إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

اليوم.. أربعينية محمد عمار شعابنية في المتلوي.. شهادات مثقفين ومبدعين في حق رائد "الشعر المنجمي"

 

عاش وفيا لجذوره الشعرية رغم تحول ابداعه من الخصوصية الى الشمولية

عشق نضال عمال مناجم الفسفاط فأسس مدرسة "الشعر المنجمي"

تونس-الصباح

تحتضن اليوم السبت 18 نوفمبر دار الثقافة بالمتلوي اربعينية الشاعر المنجمي الخالد محمد عمار شعابنية بتنسيق وتنظيم فرع اتحاد الكتاب التونسي بقفصة برئاسة الكاتب عباس سليمان وبالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة بقفصة ودار الثقافة بالمتلوي التي سبق ان أشرف الفقيد على تسييرها طيلة سنوات طويلة.

محسن بن أحمد 

ومن المنتظر ان يشهد موكب احياء اربعينية الراحل محمد عمار شعابنية مشاركة كبيرة من مثقفي ومبدعي كامل مدن الحوض المنجمي اعترافا وتقديرا لما قدمه الفقيد للثقافة والادب في كامل ارجاء المدن المنجمية بدرجة أولى وعلى المستوى الوطني والعربي

 ويتضمن الموكب كلمة مطولة لرفيق دربه في الشعر والتأسيس لمدرسة " الشعر المنجمي" الشاعر الكبير سالم الشعباني ليفسح المجال للأصدقاء الذين عايشوا وواكبوا وعرفوا الراحل عن قرب لتقديم شهاداتهم في حق محمد عمار شعابنية الى جانب عرض شريط وثائقي يستعرض مسيرته وقراءات لعدد من قصائده باصوات الأصدقاء كما سيشهد الموكب بث نماذج من اشعاره بصوته

 ويعد الراحل محمد عمار شعابنية أحد ابرز الشعراء الذين كانت وستبقى بصمتهم واضحة وجلية وثابتة وخالدة في المدونة الشعرية الوطنية والعربية

اختار محمد عمار شعابنية نحت مسيرته الشعرية بالتغريد خارج السرب باختياره الاستقرار في مسقط راسه مدينة المناجم الأولى المتلوي بعيدا عن المركزية الثقافية والفكرية والشعرية التي اختصت بها العاصمة

مثل هذا الاستقرار بالمتلوي الدافع الأكبر للاستمرار في ايقاعه الشعري المستوحى من صرير عجلات القطار وهي تنقل الفسفاط من جبل الثالجة وصراخ العملة وضجيجهم وهم يحملون الات الحفر ويدفعون بالعربات المليئة بالفسفاط ... كانت تلك الصور اليومية تترسخ في داخله وهو يعيش معاناة عمال المناجم صحبة رفاق له في الدرب الشعري ... وكان عليه ان يتحرك لتوثيق وتسجيل وتصوير هذا النضال اليومي وما يخلفه من معاناة واحداث اليمة للعمال من اجل الحياة الكريمة

من هناك تزاحمت الصور الشعرية فكانت الاشعار الأولى التي أعلنت ميلاد ما تم الاتفاق على تسميته بـ " الشعر المنجمي " وكان الى جانبه في هذه الرحلة الإبداعية المنجمية الشاعران سالم الشعباني واحمد المختار الهادي

لقد أصبحت المتلوي من خلال هذا الثلاثي الفذ جبهة إبداعية تنتصر لعمال المناجم وتوثق نضالاتهم اليومية وكل المعاناة والتضحيات.

كان الراحل محمد عمار شعابنية احد اغزر الشعراء المنجميين , وحتى وان خفت بريق هذه المدرسة الشعرية مع ظهور مدارس شعرية أخرى فان شاعرنا الراحل بقي يعيش ويعمل بين المناجم او في محيطها، ولم يغره نداء العاصمة ليتحول اليها,

عاش محمد عمار شعابنية وفيا لتجربته الشعرية الأولى ومن هذا المنطلق حافظت قصائده على انتمائها الى الشعر المنجمي مع نضجها بحكم الاستمرارية وتعمّق الرؤية وكبر المعاناة فحمد عمار شعابنية لم يتنكر للجذور رغم ان قصائده الشعرية اخذت اتجاها شموليا شكلا ومضموما على امتداد السنوات الماضية

الشاعر المؤسس

يحفظ التاريخ للراحل محمد عمار شعابنية انه احد مؤسسي المهرجان الوطني للشعر بالمتلوي وقد جعل منه صحبة رفيق دربه الشاعر سالم الشعباني مكسيا ثقافيا تفتخر به مدينة المناجم المتلوي من خلال الحضور اللافت والمبهر لأبرز الشعراء فيه على المستوى الوطني والعربي ومن خلال الندوات الفكرية التي تطرح وتناقش عديد الإشكاليات الحارقة التي لها علاقة بالشعر والنقد وكتابات الشعراء الشبان

وفي 2017 كان الراحل اول مدير لمهرجان الحوض المنجمي الذي جمع بين المدن المنجمية الأربعة " المظيلة والمتلوي وام العرائس والرديف " ولم يدخر الراحل أي جهد لكسب الرهان وكان له ذلك رغم ما تعرض له من ضغوط على اكثر من مستوى فكان ان اقتصرت على دورة وحيدة فقط

ويحفظ التاريخ أيضا للراحل محمد عمار شعابنية تأسيسه المهرجان الصيفي بالمتلوي سنة 1981 كما كان له حضوره البارز في التأليف المسرحي من خلال عديد الاعمال المسرحية على غرار " فئران الداموس " لفرقة مسرح الجنوب بقفصة وقدم له مسرح المناجم بالمتلوي " العطش " سنة 1989 ومسرح الكوفة الصغرى بنفطة "البترول " سنة 1990 والهلال المسرحي بالرديف " حوت بالدلاع ".1995 ومركز الفنون الركحية والدرامية بقفصة " أحبك يا شعب " 2003 . ونادي مسرح بالموردين بسوسة مسرحية " النادي " في ماي 2015

المبدع الشامل

وتحتفظ االمكتبة الشعرية التونسية للراحل بعديد المجاميع منها على سبيل الذكر لا الحصر

ألغام في مدينة بريئة 1976 ", "طعم العرق"1985 " وغبار الوقت "1994 "

ثلاثون سماء تحت أرض الخوارزميورقات من ديوان الثورة " 2011 مع الشاعر حسن بن عبد الله ...في طبعتين الى جانب توثيقه لقصة الفسفاط في تونس " 1998" وفي السرد القصصي اصدر

لا بدّ منك يا سطيف ـ رواية رحلة ـ ( 2013 ) وحكايات رمضانية

اما عن الجانب الشخصي فان محمد عمار شعابنية كان صاحب النكتة المرحة والتعليق المحبب الى النفوس والارتجال الشعري السريع والخفيف والممتع انطلاقا من مواقف تكون وليدة اللحظة

-الشاعر الخالد محمد عمار شعابنية

-الشاعر سالم الشعباني رفيق درب الراحل

 

 

 

 

 

 

 

 

اليوم.. أربعينية محمد عمار شعابنية في المتلوي..   شهادات مثقفين ومبدعين في حق رائد "الشعر المنجمي"

 

عاش وفيا لجذوره الشعرية رغم تحول ابداعه من الخصوصية الى الشمولية

عشق نضال عمال مناجم الفسفاط فأسس مدرسة "الشعر المنجمي"

تونس-الصباح

تحتضن اليوم السبت 18 نوفمبر دار الثقافة بالمتلوي اربعينية الشاعر المنجمي الخالد محمد عمار شعابنية بتنسيق وتنظيم فرع اتحاد الكتاب التونسي بقفصة برئاسة الكاتب عباس سليمان وبالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة بقفصة ودار الثقافة بالمتلوي التي سبق ان أشرف الفقيد على تسييرها طيلة سنوات طويلة.

محسن بن أحمد 

ومن المنتظر ان يشهد موكب احياء اربعينية الراحل محمد عمار شعابنية مشاركة كبيرة من مثقفي ومبدعي كامل مدن الحوض المنجمي اعترافا وتقديرا لما قدمه الفقيد للثقافة والادب في كامل ارجاء المدن المنجمية بدرجة أولى وعلى المستوى الوطني والعربي

 ويتضمن الموكب كلمة مطولة لرفيق دربه في الشعر والتأسيس لمدرسة " الشعر المنجمي" الشاعر الكبير سالم الشعباني ليفسح المجال للأصدقاء الذين عايشوا وواكبوا وعرفوا الراحل عن قرب لتقديم شهاداتهم في حق محمد عمار شعابنية الى جانب عرض شريط وثائقي يستعرض مسيرته وقراءات لعدد من قصائده باصوات الأصدقاء كما سيشهد الموكب بث نماذج من اشعاره بصوته

 ويعد الراحل محمد عمار شعابنية أحد ابرز الشعراء الذين كانت وستبقى بصمتهم واضحة وجلية وثابتة وخالدة في المدونة الشعرية الوطنية والعربية

اختار محمد عمار شعابنية نحت مسيرته الشعرية بالتغريد خارج السرب باختياره الاستقرار في مسقط راسه مدينة المناجم الأولى المتلوي بعيدا عن المركزية الثقافية والفكرية والشعرية التي اختصت بها العاصمة

مثل هذا الاستقرار بالمتلوي الدافع الأكبر للاستمرار في ايقاعه الشعري المستوحى من صرير عجلات القطار وهي تنقل الفسفاط من جبل الثالجة وصراخ العملة وضجيجهم وهم يحملون الات الحفر ويدفعون بالعربات المليئة بالفسفاط ... كانت تلك الصور اليومية تترسخ في داخله وهو يعيش معاناة عمال المناجم صحبة رفاق له في الدرب الشعري ... وكان عليه ان يتحرك لتوثيق وتسجيل وتصوير هذا النضال اليومي وما يخلفه من معاناة واحداث اليمة للعمال من اجل الحياة الكريمة

من هناك تزاحمت الصور الشعرية فكانت الاشعار الأولى التي أعلنت ميلاد ما تم الاتفاق على تسميته بـ " الشعر المنجمي " وكان الى جانبه في هذه الرحلة الإبداعية المنجمية الشاعران سالم الشعباني واحمد المختار الهادي

لقد أصبحت المتلوي من خلال هذا الثلاثي الفذ جبهة إبداعية تنتصر لعمال المناجم وتوثق نضالاتهم اليومية وكل المعاناة والتضحيات.

كان الراحل محمد عمار شعابنية احد اغزر الشعراء المنجميين , وحتى وان خفت بريق هذه المدرسة الشعرية مع ظهور مدارس شعرية أخرى فان شاعرنا الراحل بقي يعيش ويعمل بين المناجم او في محيطها، ولم يغره نداء العاصمة ليتحول اليها,

عاش محمد عمار شعابنية وفيا لتجربته الشعرية الأولى ومن هذا المنطلق حافظت قصائده على انتمائها الى الشعر المنجمي مع نضجها بحكم الاستمرارية وتعمّق الرؤية وكبر المعاناة فحمد عمار شعابنية لم يتنكر للجذور رغم ان قصائده الشعرية اخذت اتجاها شموليا شكلا ومضموما على امتداد السنوات الماضية

الشاعر المؤسس

يحفظ التاريخ للراحل محمد عمار شعابنية انه احد مؤسسي المهرجان الوطني للشعر بالمتلوي وقد جعل منه صحبة رفيق دربه الشاعر سالم الشعباني مكسيا ثقافيا تفتخر به مدينة المناجم المتلوي من خلال الحضور اللافت والمبهر لأبرز الشعراء فيه على المستوى الوطني والعربي ومن خلال الندوات الفكرية التي تطرح وتناقش عديد الإشكاليات الحارقة التي لها علاقة بالشعر والنقد وكتابات الشعراء الشبان

وفي 2017 كان الراحل اول مدير لمهرجان الحوض المنجمي الذي جمع بين المدن المنجمية الأربعة " المظيلة والمتلوي وام العرائس والرديف " ولم يدخر الراحل أي جهد لكسب الرهان وكان له ذلك رغم ما تعرض له من ضغوط على اكثر من مستوى فكان ان اقتصرت على دورة وحيدة فقط

ويحفظ التاريخ أيضا للراحل محمد عمار شعابنية تأسيسه المهرجان الصيفي بالمتلوي سنة 1981 كما كان له حضوره البارز في التأليف المسرحي من خلال عديد الاعمال المسرحية على غرار " فئران الداموس " لفرقة مسرح الجنوب بقفصة وقدم له مسرح المناجم بالمتلوي " العطش " سنة 1989 ومسرح الكوفة الصغرى بنفطة "البترول " سنة 1990 والهلال المسرحي بالرديف " حوت بالدلاع ".1995 ومركز الفنون الركحية والدرامية بقفصة " أحبك يا شعب " 2003 . ونادي مسرح بالموردين بسوسة مسرحية " النادي " في ماي 2015

المبدع الشامل

وتحتفظ االمكتبة الشعرية التونسية للراحل بعديد المجاميع منها على سبيل الذكر لا الحصر

ألغام في مدينة بريئة 1976 ", "طعم العرق"1985 " وغبار الوقت "1994 "

ثلاثون سماء تحت أرض الخوارزميورقات من ديوان الثورة " 2011 مع الشاعر حسن بن عبد الله ...في طبعتين الى جانب توثيقه لقصة الفسفاط في تونس " 1998" وفي السرد القصصي اصدر

لا بدّ منك يا سطيف ـ رواية رحلة ـ ( 2013 ) وحكايات رمضانية

اما عن الجانب الشخصي فان محمد عمار شعابنية كان صاحب النكتة المرحة والتعليق المحبب الى النفوس والارتجال الشعري السريع والخفيف والممتع انطلاقا من مواقف تكون وليدة اللحظة

-الشاعر الخالد محمد عمار شعابنية

-الشاعر سالم الشعباني رفيق درب الراحل