إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. معارك "الخنفوس"…!.

   

يرويها: أبو بكر الصغير

   إن التفكير في الحشرات، التي غالبا ما تكون شركاء غير مريحين وأعداء لا يمكن التنبؤ بهم إلى حد ما، ويثيرون الرفض في كثير من الأحيان أكثر من التعاطف، يساهم في المناقشات حول أسس الموقف المدروس أخلاقيا تجاه الحيوانات. ليس لدى الحشرة وعي بأنها حية ولا قدرة فكرية.

   يتعلق الأمر بالفطرة. تأكل لأنها جائعة، وتهرب لأنها تشعر بالخطر، وتجامع لإشباع حاجة لا يمكن السيطرة عليها. هي مثل بعض الأسماك والثعابين، ليس لديها عواطف.

  إن عالم الحشرات في نهاية المطاف بعيد جدًا عن عالمنا، ولو فقط بسبب تأثيرات الحجم، مما يجبرنا على إعادة التفكير في مفاهيم العالم والبيئات ذاتها.

   تحولت حشرة "بق الفراش" إلى قضية سياسية بفرنسا، لتبلغ أصداءها بلدان مغاربية، تزامن ذلك مع نقاشات صاخبة بين السياسيين حول تقاعس الحكومة في مواجهة هذه الظاهرة. يبقى السؤال كيف تحولت هذه الظاهرة الصحية إلى قضية سياسية في الداخل الفرنسي وإلى مصدر للتهكم بخلفية سياسية خارج فرنسا.

 تونس كذلك لم تكن في عزلة من "حدث زحف البق"، الذي أولته وسائل الإعلام اهتماما، الطريف أن أحد "الكناكرة" النجباء ردَّ هذه المؤامرة كونها من صنع جهاز استخبارات أجنبية زار سرّا بلادنا محملا بعلب بالبق و قام بنشرها في مبيتات الطّلاب لتهييجهم (هكذا)!!.

 أهلا بكم في معرض الغباء الذي أصبحت تفيض به عديد البرامج في قنواتنا التلفزيونية.

  إذا كانت ظاهرة انتشار البق واسعة النطاق يمكن أن تسبب الاكتئاب ومتلازمات ما بعد الصدمة. باعتبار إنها تجربة "النجس"، فان غباء البعض قد يشعر المرء رغبة في التخلص من نفسه.

  إن القلق المستمر لدى ضحايا بق الفراش يؤكد لنا إنها الحشرة التي تزعزع استقرار البشر أكثر من غيرها.

   بالمناسبة ومادام حديثنا عن الحشرات أو الخنافس هنالك بمنطقة الرديف جمعية رياضية اسمها "الخنفوس الرياضي بالرديف"، تأسست عام 1919 وتعددت الروايات حول أطلاق هذا الاسم "الخنفوس"، يُقَال إنّها نسبة إلى منطقة أثريّة بالجهة تسمّى "بير الخنفوس" في حين تقول رواية أخرى إنها تعود إلى كلمة "الكونفوس" بعد إدغام مختصر لعبارتي "شركة الفسفاط" بالفرنسيّة Compagnie des Phosphates فتكون التسمية كالتالي : " Com...Phos ".

الرجال حشرات يلتهم بعضها البعض على ذرة صغيرة من الطين.

   ثبت أن أخطر ما يتهدّد مصير الكون ليس الحشرة بل الإنسان، بصنيعه وفعله.

 

 

حكاياتهم  ..  معارك "الخنفوس"…!.

   

يرويها: أبو بكر الصغير

   إن التفكير في الحشرات، التي غالبا ما تكون شركاء غير مريحين وأعداء لا يمكن التنبؤ بهم إلى حد ما، ويثيرون الرفض في كثير من الأحيان أكثر من التعاطف، يساهم في المناقشات حول أسس الموقف المدروس أخلاقيا تجاه الحيوانات. ليس لدى الحشرة وعي بأنها حية ولا قدرة فكرية.

   يتعلق الأمر بالفطرة. تأكل لأنها جائعة، وتهرب لأنها تشعر بالخطر، وتجامع لإشباع حاجة لا يمكن السيطرة عليها. هي مثل بعض الأسماك والثعابين، ليس لديها عواطف.

  إن عالم الحشرات في نهاية المطاف بعيد جدًا عن عالمنا، ولو فقط بسبب تأثيرات الحجم، مما يجبرنا على إعادة التفكير في مفاهيم العالم والبيئات ذاتها.

   تحولت حشرة "بق الفراش" إلى قضية سياسية بفرنسا، لتبلغ أصداءها بلدان مغاربية، تزامن ذلك مع نقاشات صاخبة بين السياسيين حول تقاعس الحكومة في مواجهة هذه الظاهرة. يبقى السؤال كيف تحولت هذه الظاهرة الصحية إلى قضية سياسية في الداخل الفرنسي وإلى مصدر للتهكم بخلفية سياسية خارج فرنسا.

 تونس كذلك لم تكن في عزلة من "حدث زحف البق"، الذي أولته وسائل الإعلام اهتماما، الطريف أن أحد "الكناكرة" النجباء ردَّ هذه المؤامرة كونها من صنع جهاز استخبارات أجنبية زار سرّا بلادنا محملا بعلب بالبق و قام بنشرها في مبيتات الطّلاب لتهييجهم (هكذا)!!.

 أهلا بكم في معرض الغباء الذي أصبحت تفيض به عديد البرامج في قنواتنا التلفزيونية.

  إذا كانت ظاهرة انتشار البق واسعة النطاق يمكن أن تسبب الاكتئاب ومتلازمات ما بعد الصدمة. باعتبار إنها تجربة "النجس"، فان غباء البعض قد يشعر المرء رغبة في التخلص من نفسه.

  إن القلق المستمر لدى ضحايا بق الفراش يؤكد لنا إنها الحشرة التي تزعزع استقرار البشر أكثر من غيرها.

   بالمناسبة ومادام حديثنا عن الحشرات أو الخنافس هنالك بمنطقة الرديف جمعية رياضية اسمها "الخنفوس الرياضي بالرديف"، تأسست عام 1919 وتعددت الروايات حول أطلاق هذا الاسم "الخنفوس"، يُقَال إنّها نسبة إلى منطقة أثريّة بالجهة تسمّى "بير الخنفوس" في حين تقول رواية أخرى إنها تعود إلى كلمة "الكونفوس" بعد إدغام مختصر لعبارتي "شركة الفسفاط" بالفرنسيّة Compagnie des Phosphates فتكون التسمية كالتالي : " Com...Phos ".

الرجال حشرات يلتهم بعضها البعض على ذرة صغيرة من الطين.

   ثبت أن أخطر ما يتهدّد مصير الكون ليس الحشرة بل الإنسان، بصنيعه وفعله.