حضور نوعي في حفل الافتتاح جمع عشاق الفن الرابع بصناع الفرجة وفاعلين في المشهد الثقافي التونسي
مدير عام المسرح الوطني: نؤمن بدور الفن الرابع كفعل مقاومة خاصة في هذا الراهن العربي الموجع
تونس - الصباح
يوم 7 نوفمبر 1962 تاريخ مفصلي في مسار المسرح التونسي ففي هذا اليوم دعا الزعيم الحبيب بورقيبة للاهتمام أكبر بالفن الرابع باعتباره أداة للتوعية والتثقيف وبعد خطابه في هذا التاريخ، اتخذ المسرح التونسي على امتداد السنوات اللاحقة توجها أكثر شمولية وعمق وأثمرت سياسة الدولة الثقافية في ذاك الزمن تركيز لهياكل مسرحية (فرق جهوية .. ) في مختلف الأنماط والأطياف فكريا وجماليا ولوّنت الرؤى الفنية الركح التونسي.
رمزية هذا اليوم ارتبطت بالتظاهرة الجديدة للمسرح الوطني "مواسم الإبداع" في دورتها التأسيسية والتي افتتحت فعالياتها يوم أول أمس 7 نوفمبر بقاعة الفن الرابع مع عرض مسرحية "الفيرمة" لغازي الزغباني وتتواصل إلى غاية 14 نوفمبر الحالي.
وشهد افتتاح "المهرجان الوطني للمسرح التونسي - مواسم الإبداع" تزامنا مع ذكرى الأربعين لتأسيس المسرح الوطني حضورا نوعيا، جمع عشاق الفن الرابع بصناع الفرجة الركحية والدرامية وعدد من الفاعلين في المشهد الثقافي التونسي وحرص المدير العام للمسرح الوطني معز مرابط مع انطلاق فعاليات الافتتاح على التأكيد على مكانة المسرح لدى الشعوب وإيمانه الخالص بدور الفن الرابع كفعل مقاومة خاصة في هذا الراهن العربي الموجع على وطن مسلوب يدعى فلسطين.
وعن مواسم الإبداع، شدد معز مرابط على الهدف الأساسي لتنظيم هذه التظاهرة وهو تجميع المسرحيين في فضاء إبداعي تتفاعل عبر برمجته مختلف الأشكال والتعبيرات الفنية المغايرة على ركح طالما كان منفتحا ومرحبا بالتجديد وداعما لدينامكية مسرحية تترجم العلاقة الخاصة بين المسرح التونسي وجمهوره.
وأعلن المدير العام للمسرح الوطني معز مرابط خلال افتتاح "مواسم الابداع" على تطلع الدورات القادمة من هذه التظاهرة لبرمجة إقليمية دولية تنسحب على اختصاصات أشمل في الفعل المسرحي منوها في ختام كلمته الافتتاحية بشركاء "مواسم الابداع" الداعمين لجوائز التظاهرة وهم جمعية عبد الوهاب بن عياد (فابا)، المؤسسة الفلاحية "الحدائق" والمؤسسة المالية "ميكرو كراد".
وللتذكير في هذا السياق فإن ستة جوائز سيتم منحها في اختتام مواسم الابداع يوم 14 نوفمبر الحالي وهي الجائزة الكبرى لأفضل عمل مسرحي متكامل وقيمتها 30.000 دينار، جائزة أفضل إخراج وقيمتها 10.000 دينار، جائزة أفضل نص وقيمتها 10.000 دينار، جائزة أفضل سينوغرافيا وقيمتها 10.000 دينار، جائزة أفضل أداء نسائي وقيمتها 10.000 دينار، جائزة أفضل أداء رجالي وقيمتها 10.000 دينار. ويحاكم بين الأعمال المسرحية الخمسة عشر المشاركة في المسابقة الرسمية للدورة الأولى من مواسم الابداع كل من الممثلة فاطمة بن سعيدان، المخرجة المسرحية وفاء الطبوبي، المخرج المسرحي نزار السعيدي، الأكاديمي والباحث حمدي الحمايدي والناقد المسرحي حاتم التليلي المحمودي .
الفيرمة .. الوجه الاخر للفساد
استقبل جمهور افتتاح "مواسم الإبداع" أحدث انتاجات فضاء الأرتيستو لصاحبه غازي الزغباني "الفيرمة"، عمل يجسد أدواره محمّد حسين قريّع، يسرى الطرابلسي، أسامة غلام، إباء حملي وذلك إلى جانب مخرج وكاتب المسرحية غازي الزغباني، الذي أمضى موسيقى وسينوغرافيا العمل.
تغوص مسرحية "الفيرمة" في أعماق وطن ينخره الفساد عبر حكاية رجل ثري ذو نفوذ يطمع في مقعد الرئاسة ويخوض معركته السياسية بأبشع الوسائل وأقذرها. تتساقط في طريقه المشبوه الضحايا من بيهم ميساء ناشطة حقوقيّة .. زوجة مغلوبة على أمرها وأخ مريض يهرب لعوالم الفن وليجمل حياة قاتمة.
يتفاعل غازي الزغباني مع راهن تونسي متأزم، تتحرك شخوص نصه على ركح قاعة الفن الرابع متماهية مع صراعاتها الداخلية قتامة أفكارها، يقر الأمل مع "ميساء" وتعكس ظلمة المكان القهقهات ونظرات جلادها الشيطانية .. عرض "الفيرمة" كان مشهدا عاما لمجتمع فاسد متناقض معتل نفسيا كان يمكن أن يمنحنا عمقا أكبر لو توغل صاحب النص والرؤية أكثر في عوالم شخوصه.
عروض اليوم الثاني من "مواسم الابداع" توزعت بين قاعتي الفن الرابع ودار المسرحي بباردو وشاهد الجمهور أحد انتاجات التياترو ستوديو 2023 مسرحية "التتر" للمخرج هيكل رحالي عن سينوغرافيا بلال بن رمضان وتمثيل كل من سمر سمود، أحمد عليوين، إيناس بن حسن زكرواي،عبد الكريم بناني، ضحى حرز الله، صفاء بن والي، مروة شرقي، أمل عياري، رحمة جربي شتورو وريم بن يوسف في قاعة الفن الرابع وفي فضاء دار المسرحي كان الموعد يوم أمس 8 نوفمبر مع مسرحية "حاجة ... أخرى" لمحمد كواص وأداء يحيى الفايدي وأصالة كواص.
تجدر الإشارة إلى أن فعاليات "المهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع" من 7 إلى 14 نوفمبر 2023 تقترح على عشاق المسرح اليوم الخميس 9 نوفمبر عرض "11.14" معز القديري بقاعة الفن الرابع و"عشاء الكلاب" ليوسف مارس بدار المسرحي بباردو.
حضور نوعي في حفل الافتتاح جمع عشاق الفن الرابع بصناع الفرجة وفاعلين في المشهد الثقافي التونسي
مدير عام المسرح الوطني: نؤمن بدور الفن الرابع كفعل مقاومة خاصة في هذا الراهن العربي الموجع
تونس - الصباح
يوم 7 نوفمبر 1962 تاريخ مفصلي في مسار المسرح التونسي ففي هذا اليوم دعا الزعيم الحبيب بورقيبة للاهتمام أكبر بالفن الرابع باعتباره أداة للتوعية والتثقيف وبعد خطابه في هذا التاريخ، اتخذ المسرح التونسي على امتداد السنوات اللاحقة توجها أكثر شمولية وعمق وأثمرت سياسة الدولة الثقافية في ذاك الزمن تركيز لهياكل مسرحية (فرق جهوية .. ) في مختلف الأنماط والأطياف فكريا وجماليا ولوّنت الرؤى الفنية الركح التونسي.
رمزية هذا اليوم ارتبطت بالتظاهرة الجديدة للمسرح الوطني "مواسم الإبداع" في دورتها التأسيسية والتي افتتحت فعالياتها يوم أول أمس 7 نوفمبر بقاعة الفن الرابع مع عرض مسرحية "الفيرمة" لغازي الزغباني وتتواصل إلى غاية 14 نوفمبر الحالي.
وشهد افتتاح "المهرجان الوطني للمسرح التونسي - مواسم الإبداع" تزامنا مع ذكرى الأربعين لتأسيس المسرح الوطني حضورا نوعيا، جمع عشاق الفن الرابع بصناع الفرجة الركحية والدرامية وعدد من الفاعلين في المشهد الثقافي التونسي وحرص المدير العام للمسرح الوطني معز مرابط مع انطلاق فعاليات الافتتاح على التأكيد على مكانة المسرح لدى الشعوب وإيمانه الخالص بدور الفن الرابع كفعل مقاومة خاصة في هذا الراهن العربي الموجع على وطن مسلوب يدعى فلسطين.
وعن مواسم الإبداع، شدد معز مرابط على الهدف الأساسي لتنظيم هذه التظاهرة وهو تجميع المسرحيين في فضاء إبداعي تتفاعل عبر برمجته مختلف الأشكال والتعبيرات الفنية المغايرة على ركح طالما كان منفتحا ومرحبا بالتجديد وداعما لدينامكية مسرحية تترجم العلاقة الخاصة بين المسرح التونسي وجمهوره.
وأعلن المدير العام للمسرح الوطني معز مرابط خلال افتتاح "مواسم الابداع" على تطلع الدورات القادمة من هذه التظاهرة لبرمجة إقليمية دولية تنسحب على اختصاصات أشمل في الفعل المسرحي منوها في ختام كلمته الافتتاحية بشركاء "مواسم الابداع" الداعمين لجوائز التظاهرة وهم جمعية عبد الوهاب بن عياد (فابا)، المؤسسة الفلاحية "الحدائق" والمؤسسة المالية "ميكرو كراد".
وللتذكير في هذا السياق فإن ستة جوائز سيتم منحها في اختتام مواسم الابداع يوم 14 نوفمبر الحالي وهي الجائزة الكبرى لأفضل عمل مسرحي متكامل وقيمتها 30.000 دينار، جائزة أفضل إخراج وقيمتها 10.000 دينار، جائزة أفضل نص وقيمتها 10.000 دينار، جائزة أفضل سينوغرافيا وقيمتها 10.000 دينار، جائزة أفضل أداء نسائي وقيمتها 10.000 دينار، جائزة أفضل أداء رجالي وقيمتها 10.000 دينار. ويحاكم بين الأعمال المسرحية الخمسة عشر المشاركة في المسابقة الرسمية للدورة الأولى من مواسم الابداع كل من الممثلة فاطمة بن سعيدان، المخرجة المسرحية وفاء الطبوبي، المخرج المسرحي نزار السعيدي، الأكاديمي والباحث حمدي الحمايدي والناقد المسرحي حاتم التليلي المحمودي .
الفيرمة .. الوجه الاخر للفساد
استقبل جمهور افتتاح "مواسم الإبداع" أحدث انتاجات فضاء الأرتيستو لصاحبه غازي الزغباني "الفيرمة"، عمل يجسد أدواره محمّد حسين قريّع، يسرى الطرابلسي، أسامة غلام، إباء حملي وذلك إلى جانب مخرج وكاتب المسرحية غازي الزغباني، الذي أمضى موسيقى وسينوغرافيا العمل.
تغوص مسرحية "الفيرمة" في أعماق وطن ينخره الفساد عبر حكاية رجل ثري ذو نفوذ يطمع في مقعد الرئاسة ويخوض معركته السياسية بأبشع الوسائل وأقذرها. تتساقط في طريقه المشبوه الضحايا من بيهم ميساء ناشطة حقوقيّة .. زوجة مغلوبة على أمرها وأخ مريض يهرب لعوالم الفن وليجمل حياة قاتمة.
يتفاعل غازي الزغباني مع راهن تونسي متأزم، تتحرك شخوص نصه على ركح قاعة الفن الرابع متماهية مع صراعاتها الداخلية قتامة أفكارها، يقر الأمل مع "ميساء" وتعكس ظلمة المكان القهقهات ونظرات جلادها الشيطانية .. عرض "الفيرمة" كان مشهدا عاما لمجتمع فاسد متناقض معتل نفسيا كان يمكن أن يمنحنا عمقا أكبر لو توغل صاحب النص والرؤية أكثر في عوالم شخوصه.
عروض اليوم الثاني من "مواسم الابداع" توزعت بين قاعتي الفن الرابع ودار المسرحي بباردو وشاهد الجمهور أحد انتاجات التياترو ستوديو 2023 مسرحية "التتر" للمخرج هيكل رحالي عن سينوغرافيا بلال بن رمضان وتمثيل كل من سمر سمود، أحمد عليوين، إيناس بن حسن زكرواي،عبد الكريم بناني، ضحى حرز الله، صفاء بن والي، مروة شرقي، أمل عياري، رحمة جربي شتورو وريم بن يوسف في قاعة الفن الرابع وفي فضاء دار المسرحي كان الموعد يوم أمس 8 نوفمبر مع مسرحية "حاجة ... أخرى" لمحمد كواص وأداء يحيى الفايدي وأصالة كواص.
تجدر الإشارة إلى أن فعاليات "المهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع" من 7 إلى 14 نوفمبر 2023 تقترح على عشاق المسرح اليوم الخميس 9 نوفمبر عرض "11.14" معز القديري بقاعة الفن الرابع و"عشاء الكلاب" ليوسف مارس بدار المسرحي بباردو.