إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. الصفة "مناذلة".. !

 

يرويها: أبوبكر الصغير

يجب أن تتدحرج الرؤوس! " تقول بعض الشعارات. من خلال جلب إرهاب جديد، من خلال تطبيق عدالة الجهلة. ومن خلال مراقبة المواقف الجديدة التي نرغب في استبدال الحقيقة بها، هذا التطرف حيث يمكن أن يصبح الضحايا الذين نصبوا أنفسهم عملاء لإملاءات جديدة، ضحية، لا لبس فيها، حصرية، عقيمة .

أصبح الشأن السياسي خبز الشعوب اليومي. مصيبتنا أن البعض  بادر بتسطيح المسائل السياسية بل و"تسطيلها " !.

 إنهم لا يدركون أن الواجب قبل الحديث والنقد وحتى الافتراء والشتم تحصيل المعرفة السياسية أو اليقين بشأن قضية أو حدث أو موقف.

  ولا يزال بوسعنا أن نزعم أنه حتى لو كان كل هذا يبدو وكأنه موقف مبدئي ثابت وراسخ من قضية ما، فإن الحقيقة تظل أن الأهداف تنتهي في نهاية المطاف إلى نوع من السقوط  .

 لا نشك أن هناك من يناضل ويقرر مصيره مستفيدًا في الحركة لأنه سينقل دوافعه، ويدعم الحلفاء، ويفهم كيفية إعلام من يتابعونه دون تثبيط عزيمتهم، ولديه ما يكفي من الشجاعة لتحمل مخاطر مواجهة الخصم والشدائد. وهذا له اشتراطاته وهي الاستقلالية، والكفاءة، والقرب الاجتماعي.

أن يكون الفرد هو أصل أفعاله، أن يكون قادرا على الاختيار، أن يكون قادرا على اتخاذ القرار، لا أن يتم التحكم فيه مثل البيدق.

إنه يختلف أيضًا عن العيش في حالة من الحرية: يمكننا أن نعيش بشكل موضوعي وضعًا تكون فيه كل خيالاتنا ممكنة، حيث لا أحد يجبرنا على فعل أي شيء ويتركنا نقرر، ولكن لسبب أو لآخر، لا يمكننا أن نفعل ما نريده. نرغب في القيام به، ولا يمكننا أن نقرر ما يجب القيام به، وما إلى ذلك.

إنّ تواتر هذا الضخ  وهذا القصف الإعلامي وفقاً لنمط محدد وموقف موجه، يجعل الإنسان المستهلك المدمن للمادة الإعلامية السياسية "ببغاء  سياسي".

نحن غيبنا تماما العقل الذي وحده قادر أن يقوم بعملية التحليل والدراسة والتثبت من أي خبر وقولبته في إطار التحليل العقلاني الموضوعي.

مصيبتنا ليست في كلّ هذه المشاكل التي نعيشها اليوم بل مشكلتنا الحقيقية في وجود هذه الوجوه التي تتصدر المشهد وهي ليست له بأهل.

 بين متحيّل وجاهل ومعقّد وتافه ينتصبون ليعطوا دروسا ويوجّهوا الرأي العام عملا بقاعدة "ما يطلبه الجمهور" وما يرغب فيه، جمهور "المشهد" هو بلا منازع، صاحب أكبر قدر من الغباء والجهالة .

 إحدى "المناذلات" كانت كلفت بمسؤولية في مستوى حكومي ليتم طردها شرّ طردة بعد انكشاف جهلها وادّعائها بما ليس فيها ..

 تلوّنت كما شاءت ورمت خلال العشرية الماضية بنفسها  وسط كلّ القصاع  وفي كلّ مرّة في ركاب من بيده مفاتيح الحكم، تتجرّأ لتحكم وتقيّم مواقف الدول والشخصيات وتعطي دروسا في "الثورجية" لا تتناسب  حتى مع  تلك مستحضرات التجميل الرخيصة التي تغرق بها وجهها وكأنها تمثيل لذات أخرى في علاقاتها مع الآخرين .

 المصيبة هناك من ينخرط انخراطا فاحشا في منظومة حكم معينة، ثم، وبعد التخمة وسقوطها يقرر أن يتحول إلى "مناذل"، من خلال انتقاد ذات المنظومة التي كان جزءا منها، وأثرى وكسب بسببها !.

كارثتنا أن يصبح النضال بضاعة رخيصة في أيادي تجار الكلام .

 نحن في زمن الانحطاط الإعلامي ورداءة القيم .

 النضال حركة وسيرورة مستمرتان عبر الزمن وموقف ثابت برؤية منهجية صادقة، يصعب نظريا التمييز بين المناضل الحقيقي والمناضل المزيف، فالفيصل بينهما الميدان وتحدياته.

تحب الحماقة عادة الشهادة في سبيل الشهرة .

حكاياتهم  .. الصفة "مناذلة".. !

 

يرويها: أبوبكر الصغير

يجب أن تتدحرج الرؤوس! " تقول بعض الشعارات. من خلال جلب إرهاب جديد، من خلال تطبيق عدالة الجهلة. ومن خلال مراقبة المواقف الجديدة التي نرغب في استبدال الحقيقة بها، هذا التطرف حيث يمكن أن يصبح الضحايا الذين نصبوا أنفسهم عملاء لإملاءات جديدة، ضحية، لا لبس فيها، حصرية، عقيمة .

أصبح الشأن السياسي خبز الشعوب اليومي. مصيبتنا أن البعض  بادر بتسطيح المسائل السياسية بل و"تسطيلها " !.

 إنهم لا يدركون أن الواجب قبل الحديث والنقد وحتى الافتراء والشتم تحصيل المعرفة السياسية أو اليقين بشأن قضية أو حدث أو موقف.

  ولا يزال بوسعنا أن نزعم أنه حتى لو كان كل هذا يبدو وكأنه موقف مبدئي ثابت وراسخ من قضية ما، فإن الحقيقة تظل أن الأهداف تنتهي في نهاية المطاف إلى نوع من السقوط  .

 لا نشك أن هناك من يناضل ويقرر مصيره مستفيدًا في الحركة لأنه سينقل دوافعه، ويدعم الحلفاء، ويفهم كيفية إعلام من يتابعونه دون تثبيط عزيمتهم، ولديه ما يكفي من الشجاعة لتحمل مخاطر مواجهة الخصم والشدائد. وهذا له اشتراطاته وهي الاستقلالية، والكفاءة، والقرب الاجتماعي.

أن يكون الفرد هو أصل أفعاله، أن يكون قادرا على الاختيار، أن يكون قادرا على اتخاذ القرار، لا أن يتم التحكم فيه مثل البيدق.

إنه يختلف أيضًا عن العيش في حالة من الحرية: يمكننا أن نعيش بشكل موضوعي وضعًا تكون فيه كل خيالاتنا ممكنة، حيث لا أحد يجبرنا على فعل أي شيء ويتركنا نقرر، ولكن لسبب أو لآخر، لا يمكننا أن نفعل ما نريده. نرغب في القيام به، ولا يمكننا أن نقرر ما يجب القيام به، وما إلى ذلك.

إنّ تواتر هذا الضخ  وهذا القصف الإعلامي وفقاً لنمط محدد وموقف موجه، يجعل الإنسان المستهلك المدمن للمادة الإعلامية السياسية "ببغاء  سياسي".

نحن غيبنا تماما العقل الذي وحده قادر أن يقوم بعملية التحليل والدراسة والتثبت من أي خبر وقولبته في إطار التحليل العقلاني الموضوعي.

مصيبتنا ليست في كلّ هذه المشاكل التي نعيشها اليوم بل مشكلتنا الحقيقية في وجود هذه الوجوه التي تتصدر المشهد وهي ليست له بأهل.

 بين متحيّل وجاهل ومعقّد وتافه ينتصبون ليعطوا دروسا ويوجّهوا الرأي العام عملا بقاعدة "ما يطلبه الجمهور" وما يرغب فيه، جمهور "المشهد" هو بلا منازع، صاحب أكبر قدر من الغباء والجهالة .

 إحدى "المناذلات" كانت كلفت بمسؤولية في مستوى حكومي ليتم طردها شرّ طردة بعد انكشاف جهلها وادّعائها بما ليس فيها ..

 تلوّنت كما شاءت ورمت خلال العشرية الماضية بنفسها  وسط كلّ القصاع  وفي كلّ مرّة في ركاب من بيده مفاتيح الحكم، تتجرّأ لتحكم وتقيّم مواقف الدول والشخصيات وتعطي دروسا في "الثورجية" لا تتناسب  حتى مع  تلك مستحضرات التجميل الرخيصة التي تغرق بها وجهها وكأنها تمثيل لذات أخرى في علاقاتها مع الآخرين .

 المصيبة هناك من ينخرط انخراطا فاحشا في منظومة حكم معينة، ثم، وبعد التخمة وسقوطها يقرر أن يتحول إلى "مناذل"، من خلال انتقاد ذات المنظومة التي كان جزءا منها، وأثرى وكسب بسببها !.

كارثتنا أن يصبح النضال بضاعة رخيصة في أيادي تجار الكلام .

 نحن في زمن الانحطاط الإعلامي ورداءة القيم .

 النضال حركة وسيرورة مستمرتان عبر الزمن وموقف ثابت برؤية منهجية صادقة، يصعب نظريا التمييز بين المناضل الحقيقي والمناضل المزيف، فالفيصل بينهما الميدان وتحدياته.

تحب الحماقة عادة الشهادة في سبيل الشهرة .