تونس - الصباح
آفات..حشرات..وأمراض أصابت أنواعا مختلفة من الأشجار المثمرة والزياتين وحتى بعض الخضراوات.
آفات تفشت بفعل انحباس الأمطار والتغييرات المناخية فأسقطت الثمار وتيبست الأشجار ما يهدد أمننا الغذائي بكل المقاييس.
"الصباح" ومن خلال العمل الميداني لمراسليها وعبر عدد من الشهادات والتصريحات بكل من سوسة ومدنين وبنزرت ومنوبة وقفت على حجم التهديدات الحقيقية والكارثية التي تهدد الغراسات بمختلف أنواعها.
سوسة.. الحشرة القرمزيّة تتربّص بغراسات التين الشوكي
تُعتبر الحشرة القرمزية من بين الآفات الخطيرة التي تهدّد غراسات التين الشوكي باعتبار الأضرار الجسيمة التي تُلحقها بعديد الكيلومترات من غراسات التين الشوكي الذي تمتصّ عُصارته بعد أن تظهر على الألواح مناطق مصفرّة تتّسع شيئا فشيئا لتنتهيَ بسقوط اللّوح المُصاب وموت الجذع .
تمدد الآفة
غابات عدد كبير من معتمديات ولاية سوسة تضرّرت من هذه الآفة التي سجّلت حضورها بشكل كبير بمعتمديات مساكن وسيدي الهاني والزاوية والقلعة الكبرى والقلعة الصغرى وأكودة وبدرجة أقل بسيدي بوعلي والنفيضة رُغم المجهودات التي تقوم بها المندوبية الجهويّة للتنمية الفلاحية التي سخّرت لمقاومة الآفة أربعة فرق للمتابعة الميدانية الحينيّة إلى جانب فريق قارّ بمعتمدية سيدي الهاني .
صعوبة مُكافحة الآفة
كشفت ايمان الدهماني رئيسة مصلحة حماية النباتات بالمندوبية الجهويّة للتنمية الفلاحية بسوسة في تصريح لـ"الصباح " أنّ مصالح مندوبية الفلاحة كانت قد انطلقت في تعقّب الآفة والتدخّل منذ تاريخ 11أكتوبر من سنة 2022 بعد يوم فقط من اكتشاف" بؤر للحشرة القرمزية بعمادة "الفرادة من معتمدية "مساكن"، وانطلقت مصالح المندوبية في تعزيز الجانب التحسيسي والتوعوي من خلال تكثيف الإجتماعات والحملات التحسيسية وتنظيم أيام توعوية في صفوف الفلاحين وخاصة بالمناطق الأكثر تضرّرا والمجاورة لولايات القيروان والمنستير والمهدية. وأكّدت رئيسة مصلحة حماية النباتات بالمندوبية الجهويّة للتنمية الفلاحية بسوسة أنّ عملية مكافحة هذه الآفة تتطلّب مجهودات وإمكانيات لوجستية وبشرية كبيرة جدا باعتبار أنّ كلفة عملية قلع كيلومتر واحد من غراسات التين الشوكي وردمها أو حرقها تقدّر بنحو 12 ألف دينار فضلا عن خسارة الغطاء النباتي المهم جدا في المنظومة الفلاحية والنباتية لبلادنا التي تتميّز بمناخ شبه صحراوي حيث أن نبتة التين الشوكي وكروم الهندي تصمد وتتحمّل الجفاف ولا تحتاج إلى كميّات كبيرة من الماء كي تعيش، إضافة إلى الدور الاقتصادي والاجتماعي المهمّ الذي يلعبه نبات التين الشوكي لدى عديد العائلات البسيطة والمعوزة وخاصة بمناطق الإنتاج بولايتيْ نابل والقصرين .
تدخّلات يومية
أكّدت المسؤولة بالمندوبية الجهويّة للتنمية الفلاحية لـ"الصباح "أنّ الدولة بمختلف هياكلها رصدت اعتمادات هامة لعدد من الولايات الأكثر تضرّرا من هذه الآفة على غرار سوسة والمنستير والمهدية والقيروان وسيدي بوزيد، مشيرة إلى أنه تم بولاية سوسة مثلا خلال الفترة الممتدّة من 11 أكتوبر 2022 وإلى غاية 3 نوفمبر 2023 مداواة 216 كم من كروم الهندي بالولاية وقلع 13.3 كم إلى جانب حرق 12كم بالمناطق الأكثر تضرّرا "بسيدي الهاني" و"الفرادة " (80% نسبة تضرر الغطاء النباتي الشوكي) و"القصيبة "و"الزاوية" و"الثريات" في حين أنّ الوضعية أقلّ خطورة بكثير وتحت السيطرة بمعتمديتيْ "النفيضة" و"كندار" وبدرجة أقل بغابات القلعتيْن الصغرى والكبرى. واعتبرت إيمان الدهماني أنّ بلوغ نتائج مشجّعة يستوجب إحكام التّنسيق مع الولايات المجاورة باعتبار أنه لا يمكن الحديث عن دواء ناجع وفعّال أو طريقة ناجعة بشكل كامل رُغم الحرص على التدخّل السريع و تطويق ومنع انتشار هذه الآفة التي تجد في التغيّرات المناخيّة وفي التنقّل بين الولايات والمعاملات التجارية بين مختلف جهات البلاد خير عامل للانتشار.
وبيّن مصدرنا أنه يتم في أحيان كثيرة اعتماد الرشّ العالي بالمبيدات الحشرية وتكون النتائج مشجّعة في حين تكون في مناطق أخرى تتميّز بكثافة وكبر حجم الكروم مخيّبة حيث تعمد الحشرة إلى حماية نفسها ومنع بلوغ المبيد إلى أعماقها بفضل الخيوط الشمعية القطنية البيضاء التي تُفرزها الأنثى واليرقات ما حتّم في عديد المناسبات اللجوء إلى عمليات الحرق والردم كخيار أخير.
أنور قلالة
مدنين .. آفات أصابت الزياتين ..والجهات المعنية تتحرك
يعتبر قطاع الزياتين من أهم الأنشطة الفلاحية بولاية مدنين حيث تعد الجهة حوالي 5 مليون أصل زيتون موزعة على مختلف المناطق من الجبل الى السهل الى السواحل ، غابات شهدت سنوات متتالية من الجفاف أثرت سلبا فيها مما جعل الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بمدنين والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية يضعان خطة جهوية للحد من تأثيرات الجفاف، حسب ما أفاد به منير بن صالح مهندس بالاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بمدنين لمراسل "الصباح" .
وتضمنت هذه الخطة بحسب ذات المصدر إحداث 6 أبار عميقة وتركيز 45 مزودة صهاريج بمياه الري وتهيئة 100 فسقية عمومية وإقرار منحة لري الزياتين لحوالي 950 ألف أصل زيتون.
حشرات ضارة
كما تهدد غابة الزيتون بعض الآفات والحشرات الضارة مثل حشرة "النيرون" والبسيل وذبابة الثمار، بحسب محدثنا .
حيث بين انه بالنسبة" للنيرون" هو عبارة عن حشرة السوس التي تعيش على غراسات الزياتين التي تشهد نوعا من التيبس بسبب الجفاف فتحفر داخل الأغصان وتحدث إضرارا فادحة ما دفع بالإرشاد الفلاحي والمصالح الفنية للمندوبية والاتحاد الجهوي ومعهد الزيتونة وديوان الزيت صلب اللجنة الجهوية لمكافحة الآفات الضارة بالزياتين للتحرك عبر إسداء النصائح للفلاحين بضرورة القيام بقطع الأغصان المصابة والميتة وحرقها بالإضافة لمخلفات الزبيرة مع استعمال المبيدات ذات الجهازية للقضاء على انتشار هذه الآفة .
اما بالنسبة لآفة ذبابة ثمار الزيتون فهي حشرة تضع بيوضها داخل حبة الزيتون متسببة في إحداث عدة خسائر كسقوط الثمار وتخفيض مردوديتها من الزيت وتردي نوعيته بسبب زيادة نسبة الحموضة ، وتتولى اللجنة الجهوية لمكافحة الآفات الضارة كل موسم فلاحي إحداث محطات مراقبة بغابات الزياتين أين توضع مصائد هرمونية لجلب هذ الذبابة وقد تم خلال هذا الموسم متابعة أكثر من 16 منطقة موزعة بجرجيس ومدنين الجنوبية، وبسيدي مخلوف بالإضافة الى بن قردان وبجربة ميدون وجربة حومة السوق .
حجم التدخل
وأضاف منير بن صالح انه بعد متابعة معدل الذباب الحاصل بكل مصيدة في اليوم وبعد تشريح الإناث لمعرفة مبيضها يتم تحديد مناطق التدخل بالمداواة للقضاء على هذه الآفة .
مبرزا انه قد تم مداواة حوالي 45 ألف أصل زيتون هذا الموسم متواجد بالأساس في معتمدية جرجيس وهي مداواة أرضية عن طريق الجرارات. كما يمكن في حالات ومساحات اكبر استعمال الطائرة للمداواة الجوية.
ميمون التونسي
السوس ينخر النخيل في بنزرت
خلال السنوات الماضية توفرت كل العوامل السلبية الملائمة لانتشار سوسة النخيل الحمراء في جهة بنزرت التي دمرت الغطاء الأخضر لكن رغم ذلك فان احتواء الآفة الوافدة لا يزال ممكنا حسب سامي الحداد الخبير الدولي في علم الحشرات وعضو النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت ووسام زروق رئيس جمعية بنزرت النظيفة لـ"الصباح " واللذان اقترحا عديد الحلول لإنقاذ ما تبقى من أشجار قبل ان ينخرها السوس..
وضعية كارثية
يقول وسام زروق لـ"الصباح " انه خلال انتشار جائحة الكورونا دفعت جهة بنزرت فاتورة بشرية وبيئية باهظة رغم تطبيق الحجر الصحي الذي منع تنقل أعوان المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية والبلديات لإنقاذ أشجار النخيل من السوسة الحمراء التي نخرت حسب تعداد جمعية بنزرت النظيفة قرابة 300 نخلة منها 120 أهلكها السوس منتصف جانفي 2021 قبل ان يتوقف النزيف لفترة اثر استئناف التدخلات ثم صارت انتكاسة جعلت الوضعية كارثية الآن في مدينة جرزونة اين ارتفع عدد الأشجار المصابة في نهج قرطاج، حديقة خالد بن الوليد، حي جبالية ، وطريق مدينة منزل عبد الرحمان التي تشهد بدورها انتشارا ملحوظا للسوسة التي غزت منزل جميل،ففتكت السوسة الحمراء بمساحة هامة من زراعات نخيل الزينة.
وأضاف زروق قائلا "تبدو الأمور صعبة وإمكانية انتشار الحشرة في مناطق مجاورة واردة بشدة لأنها قادرة على الطيران قرابة 10 كم يوميا ".تقييم سلبي تبناه سامي الحداد الخبير الدولي في علم الحشرات الذي أضاف بحسرة كبيرة بالقول "تفقد مدينة بنزرت، وسط صمت وعجز الجميع ، العشرات من أشجار النخيل المعمرة ذات القيمة الفريدة في شوارع الحبيب بوقطفة والحبيب بورقيبة وكامل الوجه البحري قرب مقر الولاية والقصيبة وحتى المنطقة السياحية بالكرنيش بسبب هجوم حشرة صغيرة لم تقدر كل الإدارات على مقاومتها .."
التدخلات موجودة
وفي خضم كل هذا كانت جمعية بنزرت النظيفة قد طالبت في 27 ديسمبر 2021 و17 فيفري 2022 الإدارات المعنية بالتدخل لوقف النزيف وهو ما تم فعلا حيث انطلقت عمليات الرش بالمبيدات ( تم شراؤها بفواضل الاعتمادات ) وبالتنسيق بين الجمعية والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية تم تركيز 10 مصائد فرمُونيّة ( اصطل بلاستيكية مثقوبة بها مادة جاذبة للحشرات ) تمت سرقة بعضها من جامعي البلاستيك في المنطقة السياحية ببنزرت وأهملت أخرى حيث وضعت في مقرات إدارية في حين علقت 76 أنثى سوسة النخيل في فخ واحد قرب المنطقة الحرة كان محل اهتمام أعضاء الجمعية والناشط البيئي سامي الحداد الذي وضح لـ"الصباح " ان المصائد والمُداواة الكيميائية بالتنسيق مع المهندسة الفلاحية ألفة الرابحي إضافة الى عمليات الرش بالأدوية قد مكنت النخيل المُصاب من الوقت اللاّزم لإنذار الأشجار السليمة عبر الجذور والإفرازات الكميائية بالخطر القادم مما قلص حينها نسبيا من حدة الظاهرة على أمل دحرها بعد وصول الكميات اللازمة من دواء lemamectine benzoate الذي يحقن خلال شهر فيفري في لحاء الأشجار.
وأشار محدثنا أنه في الإثناء تم الاهتمام فقط بالنخيل الموجود في " وجه البلاد " على طول رصيف طارق بن زياد ومحيط الميناء العتيق بمدينة بنزرت مع إهمال النخيل المنتصب في نهج حلق الوادي والمنطقة الحرة وشارع الحبيب بورقيبة ..
المتابعة مفقودة
وبين ان الدواء الناجع والمكلف لم يصل بعد الى بنزرت فضاعت المجهودات والأموال المبذولة فانتشرت مجددا السوسة مستفيدة من ندرة التساقطات واستقرار درجات الحرارة فوق حاجز 18 مئوية . .
بمرارة أضاف الخبير الدولي "لقد أضعنا فرصة القضاء نهائيا على الحشرة الضارة بسبب الاسترخاء بعد النجاح النسبي المحقق بعد الحملة الأولى وعلينا الآن الانطلاق من نقطة الصفر في حربنا ضد السوسة الحمراء التي يتطلب القضاء عليها اما اعتماد أنموذج جزر الكناري الاسبانية اين تواصلت الحرب ضد الحشرة بلا هوادة طيلة 5 سنوات بذلت خلالها الأموال اللازمة مع المتابعة الحينية عبر فرق مختصة مجهزة او استنساخ التجربة الناجحة في قطاع غزة فلسطين اين تم نصب 2800 مصيدة فيرمونية بشكل دائم ( لم تتم سرقتها ) مما مكن من إنقاذ مساحات شاسعة من واحات نخيل التمر والزينة من آفة السوسة الحمراء. وواصل الحداد مشيرا إلى أنه يمكن أيضا الاعتماد على بدائل بيولوجية للقضاء على الآفة تقلص الاعتماد على التوريد المكلف الذي يصب في مصلحة لوبيات الأدوية والمخابر الأجنبية.
وانهى عضو النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت بالتعبير عن خوفه من غياب الحواجز الدفاعية الناجعة في بنزرت مما يمنح الحشرة الضارة فرصة الانتشار حتى الوصول لا قدر الله الى واحات الجنوب التونسي لتعم حينها الكارثة الاجتماعية والاقتصادية لان قطاع التمور مصدر دخل آلاف العائلات ويعتبر احد أهم مصادر العملة الأجنبية للميزانية الوطنية .
من جانبه أضاف وسام زروق قائلا "لقد أضعنا الكثير من الوقت بعد ان غرتنا النتائج الايجابية بعد الحملة الأولى رغم ان قرار وزير الفلاحة بتاريخ 24 اكتوبر 2012 يؤكد ان مقاومة سوسة النخيل الحمراء إجبارية ومستمرة على كامل التراب الوطني ".
ساسي الطرابلسي
منوبة.. بكتيريا تتسبب في قطع وقلع الأشجار المثمرة
لا يمكن اعتبار الوضع المائي في ولاية منوبة ، الولاية التي يشقها وادي مجردة في أكثر من معتمدية ، أفضل من غيره ببقية ولايات الجمهورية باعتبار أن طول فترة الجفاف التي تعيش على وقعها البلاد كانت له نفس النتائج والتأثيرات على النبات وهو ما بدأت تبعاته تظهر على مستوى الأفراد في جوانب متعددة .. انحباس الأمطار أدى بشكل مباشر إلى تراجع منسوب المياه في الأودية والأنهار وعلى رأسها وادي مجردة الذي يتواصل تراجع تدفق المياه فيه بشكل يثير المخاوف. إذ يؤكد عدد من الفلاحين في منطقة الجديدة أنهم لم يلحظوا من قبل ما وصل إليه مجرى الوادي اليوم من " شياح" متواصل منذ أشهر طويلة وهو نفس الوضع الذي تعيشه بقية الأودية كشافرو والمحروقة بالمراقبة وغيرهما حيث اختفت المياه وأخذت مكانها القاذورات ومياه الصرف الصحي على وجه الخصوص، زد على ذلك ما لحق الآبار من نقص للمياه وتزايد في ملوحتها..
أشجار الخوخ و العوينة الأكثر تضررا
وأكد فوزي الجندوبي رئيس الاتحاد المحلي للفلاحين بطبربة لـ"الصباح " ان تواصل الجفاف اثر بشكل واضح على الأشجار المثمرة بمختلف أنواعها من تفاح وأجاص وخوخ ورمان ومشمش وعنب الطاولة وذلك بظهور أنواع مختلفة من البكتيريا أضرت بآلاف الأعواد ما أجبر الفلاحين على قطعها، وقد لحقت الإضرار بشكل أكبر وأشد بأشجار الخوخ ثم العوينة فالمشماش.
واستشهد في ذلك بما أقدم عليه عدد من الفلاحين في منطقة برج التوتة بالشويقي من قطع كلي للأشجار المذكورة، هذا إضافة الى ما أصاب أشجار الزياتين من ضرر بسبب العطش حيث فقدت إزهارها في فترة سابقة ثم أخذ ما ظهر عليها من حبوب في التساقط قبل أوان نضجها. وذكر في هذا المستوى تضرر حقل زياتين به 5250 شجرة بمنطقة طبربة لم تظهر على واحدة منها أية حبة زيتون، هذا وقد خير عدد آخر من الفلاحين التريث وتأجيل عمليات القطع ومتابعة الأعواد والأشجار بالأدوية والتقليم في انتظار ان يجود الله على الأرض بالغيث النافع ..
تأجيل غرس البسباس والقنارية !
تأثيرات كارثية لتواصل حالة الجفاف يسوقها فوزي الجندوبي حيث أكد أن أغلب الفلاحين المنتجين للقنارية والبسباس ، بولاية منوبة ، اجلوا انطلاق موسم الزرع والغرس إلى حين نزول الأمطار مخافة تكبد الخسائر، وأشار إلى اكتفاء بعض الفلاحين بإنتاج عدد من الخضر الورقية باستغلال ما توفر لديهم من مياه آبار يتهددها النضوب بين اليوم والأخر بل و ارتفعت بها جميعها درجات الملوحة بشكل أصبح يجبر أصحابها على عدم استغلال مياهها للري والبحث عن مصادر الماء الحلو وجلبه للسقي.
وأكد محدثنا أن كل ذلك أنتج ارتفاعا في تكلفة الإنتاج يقابله نقص في كميات المنتوج وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار الخضر ما سيكون سببا في تواصل ارتفاعها مستقبلا خاصة مع ما أعلنت عنه إدارة الفلاحة من منع لإنتاج بعض أنواع الخضروات.
اما بالنسبة للحبوب والأعلاف فقد جهز الفلاحون البذور والأسمدة والمعدات دون الانطلاق في عمليات الزرع في وقتها المعتاد، حسب ما ذكره رئيس الاتحاد المحلي للفلاحين بطبربة لـ"الصباح " حيث امتنع الفلاحون عن زرع الشعير والفصة والفارينة ولم يتخذوا بعد قرارا بشأن الانطلاق في موسم زرع القمح المحدد بيوم 15 نوفمبر 2023 وكل ذلك لنفس الأسباب المتعلقة بإمكانية تواصل انحباس الأمطار وتكبد الخسائر..
مندوبية الفلاحة..لا وجود لآيات!!
حول التأثيرات السلبية لتواصل حالة الجفاف بالجهة أكد رضا بالحاج رئيس قسم الإرشاد والنهوض بالإنتاج الفلاحي بمندوبية الفلاحة والموارد المائية بمنوبة لـ"الصباح" ان الأضرار لحقت الأشجار المثمرة أكثر من غيرها وخص أشجار الخوخ والعوينة بذلك حيث اجبر الفلاحون في الجهة على قطع الكثير منها ، دون الحديث عن أي ظهور لأي آفة جديدة بسبب الجفاف، مستبعدا حصول إصابات بالدودة القرمزية بينما يتواصل العمل على مجابهة سوسة النخيل التي أصابت نخيل الزينة منذ سنة 2016 وذلك وفق برنامج عمل وطني في حين تتواصل عمليات متابعة الإمراض العادية التي تصيب الخضروات بتكثيف زيارات المراقبة والإرشاد والعمل على ضمان توفر الأدوية في السوق وأشار في هذا المستوى ان إنتاج الخضروات شهد تذبذبا وتراجعا باعتبار التعويل على مناطق سقوية خاصة لإنتاج بعض أنواع الخضر دون غيرها وهو أمر يفرضه الواقع والحاجة المتأكدة لحسن التصرف في المخزون المائي..
عادل عونلي