بينما تواجه بلادنا مطالب هوية من كل جانب، يرى البعض وفي تقدير موقف أنه من الضروري التذكير بالمفهوم الدستوري والجمهوري والقانوني للهوية الوطنية وحمايتها لضمان وحدة الأمة.
أصبحت الهوية مصطلحًا يستخدم على نطاق واسع فيما يتعلق بأحداث مختلفة،التحولات الاجتماعية والسياسية، والصراعات أو المشاريع المتعددة …
لم يكن بناء الهوية يعمل كرد فعل على المنافسات بين القوى المتجاورة فحسب، لقد أعطاه سياق الوضع الدولي بعدا ثانيا تم تنظيمه حول التعارض بين عالمين، العالم المتحضر والعالم غير المتحضر .
الهوية هي نتيجة لعملية تحديد الهوية المعقدة، وإقامة الروابط بين الفرد والجماعات التي يتعرف فيها على نفسه إلى حد أن العناصر المكونة للمجموعة تصبح عناصر مكونة لشخصيته.
إن عظمة أي بلد تتمثل في الاعتراف بالهويات المختلفة التي تظهر على أرضه.
ولا بد من القول إن الهوية الوطنية تواجه أيضا تحديا من الهوية المغاربية أو العربية أو الإفريقية أو حتى المتوسطية بحكم الارتباط الجغرافي، على الرغم من أن الأخيرة لا تزال في مهدها. فكل الهوية الحقيقية هي متعددة وليست فريدة، باعتبارها النتيجة المشتركة للتاريخية والإرادة المشتركة، الأمة روح، ومبدأ روحي، شيئان، في الحقيقة، هما شيء واحد، يشكلان هذه الروح، هذا المبدأ الروحي، أحدهما في الماضي والآخر في الحاضر. بما يتّجه القول إنها الحيازة المشتركة لإرث غني من التراث السياسي والآخر هو الموافقة الحالية، والرغبة في العيش معا، والرغبة في الاستمرار في تأكيد هذا الإرث الذي تلقيناه غير مقسم.
غني عن القول أن كلمة "الهوية" تشير إلى الهوية الوطنية، بمعنى وجود الأمة، وشخصيتها، وحتى "حمضها النووي" هي التي تستهدف.
ومع ذلك، فإن الهوية الوطنية ليست سوى واحدة من بين العديد من الطرق الأخرى لتصور الهوية، تمامًا كما، في مجال آخر، ترتبط كلمة "قيمة" تلقائيًا بالأخلاق في حين أن الأخيرة لا ترتبط إلا بواحد من الأوجه العديدة.
في الواقع، يمكن فهم "الهوية الوطنية" بمعنيين مختلفين تماما، أولاً، يمكن أن تكون طبيعة "الأمة" الجماعية أو توصيفها بذات الفرد.
لا يمكن اختزال مصطلح الهوية في حد ذاته في بناء خطاب غالبًا ما تقوم به النخب. طالما أن الهويات المنتجة لم يتم استيعابها وإعادة تخصيصها كتعريف ذاتي من قبل السكان الذين فرضت عليهم، فمن غير الممكن الحديث عن الهوية، ولكن ببساطة أكثر عن صورة المجموعة، وهي الصورة التي يشكلها "رواد الهوية".
كما أن الهوية ليست متحفًا، ولا مؤلفا تاريخيا.
تونس دولة تتمتع بالقدرة على الإبداع والابتكار. ومن الممكن أن تتطور هويتها الوطنية، شريطة عدم المساس بالمبادئ العامة. بمعنى أن الثوابت التي ترسَخت لنا بما هو موصول بتوجهات سياساتها الداخلية والخارجية وطبيعة علاقاتها لا يمكن القطع معها بمجرّد أهواء أو رغبات بقدر ما هي مشترك ثابت بين كلّ التونسيين وهي نتاج تراكمات عقود طويلة من البناء الوطني السياسي…
اخطر ما يحزّ في النفس عندما استمع إلى شخص يقول لي، "ليست هذه تونس التي نعرفها"!!!.
رغم ذلك إن سألني أحدهم، لماذا تحب الوطن، لست أدري كيف عساي أن أجيبه، فأنا أحبه، لأنني أحبه فقط .
يكفيني أن يكون لي الحضن الدافئ الذي أشمّ فيه رائحة أمي وأشعر به بأمان أبي.
يرويها: أبو بكر الصغير
بينما تواجه بلادنا مطالب هوية من كل جانب، يرى البعض وفي تقدير موقف أنه من الضروري التذكير بالمفهوم الدستوري والجمهوري والقانوني للهوية الوطنية وحمايتها لضمان وحدة الأمة.
أصبحت الهوية مصطلحًا يستخدم على نطاق واسع فيما يتعلق بأحداث مختلفة،التحولات الاجتماعية والسياسية، والصراعات أو المشاريع المتعددة …
لم يكن بناء الهوية يعمل كرد فعل على المنافسات بين القوى المتجاورة فحسب، لقد أعطاه سياق الوضع الدولي بعدا ثانيا تم تنظيمه حول التعارض بين عالمين، العالم المتحضر والعالم غير المتحضر .
الهوية هي نتيجة لعملية تحديد الهوية المعقدة، وإقامة الروابط بين الفرد والجماعات التي يتعرف فيها على نفسه إلى حد أن العناصر المكونة للمجموعة تصبح عناصر مكونة لشخصيته.
إن عظمة أي بلد تتمثل في الاعتراف بالهويات المختلفة التي تظهر على أرضه.
ولا بد من القول إن الهوية الوطنية تواجه أيضا تحديا من الهوية المغاربية أو العربية أو الإفريقية أو حتى المتوسطية بحكم الارتباط الجغرافي، على الرغم من أن الأخيرة لا تزال في مهدها. فكل الهوية الحقيقية هي متعددة وليست فريدة، باعتبارها النتيجة المشتركة للتاريخية والإرادة المشتركة، الأمة روح، ومبدأ روحي، شيئان، في الحقيقة، هما شيء واحد، يشكلان هذه الروح، هذا المبدأ الروحي، أحدهما في الماضي والآخر في الحاضر. بما يتّجه القول إنها الحيازة المشتركة لإرث غني من التراث السياسي والآخر هو الموافقة الحالية، والرغبة في العيش معا، والرغبة في الاستمرار في تأكيد هذا الإرث الذي تلقيناه غير مقسم.
غني عن القول أن كلمة "الهوية" تشير إلى الهوية الوطنية، بمعنى وجود الأمة، وشخصيتها، وحتى "حمضها النووي" هي التي تستهدف.
ومع ذلك، فإن الهوية الوطنية ليست سوى واحدة من بين العديد من الطرق الأخرى لتصور الهوية، تمامًا كما، في مجال آخر، ترتبط كلمة "قيمة" تلقائيًا بالأخلاق في حين أن الأخيرة لا ترتبط إلا بواحد من الأوجه العديدة.
في الواقع، يمكن فهم "الهوية الوطنية" بمعنيين مختلفين تماما، أولاً، يمكن أن تكون طبيعة "الأمة" الجماعية أو توصيفها بذات الفرد.
لا يمكن اختزال مصطلح الهوية في حد ذاته في بناء خطاب غالبًا ما تقوم به النخب. طالما أن الهويات المنتجة لم يتم استيعابها وإعادة تخصيصها كتعريف ذاتي من قبل السكان الذين فرضت عليهم، فمن غير الممكن الحديث عن الهوية، ولكن ببساطة أكثر عن صورة المجموعة، وهي الصورة التي يشكلها "رواد الهوية".
كما أن الهوية ليست متحفًا، ولا مؤلفا تاريخيا.
تونس دولة تتمتع بالقدرة على الإبداع والابتكار. ومن الممكن أن تتطور هويتها الوطنية، شريطة عدم المساس بالمبادئ العامة. بمعنى أن الثوابت التي ترسَخت لنا بما هو موصول بتوجهات سياساتها الداخلية والخارجية وطبيعة علاقاتها لا يمكن القطع معها بمجرّد أهواء أو رغبات بقدر ما هي مشترك ثابت بين كلّ التونسيين وهي نتاج تراكمات عقود طويلة من البناء الوطني السياسي…
اخطر ما يحزّ في النفس عندما استمع إلى شخص يقول لي، "ليست هذه تونس التي نعرفها"!!!.
رغم ذلك إن سألني أحدهم، لماذا تحب الوطن، لست أدري كيف عساي أن أجيبه، فأنا أحبه، لأنني أحبه فقط .
يكفيني أن يكون لي الحضن الدافئ الذي أشمّ فيه رائحة أمي وأشعر به بأمان أبي.