إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الكاتبة الجزائرية أحلام المستغانمي في معرض الشارقة للكتاب: لن نكون أنفسنا بعد الٱن.. ولتعذرنا غز..ة المغدورة بدمعها ودمها !

 

 

+سر نجاحي هو أن القارئ العربي يعثر في كتبي على نفسه

+رفضت جوائز بمقابل ضخم لأني اختار من يكرمنى

الصباح-الشارقة- من مبعوثنا وليد عبداللاوي

"ليس للمعجزات من منطق..مع الشارقة غدا للعالم فصول خمسة خامسها فصل الكتاب.. كل نوفمبر تمطر المساء فرحا وكتبا.. بساتين الروايات ومروج الشعر تفتح هنا في كل أيام السنة وتغري حشود القراء بقطافها لكن الازهار اليوم تتفتح كلها لغزة تنبت على قبور من لم يعرف لهم أهل ودفنوا على عجل بعد أن تبعثروا كشقائق النعمان على الانقاض تاركين لنا دمهم على الشاشات .. غزة ما تركت لنا من بهجة..فقدنا حتى ساعات الجلوس الى الكتابة ..ما عاد بإمكانك أن تجلس لا لأنك ترفض الجلوس على المبادئ بل لأنك لم تعد تعرف كيف تكتب على حاسوبك نصا ادبيا مذ شاهدت من يكتبون أسماء أبنائهم على أذرعهم وأرجلهم ليتعرف عليهم الموت.. ماذا يساوي نصك أيها الكاتب ..تواضع قليلاً هذا زمن الكتابة على الأجساد ..إنهم ينازلون الموت بقلم ..حبره دم أبنائهم ..هل خبرت كتابة نص كهذا ..لن نكون أنفسنا بعد الٱن.. فلتعذرنا غزة المغدورة بدمعها ودمها ..أبدا لن نكون أنفسنا بعد الٱن.."

بهذه الكلمات والمعاني العميقة والتأثر الكبير بما يجري في قطاع غزة حد البكاء، رثت الشاعرة الجزائرية أحلام المستغانمي -أثناء تدشين احتفالية بمعرض الشارقة للكتاب أطلقت عليها اسم "مساء الاجتياح العاطفي"- شهداء غزة الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء، وقدمت اعتذاراتها من ضحايا الاعتداء الغاشم للكيان الصهيوني وصمود الغزاويين في وجه الغزاة، فهي ترى أن الكتابة زمن الطغيان والوحشية أصبحت لا معنى لها وأن المجازر التي نراها يوميا والحصار المسلط الناتج عنها استشهاد الٱلاف من المدنيين الأبرياء قد تخطى حدود الألم والقهر..

"ذاكرة الجسد ".. عاطفية

أما فيما يهم توقيع سيرتها الروائية "أصبحتُ أنتٓ" فقد بينت الشاعرة احلام المستغانمي أن "ذاكرة الجسد" كان حدثا غير متوقع في حياتها إلى درجة أنها لم تتوقع كل ذلك النجاح مضيفة إلى أن "اصبحت انت" لم يكن له أن يرى النور لو لا "المعاناة " والتضييقات التي كانت وراء ذلك الكتاب..

 كما أشارت إلى ظروف كتابته الصعبة في باريس وكيف اضطرت غالبا الى الكتابة ليلا بعد نوم أطفالها وإبعاد النصوص عنهم كي لا يقع العبث بالأوراق أو تمزيقها ..

أما فيما يهم المضمون والتفاصيل أكدت الشاعرة الجزائرية أن "ذاكرة الجسد" "شخصية" عاطفية، أرادت من خلاله أن تخلد كفاح شعبها الجزائري وتوظيف أفكار الثورة التي جسدها أبطال الرواية، فضلا عن بائعي الأوطان والخونة مثلما سرقت الحبيبة في الرواية قلب حبيبها..

وعن نجاح المؤلف وارتفاع عدد المبيعات الى الٱلاف من النسخ بينت أحلام المستغانمي أنها لم تكن تتوقع ذلك النجاح وهي أول من ذهل وأصيب بالدهشة لأنها لم تأخذ الأمر على محمل الجد، وكانت قبل إصدار "ذاكرة الجسد" تقرأ نصوص المسودة الى المعينة المنزلية التي كان لها مستوى ثقافي يمكنها بأن تقيم الخطوط العريضة القصة من حيث الافكار واسلوب الكتابة..

كما ارجعت الكاتبة الجزائرية النجاح غير المتوقع الى بيروت حيث سلمتها في بداية الأمر الى دار نشر جزائرية ليتضح فيما بعد أنها لم تهتم بها.. عكس ما حصل في لبنان وتحديدا مع دار النشر "دار الٱداب" التي تبنت أعمال نزار القباني ونجيب محفوظ وأدونيس ..فكان بالنسبة لأحلام المستغانمي "حدثا كبيرا جدا"..

ومن بين اوجه الطرافة التي واجهتها الكاتبة الجزائرية في تلك الفترة أن سألها ذات مرة الاعلامي زاهي وهبي: ماذا كسبتي من "ذاكرة الجسد" فكانت الإجابة مازحة: "كسبت عشرة كيلوغرام " إحالة إلى ازدياد الوزن جراء الدعوات والاحتفالات بالمولود الجديد..

هذا وقد نوهت احلام الى إشادة الشاعر نزار القباني بـ"ذاكرة الجسد " واتصاله بها بعد قراءته ليقول لها: "الرواية دوختني يا أحلام.. النص الذي قرأته يشبهني الى درجة التطابق فهو مجنون ومتوتر واقتحامي ومتوحش وانساني وشهواني وخارج على القانون مثلي" .. وهي شهادة -حسب قولها- تعتز بها كثيرا من شاعر كبير مثل نزار القباني، حتى أنها لم تعر اهتماما بما كتبه بعض النقاد الذين سخروا من الرواية وأرجعوا اهتمام القباني بمتانة الصداقة بينهما.. لتجيب هؤلاء :"نحن نكتب لتدافع الكتب عنا لا أن ندافع عنها " ..

مغالطات

كما لم تخف احلام المستغانمي علاقتها الخاصة بوالدها الراحل الذي كان يشجعها على المطالعة ولم يبخل يوما في شراء كتاب استهواها.. وخلال حديثها عن أبيها أضافت أثناء ندوة ولقاء مفتوح يتضمن مناقشة كتابها الجديد"حارس الاوهام" ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب في دورته 42 أن "الكُتاب الذين يبحثون عن الجوائز قد يكونون خالدين.. لكني أختار من يكرمني.."

واشارت الكاتبة الجزائرية الى أن علاقتها بالقراءة مستقرة وستواصل تحمل المسؤولية على عاتقها ..

وعن المقولات التي نسبت إليها قالت احلام بأن هناك مقولات نسبت إليها وهي لم تذكرها تماما بل وصل بها الأمر الى أنها بصدد البحث ذات مرة عن أشهر مقولاتها لتتفاجأ بمقولة لها جاءت على لسان شكسبير!

"أصبحت أبي"

حول روايتها الجديدة "اصبحت أنت" بعد مرور ثلاثين سنة عن صدور"ذاكرة الجسد " بينت الكاتبة الجزائرية بانها تكتب لأبيها وهي تخاف أن تكتب ما يبكيه بل وصل بها الأمر الى البكاء وهي بصدد كتابة فقرات من الرواية لانها لا تريد لابيها " أن يعلم بما يجري بعده.. مازلت اكتب وكأن ابي يقرأني..إنه يحكمني من قبره وأفاخر بذلك لذلك أنا أؤمن أن المرء يوقع بأصله لا بقلمه..اكتشفت أثناء كتابتي أني أصبحت أبي"..

كما اشارت إلى تلك العلاقة الفريدة التي تجمعها مع قرائها طيلة عقود حتى أنها في إحدى السنوات جلست لمدة سبع ساعات ونصف توقع أحد كتبها .. لتضيف : لعل سبب النجاح والاقبال الكبير على انتاجاتي أني في كتبي اغلف المواضيع السياسية بالحب لأن لا احد جاهز اليوم لقراءة قصص تاريخية .. وسر نجاحي هو أن القارئ العربي يعثر في كتبي على نفسه"..

 

 

 

 

 

 الكاتبة الجزائرية أحلام المستغانمي في معرض الشارقة للكتاب:  لن نكون أنفسنا بعد الٱن.. ولتعذرنا غز..ة المغدورة بدمعها ودمها !

 

 

+سر نجاحي هو أن القارئ العربي يعثر في كتبي على نفسه

+رفضت جوائز بمقابل ضخم لأني اختار من يكرمنى

الصباح-الشارقة- من مبعوثنا وليد عبداللاوي

"ليس للمعجزات من منطق..مع الشارقة غدا للعالم فصول خمسة خامسها فصل الكتاب.. كل نوفمبر تمطر المساء فرحا وكتبا.. بساتين الروايات ومروج الشعر تفتح هنا في كل أيام السنة وتغري حشود القراء بقطافها لكن الازهار اليوم تتفتح كلها لغزة تنبت على قبور من لم يعرف لهم أهل ودفنوا على عجل بعد أن تبعثروا كشقائق النعمان على الانقاض تاركين لنا دمهم على الشاشات .. غزة ما تركت لنا من بهجة..فقدنا حتى ساعات الجلوس الى الكتابة ..ما عاد بإمكانك أن تجلس لا لأنك ترفض الجلوس على المبادئ بل لأنك لم تعد تعرف كيف تكتب على حاسوبك نصا ادبيا مذ شاهدت من يكتبون أسماء أبنائهم على أذرعهم وأرجلهم ليتعرف عليهم الموت.. ماذا يساوي نصك أيها الكاتب ..تواضع قليلاً هذا زمن الكتابة على الأجساد ..إنهم ينازلون الموت بقلم ..حبره دم أبنائهم ..هل خبرت كتابة نص كهذا ..لن نكون أنفسنا بعد الٱن.. فلتعذرنا غزة المغدورة بدمعها ودمها ..أبدا لن نكون أنفسنا بعد الٱن.."

بهذه الكلمات والمعاني العميقة والتأثر الكبير بما يجري في قطاع غزة حد البكاء، رثت الشاعرة الجزائرية أحلام المستغانمي -أثناء تدشين احتفالية بمعرض الشارقة للكتاب أطلقت عليها اسم "مساء الاجتياح العاطفي"- شهداء غزة الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء، وقدمت اعتذاراتها من ضحايا الاعتداء الغاشم للكيان الصهيوني وصمود الغزاويين في وجه الغزاة، فهي ترى أن الكتابة زمن الطغيان والوحشية أصبحت لا معنى لها وأن المجازر التي نراها يوميا والحصار المسلط الناتج عنها استشهاد الٱلاف من المدنيين الأبرياء قد تخطى حدود الألم والقهر..

"ذاكرة الجسد ".. عاطفية

أما فيما يهم توقيع سيرتها الروائية "أصبحتُ أنتٓ" فقد بينت الشاعرة احلام المستغانمي أن "ذاكرة الجسد" كان حدثا غير متوقع في حياتها إلى درجة أنها لم تتوقع كل ذلك النجاح مضيفة إلى أن "اصبحت انت" لم يكن له أن يرى النور لو لا "المعاناة " والتضييقات التي كانت وراء ذلك الكتاب..

 كما أشارت إلى ظروف كتابته الصعبة في باريس وكيف اضطرت غالبا الى الكتابة ليلا بعد نوم أطفالها وإبعاد النصوص عنهم كي لا يقع العبث بالأوراق أو تمزيقها ..

أما فيما يهم المضمون والتفاصيل أكدت الشاعرة الجزائرية أن "ذاكرة الجسد" "شخصية" عاطفية، أرادت من خلاله أن تخلد كفاح شعبها الجزائري وتوظيف أفكار الثورة التي جسدها أبطال الرواية، فضلا عن بائعي الأوطان والخونة مثلما سرقت الحبيبة في الرواية قلب حبيبها..

وعن نجاح المؤلف وارتفاع عدد المبيعات الى الٱلاف من النسخ بينت أحلام المستغانمي أنها لم تكن تتوقع ذلك النجاح وهي أول من ذهل وأصيب بالدهشة لأنها لم تأخذ الأمر على محمل الجد، وكانت قبل إصدار "ذاكرة الجسد" تقرأ نصوص المسودة الى المعينة المنزلية التي كان لها مستوى ثقافي يمكنها بأن تقيم الخطوط العريضة القصة من حيث الافكار واسلوب الكتابة..

كما ارجعت الكاتبة الجزائرية النجاح غير المتوقع الى بيروت حيث سلمتها في بداية الأمر الى دار نشر جزائرية ليتضح فيما بعد أنها لم تهتم بها.. عكس ما حصل في لبنان وتحديدا مع دار النشر "دار الٱداب" التي تبنت أعمال نزار القباني ونجيب محفوظ وأدونيس ..فكان بالنسبة لأحلام المستغانمي "حدثا كبيرا جدا"..

ومن بين اوجه الطرافة التي واجهتها الكاتبة الجزائرية في تلك الفترة أن سألها ذات مرة الاعلامي زاهي وهبي: ماذا كسبتي من "ذاكرة الجسد" فكانت الإجابة مازحة: "كسبت عشرة كيلوغرام " إحالة إلى ازدياد الوزن جراء الدعوات والاحتفالات بالمولود الجديد..

هذا وقد نوهت احلام الى إشادة الشاعر نزار القباني بـ"ذاكرة الجسد " واتصاله بها بعد قراءته ليقول لها: "الرواية دوختني يا أحلام.. النص الذي قرأته يشبهني الى درجة التطابق فهو مجنون ومتوتر واقتحامي ومتوحش وانساني وشهواني وخارج على القانون مثلي" .. وهي شهادة -حسب قولها- تعتز بها كثيرا من شاعر كبير مثل نزار القباني، حتى أنها لم تعر اهتماما بما كتبه بعض النقاد الذين سخروا من الرواية وأرجعوا اهتمام القباني بمتانة الصداقة بينهما.. لتجيب هؤلاء :"نحن نكتب لتدافع الكتب عنا لا أن ندافع عنها " ..

مغالطات

كما لم تخف احلام المستغانمي علاقتها الخاصة بوالدها الراحل الذي كان يشجعها على المطالعة ولم يبخل يوما في شراء كتاب استهواها.. وخلال حديثها عن أبيها أضافت أثناء ندوة ولقاء مفتوح يتضمن مناقشة كتابها الجديد"حارس الاوهام" ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب في دورته 42 أن "الكُتاب الذين يبحثون عن الجوائز قد يكونون خالدين.. لكني أختار من يكرمني.."

واشارت الكاتبة الجزائرية الى أن علاقتها بالقراءة مستقرة وستواصل تحمل المسؤولية على عاتقها ..

وعن المقولات التي نسبت إليها قالت احلام بأن هناك مقولات نسبت إليها وهي لم تذكرها تماما بل وصل بها الأمر الى أنها بصدد البحث ذات مرة عن أشهر مقولاتها لتتفاجأ بمقولة لها جاءت على لسان شكسبير!

"أصبحت أبي"

حول روايتها الجديدة "اصبحت أنت" بعد مرور ثلاثين سنة عن صدور"ذاكرة الجسد " بينت الكاتبة الجزائرية بانها تكتب لأبيها وهي تخاف أن تكتب ما يبكيه بل وصل بها الأمر الى البكاء وهي بصدد كتابة فقرات من الرواية لانها لا تريد لابيها " أن يعلم بما يجري بعده.. مازلت اكتب وكأن ابي يقرأني..إنه يحكمني من قبره وأفاخر بذلك لذلك أنا أؤمن أن المرء يوقع بأصله لا بقلمه..اكتشفت أثناء كتابتي أني أصبحت أبي"..

كما اشارت إلى تلك العلاقة الفريدة التي تجمعها مع قرائها طيلة عقود حتى أنها في إحدى السنوات جلست لمدة سبع ساعات ونصف توقع أحد كتبها .. لتضيف : لعل سبب النجاح والاقبال الكبير على انتاجاتي أني في كتبي اغلف المواضيع السياسية بالحب لأن لا احد جاهز اليوم لقراءة قصص تاريخية .. وسر نجاحي هو أن القارئ العربي يعثر في كتبي على نفسه"..

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews