إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. جرائم حرب بالجملة بلا عقاب..

 

من المعمداني إلى الشفاء تتكرر جرائم الاحتلال الإسرائيلي وكل يوم يمضي أسوأ وأبشع من سابقه.. من العقوبات الجماعية إلى التهجير القسري والاغتيالات الممنهجة إلى الإعدامات الجماعية في ظل استمرار محرقة غزة التي باتت توصف بجريمة حرب ثابتة الأركان تتعدد وتتنوع جرائم الحرب التي تحمل توقيع الاحتلال بدماء ضحاياه على مدى أجيال...

ما حدث في مستشفى الشفاء عملية انتقامية بشعة للاحتلال الذي يسعى لإبادة جماعية للفلسطينيين.. والأخطر من كل ذلك أن يتورط الرئيس الأمريكي جو بايدن ويرفض كل نداءات الاستغاثة التي تطالب بوقف المجزرة مؤكدا أن البيت الأبيض حصل على معلومات استخباراتية تؤشر إلى تعمد حماس استعمال المؤسسات الاستشفائية لعملياتها.. بادين يتبنى مجددا الرواية الإسرائيلية ويتحول إلى ناطق رسمي باسم الاحتلال وهو الذي ظهر في مناسبتين سابقتين يدافع عن نظام إرهابي، مرة أولى عندما روج لرؤوس الأطفال التي قطعتها المقاومة لتكذب قناة "سي آن آن" لاحقا الأمر وتعتذر عن المعلومة الخاطئة ومرة أخرى باستباقه كل التحقيقات بعد قصف مستشفى المعمداني وتأكيده أن حماس وراء القصف ومرة أخرى يجانب بايدن الصواب ولعله أراد استباق كل التحقيقات وتوفير الحصانة لجيش الاحتلال الذي يواصل ارتكاب هذه الجرائم..

إسرائيل هي الكيان الوحيد الذي لا حدود جغرافية له لان الأطماع التوسعية الإسرائيلية لا حد لها وهي تتطلع إلى ضم ارض النيل وبلاد الرافدين وأكثر من ذلك لإقامة إسرائيل الكبرى، قد بات واضحا أن احد أهم أهداف الحرب الهمجية على غزة ليس القضاء على حماس كما يدعي رئيس الوزراء ناتنياهو ولكن لإعادة القطاع إلى مظلة الاحتلال ومنه إعادة احتلال الضفة. وهذا ليس الاستثناء الوحيد في عقيدة الدولة الدينية التي تفوقت على كل الأنظمة الفاشية والعنصرية.. وإسرائيل هي البلد الوحيد في العالم التي تحتل ارض الغير وتهزأ بأحكام الشرعية الدولية وتنتهك حقوق الجميع على مرأى ومسمع من العالم ولا تتعرض للمساءلة والملاحقة.. وإسرائيل هي الكيان الوحيد الذي يطلق قطعان المستوطنين المسلحين لمصادرة الأرض واقتحام البيوت وافتكاكها من أصحابها ولا تمنع من ذلك وهو الكيان الوحيد الذي  يقطع الأشجار ويحرق الزيتون ويقطع الطريق على المواطنين ويمنعهم من الوصول إلى المستشفيات والمدارس ويحرمهم من حرية التنقل ولا يجد معارضة لسياساته وهو الكيان الوحيد الذي يستهدف المستشفيات ويروع المرضى ويهدد الطواقم الطبية ولا يجد من يتصدى له وإسرائيل الكيان الوحيد الذي يقصف مؤسسات الأمم المتحدة وهيئتها ويستبيح مدارس الاونروا ويقتل الأطفال وهم نيام ولا يهتز لذلك العالم وإسرائيل الكيان الوحيد الذي يقصف البيوت على رؤوس أصحابها ويقتل الآلاف ولا تتوانى اكبر القوى في مجلس الأمن من رفع الفيتو وتوفير الحصانة له وهو الوحيد الذي يدنس المقدسات ويقتحم المساجد والكنائس ولا يحظى بمعارضة على ذلك، وهو الكيان الوحيد الذي يفرض حكما غير شرعي بالسجن على اكثر من مليوني نسمة في غزة ونحو سبعة ملايين في الضفة ويمنعهم من السفر والعمل والتنفس ومع ذلك فأحكامه على رؤوس الجميع..ولو أننا حاولنا حصر كل الممارسات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني بدا من الأطفال الخدج الذين يتعرضون للإعدام البطيء بقطع الاوكسيجين عنهم  في المستشفيات مرورا بالأطفال الذين يقتلون على مدار الساعة وصولا إلى الشيوخ والشباب والنساء والحوامل اللائي يتعرض للعمليات الجراحية دون تبنيج أو تعقيم ولا يهتز لذلك المجتمع الدولي الذي صدع الفضاءات والمنابر  بالحديث عن الحقوق والحريات والقيم الإنسانية المشتركة ليسقط في اخطر الاختبارات ويتنكر لحق الشعوب في الحرية وتقرير المصير...

قبل أيام أعلن المحامي الفرنسي جيل ديفير انه سيلاحق إسرائيل أمام المحاكم الدولية بسبب ما تقترفه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.. ديفر الذي قال للفلسطينيين لستم وحدكم أعلن أن أكثر من ثلاثمائة محام مستعدون أيضا للانضمام إلى هذه المعركة وان الرقم في ارتفاع وسيصل إلى ثلاثة آلاف.. قد لا تكون المحاكمة غدا وقد لا تكون العدالة على مرمى قدم ولكن الأكيد أن لكل شيء بداية وان زمن الإفلات من العقاب انتهى وانه سيتعين على ناتنياهو عصابته مواجهة العدالة الدولية  وان جبال من الوثائق والتسجيلات والتصريحات باتت متوفرة لإدانة الجناة.. حياة أطفال فلسطين ونسائها وشبابها ورجالها مهمة ودماؤهم ليست اقل من دماء الإسرائيليين...

اسيا العتروس 

ممنوع من الحياد..   جرائم حرب بالجملة بلا عقاب..

 

من المعمداني إلى الشفاء تتكرر جرائم الاحتلال الإسرائيلي وكل يوم يمضي أسوأ وأبشع من سابقه.. من العقوبات الجماعية إلى التهجير القسري والاغتيالات الممنهجة إلى الإعدامات الجماعية في ظل استمرار محرقة غزة التي باتت توصف بجريمة حرب ثابتة الأركان تتعدد وتتنوع جرائم الحرب التي تحمل توقيع الاحتلال بدماء ضحاياه على مدى أجيال...

ما حدث في مستشفى الشفاء عملية انتقامية بشعة للاحتلال الذي يسعى لإبادة جماعية للفلسطينيين.. والأخطر من كل ذلك أن يتورط الرئيس الأمريكي جو بايدن ويرفض كل نداءات الاستغاثة التي تطالب بوقف المجزرة مؤكدا أن البيت الأبيض حصل على معلومات استخباراتية تؤشر إلى تعمد حماس استعمال المؤسسات الاستشفائية لعملياتها.. بادين يتبنى مجددا الرواية الإسرائيلية ويتحول إلى ناطق رسمي باسم الاحتلال وهو الذي ظهر في مناسبتين سابقتين يدافع عن نظام إرهابي، مرة أولى عندما روج لرؤوس الأطفال التي قطعتها المقاومة لتكذب قناة "سي آن آن" لاحقا الأمر وتعتذر عن المعلومة الخاطئة ومرة أخرى باستباقه كل التحقيقات بعد قصف مستشفى المعمداني وتأكيده أن حماس وراء القصف ومرة أخرى يجانب بايدن الصواب ولعله أراد استباق كل التحقيقات وتوفير الحصانة لجيش الاحتلال الذي يواصل ارتكاب هذه الجرائم..

إسرائيل هي الكيان الوحيد الذي لا حدود جغرافية له لان الأطماع التوسعية الإسرائيلية لا حد لها وهي تتطلع إلى ضم ارض النيل وبلاد الرافدين وأكثر من ذلك لإقامة إسرائيل الكبرى، قد بات واضحا أن احد أهم أهداف الحرب الهمجية على غزة ليس القضاء على حماس كما يدعي رئيس الوزراء ناتنياهو ولكن لإعادة القطاع إلى مظلة الاحتلال ومنه إعادة احتلال الضفة. وهذا ليس الاستثناء الوحيد في عقيدة الدولة الدينية التي تفوقت على كل الأنظمة الفاشية والعنصرية.. وإسرائيل هي البلد الوحيد في العالم التي تحتل ارض الغير وتهزأ بأحكام الشرعية الدولية وتنتهك حقوق الجميع على مرأى ومسمع من العالم ولا تتعرض للمساءلة والملاحقة.. وإسرائيل هي الكيان الوحيد الذي يطلق قطعان المستوطنين المسلحين لمصادرة الأرض واقتحام البيوت وافتكاكها من أصحابها ولا تمنع من ذلك وهو الكيان الوحيد الذي  يقطع الأشجار ويحرق الزيتون ويقطع الطريق على المواطنين ويمنعهم من الوصول إلى المستشفيات والمدارس ويحرمهم من حرية التنقل ولا يجد معارضة لسياساته وهو الكيان الوحيد الذي يستهدف المستشفيات ويروع المرضى ويهدد الطواقم الطبية ولا يجد من يتصدى له وإسرائيل الكيان الوحيد الذي يقصف مؤسسات الأمم المتحدة وهيئتها ويستبيح مدارس الاونروا ويقتل الأطفال وهم نيام ولا يهتز لذلك العالم وإسرائيل الكيان الوحيد الذي يقصف البيوت على رؤوس أصحابها ويقتل الآلاف ولا تتوانى اكبر القوى في مجلس الأمن من رفع الفيتو وتوفير الحصانة له وهو الوحيد الذي يدنس المقدسات ويقتحم المساجد والكنائس ولا يحظى بمعارضة على ذلك، وهو الكيان الوحيد الذي يفرض حكما غير شرعي بالسجن على اكثر من مليوني نسمة في غزة ونحو سبعة ملايين في الضفة ويمنعهم من السفر والعمل والتنفس ومع ذلك فأحكامه على رؤوس الجميع..ولو أننا حاولنا حصر كل الممارسات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني بدا من الأطفال الخدج الذين يتعرضون للإعدام البطيء بقطع الاوكسيجين عنهم  في المستشفيات مرورا بالأطفال الذين يقتلون على مدار الساعة وصولا إلى الشيوخ والشباب والنساء والحوامل اللائي يتعرض للعمليات الجراحية دون تبنيج أو تعقيم ولا يهتز لذلك المجتمع الدولي الذي صدع الفضاءات والمنابر  بالحديث عن الحقوق والحريات والقيم الإنسانية المشتركة ليسقط في اخطر الاختبارات ويتنكر لحق الشعوب في الحرية وتقرير المصير...

قبل أيام أعلن المحامي الفرنسي جيل ديفير انه سيلاحق إسرائيل أمام المحاكم الدولية بسبب ما تقترفه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.. ديفر الذي قال للفلسطينيين لستم وحدكم أعلن أن أكثر من ثلاثمائة محام مستعدون أيضا للانضمام إلى هذه المعركة وان الرقم في ارتفاع وسيصل إلى ثلاثة آلاف.. قد لا تكون المحاكمة غدا وقد لا تكون العدالة على مرمى قدم ولكن الأكيد أن لكل شيء بداية وان زمن الإفلات من العقاب انتهى وانه سيتعين على ناتنياهو عصابته مواجهة العدالة الدولية  وان جبال من الوثائق والتسجيلات والتصريحات باتت متوفرة لإدانة الجناة.. حياة أطفال فلسطين ونسائها وشبابها ورجالها مهمة ودماؤهم ليست اقل من دماء الإسرائيليين...

اسيا العتروس