إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. معارك المصطلحات ..!.

 

يرويها: أبوبكر الصغير

إن المعرفة التي تحملها الأسماء لن تساعدنا إلا في تمييز الحقائق التي تشير إليها.

لكن هذه الأمور، بمجرد توجيه انتباهنا إليها، ستتطلب نهجا مختلفا تماما لكي نعرفها.

تتضمن أبسط الكلمات المفردات دائمًا افتراضات دلالية سياسية أو اجتماعية أو أدبية ضخمة.

تقدم شروحات حول معاني المواقف التي تختارها، بحيث تتفق التعريفات مع بعضها البعض ضمن إطار عقلاني وواقعي بما يضبط امتدادات المفاهيم، لتجنب التداخل والتناقضات.

يتمثل دور اللغة في تثبيت المصطلحات أو الأشياء التي يتعلق بها انتباه الموضوع في عمله التوجيهي. كما أن لديها وظيفة أكثر تعقيدًا من وظيفة الدلالة البسيطة. من المؤكد أنه يدعم عملية التحديد، ولكن، خارج هذه المهمة التي تتعلق بتحديد الجوهر، يجب أن يحمل في هدفه معرفة العلاقات التي يفهم من خلالها كل شيء يسميه، أي معرفة معناه، أو القيمة، وهذا المعنى الذي يريده هو معنى ذاته .

إن الذكاء المفاهيمي واللغة يتشابكان في الفكر، ولكنهما لا يلعبان نفس اللعبة، وصياغة الأول لا يمكن أن تستمر دون الثاني، وتفاعلاتهما تنتج الشذوذات.

في دوامات الصراع والحرب، ليس من المرغوب فيه أن ندع أنفسنا ننقاد للتيار السائد، ولا أن نقبل التناقضات والمبالغات، لكن ليس من الممكن أيضًا التجديف ضد التيار وخلق لهجة خاصة، أو لغة جديدة مقصورة على فئة معينة.

الحل المتبقي هو أخذ الأحداث على ما هي عليه واختيار المصطلحات وتحديد المعاني المختلفة التي تحملها، والتي سيتم استخدامها مع استبعاد بعض المعاني الأخرى.

حتى أن لزم الأمر ممارسة العنف على اللغة، عندما يتعلق الأمر بالتثبيت المصطلحي للمفاهيم التي ليس لدينا لها سوى مصطلحات ملتبسة.

بعد معارك حول الصور بما هو موصول بالحرب في غزة جاء الدور على معركة المصطلحات .

تمّ توجيه لوم وانتقاد لبعض القنوات العربية ليس في تقدير موقفها ممّا يجري بل الأهم في تسمية الأشياء ومعانيها، إذ اتجهت بعض القنوات أن ترفض صفة شهيد على ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إضافة الى إدانة استهداف المدنيين من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي .

لكن يبقى الخلاف الأكبر في مقاربة مسالة "الإرهاب" مفهوميا  إذ تبين أن له هندسة متغيرة بالنسبة لوكالة فرانس برس العالمية الفرنسية .

إذ في موقف ناقد من مسؤولين فرنسيين فانه هكذا يتم تصنيف تنظيم القاعدة وبوكو حرام على أنهما منظمات أو جماعات "إرهابية" من قبل الوكالة الأنباء الفرنسية ولا تطلق نفس التسمية لحركة حماس .

وقد استغلّ ذلك بقوة اليمين الفرنسي ليشنّ حملة على الوكالة ويطلب من الدولة الفرنسية وقف الاعتمادات المالية التي توفرها الوكالة .

أن حرب غزّة رفعت الغطاء على عديد وسائل الإعلام العالمية وكشفت حقيقة الأجندات التي هي في خدمتها .

أحيانا نحتاج الكثير من الصمت لنغسل به غبار الكلام.

إذ لا بدّ في لحظة ما من لزوم الصمت ليسمعنا الآخرون.

حكاياتهم  .. معارك المصطلحات ..!.

 

يرويها: أبوبكر الصغير

إن المعرفة التي تحملها الأسماء لن تساعدنا إلا في تمييز الحقائق التي تشير إليها.

لكن هذه الأمور، بمجرد توجيه انتباهنا إليها، ستتطلب نهجا مختلفا تماما لكي نعرفها.

تتضمن أبسط الكلمات المفردات دائمًا افتراضات دلالية سياسية أو اجتماعية أو أدبية ضخمة.

تقدم شروحات حول معاني المواقف التي تختارها، بحيث تتفق التعريفات مع بعضها البعض ضمن إطار عقلاني وواقعي بما يضبط امتدادات المفاهيم، لتجنب التداخل والتناقضات.

يتمثل دور اللغة في تثبيت المصطلحات أو الأشياء التي يتعلق بها انتباه الموضوع في عمله التوجيهي. كما أن لديها وظيفة أكثر تعقيدًا من وظيفة الدلالة البسيطة. من المؤكد أنه يدعم عملية التحديد، ولكن، خارج هذه المهمة التي تتعلق بتحديد الجوهر، يجب أن يحمل في هدفه معرفة العلاقات التي يفهم من خلالها كل شيء يسميه، أي معرفة معناه، أو القيمة، وهذا المعنى الذي يريده هو معنى ذاته .

إن الذكاء المفاهيمي واللغة يتشابكان في الفكر، ولكنهما لا يلعبان نفس اللعبة، وصياغة الأول لا يمكن أن تستمر دون الثاني، وتفاعلاتهما تنتج الشذوذات.

في دوامات الصراع والحرب، ليس من المرغوب فيه أن ندع أنفسنا ننقاد للتيار السائد، ولا أن نقبل التناقضات والمبالغات، لكن ليس من الممكن أيضًا التجديف ضد التيار وخلق لهجة خاصة، أو لغة جديدة مقصورة على فئة معينة.

الحل المتبقي هو أخذ الأحداث على ما هي عليه واختيار المصطلحات وتحديد المعاني المختلفة التي تحملها، والتي سيتم استخدامها مع استبعاد بعض المعاني الأخرى.

حتى أن لزم الأمر ممارسة العنف على اللغة، عندما يتعلق الأمر بالتثبيت المصطلحي للمفاهيم التي ليس لدينا لها سوى مصطلحات ملتبسة.

بعد معارك حول الصور بما هو موصول بالحرب في غزة جاء الدور على معركة المصطلحات .

تمّ توجيه لوم وانتقاد لبعض القنوات العربية ليس في تقدير موقفها ممّا يجري بل الأهم في تسمية الأشياء ومعانيها، إذ اتجهت بعض القنوات أن ترفض صفة شهيد على ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إضافة الى إدانة استهداف المدنيين من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي .

لكن يبقى الخلاف الأكبر في مقاربة مسالة "الإرهاب" مفهوميا  إذ تبين أن له هندسة متغيرة بالنسبة لوكالة فرانس برس العالمية الفرنسية .

إذ في موقف ناقد من مسؤولين فرنسيين فانه هكذا يتم تصنيف تنظيم القاعدة وبوكو حرام على أنهما منظمات أو جماعات "إرهابية" من قبل الوكالة الأنباء الفرنسية ولا تطلق نفس التسمية لحركة حماس .

وقد استغلّ ذلك بقوة اليمين الفرنسي ليشنّ حملة على الوكالة ويطلب من الدولة الفرنسية وقف الاعتمادات المالية التي توفرها الوكالة .

أن حرب غزّة رفعت الغطاء على عديد وسائل الإعلام العالمية وكشفت حقيقة الأجندات التي هي في خدمتها .

أحيانا نحتاج الكثير من الصمت لنغسل به غبار الكلام.

إذ لا بدّ في لحظة ما من لزوم الصمت ليسمعنا الآخرون.