إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. هدنة بأربع ساعات.. اقتلوهم طوال عشرين ساعة وامنحوهم أربع ساعة لجمع الأشلاء

 

ستة وثلاثون يوما مرت على المحرقة الإسرائيلية المفتوحة على قطاع غزة.. وفيما كان الرأي العام الدولي ينتظر الاستجابة لكل الأصوات التي ارتفعت في مختلف المنظمات الدولية والحقوقية لإيقاف المجازر وبعد أن كان الرئيس الأمريكي يرحب بإيقاف الحرب ثلاثة أيام رد نتنياهو بأنه لن يقبل بأكثر من هدنة تستمر أربع ساعات يوميا على غزة المنكوبة.. خضع بايدن وسيكون من الغباء توقع غير ذلك والحال أن الرئيس الأمريكي ينتظر ان يمنحه موقفه هذا من المجزرة الإسرائيلية بطاقة العبور والبقاء في البيت الأبيض لولاية ثانية حتى وان كان ذلك على نهر من دماء الأطفال والنساء الفلسطينيين ...

طبعا ليس في الموقف الإسرائيلي ما يدعو للغرابة فقد خبرت حكومة الاحتلال مواقف الغرب الداعم والضامن لكل خياراتها العسكرية الفتاكة على غزة ولكن ايضا على الضفة التي تواجه يوميا حملات الاغتيال والهدم والاعتقالات على مخيم جنين كما على عرب الداخل ...

وربما يتساءل البعض عن دوافع قبول إسرائيل بهدنة الأربع ساعات والأرجح أن هذا الموقف لم يكن احتراما للقوانين الإنسانية الدولية أو استجابة للنداءات التي تطالب بإيقاف المجزرة التي تقترف في حق الفلسطينيين ..ساعات إيقاف المجازر المفتوحة.. وربما جاز القول إننا لسنا إزاء هدنة بأتم معنى الكلمة فالهدنة تستوجب اتفاقا بين مختلف الأطراف المعنية في الحرب وهو ما لا يبدو انه قائم وحتى الهيئات الأممية المعنية أعلنت أنها لم تكن على علم بهدنة الأربع ساعات او المهزلة التي تقول للاحتلال اقتلوهم طوال عشرين ساعة وامنحوهم أربع ساعات يجمعون أشلاء ضحاياهم ..

الواضح ان القبول بهذه الهدنة يمنح إسرائيل متنفسا وليس الفلسطينيين الذين دفعوا ويدفعون ثمنا لا يقدر في هذه الحرب.. إسرائيل تستشعر تغير المواقف في مختلف أنحاء العالم وتتابع ما يحدث من مظاهرات احتجاجية يومية ضد ما يقترفة جيش الاحتلال من فظاعات وهي تتابع ايضا ما يحدث داخل الإدارة الأمريكية من انتقادات للدعم المطلق للرئيس بايدن اناتنياهو في هذه الحرب ولكل التساؤلات في الشارع الأمريكي حول استخدام أموال داعمي الضرائب في حرب يباد فيها الأطفال.. أمس وقع سبع مائة وخمسين صحفيا عريضة تندد بالتعاطي الإعلامي الأمريكي مع ما يجري في غزة ...طبعا لا نقول أن نتنياهو وعصابته التي تطالب بقصف غزة بالنووي وتصف الفلسطينيين بالحيوانات البشرية وتنفي وجود شعب فلسطيني تهتم بكل هذه التحولات ولكن في المقابل فان الإدارة الأمريكية باتت تتحرج مما يحدث.. ومع تفاقم فظاعات الاحتلال والممارسات النازية المتوحشة للجيش الإسرائيلي يبدوان نتنياهو وجد في هدنة الأربع ساعات ما يمكن أن يخفف وقع الانتقادات عن كيان الاحتلال ..

الإعلان الأمريكي عن هدنة الأربع ساعات جاء بدعوى السماح للأهالي بالفرار الى مكان امن.. والحال انه لا وجود لمكان امن في غزة بعد ان عبث القصف بالمدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف والأنروا وطال المدنيين في كل مكان وغدر بالمهجرين وهم في الطريق الى جنوب غزة حيث يدفعهم الاحتلال دفعا لتقسيم غزة وتيسير عملية التحكم فيها وربما تطويق المقاومة ان وجدوا لها مكانا ...

بعض المصادر الإعلامية الإسرائيلية ترجح ان الفيديو الذي نشره الجهاد حول رهينتين إسرائيليين امرأة مسنة وطفل كانت الحركة إشارات إلى إمكانية إطلاق سراحهم أو يبدو أن ما قاله احد الرهائن وهو طفل في الثانية عشرة بمخاطبته نتنياهو قائلا "إن كل هذه الانفجارات مجنونة. أنتم تقتلوننا نحن الرهائن. لا تسمح بالماء أو الكهرباء أو الدواء. ونحن كرهائن نحتاج إلى هذا أيضا”. قد يكون العنصر الحاسم في هذه الهدنة ليس من اجل الهدنة ولكن لان الفيديو أثار حنق ناتنياهو واعتبره جزءا من حرب نفسية مستفزة من شانها أن تفاقم الغضب الإسرائيلي في الداخل ...

طبعا لا يمكن أيضا أن نتجاهل او نقلل من اهمية التوقيت الذي رافق هذه الهدنة التي تاتي عشية قمة عربية واخرى اسلامية تعقدان اليوم في الرياض.. واذا كانت التجربة علمتنا ان الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تعبأ يوما بقمة عربية او اجتماع للعرب وانها لا تفوت هذه الفرص دون ارسال رسائلها الدموية , فإنها قد تكون ارتأت هذه المرة المخادعة باعتبار ان السعودية تحتضن القمتين وكان ناتنياهو يمني النفس قبل عملية طوفان الأقصى التي لا يمكن لكل ما يقوم به محوها من السجلات الإسرائيلية أن يكسب ورقة التطبيع مع المملكة وربما يراهن على هدنة الأربع ساعات لمواصلة بناء أحلامه الوهمية ..

آسيا العتروس

 

 

 

ممنوع من الحياد..   هدنة بأربع ساعات.. اقتلوهم طوال عشرين ساعة وامنحوهم أربع ساعة لجمع الأشلاء

 

ستة وثلاثون يوما مرت على المحرقة الإسرائيلية المفتوحة على قطاع غزة.. وفيما كان الرأي العام الدولي ينتظر الاستجابة لكل الأصوات التي ارتفعت في مختلف المنظمات الدولية والحقوقية لإيقاف المجازر وبعد أن كان الرئيس الأمريكي يرحب بإيقاف الحرب ثلاثة أيام رد نتنياهو بأنه لن يقبل بأكثر من هدنة تستمر أربع ساعات يوميا على غزة المنكوبة.. خضع بايدن وسيكون من الغباء توقع غير ذلك والحال أن الرئيس الأمريكي ينتظر ان يمنحه موقفه هذا من المجزرة الإسرائيلية بطاقة العبور والبقاء في البيت الأبيض لولاية ثانية حتى وان كان ذلك على نهر من دماء الأطفال والنساء الفلسطينيين ...

طبعا ليس في الموقف الإسرائيلي ما يدعو للغرابة فقد خبرت حكومة الاحتلال مواقف الغرب الداعم والضامن لكل خياراتها العسكرية الفتاكة على غزة ولكن ايضا على الضفة التي تواجه يوميا حملات الاغتيال والهدم والاعتقالات على مخيم جنين كما على عرب الداخل ...

وربما يتساءل البعض عن دوافع قبول إسرائيل بهدنة الأربع ساعات والأرجح أن هذا الموقف لم يكن احتراما للقوانين الإنسانية الدولية أو استجابة للنداءات التي تطالب بإيقاف المجزرة التي تقترف في حق الفلسطينيين ..ساعات إيقاف المجازر المفتوحة.. وربما جاز القول إننا لسنا إزاء هدنة بأتم معنى الكلمة فالهدنة تستوجب اتفاقا بين مختلف الأطراف المعنية في الحرب وهو ما لا يبدو انه قائم وحتى الهيئات الأممية المعنية أعلنت أنها لم تكن على علم بهدنة الأربع ساعات او المهزلة التي تقول للاحتلال اقتلوهم طوال عشرين ساعة وامنحوهم أربع ساعات يجمعون أشلاء ضحاياهم ..

الواضح ان القبول بهذه الهدنة يمنح إسرائيل متنفسا وليس الفلسطينيين الذين دفعوا ويدفعون ثمنا لا يقدر في هذه الحرب.. إسرائيل تستشعر تغير المواقف في مختلف أنحاء العالم وتتابع ما يحدث من مظاهرات احتجاجية يومية ضد ما يقترفة جيش الاحتلال من فظاعات وهي تتابع ايضا ما يحدث داخل الإدارة الأمريكية من انتقادات للدعم المطلق للرئيس بايدن اناتنياهو في هذه الحرب ولكل التساؤلات في الشارع الأمريكي حول استخدام أموال داعمي الضرائب في حرب يباد فيها الأطفال.. أمس وقع سبع مائة وخمسين صحفيا عريضة تندد بالتعاطي الإعلامي الأمريكي مع ما يجري في غزة ...طبعا لا نقول أن نتنياهو وعصابته التي تطالب بقصف غزة بالنووي وتصف الفلسطينيين بالحيوانات البشرية وتنفي وجود شعب فلسطيني تهتم بكل هذه التحولات ولكن في المقابل فان الإدارة الأمريكية باتت تتحرج مما يحدث.. ومع تفاقم فظاعات الاحتلال والممارسات النازية المتوحشة للجيش الإسرائيلي يبدوان نتنياهو وجد في هدنة الأربع ساعات ما يمكن أن يخفف وقع الانتقادات عن كيان الاحتلال ..

الإعلان الأمريكي عن هدنة الأربع ساعات جاء بدعوى السماح للأهالي بالفرار الى مكان امن.. والحال انه لا وجود لمكان امن في غزة بعد ان عبث القصف بالمدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف والأنروا وطال المدنيين في كل مكان وغدر بالمهجرين وهم في الطريق الى جنوب غزة حيث يدفعهم الاحتلال دفعا لتقسيم غزة وتيسير عملية التحكم فيها وربما تطويق المقاومة ان وجدوا لها مكانا ...

بعض المصادر الإعلامية الإسرائيلية ترجح ان الفيديو الذي نشره الجهاد حول رهينتين إسرائيليين امرأة مسنة وطفل كانت الحركة إشارات إلى إمكانية إطلاق سراحهم أو يبدو أن ما قاله احد الرهائن وهو طفل في الثانية عشرة بمخاطبته نتنياهو قائلا "إن كل هذه الانفجارات مجنونة. أنتم تقتلوننا نحن الرهائن. لا تسمح بالماء أو الكهرباء أو الدواء. ونحن كرهائن نحتاج إلى هذا أيضا”. قد يكون العنصر الحاسم في هذه الهدنة ليس من اجل الهدنة ولكن لان الفيديو أثار حنق ناتنياهو واعتبره جزءا من حرب نفسية مستفزة من شانها أن تفاقم الغضب الإسرائيلي في الداخل ...

طبعا لا يمكن أيضا أن نتجاهل او نقلل من اهمية التوقيت الذي رافق هذه الهدنة التي تاتي عشية قمة عربية واخرى اسلامية تعقدان اليوم في الرياض.. واذا كانت التجربة علمتنا ان الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تعبأ يوما بقمة عربية او اجتماع للعرب وانها لا تفوت هذه الفرص دون ارسال رسائلها الدموية , فإنها قد تكون ارتأت هذه المرة المخادعة باعتبار ان السعودية تحتضن القمتين وكان ناتنياهو يمني النفس قبل عملية طوفان الأقصى التي لا يمكن لكل ما يقوم به محوها من السجلات الإسرائيلية أن يكسب ورقة التطبيع مع المملكة وربما يراهن على هدنة الأربع ساعات لمواصلة بناء أحلامه الوهمية ..

آسيا العتروس