إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رهام جعفري الناطقة باسم مؤسسة "أكشن إيد-فلسط.ين": الاحتلا.ل يعتمد التجويع كسلاح حرب في غز.ة

تونس-الصباح

قالت رهام جعفري مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة "أكشن إيد-فلسطين إن الكلمات لا تكفي لوصف الوضع الكارثي في غزة وأضافت محدثتنا في لقاء خصت به "الصباح" من القدس إن المساعدات التي يتبجحون بها نقطة من بحر من احتياجات أهالي غزة الذين يشربون المياه الملوثة ويلجأون لمياه البحر وشددت محدثتنا على انه يتم الآن وبعد استهداف المولدات الكهربائية استهداف مولدات الطاقة الشمسية للبيوت والمستشفيات لمنع توليد الكهرباء ومعالجة المياه المالحة ..

وتؤكد محدثتنا أن غزة كانت تستقبل 500 شاحنة يوميا قبل الحرب ولكن الأمر معقد جدا اليوم والاحتلال يعرقل وصول المساعدات الى أصحابها ..

ومؤسسة "آكشن إيد" إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد عن 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 دولة من العالم الأكثر فقرا. باشرت مؤسسة "أكشن إيد-فلسطين" عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ودعم حقه في التمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. وفي ما يلي نص الحديث:

حوار: آسيا العتروس 

*أكثر من شهر مر على حرب الإبادة الجماعية على أهالي غزة، كيف هو المشهد على أرض الميدان؟

الوضع كارثي ولا يمكن وصفه لا ماء ولا كهرباء ولا غذاء.. عشنا عدة حروب ولكن هذه الحرب لم نر لها مثيلا. ثلثا المستشفيات توقف عن العمل وما بقي منها يعمل آنيا وسيتوقف في الساعات القادمة.. ممنوع إدخال الوقود. ومنذ 7 أكتوبر لم يتم إدخال قطرة واحدة من الوقود وبالتالي لا يمكن توليد الطاقة حتى أن الناس أصبحوا يشربون الماء المالح لأن محطات تحلية المياه بدورها صارت معطلة ايضا ..

سكان شمال قطاع غزة على شفا المجاعة والمرضى كما المصابون يصارعون من أجل البقاء مع النفاذ الوشيك لإمدادات الغذاء والمياه. المساعدات التي يتبجحون بها نقطة في بحر من احتياجات أهالي غزة الذين يشربون المياه الملوثة ويلجأون لمياه البحر وبعد استهداف المولدات الكهربائية يتم استهداف مولدات الطاقة الشمسية للبيوت والمستشفيات لمنع توليد الكهرباء ومعالجة المياه المالحة..

غزة كانت تستقبل 500 شاحنة يوميا قبل الحرب ولكن الأمر معقد جدا اليوم والاحتلال يعرقل وصول المساعدات الى أصحابها ..

نصف مليون نسمة في شمال قطاع غزة يواجهون خطر الموت بسبب الأمراض التي تهدد حياتهم نتيجة النقص الحاد في الغذاء والماء. ولقد تجاوز عدد الضحايا في قطاع غزة 10 آلاف والرقم مستمر في الارتفاع, وقد سبق أن حذرت "منظمة أكشن إيد action aid  الدولية من أن النفاد الوشيك لإمدادات الغذاء والمياه يضاعف الخطر على حياة أولئك الذين نجوا بصعوبة من القصف المكثف لمدة شهر.

ما يحدث اليوم أننا نشهد استخدام سلاح التجويع كسلاح حرب مع نفاد الإمدادات الغذائية الحيوية من الأسواق خلال الأيام القادمة.

*ولكن ماذا عن المساعدات الدولية؟

-  المساعدات شحيحة والكميات التي تتدفق على غزة  نقطة من بحر من احتياجات الأهالي الكميات الضئيلة من الغذاء والمياه التي تدخل عبر معبر رفح لا يمكن نقلها شمالاً أولا بسبب تدمير الطرق وثانيا بسبب القصف شبه المستمر.

تتزايد حالات الجفاف وسوء التغذية بسرعة. المستشفيات التي واصلت عملها بشكل يفوق قدرتها لأسابيع متتالية لم تعد قادرة على تقديم أي دعم للأشخاص الذين هم على حافة المجاعة بسبب نفاد المستلزمات الطبية والنقص الحاد في الوقود والقصف العشوائي على جميع أنحاء قطاع غزة بما في ذلك المستشفيات".

هناك نقص حاد في الغذاء وطوابير الانتظار التي يواجهها الناس في جميع أنحاء قطاع غزة حتى المخابز كانت أيضًا أهدافًا للقصف. الوضع في قطاع غزة سيئ للغاية لم نتوقف عن الدعاء بالرحمة للذين استشهدوا، أما البقية فإنهم يواجهون خطر الموت جوعا.. فلا وجود لمواد غذائية  في المحلات، أما بالنسبة للخبز، فيجب الانتظار في طابور من الساعة السادسة صباحا حتى ساعات ما بعد الظهر، هذا إذا ما استطعنا بالطبع الحصول عليه. عدا عن ذلك، فإن المياه التي نشربها غير صالحة للاستهلاك البشري.

*كيف تتعاطون مع كل هذه المآسي؟

قبل أيام أخبرتنا جمانة، وهي أم تعيش مع أطفالها في إحدى مدارس غزة بعد نزوحها من دير البلح، عن الآثار الصحية لنقص الغذاء والمياه على أطفالها الصغار. وقالت "نحن نعاني، هنالك انقطاع كبير في الماء ولا يوجد كهرباء والنوم غير مريح، نتغذى على طعام معلب يسبب لنا الأمراض حيث يعان أطفالي الآن من التهاب المعدة والأمعاء". الحصول على نصف حصة عادية من الخبز يحتاج الى ست ساعات، كما يعيش الكثيرون على قطعتين فقط من الخبز يوميًا، وفقًا للأونروا. وخلال أيام ستنفذ إمدادات المواد الغذائية الأساسية مثل الزيوت النباتية والبقوليات والسكر والأرز من  لأسواق. بالإضافة الى انه ونتيجة لتدمير 11 مخبزة بالكامل، فان مخزون الدقيق المتبقي يكفي لمدة 23 يوماً فقط، على الرغم انه من الممكن عدم استخدام المخزون نتيجة عدم توفر الوقود والماء. بعد مرور شهر على القصف المتواصل، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بوجود انخفاض في استهلاك المياه تصل نسبته 92٪ أصبح الناس يشربون المياه قليلة الملوحة أو الملوثة. وهو ما يؤدي الى زيادة خطر الإصابة بالجفاف والفشل الكلوي للمرضى الذين يستخدمون أجهزة غسيل الكلى والتي مهددة بالتوقف نتيجة استنفاذ الوقود.

هناك مشكلة أخرى خطيرة تتعلق بالنساء الحوامل والمرضعات غير قادرات على توفير الحليب لمواليدهن الجدد وسط النقص الحاد في المياه. ومع نفاد الغذاء والماء بالكامل، تكافح الأمهات من أجل إطعام ورعاية أسرهن، مما يزيد بشكل حاد من أخطار سوء التغذية والمرض والوفاة. تشكل وفيات الأطفال بسبب الجفاف تهديداً متزايداً، خاصة بين الرضع المعرضين لخطر الإصابة بالأمراض مثل الإسهال". في مثل هذه الأوضاع وفي ظل القصف المستمر لا بد لنا من الحديث عن احتياجات أساسية للفتيات والنساء مع المعاناة المضاعفة حيث تجبر النساء والفتيات على استعمال المناديل الصحية الخاصة أثناء الدورة الشهرية لفترة زمنية طويلة، مما يؤدي إلى أمراض تهدد حياتهن مثل متلازمة الصدمة السامة التي لا يمكن علاجها في المستشفيات المكتظة بالكامل أو بواسطة بالإمدادات الطبية التي تم استهلاكها وأوشكت على النفاد".

حقيقة أخرى لا بد أن نسوقها انه في الفترة ما بين 21  اكتوبر1 نوفمبر، لم تدخل الى غزة سوى 26 شاحنة محملة بإمدادات المياه والمستلزمات الصحية وأدوات التعقيم، وهذا الرقم لا يكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية لبقاء السكان على قيد الحياة. وحتى هذه الإمدادات المحدودة لم تتمكن من الوصول إلى الناس في شمال قطاع غزة بسبب نقص الوقود اللازم لوسائل النقل بالإضافة للطرق التي تعرضت لأضرار بالغة نتيجة الغارات الجوية.

ورغم هذا الوضع المأساوي فان القوات الإسرائيلية تواصل استهداف البنية التحتية الحيوية بما في ذلك خزان المياه في تل الزعتر شمال قطاع غزة  كما حدث يوم الأحد المنصرم، مما أدى إلى فيضانات المياه في الشوارع. نقول للعالم الأهالي والنازحون يحتاجون كل شيء حفاظات الأطفال والحليب والملابس والماء. الأطفال يريدون أن  يغتسلوا، وهم يصرخون طوال اليوم.

* تقولين إنكم إزاء استخدام التجويع كسلاح حرب، أليس ذلك كفيلا بتحرك العالم؟

يجب أن نكون واضحين نحن إزاء استخدام التجويع كسلاح حرب والحرمان من حقوق الإنسان الأساسية هذا انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي ومع ذلك لا نرى ما يؤشر لوضع حد لما يحدث. نحن ندعو المجتمع الدولي مرة أخرى إلى أن يعود الى ضميره ويضغط لوقف الاعتداءات. نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة الآن,  فكل يوم يمر دون وقف إطلاق نار يجعل الآلاف في غزة أقرب إلى حافة المجاعة.

*وكيف تواجهون استهداف المستشفيات والبنى التحتية في القطاع؟

 منذ بداية القصف تم استهداف المستشفيات والبنية التحتية الحيوية في غزة وهو ما دفع الآلاف من سكان غزة للنزوح خوفا على حياتهم وترك منازلهم وأحيائهم، وهذا انتهاك صارخ للقانون الدولي وتجاهل صارخ لحياة البشر. 

نشعر بالخوف والقلق بشكل خاص إزاء الأثر المدمر على حياة  50,000 امرأة حامل في غزة في الوقت الحالي والأطفال حديثي الولادة، الذين تم تركهم جميعًا بدون رعاية طبية لأنهم يجدون أنفسهم إمام خيارات مستحيلة تتمثل في الفرار دون وجود ضمانات لسلامتهم أو البقاء مع خطر الموت شبه المؤكد.

إن كمية المياه المتدفقة إلى غزة هي مجرد قطرة في محيط مقارنة بمستوى الحاجة الماسة إليها. وطالما استمر الأمر، فإن الحرمان من السلع والخدمات الأساسية للحياة يمكن أن يشكل عقابًا جماعيًا لسكان غزة سيكون هذا انتهاكً خطيرً للقانون الإنساني الدولي. كحد أدنى، يحتاج الإنسان إلى 3 لترات من الماء للشرب يوميًا ولا يصاب بالجفاف. وفي غزة الآن، لم تعد هذه الكمية الضئيلة متوفرة، ويلجأ الكثيرون إلى شرب المياه القذرة أو المالحة. علاوة على ذلك، فإن أفراد الأسر لا يستطيعون تنظيف أنفسهم أو ملابسهم .

مرة أخرى، ندعو قادة العالم إلى استخدام جميع الوسائل المتاحة لوقف الهجوم البري والغارات الجوية، وضمان وقف إطلاق النار، ووقف تصعيد العنف وحماية المدنيين، وخاصة النساء والأطفال. حان الوقت للقيام بذلك الآن.

* الاحتلال يدعي أن المستشفيات تأوي عناصر مسلحة من المقاومة؟

هذه ادعاءات باطلة المستشفيات مرافق صحية مدنية يجب أن تكون محمية بموجب القانون الدولي ولا يمكن القبول بهذه الادعاءات الكاذبة ولا يوجد أي دليل على هذه الادعاءات التي تعتمد ذريعة لقصف الأبرياء..

*الى أي مدى يمكن لمستشفيات غزة أن تصمد.. أمس رأينا مدير المستشفى الاندونيسي عاطف الحكلوت ينهار باكيا؟

إذا لم يستجب المجتمع الدولي لنداءات الإغاثة لاتخاذ إجراءات عاجلة، سيغادر المرضى المستشفيات في أكياس الجثث.. حذر مستشفى العودة وهو شريك لمنظمة "آكشن إيد" الدولية أمس من أن جميع نشاطاته ستتوقف بالكامل بحلول مساء اليوم الأربعاء مع اقتراب مخزون الوقود من النفاذ. المستشفى وجه نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي للتدخل حتى يتمكن من الاستمرار في تقديم الرعاية الصحية لـ60 مريضا والذين ستكون حياتهم في خطر كبير في حال النفاد احتياطي للوقود بالمستشفى.

سجلنا توقف 16 مستشفى و34 مركزًا صحيًا في مختلف أنحاء قطاع غزة عن العمل بسبب القصف الإسرائيلي ونقص الوقود. نحن نطالب جميع الأفراد والجمعيات والمؤسسات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة لإمداد مستشفى "العودة" بالوقود. سيضطر المستشفى قريبا جدا وفي غضون أقل من 30 ساعة للتوقف عن العمل في حال عدم تزويده بالوقود لتشغيل المولدات ومواصلة العمل،  مع العلم ان 80 % من المرضى في المستشفى هم من النساء والأطفال وهنالك نقص في المستلزمات اللوجستية التي أوشكت على النفاد.. نوجه رجاءنا المتكرر لكم، بأن ترفعوا صوتنا وتدعموا مستشفى العودة وتأمين الوقود حتى يتمكن المستشفى من مواصلة عمله لأنه المستشفى الوحيد الذي يقدم خدمات الولادة لسكان شمال قطاع غزة ".

يبذل الأطباء في القطاع جهودا استثنائية لإنقاذ المصابين والجرحى وكل العالم شهد طوال الأسابيع الأخيرة تفاني لا متناهيا من قبل الأطباء وطاقم التمريض في قطاع غزة والذين يواصلون عملهم في إنقاذ حياة الناس في ظل القصف المستمر حيث تعمل هذه الطواقم بلا كلل على تقديم الرعاية للأطفال في الحاضنات، وللمرضى على الأجهزة التي تدعم بقاءهم، ولآلاف النازحين الذين يبحثون عن المأوى في ساحات المستشفى. ومع اقتراب الإغلاق الوشيك لمستشفى العودة والنقص الحاد في مخزون الوقود، أصبح العاملون في مجال الرعاية الصحية محبطون وعاجزون عن تقديم الخدمات للمرضى.. ثلثا المستشفيات في حالة عجز .

* بعض الفيديوهات صورت عاطف كحلوت مدير المستشفى الاندونيسي وهو يبكي؟

الأطباء والأطقم الطبية يبكون من العجز والقهر أمام الوضع الكارثي وعجزهم عن علاج المصابين نحن إزاء عملية إعدام وإبادة للمرضى والمصابين. الأطباء يصدمون أحيانا بوجود جثث أهاليهم. المنظمات الإنسانية موجودة ولكن تحركاتها باتت محدودة في ظل غياب الإمكانيات وعدم توفر الوقود.. يوم الأحد الماضي تم التنسيق مع إسرائيل لإخراج سيارات إسعاف تنقل المرضى وبمجرد خروجهم تم استهدافهم وقصفهم .

الوضع اليوم وبعد ما يقارب شهرا من القصف المتواصل والقيود التي تفرضها الحكومة الإسرائيلية، لم تدخل قطرة وقود واحدة من ضمن الـ476 شاحنة مساعدات وإمدادات دخلت قطاع غزة. شريان الحياة للمستشفيات وبشكل خاص مستشفى العودة يكمن في إمدادها بالوقود لاسيما في ظل تعرض حياة عدد لا حصر له من الأشخاص للخطر.

رهام جعفري الناطقة باسم مؤسسة "أكشن إيد-فلسط.ين": الاحتلا.ل يعتمد التجويع كسلاح حرب في غز.ة

تونس-الصباح

قالت رهام جعفري مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة "أكشن إيد-فلسطين إن الكلمات لا تكفي لوصف الوضع الكارثي في غزة وأضافت محدثتنا في لقاء خصت به "الصباح" من القدس إن المساعدات التي يتبجحون بها نقطة من بحر من احتياجات أهالي غزة الذين يشربون المياه الملوثة ويلجأون لمياه البحر وشددت محدثتنا على انه يتم الآن وبعد استهداف المولدات الكهربائية استهداف مولدات الطاقة الشمسية للبيوت والمستشفيات لمنع توليد الكهرباء ومعالجة المياه المالحة ..

وتؤكد محدثتنا أن غزة كانت تستقبل 500 شاحنة يوميا قبل الحرب ولكن الأمر معقد جدا اليوم والاحتلال يعرقل وصول المساعدات الى أصحابها ..

ومؤسسة "آكشن إيد" إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد عن 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 دولة من العالم الأكثر فقرا. باشرت مؤسسة "أكشن إيد-فلسطين" عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ودعم حقه في التمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. وفي ما يلي نص الحديث:

حوار: آسيا العتروس 

*أكثر من شهر مر على حرب الإبادة الجماعية على أهالي غزة، كيف هو المشهد على أرض الميدان؟

الوضع كارثي ولا يمكن وصفه لا ماء ولا كهرباء ولا غذاء.. عشنا عدة حروب ولكن هذه الحرب لم نر لها مثيلا. ثلثا المستشفيات توقف عن العمل وما بقي منها يعمل آنيا وسيتوقف في الساعات القادمة.. ممنوع إدخال الوقود. ومنذ 7 أكتوبر لم يتم إدخال قطرة واحدة من الوقود وبالتالي لا يمكن توليد الطاقة حتى أن الناس أصبحوا يشربون الماء المالح لأن محطات تحلية المياه بدورها صارت معطلة ايضا ..

سكان شمال قطاع غزة على شفا المجاعة والمرضى كما المصابون يصارعون من أجل البقاء مع النفاذ الوشيك لإمدادات الغذاء والمياه. المساعدات التي يتبجحون بها نقطة في بحر من احتياجات أهالي غزة الذين يشربون المياه الملوثة ويلجأون لمياه البحر وبعد استهداف المولدات الكهربائية يتم استهداف مولدات الطاقة الشمسية للبيوت والمستشفيات لمنع توليد الكهرباء ومعالجة المياه المالحة..

غزة كانت تستقبل 500 شاحنة يوميا قبل الحرب ولكن الأمر معقد جدا اليوم والاحتلال يعرقل وصول المساعدات الى أصحابها ..

نصف مليون نسمة في شمال قطاع غزة يواجهون خطر الموت بسبب الأمراض التي تهدد حياتهم نتيجة النقص الحاد في الغذاء والماء. ولقد تجاوز عدد الضحايا في قطاع غزة 10 آلاف والرقم مستمر في الارتفاع, وقد سبق أن حذرت "منظمة أكشن إيد action aid  الدولية من أن النفاد الوشيك لإمدادات الغذاء والمياه يضاعف الخطر على حياة أولئك الذين نجوا بصعوبة من القصف المكثف لمدة شهر.

ما يحدث اليوم أننا نشهد استخدام سلاح التجويع كسلاح حرب مع نفاد الإمدادات الغذائية الحيوية من الأسواق خلال الأيام القادمة.

*ولكن ماذا عن المساعدات الدولية؟

-  المساعدات شحيحة والكميات التي تتدفق على غزة  نقطة من بحر من احتياجات الأهالي الكميات الضئيلة من الغذاء والمياه التي تدخل عبر معبر رفح لا يمكن نقلها شمالاً أولا بسبب تدمير الطرق وثانيا بسبب القصف شبه المستمر.

تتزايد حالات الجفاف وسوء التغذية بسرعة. المستشفيات التي واصلت عملها بشكل يفوق قدرتها لأسابيع متتالية لم تعد قادرة على تقديم أي دعم للأشخاص الذين هم على حافة المجاعة بسبب نفاد المستلزمات الطبية والنقص الحاد في الوقود والقصف العشوائي على جميع أنحاء قطاع غزة بما في ذلك المستشفيات".

هناك نقص حاد في الغذاء وطوابير الانتظار التي يواجهها الناس في جميع أنحاء قطاع غزة حتى المخابز كانت أيضًا أهدافًا للقصف. الوضع في قطاع غزة سيئ للغاية لم نتوقف عن الدعاء بالرحمة للذين استشهدوا، أما البقية فإنهم يواجهون خطر الموت جوعا.. فلا وجود لمواد غذائية  في المحلات، أما بالنسبة للخبز، فيجب الانتظار في طابور من الساعة السادسة صباحا حتى ساعات ما بعد الظهر، هذا إذا ما استطعنا بالطبع الحصول عليه. عدا عن ذلك، فإن المياه التي نشربها غير صالحة للاستهلاك البشري.

*كيف تتعاطون مع كل هذه المآسي؟

قبل أيام أخبرتنا جمانة، وهي أم تعيش مع أطفالها في إحدى مدارس غزة بعد نزوحها من دير البلح، عن الآثار الصحية لنقص الغذاء والمياه على أطفالها الصغار. وقالت "نحن نعاني، هنالك انقطاع كبير في الماء ولا يوجد كهرباء والنوم غير مريح، نتغذى على طعام معلب يسبب لنا الأمراض حيث يعان أطفالي الآن من التهاب المعدة والأمعاء". الحصول على نصف حصة عادية من الخبز يحتاج الى ست ساعات، كما يعيش الكثيرون على قطعتين فقط من الخبز يوميًا، وفقًا للأونروا. وخلال أيام ستنفذ إمدادات المواد الغذائية الأساسية مثل الزيوت النباتية والبقوليات والسكر والأرز من  لأسواق. بالإضافة الى انه ونتيجة لتدمير 11 مخبزة بالكامل، فان مخزون الدقيق المتبقي يكفي لمدة 23 يوماً فقط، على الرغم انه من الممكن عدم استخدام المخزون نتيجة عدم توفر الوقود والماء. بعد مرور شهر على القصف المتواصل، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بوجود انخفاض في استهلاك المياه تصل نسبته 92٪ أصبح الناس يشربون المياه قليلة الملوحة أو الملوثة. وهو ما يؤدي الى زيادة خطر الإصابة بالجفاف والفشل الكلوي للمرضى الذين يستخدمون أجهزة غسيل الكلى والتي مهددة بالتوقف نتيجة استنفاذ الوقود.

هناك مشكلة أخرى خطيرة تتعلق بالنساء الحوامل والمرضعات غير قادرات على توفير الحليب لمواليدهن الجدد وسط النقص الحاد في المياه. ومع نفاد الغذاء والماء بالكامل، تكافح الأمهات من أجل إطعام ورعاية أسرهن، مما يزيد بشكل حاد من أخطار سوء التغذية والمرض والوفاة. تشكل وفيات الأطفال بسبب الجفاف تهديداً متزايداً، خاصة بين الرضع المعرضين لخطر الإصابة بالأمراض مثل الإسهال". في مثل هذه الأوضاع وفي ظل القصف المستمر لا بد لنا من الحديث عن احتياجات أساسية للفتيات والنساء مع المعاناة المضاعفة حيث تجبر النساء والفتيات على استعمال المناديل الصحية الخاصة أثناء الدورة الشهرية لفترة زمنية طويلة، مما يؤدي إلى أمراض تهدد حياتهن مثل متلازمة الصدمة السامة التي لا يمكن علاجها في المستشفيات المكتظة بالكامل أو بواسطة بالإمدادات الطبية التي تم استهلاكها وأوشكت على النفاد".

حقيقة أخرى لا بد أن نسوقها انه في الفترة ما بين 21  اكتوبر1 نوفمبر، لم تدخل الى غزة سوى 26 شاحنة محملة بإمدادات المياه والمستلزمات الصحية وأدوات التعقيم، وهذا الرقم لا يكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية لبقاء السكان على قيد الحياة. وحتى هذه الإمدادات المحدودة لم تتمكن من الوصول إلى الناس في شمال قطاع غزة بسبب نقص الوقود اللازم لوسائل النقل بالإضافة للطرق التي تعرضت لأضرار بالغة نتيجة الغارات الجوية.

ورغم هذا الوضع المأساوي فان القوات الإسرائيلية تواصل استهداف البنية التحتية الحيوية بما في ذلك خزان المياه في تل الزعتر شمال قطاع غزة  كما حدث يوم الأحد المنصرم، مما أدى إلى فيضانات المياه في الشوارع. نقول للعالم الأهالي والنازحون يحتاجون كل شيء حفاظات الأطفال والحليب والملابس والماء. الأطفال يريدون أن  يغتسلوا، وهم يصرخون طوال اليوم.

* تقولين إنكم إزاء استخدام التجويع كسلاح حرب، أليس ذلك كفيلا بتحرك العالم؟

يجب أن نكون واضحين نحن إزاء استخدام التجويع كسلاح حرب والحرمان من حقوق الإنسان الأساسية هذا انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي ومع ذلك لا نرى ما يؤشر لوضع حد لما يحدث. نحن ندعو المجتمع الدولي مرة أخرى إلى أن يعود الى ضميره ويضغط لوقف الاعتداءات. نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة الآن,  فكل يوم يمر دون وقف إطلاق نار يجعل الآلاف في غزة أقرب إلى حافة المجاعة.

*وكيف تواجهون استهداف المستشفيات والبنى التحتية في القطاع؟

 منذ بداية القصف تم استهداف المستشفيات والبنية التحتية الحيوية في غزة وهو ما دفع الآلاف من سكان غزة للنزوح خوفا على حياتهم وترك منازلهم وأحيائهم، وهذا انتهاك صارخ للقانون الدولي وتجاهل صارخ لحياة البشر. 

نشعر بالخوف والقلق بشكل خاص إزاء الأثر المدمر على حياة  50,000 امرأة حامل في غزة في الوقت الحالي والأطفال حديثي الولادة، الذين تم تركهم جميعًا بدون رعاية طبية لأنهم يجدون أنفسهم إمام خيارات مستحيلة تتمثل في الفرار دون وجود ضمانات لسلامتهم أو البقاء مع خطر الموت شبه المؤكد.

إن كمية المياه المتدفقة إلى غزة هي مجرد قطرة في محيط مقارنة بمستوى الحاجة الماسة إليها. وطالما استمر الأمر، فإن الحرمان من السلع والخدمات الأساسية للحياة يمكن أن يشكل عقابًا جماعيًا لسكان غزة سيكون هذا انتهاكً خطيرً للقانون الإنساني الدولي. كحد أدنى، يحتاج الإنسان إلى 3 لترات من الماء للشرب يوميًا ولا يصاب بالجفاف. وفي غزة الآن، لم تعد هذه الكمية الضئيلة متوفرة، ويلجأ الكثيرون إلى شرب المياه القذرة أو المالحة. علاوة على ذلك، فإن أفراد الأسر لا يستطيعون تنظيف أنفسهم أو ملابسهم .

مرة أخرى، ندعو قادة العالم إلى استخدام جميع الوسائل المتاحة لوقف الهجوم البري والغارات الجوية، وضمان وقف إطلاق النار، ووقف تصعيد العنف وحماية المدنيين، وخاصة النساء والأطفال. حان الوقت للقيام بذلك الآن.

* الاحتلال يدعي أن المستشفيات تأوي عناصر مسلحة من المقاومة؟

هذه ادعاءات باطلة المستشفيات مرافق صحية مدنية يجب أن تكون محمية بموجب القانون الدولي ولا يمكن القبول بهذه الادعاءات الكاذبة ولا يوجد أي دليل على هذه الادعاءات التي تعتمد ذريعة لقصف الأبرياء..

*الى أي مدى يمكن لمستشفيات غزة أن تصمد.. أمس رأينا مدير المستشفى الاندونيسي عاطف الحكلوت ينهار باكيا؟

إذا لم يستجب المجتمع الدولي لنداءات الإغاثة لاتخاذ إجراءات عاجلة، سيغادر المرضى المستشفيات في أكياس الجثث.. حذر مستشفى العودة وهو شريك لمنظمة "آكشن إيد" الدولية أمس من أن جميع نشاطاته ستتوقف بالكامل بحلول مساء اليوم الأربعاء مع اقتراب مخزون الوقود من النفاذ. المستشفى وجه نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي للتدخل حتى يتمكن من الاستمرار في تقديم الرعاية الصحية لـ60 مريضا والذين ستكون حياتهم في خطر كبير في حال النفاد احتياطي للوقود بالمستشفى.

سجلنا توقف 16 مستشفى و34 مركزًا صحيًا في مختلف أنحاء قطاع غزة عن العمل بسبب القصف الإسرائيلي ونقص الوقود. نحن نطالب جميع الأفراد والجمعيات والمؤسسات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة لإمداد مستشفى "العودة" بالوقود. سيضطر المستشفى قريبا جدا وفي غضون أقل من 30 ساعة للتوقف عن العمل في حال عدم تزويده بالوقود لتشغيل المولدات ومواصلة العمل،  مع العلم ان 80 % من المرضى في المستشفى هم من النساء والأطفال وهنالك نقص في المستلزمات اللوجستية التي أوشكت على النفاد.. نوجه رجاءنا المتكرر لكم، بأن ترفعوا صوتنا وتدعموا مستشفى العودة وتأمين الوقود حتى يتمكن المستشفى من مواصلة عمله لأنه المستشفى الوحيد الذي يقدم خدمات الولادة لسكان شمال قطاع غزة ".

يبذل الأطباء في القطاع جهودا استثنائية لإنقاذ المصابين والجرحى وكل العالم شهد طوال الأسابيع الأخيرة تفاني لا متناهيا من قبل الأطباء وطاقم التمريض في قطاع غزة والذين يواصلون عملهم في إنقاذ حياة الناس في ظل القصف المستمر حيث تعمل هذه الطواقم بلا كلل على تقديم الرعاية للأطفال في الحاضنات، وللمرضى على الأجهزة التي تدعم بقاءهم، ولآلاف النازحين الذين يبحثون عن المأوى في ساحات المستشفى. ومع اقتراب الإغلاق الوشيك لمستشفى العودة والنقص الحاد في مخزون الوقود، أصبح العاملون في مجال الرعاية الصحية محبطون وعاجزون عن تقديم الخدمات للمرضى.. ثلثا المستشفيات في حالة عجز .

* بعض الفيديوهات صورت عاطف كحلوت مدير المستشفى الاندونيسي وهو يبكي؟

الأطباء والأطقم الطبية يبكون من العجز والقهر أمام الوضع الكارثي وعجزهم عن علاج المصابين نحن إزاء عملية إعدام وإبادة للمرضى والمصابين. الأطباء يصدمون أحيانا بوجود جثث أهاليهم. المنظمات الإنسانية موجودة ولكن تحركاتها باتت محدودة في ظل غياب الإمكانيات وعدم توفر الوقود.. يوم الأحد الماضي تم التنسيق مع إسرائيل لإخراج سيارات إسعاف تنقل المرضى وبمجرد خروجهم تم استهدافهم وقصفهم .

الوضع اليوم وبعد ما يقارب شهرا من القصف المتواصل والقيود التي تفرضها الحكومة الإسرائيلية، لم تدخل قطرة وقود واحدة من ضمن الـ476 شاحنة مساعدات وإمدادات دخلت قطاع غزة. شريان الحياة للمستشفيات وبشكل خاص مستشفى العودة يكمن في إمدادها بالوقود لاسيما في ظل تعرض حياة عدد لا حصر له من الأشخاص للخطر.