للمواثيق الدولية. وتبدو الجرائم هذه المرة ممنهجة ومدروسة مركّزة على الأجيال القادمة من الأطفال حيث قتل أكثر من 4 آلاف طفل ومثلهم من النساء ونصفهم من المسنّين والشباب. ويرى ملاحظون ومؤرخون أن المجازر الإسرائيلية المرتكبة في غزة في هذه الحرب لم يكن لها مثيل وهي مؤشرات حقيقية لحرب إبادة عجز العالم الى اليوم ايقافها .فما السبب؟

حق الفيتو الإسرائيلي !

رغم أن إسرائيل ليست عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي الاّ أن لها حقّ الفيتو مثل الخمس الكبار)الولايات المتحدة الامريكية والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا) الذين بإمكانهم الاعتراض ورفض أي قرار يتخذه المجلس لإدانة دولة أو تجريمها فهي تستعمل حق الولايات المتحدة الأمريكية في هذا المجلس متى شاءت وكيفما شاءت. وقد قامت بإجهاض مئات القرارات المدينة لمجازرها والتي كان من الممكن أن تجرّها الى محكمة الجنايات الدولية بلمفات مثقلة مثلما حدث مع يوغزلافيا والسودان .

فضلا عن تمكّن اللّوبي الإسرائيلي في مراكز قرار بقية الدول التي ذكرنا. كما لا ننسى التواجد العسكري الكبير للأمريكان في دول الشرق الأوسط وهذه القواعد أساسا ركزت لحماية إسرائيل وضرب أعدائها ومنحها القوة التي تجعل لها اليد الطولى في المنطقة.

اللوبي الإسرائيلي بين اليهودية والتصهين

نجحت إسرائيل في سياسة التباكي التي انتهجتها منذ الهولكوست وجعلت الغرب يشعر بالذنب واستنزفت كل الدول بلا استثناء وخاصة ألمانيا من طرف الدولة اليهودية الناشئة على أرض فلسطين ومنها انطلق اللوبي الإسرائيلي في التغلغل في كل الحكومات والأحزاب الحاكمة وصورت نفسها على أنها الطفل اليتيم الذي على قاتل أبويه أن يعوّضه على فقدانهما .

فاللوبي اليهودي هو مصطلح يستخدم لوصف النفوذ اليهودي المنظم والمهيكل، وهو في الأصل يتكون من اليهود الأشكناز الذين يعيشون في الشتات وفي فلسفتهم السيطرة على السياسات والأكاديميين والحكومات في الدول التي يعيشون فيها وتعدّ اليوم الولايات المتحدة الأمريكية مركز ثقلهم الأكبر فضلا عن فروعهم في فرنسا ومختلف الدول الأوروبية كما يسعون الى التحكم في السياسات العامة والعلاقات الدولية، بالإضافة إلى الأعمال والاقتصاد العالمي والإعلام والأوساط الأكاديمية والثقافة الشعبية مستعملين في ذلك الكلمة المفتاح وهي السامية ومعاداة السامية والتي أصبحت مقياسا لنظام عالمي كامل .

وقد ساعد هذا اللوبي اليهودي في التمدّد ومنع معاقبة إسرائيل أو حتى ردعها على ما تقوم به من جرائم هو الحركة الصِّهْيُونِيَّة وتعرف بالأنقليزية باسمZionism. والتي تختزل في المخيّلة العربية والفلسطينية كل ما أرتكب وما سيرتكب من مجازر. وقد ظهرت الصهيونية بداية كحركة سياسية في وسط وشرق القارة الأوروبية في أواخر القرن التاسع عشر ودعت اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين بدعوى أنها أرض الآباء والأجداد أو كما يسمونها "إيريتسيسرائيل" ورفض اندماج اليهود في المجتمعات الأخرى للتحرر من معاداة السامية والاضطهاد الذي وقع عليهم .فهم يعتبرون أنفسهم شعب اللّه المختار وبالتالي فلديهم حياتهم التي تختلف عن بقية البشر وكذلك لديهم تعليمهم وأكلهم وملبسهم.

كل ّ هذا جعل من إسرائيل الدولة الصغيرة المغروسة في قلب الشرق الأوسط والتي لا يتعدّى سكانها 8 ملايين نسمة قوّة عسكرية ضمن 18جيشا الأقوى في العالم فضلا على أنها دولة نووية وما كان لهذا أن يحدث دون تأثير الحركتين اللتين ذكرنا على الغرب عموما فإسرائيل هي اذن صناعة أمريكية أوروبية ولهذا يعجز العالم عن معاقبتها أو حتى على ردعها.

ومن يحاربها فهو يحارب نصف العالم القوي وهو ما أثبتته الحرب الدائرة الان .