إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد انقطاع دام 8 سنوات ونصف.. مطار توزر نفطة يستقبل رحلات من باريس ودعوات لفتح الفنادق وتجديد الأسطول السياحي البري

تونس-الصباح

استقبل مطار توزر نفطة الدولي، مؤخرا، أول رحلة قادمة من العاصمة الفرنسية باريس للخط الجوي توزر باريس الذي سيؤمن رحلتين أسبوعيا يومي الاثنين والجمعة ذهابا وإيابا ويتواصل من 30 أكتوبر الى غاية 31 مارس، وذلك بعد انقطاع دام قرابة 8 سنوات ونصف.

وأمنت الرحلة الأولى وصول 167 مسافرا هم أساسا من الجنسية التونسية والفرنسية الى جانب مغادرة 84 مسافرا تونسيا من بين المقيمين في فرنسا، تم استقبالهم من قبل السلط الجهوية وممثلي المؤسسات العمومية ، مثل ديوان الطيران المدني والمطارات والديوان الوطني للسياحة التونسية.

وقال الصحفي المتخصص في الشأن السياحي هادي حمدي، أمس، في تصريح لـ"الصباح"، أن عودة الخط الجوي بين باريس وتوزر تأتي بعد قرابة 8 سنوات ونصف، أي منذ 2015، تاريخ الأحداث الإرهابية التي شهدتها البلاد في تلك الفترة، وأجبرت العديد من الشركات على إيقاف الرحلات الى عدد من المطارات الداخلية بالبلاد.

وتابع هادي حمدي بالقول، أن عودة الخط الجوي بين باريس وتوزر، بكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للسياحة الصحراوية في تونس. فهذا الخط الجوي المباشر يربط بين أكبر مركز سياحي في تونس، وهو مدينة توزر، وبين العاصمة الفرنسية، وهي إحدى أهم الأسواق السياحية في العالم، ومن المتوقع أن يؤدي عودة هذا الخط الجوي إلى زيادة كبيرة في عدد السياح الفرنسيين الذين يزورون تونس، وخاصة المناطق الصحراوية، وذلك لأن السياحة الصحراوية في تونس تحظى بشعبية كبيرة لدى السياح الفرنسيين، الذين يبحثون عن المناظر الطبيعية الخلابة للصحراء التونسية، والأنشطة الصحراوية الممتعة، مثل ركوب الجمال ورحلات السفاري.

ولفت المختص في الشأن السياحي، الى ضرورة الرفع من عدد الرحلات الجوية الى توزر من خلال التعاقد مع شركات طيران أجنبية خاصة، على غرار الشركة الفرنسية الاخيرة ، والتي أمنت رحلتين في اتجاه توزر، وذلك بعد "ماراطون" من المفاوضات اشرف على جزء كبير منها والي توزر أيمن البجاوي، فيما لا تزال التحديات كبيرة لإنعاش الموسم السياحي الصحراوي والذي ينطلق من شهر أكتوبر الى نهاية مارس من كل عام.

تجديد أسطول النقل البري

وأشار هادي حمدي الى أهمية أن يفي متعهدو الرحلات ووكالات الأسفار في الخارج وخاصة التونسيين منهم، بتعهداتهم في برمجة الرحلات نحو توزر واستقطاب السياح ، مبرزا أن العائق الذي كان يحول دون ذلك تم رفعه من خلال تأمين رحلتين من باريس الى توزر ومن توزر الى باريس ، الأولى كل يوم اثنين من اول الأسبوع، والثانية كل يوم جمعة من آخر الأسبوع، وهذه البرمجة تتيح توافد إعدادا كبيرة من السياح نحو توزر، مشددا على ضرورة انخراط متعهدي الرحلات في إنجاح الخط السياحي باريس-توزر ، مشيرا الى ان مردودية الخط تلعب دورا كبيرا، حيث من غير المستبعد الرفع في عدد الرحلات الجوية في اتجاه توزر انطلاقا من مدينة "ليون" الفرنسية وأيضا مرسيليا، كما يمكن التعاقد مع شركات طيران أجنبية جديدة لإنعاش الخط السياحي في السنوات القادمة.

وكشف هادي حمدي من جهة أخرى، عن وجود تحديات جديدة من الضروري العمل على تلافيها مستقبلا، الأولى تتعلق بتراجع عدد الفنادق بجهة توزر بسبب تنامي الازمات الاقتصادية خلال السنوات الأخيرة والتي أجبرت 18 فندقا الى الإغلاق التام، وعدم قدرة أصحابها على تسديد ديونهم للبنوك، مشددا على أهمية عودة هذه الفنادق الى العمل بهذه الجهة الحيوية للرفع من عدد السياح خلال الفترات القادمة.

ومن بين ابرز التحديات التي وجب العمل عليها لدفع السياحة الصحراوية في توزر حسب ما صرح به هادي حمدي، هو تجديد أسطول السيارات السياحية بالجهة، حيث أن أسطول النقل السياحي قد تقادم، وبات غير مؤهل لتوفيره للوفود السياحية، مبرزا ان اصحاب وكالات كراء السيارات بالجهة يطالبون بامتيازات جديدة حتى يتمكنوا من توفير أسطول جديد للخدمات السياحية بالجهه، من بينها تخفيف الضرائب عنهم، وإعادة النظر فيها بما يشجع على تجديد أسطول النقل السياحي بالجهة.

ارتفاع في عدد السياح

وسجلت الجهة في الفترة الأخيرة مؤشرات ايجابية تمثلت في تدفق السياح الأجانب من مختلف الجنسيات، وتم تسجيل توافد نحو 197 ألف سائح من بداية السنة والى غاية يوم 20 من شهر أكتوبر وذلك بارتفاع تجاوز 29 بالمائة.

وبحسب وزارة السياحة التونسية، فإن السياحة الصحراوية تمثل حوالي 20٪ من إجمالي السياحة في تونس، ومن المتوقع أن تساهم عودة الخط الجوي بين باريس وتوزر في زيادة هذه النسبة، وبالتالي في تعزيز الاقتصاد التونسي.

وتعد السياحة الصحراوية في تونس من أهم الوجهات السياحية في البلاد، حيث تجذب ملايين السياح سنويًا من جميع أنحاء العالم. وتأتي أهمية السياحة الصحراوية في تونس من عدة عوامل، منها التنوع الجغرافي والبيئي للصحراء التونسية، حيث تضم مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية، مثل الكثبان الرملية، والوديان، والواحات، والآثار التاريخية، والمناخ المعتدل في الصحراء التونسية، والذي يسمح بممارسة الأنشطة السياحية المختلفة، مثل ركوب الجمال، ورحلات السفاري، والمشي لمسافات طويلة، بالإضافة الى التنوع الثقافي في الصحراء التونسية، حيث تضم مجموعة متنوعة من القبائل البدوية التي تحافظ على تراثها الثقافي الغني.

إجراءات لدفع السياحة الصحراوية

وتم خلال جلسة عمل وزارية حول السياحة الصحراوية والواحية، تشخيص واقع السياحة الصحراوية والحلول الكفيلة بتطوير هذا القطاع وتجاوز الإشكاليات والصعوبات التي تعيق تطويره خاصة في علاقة بتنويع العرض السياحي وتطوير آليات التمويل وإعادة التوظيف وتدعيم النفاذ للوجهة خاصة عبر النقل الجوي والتسويق والترويج السياحي.

وأكد وزير السياحة، مؤخرا ، على ضرورة التسريع في تنفيذ الخطة العملية لدفع السياحة الصحراوية والواحية التي تجسد مختلف القرارات المنبثقة عن جلسة العمل الوزارية بتاريخ 6 جويلية 2023، والتي تهدف إلى بناء منوال سياحة واحية وصحراوية مستدامة، من خلال إعادة النظر في مثال التصرف في هذا المجال، في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وشدّد وزير السياحة على أهمية إنجاز خطة العمل لتطوير السياحة الصحراوية والواحية، والتي تتنزل في إطار استراتيجية وزارة السياحة الهادفة إلى تنويع المنتوج والعرض السياحي ببلادنا والتي ستمكن من تطوير هذا المنتوج السياحي وتثمين ما تزخر به جهة الجنوب التونسي من مقومات طبيعية وثقافية وموروث مادي ولامادي، وصناعات تقليدية متنوعة تجعل منه وجهة متميزة جاذبة للزوار والسياح.

وتم التطرق إلى الإجراءات، خاصة الهيكلية والمالية، التي من شأنها أن تساهم في تطوير السياحة الصحراوية والواحية وأهمها تشريك القطاع الخاص مع القطاع العام، ويُعنى الأول بالسياحة الصحراوية والثاني بالسياحة الواحية،. بالإضافة الى مراجعة الإطار القانوني لتسهيل بعث مشاريع صلب بعض الواحات المتواجدة ضمن المناطق السقوية العمومية أو الخاصة تعتمد طاقة استيعاب محدودة مع التشجيع على بعث مشاريع خصوصية في إطار إحداث الشركات الأهلية التي ينظمها المرسوم عدد 15 لسنة 2022، ومراجعة خارطة المسالك السياحية وإحداث مسالك جديدة تثمن ما يزخر به الجنوب التونسي من مقومات سياحية، ومزيد التعمّق في مسألة تطوير الربط الجوي على مطار توزر-نفطة الدولي، ومنع استعمال البلاستيك وإلقاء فواضل البناء في المناطق الصحراوية والواحية، وإعادة جدولة ديون الناشطين في التنشيط السياحي بواسطة الدواب لدى البنك التونسي للتضامن حالة بحالة، وتنظيم المعرض الدولي للسياحة الواحية والصحراوية في فصل الخريف، وتنظيم دورات تكوين اشهادي لفائدة خريجي منظومة التكوين المهني والتعليم العالي الراغبين في الاندماج في المؤسسات السياحية.

تضاعف الطلب على السياحة الصحراوية

كما من المنتظر ان تشهد السنة القادمة زيادة الطلب على السياحة الصحراوية في تونس، وخاصة لدى السياح الأوروبيين.

وذلك بعد انخفاض أسعار تذاكر الطيران بين باريس وتوزر، وتوفر مجموعة متنوعة من المنتجعات السياحية الصحراوية في تونس، والتي تقدم خدمات عالية الجودة. بالإضافة إلى ذلك، فإن عودة الخط الجوي بين باريس وتوزر ستساهم في الترويج للسياحة الصحراوية في تونس لدى السياح الفرنسيين ، وذلك من خلال الحملات الترويجية التي ستقوم بها شركات الطيران ووزارة السياحة التونسية.

ومن المتوقع أن تؤدي هذه الحملات إلى زيادة الوعي السياحي الفرنسي بالإمكانات السياحية للصحراء التونسية ، وبشكل عام، فإن عودة الخط الجوي بين باريس وتوزر هي خطوة مهمة في تعزيز السياحة الصحراوية في تونس، وبالتالي في دعم الاقتصاد التونسي.

أوجه القصور في الخط الجوي

وبالرغم من أهمية الخط الجوي بين باريس وتوزر في الترويج للسياحة الصحراوية في تونس، إلا أن هناك بعض أوجه القصور في هذا الخط، والتي يمكن أن تؤثر على نجاحه، أهمها قلة عدد الرحلات الجوية بين باريس وتوزر، حيث تبلغ عدد الرحلات الأسبوعية 3 رحلات فقط، بالإضافة الى ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، والتي تعتبر مرتفعة نسبيًا مقارنة بالأسعار في دول أخرى. ولحل هذه المعضلة يجب أن تسعى شركات الطيران إلى زيادة عدد الرحلات الجوية بين باريس وتوزر، وخفض أسعار تذاكر الطيران. كما يجب أن تعمل وزارة السياحة التونسية على الترويج للسياحة الصحراوية في تونس لدى السياح الفرنسيين، من خلال الحملات الترويجية المكثفة.

وإذا تم حل هذه الإشكاليات، فإن الخط الجوي بين باريس وتوزر سيكون له دور مهم في تعزيز السياحة الصحراوية في تونس، وبالتالي في دعم الاقتصاد التونسي.

 سفيان المهداوي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بعد انقطاع دام 8 سنوات ونصف..   مطار توزر نفطة يستقبل رحلات من باريس ودعوات لفتح الفنادق وتجديد الأسطول السياحي البري

تونس-الصباح

استقبل مطار توزر نفطة الدولي، مؤخرا، أول رحلة قادمة من العاصمة الفرنسية باريس للخط الجوي توزر باريس الذي سيؤمن رحلتين أسبوعيا يومي الاثنين والجمعة ذهابا وإيابا ويتواصل من 30 أكتوبر الى غاية 31 مارس، وذلك بعد انقطاع دام قرابة 8 سنوات ونصف.

وأمنت الرحلة الأولى وصول 167 مسافرا هم أساسا من الجنسية التونسية والفرنسية الى جانب مغادرة 84 مسافرا تونسيا من بين المقيمين في فرنسا، تم استقبالهم من قبل السلط الجهوية وممثلي المؤسسات العمومية ، مثل ديوان الطيران المدني والمطارات والديوان الوطني للسياحة التونسية.

وقال الصحفي المتخصص في الشأن السياحي هادي حمدي، أمس، في تصريح لـ"الصباح"، أن عودة الخط الجوي بين باريس وتوزر تأتي بعد قرابة 8 سنوات ونصف، أي منذ 2015، تاريخ الأحداث الإرهابية التي شهدتها البلاد في تلك الفترة، وأجبرت العديد من الشركات على إيقاف الرحلات الى عدد من المطارات الداخلية بالبلاد.

وتابع هادي حمدي بالقول، أن عودة الخط الجوي بين باريس وتوزر، بكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للسياحة الصحراوية في تونس. فهذا الخط الجوي المباشر يربط بين أكبر مركز سياحي في تونس، وهو مدينة توزر، وبين العاصمة الفرنسية، وهي إحدى أهم الأسواق السياحية في العالم، ومن المتوقع أن يؤدي عودة هذا الخط الجوي إلى زيادة كبيرة في عدد السياح الفرنسيين الذين يزورون تونس، وخاصة المناطق الصحراوية، وذلك لأن السياحة الصحراوية في تونس تحظى بشعبية كبيرة لدى السياح الفرنسيين، الذين يبحثون عن المناظر الطبيعية الخلابة للصحراء التونسية، والأنشطة الصحراوية الممتعة، مثل ركوب الجمال ورحلات السفاري.

ولفت المختص في الشأن السياحي، الى ضرورة الرفع من عدد الرحلات الجوية الى توزر من خلال التعاقد مع شركات طيران أجنبية خاصة، على غرار الشركة الفرنسية الاخيرة ، والتي أمنت رحلتين في اتجاه توزر، وذلك بعد "ماراطون" من المفاوضات اشرف على جزء كبير منها والي توزر أيمن البجاوي، فيما لا تزال التحديات كبيرة لإنعاش الموسم السياحي الصحراوي والذي ينطلق من شهر أكتوبر الى نهاية مارس من كل عام.

تجديد أسطول النقل البري

وأشار هادي حمدي الى أهمية أن يفي متعهدو الرحلات ووكالات الأسفار في الخارج وخاصة التونسيين منهم، بتعهداتهم في برمجة الرحلات نحو توزر واستقطاب السياح ، مبرزا أن العائق الذي كان يحول دون ذلك تم رفعه من خلال تأمين رحلتين من باريس الى توزر ومن توزر الى باريس ، الأولى كل يوم اثنين من اول الأسبوع، والثانية كل يوم جمعة من آخر الأسبوع، وهذه البرمجة تتيح توافد إعدادا كبيرة من السياح نحو توزر، مشددا على ضرورة انخراط متعهدي الرحلات في إنجاح الخط السياحي باريس-توزر ، مشيرا الى ان مردودية الخط تلعب دورا كبيرا، حيث من غير المستبعد الرفع في عدد الرحلات الجوية في اتجاه توزر انطلاقا من مدينة "ليون" الفرنسية وأيضا مرسيليا، كما يمكن التعاقد مع شركات طيران أجنبية جديدة لإنعاش الخط السياحي في السنوات القادمة.

وكشف هادي حمدي من جهة أخرى، عن وجود تحديات جديدة من الضروري العمل على تلافيها مستقبلا، الأولى تتعلق بتراجع عدد الفنادق بجهة توزر بسبب تنامي الازمات الاقتصادية خلال السنوات الأخيرة والتي أجبرت 18 فندقا الى الإغلاق التام، وعدم قدرة أصحابها على تسديد ديونهم للبنوك، مشددا على أهمية عودة هذه الفنادق الى العمل بهذه الجهة الحيوية للرفع من عدد السياح خلال الفترات القادمة.

ومن بين ابرز التحديات التي وجب العمل عليها لدفع السياحة الصحراوية في توزر حسب ما صرح به هادي حمدي، هو تجديد أسطول السيارات السياحية بالجهة، حيث أن أسطول النقل السياحي قد تقادم، وبات غير مؤهل لتوفيره للوفود السياحية، مبرزا ان اصحاب وكالات كراء السيارات بالجهة يطالبون بامتيازات جديدة حتى يتمكنوا من توفير أسطول جديد للخدمات السياحية بالجهه، من بينها تخفيف الضرائب عنهم، وإعادة النظر فيها بما يشجع على تجديد أسطول النقل السياحي بالجهة.

ارتفاع في عدد السياح

وسجلت الجهة في الفترة الأخيرة مؤشرات ايجابية تمثلت في تدفق السياح الأجانب من مختلف الجنسيات، وتم تسجيل توافد نحو 197 ألف سائح من بداية السنة والى غاية يوم 20 من شهر أكتوبر وذلك بارتفاع تجاوز 29 بالمائة.

وبحسب وزارة السياحة التونسية، فإن السياحة الصحراوية تمثل حوالي 20٪ من إجمالي السياحة في تونس، ومن المتوقع أن تساهم عودة الخط الجوي بين باريس وتوزر في زيادة هذه النسبة، وبالتالي في تعزيز الاقتصاد التونسي.

وتعد السياحة الصحراوية في تونس من أهم الوجهات السياحية في البلاد، حيث تجذب ملايين السياح سنويًا من جميع أنحاء العالم. وتأتي أهمية السياحة الصحراوية في تونس من عدة عوامل، منها التنوع الجغرافي والبيئي للصحراء التونسية، حيث تضم مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية، مثل الكثبان الرملية، والوديان، والواحات، والآثار التاريخية، والمناخ المعتدل في الصحراء التونسية، والذي يسمح بممارسة الأنشطة السياحية المختلفة، مثل ركوب الجمال، ورحلات السفاري، والمشي لمسافات طويلة، بالإضافة الى التنوع الثقافي في الصحراء التونسية، حيث تضم مجموعة متنوعة من القبائل البدوية التي تحافظ على تراثها الثقافي الغني.

إجراءات لدفع السياحة الصحراوية

وتم خلال جلسة عمل وزارية حول السياحة الصحراوية والواحية، تشخيص واقع السياحة الصحراوية والحلول الكفيلة بتطوير هذا القطاع وتجاوز الإشكاليات والصعوبات التي تعيق تطويره خاصة في علاقة بتنويع العرض السياحي وتطوير آليات التمويل وإعادة التوظيف وتدعيم النفاذ للوجهة خاصة عبر النقل الجوي والتسويق والترويج السياحي.

وأكد وزير السياحة، مؤخرا ، على ضرورة التسريع في تنفيذ الخطة العملية لدفع السياحة الصحراوية والواحية التي تجسد مختلف القرارات المنبثقة عن جلسة العمل الوزارية بتاريخ 6 جويلية 2023، والتي تهدف إلى بناء منوال سياحة واحية وصحراوية مستدامة، من خلال إعادة النظر في مثال التصرف في هذا المجال، في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وشدّد وزير السياحة على أهمية إنجاز خطة العمل لتطوير السياحة الصحراوية والواحية، والتي تتنزل في إطار استراتيجية وزارة السياحة الهادفة إلى تنويع المنتوج والعرض السياحي ببلادنا والتي ستمكن من تطوير هذا المنتوج السياحي وتثمين ما تزخر به جهة الجنوب التونسي من مقومات طبيعية وثقافية وموروث مادي ولامادي، وصناعات تقليدية متنوعة تجعل منه وجهة متميزة جاذبة للزوار والسياح.

وتم التطرق إلى الإجراءات، خاصة الهيكلية والمالية، التي من شأنها أن تساهم في تطوير السياحة الصحراوية والواحية وأهمها تشريك القطاع الخاص مع القطاع العام، ويُعنى الأول بالسياحة الصحراوية والثاني بالسياحة الواحية،. بالإضافة الى مراجعة الإطار القانوني لتسهيل بعث مشاريع صلب بعض الواحات المتواجدة ضمن المناطق السقوية العمومية أو الخاصة تعتمد طاقة استيعاب محدودة مع التشجيع على بعث مشاريع خصوصية في إطار إحداث الشركات الأهلية التي ينظمها المرسوم عدد 15 لسنة 2022، ومراجعة خارطة المسالك السياحية وإحداث مسالك جديدة تثمن ما يزخر به الجنوب التونسي من مقومات سياحية، ومزيد التعمّق في مسألة تطوير الربط الجوي على مطار توزر-نفطة الدولي، ومنع استعمال البلاستيك وإلقاء فواضل البناء في المناطق الصحراوية والواحية، وإعادة جدولة ديون الناشطين في التنشيط السياحي بواسطة الدواب لدى البنك التونسي للتضامن حالة بحالة، وتنظيم المعرض الدولي للسياحة الواحية والصحراوية في فصل الخريف، وتنظيم دورات تكوين اشهادي لفائدة خريجي منظومة التكوين المهني والتعليم العالي الراغبين في الاندماج في المؤسسات السياحية.

تضاعف الطلب على السياحة الصحراوية

كما من المنتظر ان تشهد السنة القادمة زيادة الطلب على السياحة الصحراوية في تونس، وخاصة لدى السياح الأوروبيين.

وذلك بعد انخفاض أسعار تذاكر الطيران بين باريس وتوزر، وتوفر مجموعة متنوعة من المنتجعات السياحية الصحراوية في تونس، والتي تقدم خدمات عالية الجودة. بالإضافة إلى ذلك، فإن عودة الخط الجوي بين باريس وتوزر ستساهم في الترويج للسياحة الصحراوية في تونس لدى السياح الفرنسيين ، وذلك من خلال الحملات الترويجية التي ستقوم بها شركات الطيران ووزارة السياحة التونسية.

ومن المتوقع أن تؤدي هذه الحملات إلى زيادة الوعي السياحي الفرنسي بالإمكانات السياحية للصحراء التونسية ، وبشكل عام، فإن عودة الخط الجوي بين باريس وتوزر هي خطوة مهمة في تعزيز السياحة الصحراوية في تونس، وبالتالي في دعم الاقتصاد التونسي.

أوجه القصور في الخط الجوي

وبالرغم من أهمية الخط الجوي بين باريس وتوزر في الترويج للسياحة الصحراوية في تونس، إلا أن هناك بعض أوجه القصور في هذا الخط، والتي يمكن أن تؤثر على نجاحه، أهمها قلة عدد الرحلات الجوية بين باريس وتوزر، حيث تبلغ عدد الرحلات الأسبوعية 3 رحلات فقط، بالإضافة الى ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، والتي تعتبر مرتفعة نسبيًا مقارنة بالأسعار في دول أخرى. ولحل هذه المعضلة يجب أن تسعى شركات الطيران إلى زيادة عدد الرحلات الجوية بين باريس وتوزر، وخفض أسعار تذاكر الطيران. كما يجب أن تعمل وزارة السياحة التونسية على الترويج للسياحة الصحراوية في تونس لدى السياح الفرنسيين، من خلال الحملات الترويجية المكثفة.

وإذا تم حل هذه الإشكاليات، فإن الخط الجوي بين باريس وتوزر سيكون له دور مهم في تعزيز السياحة الصحراوية في تونس، وبالتالي في دعم الاقتصاد التونسي.

 سفيان المهداوي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews