-قرار مجلس الأمن له وزن دعائي سياسي يفسرونه في إسرائيل كما يريدون
-نراهن على الشارع وعلى المظاهرات الشعبية الاحتجاجية في الشارع العربي وفي العالم
- ناتنياهو يسعى إلى صورة تمنحه انتصارا يسوقه للداخل الإسرائيلي
-في الضفة هناك حرب طويلة تشن بتحالف جيش الاحتلال والمستوطنين
- ليس ناتنياهو من سيقرر ما سيكون عليه وضع غزة بعد الحرب وعلينا ألا نضيع الانجاز التاريخي للمقاومة
-أولى الأولويات بعد الحرب أن يكون لنا وضع داخلي متين هذا شرط ليسمعنا العالم
-إسرائيل لم تستطع يعد أكثر من شهر أن تسيطر على مخيم جنين وإخضاعه فكيف يمكن أن تخضع الشعب الفلسطيني..
تونس الصباح
قال نبيل عمرو انه عندما يتحكم بالقرار الدولي القوى المتحالفة مع الاحتلال بالعتاد والمال والسلاح لا يمكن أن نتوقع أن ينتهي العدوان ولا نتوقع أيضا أي قدرة لبقية الأطراف الأخرى لوقف الحرب أو التوصل إلى هدنة إنسانية طويلة المدى. وأضاف الكاتب والسياسي والوزير الأسبق في السلطة الفلسطينية ومستشار الرئيس محمود عباس لشؤون الثقافة والإعلام في حديث خص به "الصباح" بعد ساعات على قرار مجلس الأمن الدولي بالتصويت لصالح هدنة إنسانية في غزة أن الفشل على مدى أربعين يوما في إيقاف حرب الإبادة التي تمارس على أهالي غزة أن الذي يقود الحملة هي أمريكا التي تدعم وتمول جرائم الاحتلال. وخلص عمرو إلى أن الاحتلال لن يطبق قرار مجلس الأمن إلا بما يستجيب لمصالحه. وأشار إلى أن ما يحدث في الشفا عمل إسرائيلي مدروس ومخطط له لتغيير وضع غزة.. واستطرد أنهم لن ينجحوا فهناك على الأرض شعب حي صامد رغم كل المجازر والمآسي ورغم حجم الخراب والدمار وهو يرفض التهجير، وفيما يلي نص الحديث.
حوار: اسيا العتروس
* بعد واحد وأربعين يوما من العدوان المستمر على غزة ورغم كل الانتقادات ورغم كل المظاهرات الاحتجاجية والأصوات الرافضة للجريمة التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حق غزة لم يتوقف العدوان لماذا يفشل المجتمع الدولي؟
-لان الذي يقود الحملة هي أمريكا التي تدعم جرائم الاحتلال وتمولها وتوفر لها الغطاء السياسي والدعم العسكري، وبالتالي هي أيضا من يساعد على تجويف قرارات الأمم المتحدة وإفراغها من أي معنى. رأينا الأمم المتحدة تستنكر الغارات على المدنيين وعلى مقراتها ومؤسساتها وتعلن رفضها وتنديدها بما يجري من انتهاك لحقوق الإنسان، ولكن في المقابل تصر أمريكا على منح إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة جرائمها. إذن عندما تتحكم بالقرار الدولي القوى المتحالفة مع الاحتلال بالعتاد والمال والسلاح لا يمكن أن نتوقع أن ينتهي العدوان ولا نتوقع أيضا أي قدرة لبقية الأطراف الأخرى لوقف الحرب أو التوصل إلى هدنة إنسانية طويلة المدى.
* هل يعني هذا انك تقلل من أهمية قرار مجلس الأمن الدولي أمس الدولي بوقف الحرب؟
-إطلاقا، ولكن القرار له وزن دعائي سياسي يفسرونه كما يريدون ويؤولونه حسب ما يخططون له ولا يعيرون أدنى وزن لأي موقف عربي أو دولي. والدليل على ذلك استمرار الاقتحامات والهجمات والقصف أمس على غزة والإسرائيليون لن يطبقوا القرار إلا بما يخدم مصالحهم، وهو مجرد كلمات دونت ربما للحد من الغضب المتصاعد للرأي العام الدولي والدليل أن غوتيريس تحدث عن حقيقة أن الاحتلال قائم منذ خمس وسبعين عاما وانتقد المجازر فشنوا حملة شرسة ضده وطالب مبعوث إسرائيل في الأمم المتحدة بإقالته واعتبر انه لا يليق بالمنظمة. أمريكا وإسرائيل لن يسمحا بتنفيذ القرار حتى وإن لم يتم إجهاضه هذه المرة.
* هل يمكن اعتبار أن التحركات الشعبية عربيا ودوليا وخاصة في العواصم الكبرى إلى جانب التحركات داخل المؤسسات الرسمية سواء في الخارجية الأمريكية أو كذلك الفرنسية دفعت إلى هذا القرار؟
-أكيد أننا نراهن على الشارع وعلى المظاهرات الشعبية الاحتجاجية التي يجب أن تتواصل لتعلن تذمرها ورفضها لما يقترف ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة أيضا، ولكننا في الحقيقة لا نعول على القرار السياسي للغرب وكانت دوما هناك أصوات معترضة داخل هذه المؤسسات، وهناك من ينسحب من المسؤولين رفضا للسياسات الرسمية ولكن الأمر لا يصل درجة التمرد أو الانقسام الذي يمكن أن يغير القرار السياسي الرسمي.. في المقابل هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها أن الشارع العربي والإسلامي والغربي أيضا حفظ القضية الفلسطينية منذ بداياتها وانتصر لها وخرج في مظاهرات كبيرة رافضة للعدوان. شوارع العالم اتخذت موقفا أخلاقيا من القضية الفلسطينية. طبعا نحن نرحب بهذا الدعم ونثمنه نعتبره أساسيا في التأثير على القرار الرسمي ودفعه إلى التعاطي مع الأحداث بدرجة اقل من الظلم والانحياز الأعمى للجلاد. للأمانة الشارع العربي له صفة مميزة في دعم القضية الفلسطينية في مختلف المحن والحروب التي تواجهها مع الاحتلال الإسرائيلي.
الموقف الرسمي العربي كان موحدا في رفضه للعدوان على غزة وفي دعوته ومطالبته بحل جذري للقضية الفلسطينية والديبلوماسية العربية يمكن القول إنها تتحرك في اتجاهات عديدة للمساعدة على هذا الحل، ولكن كل هذا لا يرضي المزاج في الشارع العربي. لكن في المحصلة هناك إجماع شعبي ورسمي عربي على إدانة ورفض ما يحدث ودعم المواقف العادلة للشعب الفلسطيني ومن المهم الحفاظ على هذا الدعم. فيما يتعلق بالغرب فاعتقادنا أن مواقفه وقراراته مرتبطة بالمصالح وبحسابات الربح والخسارة حتى عندما يتعلق الأمر بقضايا إنسانية وبالتالي فان ضغط الشارع في الغرب أمر مطلوب ويجب أن يستمر لتغيير مواقف الحكومات .
* واحد وأربعون يوما على المحرقة في غزة كيف يقرأ نبيل عمرو وأنت في الضفة على مشارف غزة ما يحدث؟
-المشهد مقروء وهو واضح أينما كنا سواء كنت مكانك في تونس أو المغرب أو أي مكان في العالم. هذه حرب على الهواء تنقل للعالم مباشرة بأدق التفاصيل ولا يمكن إخفاء شيء ..قراءتي لا تختلف عن أي قراءة لما يعيشه أبناء شعبنا في غزة نحن إزاء مشهد حربي لا احد يعرف متى يتوقف وأين سيتوقف وكيف سيكون عليه المشهد في اليوم التالي للحرب .
*وماذا وراء هذه الخطة التي يسعى إليها ناتنياهو من غزة؟
-نحن إزاء حرب إبادة جماعية وتهجير ديموغرافي ولكن هناك مقاومة مستمرة وهناك رفض شعبي ورسمي ودولي لهذه الجرائم ولما يخطط له ناتنياهو لننتظر ونرى.. كل أفكار إسرائيل لتهجير الشعب الفلسطيني غير قابلة للتطبيق، ودعوات تهجير الفلسطينيين يتم الترويج لها منذ عقود، وإسرائيل أصبحت عبئا على أمريكا، خاصة بعد عملية "طوفان الأقصى" والذي أوضح هشاشة قوات الاحتلال، ويجب على العرب الضغط على أمريكا من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
* هل ستكون معركة الشفاء مفصلية في تحديد نهاية الحرب؟
-الشفا الآن تحت سيطرة قوات الاحتلال وهم يتدخلون ويعبثون بحياة المرضى ويهددون حياتهم. ما يحدث في الشفا عمل إسرائيلي مدروس ومخطط له لتغيير وضع غزة .. السؤال الآن هل ينجحون في ذلك؟ الأمر غير محسوم واعتقد أنهم لن ينجحوا فهناك على الأرض شعب حي صامد رغم كل المجازر والمآسي ورغم حجم الخراب والدمار وهو يرفض التهجير ويحظى بإسناد عربي ودولي. هناك مقاومة على الميدان تواصل المعركة وتسعى قدر المستطاع إلى الصمود ورد العدوان.
* لكن واحد وأربعون يوما منذ "طوفان الأقصى" فشل الجيش الإسرائيلي بكل ما يملكه من عتاد ودعم عسكري كسر شوكة المقاومة وتحقيق انتصار يبحث عنه لتبييض وجهه؟
-جيش الاحتلال وناتنياهو يسعون إلى صورة ما تمنحهم انتصارا يسوقونه للداخل الإسرائيلي ولكنهم يعرفون جيدا أن الأهداف المعلنة بالقضاء على المقاومة لا يمكن تحقيقها وقد بدأوا يغيرون اللهجة. المسألة ليست مسألة إمكانيات عسكرية قتالية نحن أمام قضية شعب هناك 15 مليون فلسطيني في العالم بلا هوية وبلا دولة وبلا كرامة وهذا لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية وهذه القضية ستظل قائمة مهما فعلت إسرائيل ومهما أججت من نيران ومهما حصلت من دعم، وما يحدث اليوم له تداعياته على صورتها في كل مكان وإسرائيل لم تستطع بعد أكثر من شهر أن تسيطر على مخيم جنين وإخضاعه فكيف يمكن أن تخضع الشعب الفلسطيني؟ ..
*تحدثت عن مخيم جنين ماذا يحدث في الضفة وأين السلطة الفلسطينية من كل ما يجري هناك؟
-في الضفة هناك حرب طويلة الأمد لا تتوقف وهي حرب تشن على الضفة بتحالف جيش الاحتلال والمستوطنين، وهم يشنون حملات الاعتقال والاجتياح والاستيطان والاغتيال والأسر. السلطة مختلة في الواقع ولا تملك القدرة على اتخاذ قرارات باتجاه غزة.وحتى لو أرادت إرسال مساعدات إلى القطاع لا يمكنها ذلك دون تنسيق مع الاحتلال وهي ليست صاحبة قرار أو لها حرية للأسف.
*لو استبقنا الأحداث كيف سيكون المشهد بعد هذه الحرب؟
-الأكيد انه وعلى عكس ما يردده ليس ناتنياهو من سيقرر ما سيكون عليه وضع غزة. صحيح أن لهم إمكانيات عسكرية عملاقة ويحظون بدعم وتأييد القوى الكبرى ولكن إذا استمر بغزة لن يجد من يتعامل معه. ما يقوله موجه للرأي العام الإسرائيلي المذهول مما حدث في 7 أكتوبر. ما بعد غزة لفلسطين ولغزة والحديث عن توليفة دولية لإدارة غزة أمر غير وارد. غزة جسم فلسطيني وقادر على إدارة وتقرير مصيره. يمكن أن يكون لمصر دور في المرحلة القادمة.
*ما حدث في 7 أكتوبر احدث زلزالا في إسرائيل وحتى في العالم وأعاد القضية الفلسطينية إلى سطح الأحداث كيف يمكن رغم كل الخسائر والخراب والثمن الباهظ الذي يدفعه الفلسطينيون، الاستثمار في هذه المحطة على كل المستويات السياسية والديبلوماسية والإعلامية والقضائية؟
- هذا ما يجب أن يفعل وهذا ما يتعين العمل عليه لإعادة ترتيب الوضع وتوحيد القوى وتجديد الإطارات الفلسطيني التي أكل عليها الدهر والعودة إلى المؤسسات. أولى الأولويات بعد الحرب أن يكون لنا وضع داخلي متين، هذا شرط ليسمعنا العالم وحتى نكون جديرين بذلك وإلا كما أضعنا انجازات كبيرة في السابق سنضيع هذا الانجاز الأسطوري وهذا ما لا يجب أن يحدث .
-قرار مجلس الأمن له وزن دعائي سياسي يفسرونه في إسرائيل كما يريدون
-نراهن على الشارع وعلى المظاهرات الشعبية الاحتجاجية في الشارع العربي وفي العالم
- ناتنياهو يسعى إلى صورة تمنحه انتصارا يسوقه للداخل الإسرائيلي
-في الضفة هناك حرب طويلة تشن بتحالف جيش الاحتلال والمستوطنين
- ليس ناتنياهو من سيقرر ما سيكون عليه وضع غزة بعد الحرب وعلينا ألا نضيع الانجاز التاريخي للمقاومة
-أولى الأولويات بعد الحرب أن يكون لنا وضع داخلي متين هذا شرط ليسمعنا العالم
-إسرائيل لم تستطع يعد أكثر من شهر أن تسيطر على مخيم جنين وإخضاعه فكيف يمكن أن تخضع الشعب الفلسطيني..
تونس الصباح
قال نبيل عمرو انه عندما يتحكم بالقرار الدولي القوى المتحالفة مع الاحتلال بالعتاد والمال والسلاح لا يمكن أن نتوقع أن ينتهي العدوان ولا نتوقع أيضا أي قدرة لبقية الأطراف الأخرى لوقف الحرب أو التوصل إلى هدنة إنسانية طويلة المدى. وأضاف الكاتب والسياسي والوزير الأسبق في السلطة الفلسطينية ومستشار الرئيس محمود عباس لشؤون الثقافة والإعلام في حديث خص به "الصباح" بعد ساعات على قرار مجلس الأمن الدولي بالتصويت لصالح هدنة إنسانية في غزة أن الفشل على مدى أربعين يوما في إيقاف حرب الإبادة التي تمارس على أهالي غزة أن الذي يقود الحملة هي أمريكا التي تدعم وتمول جرائم الاحتلال. وخلص عمرو إلى أن الاحتلال لن يطبق قرار مجلس الأمن إلا بما يستجيب لمصالحه. وأشار إلى أن ما يحدث في الشفا عمل إسرائيلي مدروس ومخطط له لتغيير وضع غزة.. واستطرد أنهم لن ينجحوا فهناك على الأرض شعب حي صامد رغم كل المجازر والمآسي ورغم حجم الخراب والدمار وهو يرفض التهجير، وفيما يلي نص الحديث.
حوار: اسيا العتروس
* بعد واحد وأربعين يوما من العدوان المستمر على غزة ورغم كل الانتقادات ورغم كل المظاهرات الاحتجاجية والأصوات الرافضة للجريمة التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حق غزة لم يتوقف العدوان لماذا يفشل المجتمع الدولي؟
-لان الذي يقود الحملة هي أمريكا التي تدعم جرائم الاحتلال وتمولها وتوفر لها الغطاء السياسي والدعم العسكري، وبالتالي هي أيضا من يساعد على تجويف قرارات الأمم المتحدة وإفراغها من أي معنى. رأينا الأمم المتحدة تستنكر الغارات على المدنيين وعلى مقراتها ومؤسساتها وتعلن رفضها وتنديدها بما يجري من انتهاك لحقوق الإنسان، ولكن في المقابل تصر أمريكا على منح إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة جرائمها. إذن عندما تتحكم بالقرار الدولي القوى المتحالفة مع الاحتلال بالعتاد والمال والسلاح لا يمكن أن نتوقع أن ينتهي العدوان ولا نتوقع أيضا أي قدرة لبقية الأطراف الأخرى لوقف الحرب أو التوصل إلى هدنة إنسانية طويلة المدى.
* هل يعني هذا انك تقلل من أهمية قرار مجلس الأمن الدولي أمس الدولي بوقف الحرب؟
-إطلاقا، ولكن القرار له وزن دعائي سياسي يفسرونه كما يريدون ويؤولونه حسب ما يخططون له ولا يعيرون أدنى وزن لأي موقف عربي أو دولي. والدليل على ذلك استمرار الاقتحامات والهجمات والقصف أمس على غزة والإسرائيليون لن يطبقوا القرار إلا بما يخدم مصالحهم، وهو مجرد كلمات دونت ربما للحد من الغضب المتصاعد للرأي العام الدولي والدليل أن غوتيريس تحدث عن حقيقة أن الاحتلال قائم منذ خمس وسبعين عاما وانتقد المجازر فشنوا حملة شرسة ضده وطالب مبعوث إسرائيل في الأمم المتحدة بإقالته واعتبر انه لا يليق بالمنظمة. أمريكا وإسرائيل لن يسمحا بتنفيذ القرار حتى وإن لم يتم إجهاضه هذه المرة.
* هل يمكن اعتبار أن التحركات الشعبية عربيا ودوليا وخاصة في العواصم الكبرى إلى جانب التحركات داخل المؤسسات الرسمية سواء في الخارجية الأمريكية أو كذلك الفرنسية دفعت إلى هذا القرار؟
-أكيد أننا نراهن على الشارع وعلى المظاهرات الشعبية الاحتجاجية التي يجب أن تتواصل لتعلن تذمرها ورفضها لما يقترف ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة أيضا، ولكننا في الحقيقة لا نعول على القرار السياسي للغرب وكانت دوما هناك أصوات معترضة داخل هذه المؤسسات، وهناك من ينسحب من المسؤولين رفضا للسياسات الرسمية ولكن الأمر لا يصل درجة التمرد أو الانقسام الذي يمكن أن يغير القرار السياسي الرسمي.. في المقابل هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها أن الشارع العربي والإسلامي والغربي أيضا حفظ القضية الفلسطينية منذ بداياتها وانتصر لها وخرج في مظاهرات كبيرة رافضة للعدوان. شوارع العالم اتخذت موقفا أخلاقيا من القضية الفلسطينية. طبعا نحن نرحب بهذا الدعم ونثمنه نعتبره أساسيا في التأثير على القرار الرسمي ودفعه إلى التعاطي مع الأحداث بدرجة اقل من الظلم والانحياز الأعمى للجلاد. للأمانة الشارع العربي له صفة مميزة في دعم القضية الفلسطينية في مختلف المحن والحروب التي تواجهها مع الاحتلال الإسرائيلي.
الموقف الرسمي العربي كان موحدا في رفضه للعدوان على غزة وفي دعوته ومطالبته بحل جذري للقضية الفلسطينية والديبلوماسية العربية يمكن القول إنها تتحرك في اتجاهات عديدة للمساعدة على هذا الحل، ولكن كل هذا لا يرضي المزاج في الشارع العربي. لكن في المحصلة هناك إجماع شعبي ورسمي عربي على إدانة ورفض ما يحدث ودعم المواقف العادلة للشعب الفلسطيني ومن المهم الحفاظ على هذا الدعم. فيما يتعلق بالغرب فاعتقادنا أن مواقفه وقراراته مرتبطة بالمصالح وبحسابات الربح والخسارة حتى عندما يتعلق الأمر بقضايا إنسانية وبالتالي فان ضغط الشارع في الغرب أمر مطلوب ويجب أن يستمر لتغيير مواقف الحكومات .
* واحد وأربعون يوما على المحرقة في غزة كيف يقرأ نبيل عمرو وأنت في الضفة على مشارف غزة ما يحدث؟
-المشهد مقروء وهو واضح أينما كنا سواء كنت مكانك في تونس أو المغرب أو أي مكان في العالم. هذه حرب على الهواء تنقل للعالم مباشرة بأدق التفاصيل ولا يمكن إخفاء شيء ..قراءتي لا تختلف عن أي قراءة لما يعيشه أبناء شعبنا في غزة نحن إزاء مشهد حربي لا احد يعرف متى يتوقف وأين سيتوقف وكيف سيكون عليه المشهد في اليوم التالي للحرب .
*وماذا وراء هذه الخطة التي يسعى إليها ناتنياهو من غزة؟
-نحن إزاء حرب إبادة جماعية وتهجير ديموغرافي ولكن هناك مقاومة مستمرة وهناك رفض شعبي ورسمي ودولي لهذه الجرائم ولما يخطط له ناتنياهو لننتظر ونرى.. كل أفكار إسرائيل لتهجير الشعب الفلسطيني غير قابلة للتطبيق، ودعوات تهجير الفلسطينيين يتم الترويج لها منذ عقود، وإسرائيل أصبحت عبئا على أمريكا، خاصة بعد عملية "طوفان الأقصى" والذي أوضح هشاشة قوات الاحتلال، ويجب على العرب الضغط على أمريكا من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
* هل ستكون معركة الشفاء مفصلية في تحديد نهاية الحرب؟
-الشفا الآن تحت سيطرة قوات الاحتلال وهم يتدخلون ويعبثون بحياة المرضى ويهددون حياتهم. ما يحدث في الشفا عمل إسرائيلي مدروس ومخطط له لتغيير وضع غزة .. السؤال الآن هل ينجحون في ذلك؟ الأمر غير محسوم واعتقد أنهم لن ينجحوا فهناك على الأرض شعب حي صامد رغم كل المجازر والمآسي ورغم حجم الخراب والدمار وهو يرفض التهجير ويحظى بإسناد عربي ودولي. هناك مقاومة على الميدان تواصل المعركة وتسعى قدر المستطاع إلى الصمود ورد العدوان.
* لكن واحد وأربعون يوما منذ "طوفان الأقصى" فشل الجيش الإسرائيلي بكل ما يملكه من عتاد ودعم عسكري كسر شوكة المقاومة وتحقيق انتصار يبحث عنه لتبييض وجهه؟
-جيش الاحتلال وناتنياهو يسعون إلى صورة ما تمنحهم انتصارا يسوقونه للداخل الإسرائيلي ولكنهم يعرفون جيدا أن الأهداف المعلنة بالقضاء على المقاومة لا يمكن تحقيقها وقد بدأوا يغيرون اللهجة. المسألة ليست مسألة إمكانيات عسكرية قتالية نحن أمام قضية شعب هناك 15 مليون فلسطيني في العالم بلا هوية وبلا دولة وبلا كرامة وهذا لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية وهذه القضية ستظل قائمة مهما فعلت إسرائيل ومهما أججت من نيران ومهما حصلت من دعم، وما يحدث اليوم له تداعياته على صورتها في كل مكان وإسرائيل لم تستطع بعد أكثر من شهر أن تسيطر على مخيم جنين وإخضاعه فكيف يمكن أن تخضع الشعب الفلسطيني؟ ..
*تحدثت عن مخيم جنين ماذا يحدث في الضفة وأين السلطة الفلسطينية من كل ما يجري هناك؟
-في الضفة هناك حرب طويلة الأمد لا تتوقف وهي حرب تشن على الضفة بتحالف جيش الاحتلال والمستوطنين، وهم يشنون حملات الاعتقال والاجتياح والاستيطان والاغتيال والأسر. السلطة مختلة في الواقع ولا تملك القدرة على اتخاذ قرارات باتجاه غزة.وحتى لو أرادت إرسال مساعدات إلى القطاع لا يمكنها ذلك دون تنسيق مع الاحتلال وهي ليست صاحبة قرار أو لها حرية للأسف.
*لو استبقنا الأحداث كيف سيكون المشهد بعد هذه الحرب؟
-الأكيد انه وعلى عكس ما يردده ليس ناتنياهو من سيقرر ما سيكون عليه وضع غزة. صحيح أن لهم إمكانيات عسكرية عملاقة ويحظون بدعم وتأييد القوى الكبرى ولكن إذا استمر بغزة لن يجد من يتعامل معه. ما يقوله موجه للرأي العام الإسرائيلي المذهول مما حدث في 7 أكتوبر. ما بعد غزة لفلسطين ولغزة والحديث عن توليفة دولية لإدارة غزة أمر غير وارد. غزة جسم فلسطيني وقادر على إدارة وتقرير مصيره. يمكن أن يكون لمصر دور في المرحلة القادمة.
*ما حدث في 7 أكتوبر احدث زلزالا في إسرائيل وحتى في العالم وأعاد القضية الفلسطينية إلى سطح الأحداث كيف يمكن رغم كل الخسائر والخراب والثمن الباهظ الذي يدفعه الفلسطينيون، الاستثمار في هذه المحطة على كل المستويات السياسية والديبلوماسية والإعلامية والقضائية؟
- هذا ما يجب أن يفعل وهذا ما يتعين العمل عليه لإعادة ترتيب الوضع وتوحيد القوى وتجديد الإطارات الفلسطيني التي أكل عليها الدهر والعودة إلى المؤسسات. أولى الأولويات بعد الحرب أن يكون لنا وضع داخلي متين، هذا شرط ليسمعنا العالم وحتى نكون جديرين بذلك وإلا كما أضعنا انجازات كبيرة في السابق سنضيع هذا الانجاز الأسطوري وهذا ما لا يجب أن يحدث .