إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الدروس توقفت أمس بمؤسسة تربوية بسببه.. مدارس دون ماء صالح للشراب..!!

 

 

 

تونس-الصباح

تعود مرّة أخرى أزمة المياه الصالحة للشرب وفقدانها في المؤسسات التربوية لتطفو على السطح مٌجدّدا بعد الحادثة التي جدت أمس والتي أفضت إلى توقف الدروس بما يدعو إلى التساؤل بإلحاح: هل يصعب فعلا إيجاد حل لهذه المعضلة التي تعتبر من أوكد الضروريات؟

توقفت أمس الدروس كامل الحصة الصباحية بمدرسة حي الزيتوني طريق بني خداش بمدينة مدنين، احتجاجا من الإطار التربوي على تواصل انقطاع الماء الصالح للشراب منذ انطلاق العودة المدرسية على هذه المؤسسة، رغم ما بذلوه من جهود في التواصل مع الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه، ومع مندوبية التربية، إلا أن الوضعية ظلت على حالها وتفاقمت أكثر ما جعلها "كارثية" خاصة على مستوى الوحدات الصحية التي تنبعث منها الروائح الكريهة، والتي أصبحت تهدد صحة وسلامة التلاميذ، وفق تأكيد عدد من المربين المحتجين".

وطالب المحتجون وفقا لما نقلته (وات) أمس بضرورة إرجاع الماء، كحل سريع، مهددين بمواصلة التحرك أو الدخول في إضراب مفتوح، باعتبار أن الوضع لم يعد يحتمل أكثر خاصة وأن هذه المدرسة تضم عددا كبيرا من التلاميذ، يبلغ نحو 800 تلميذ.

 وبعيدا عن حالة التذمر داخل المدرسة فقد مثل انقطاع الماء الصالح للشراب على أحياء بطريق بني خداش، أين تتواجد المدرسة، إشكالا أرهق المتساكنين الذين احتجوا أول أمس الاثنين وأضرموا النار في العجلات المطاطية وأغلقوا الطريق مطالبين بالإسراع في إرجاع الماء إلى منازلهم أو اتخاذ كل أشكال التصعيد..

والأزمة تتجاوز مدنين لتطال مناطق أخرى كالقيروان وجندوبة وبعض معتمديات ولاية نابل، وينص دستور الجمهورية التونسية في فصله 44 على أن الحق في الماء مضمون، لكن هذا الحق وعلى أهميته فانه مغيب تماما في بعض المناطق الداخلية ليصبح توفر الماء الصالح للشراب في بعض المؤسسات التربوية ترفا وحلما صعب المنال..

تفاعلا مع هذا الطرح يشير منسق المرصد التونسي للمياه علاء مرزوقي في تصريح لـ"الصباح" أن اضطراب التزود بالمياه الصالحة للشرب يقترن أساسا بوضعية السدود بما أن المخزون الحالي للسدود لا يتجاوز 23 بالمائة الأمر الذي نلمس تداعياته في بعض المناطق على غرار سوسة وولايات الشمال الغربي إلى جانب إقليم تونس الكبرى. وفسر محدثنا أن بعض الجهات الداخلية كمدنين تتزود عن طريق الآبار كما أنه لا وجود لإشكاليات على مستوى الموارد المائية، مشيرا إلى أن المسألة قد تتعلق بإشكاليات تقنية أخرى ترتبط بالصوناد.

وتجدر الإشارة إلى أنه وفقا لدراسة أعدها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية فإن ما يقارب 30 مدرسة بسيدي عمر بوحجلة من ولاية القيروان ومن أصل 42 مدرسة، أي مـا يقـارب 71% مـن عـدد المـدارس تعانـي مشـاكل فـي التـزوّد بالميـاه. وكذلـك الشـأن بالنسـبة إلـى معتمديـة السـبيخة التـي نجـد فيهـا27 مدرسـة مـن أصـل 37 (72.97%) تفتقـر إلـى الميـاه، وعلـى غرارهما معتمدية الوسلاتية ترتفع فيهـا نسبة المـدارس غيـر المـزوّدة بالميـاه إلـى26 مـن أصل31 مدرسـة(83.87%)، وفــي معتمديــة الشــراردة التــي تبعــد 65كلــم عــن مركــز الولايــة يظــل مشــكل الميــاه داخــل المــدارس العموميـة محـدودا مقارنـة بباقـي المـدارس فـي غيرهـا مـن معتمديـات الولايـة إذ أن المشـكل يخـص3 مـدارس فقـط مـن أصل 25 مدرسـة بحكـم أن أغلـب المـدارس الابتدائية فيهـا تقـع جغرافيـا قـرب الخــط ّ الرئيســي للصونــاد القــادم مــن منابــع ســبيطلة. أمــا مــدارس الشـراردة فتتـزود مـن احتياطـي ميـاه الأمطـار عبـر المواجـل وهـي عـادة وإن كانـت معمـولا بهـا فـي تلـك المنطقـة بالنسـبة للمنـازل البعيـدة عـن ربـط الصونـاد فهـي لا تخلـو مـن المخاطـر الصحيـة بالنسـبة للتلميـذ وتعتبـر غيـر مزودة بالميـاه الصالحـة للشـراب..، بحسب الدراسة التي خلص إليها المنتدى.

منال حرزي

 

الدروس توقفت أمس بمؤسسة تربوية بسببه..   مدارس دون ماء صالح للشراب..!!

 

 

 

تونس-الصباح

تعود مرّة أخرى أزمة المياه الصالحة للشرب وفقدانها في المؤسسات التربوية لتطفو على السطح مٌجدّدا بعد الحادثة التي جدت أمس والتي أفضت إلى توقف الدروس بما يدعو إلى التساؤل بإلحاح: هل يصعب فعلا إيجاد حل لهذه المعضلة التي تعتبر من أوكد الضروريات؟

توقفت أمس الدروس كامل الحصة الصباحية بمدرسة حي الزيتوني طريق بني خداش بمدينة مدنين، احتجاجا من الإطار التربوي على تواصل انقطاع الماء الصالح للشراب منذ انطلاق العودة المدرسية على هذه المؤسسة، رغم ما بذلوه من جهود في التواصل مع الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه، ومع مندوبية التربية، إلا أن الوضعية ظلت على حالها وتفاقمت أكثر ما جعلها "كارثية" خاصة على مستوى الوحدات الصحية التي تنبعث منها الروائح الكريهة، والتي أصبحت تهدد صحة وسلامة التلاميذ، وفق تأكيد عدد من المربين المحتجين".

وطالب المحتجون وفقا لما نقلته (وات) أمس بضرورة إرجاع الماء، كحل سريع، مهددين بمواصلة التحرك أو الدخول في إضراب مفتوح، باعتبار أن الوضع لم يعد يحتمل أكثر خاصة وأن هذه المدرسة تضم عددا كبيرا من التلاميذ، يبلغ نحو 800 تلميذ.

 وبعيدا عن حالة التذمر داخل المدرسة فقد مثل انقطاع الماء الصالح للشراب على أحياء بطريق بني خداش، أين تتواجد المدرسة، إشكالا أرهق المتساكنين الذين احتجوا أول أمس الاثنين وأضرموا النار في العجلات المطاطية وأغلقوا الطريق مطالبين بالإسراع في إرجاع الماء إلى منازلهم أو اتخاذ كل أشكال التصعيد..

والأزمة تتجاوز مدنين لتطال مناطق أخرى كالقيروان وجندوبة وبعض معتمديات ولاية نابل، وينص دستور الجمهورية التونسية في فصله 44 على أن الحق في الماء مضمون، لكن هذا الحق وعلى أهميته فانه مغيب تماما في بعض المناطق الداخلية ليصبح توفر الماء الصالح للشراب في بعض المؤسسات التربوية ترفا وحلما صعب المنال..

تفاعلا مع هذا الطرح يشير منسق المرصد التونسي للمياه علاء مرزوقي في تصريح لـ"الصباح" أن اضطراب التزود بالمياه الصالحة للشرب يقترن أساسا بوضعية السدود بما أن المخزون الحالي للسدود لا يتجاوز 23 بالمائة الأمر الذي نلمس تداعياته في بعض المناطق على غرار سوسة وولايات الشمال الغربي إلى جانب إقليم تونس الكبرى. وفسر محدثنا أن بعض الجهات الداخلية كمدنين تتزود عن طريق الآبار كما أنه لا وجود لإشكاليات على مستوى الموارد المائية، مشيرا إلى أن المسألة قد تتعلق بإشكاليات تقنية أخرى ترتبط بالصوناد.

وتجدر الإشارة إلى أنه وفقا لدراسة أعدها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية فإن ما يقارب 30 مدرسة بسيدي عمر بوحجلة من ولاية القيروان ومن أصل 42 مدرسة، أي مـا يقـارب 71% مـن عـدد المـدارس تعانـي مشـاكل فـي التـزوّد بالميـاه. وكذلـك الشـأن بالنسـبة إلـى معتمديـة السـبيخة التـي نجـد فيهـا27 مدرسـة مـن أصـل 37 (72.97%) تفتقـر إلـى الميـاه، وعلـى غرارهما معتمدية الوسلاتية ترتفع فيهـا نسبة المـدارس غيـر المـزوّدة بالميـاه إلـى26 مـن أصل31 مدرسـة(83.87%)، وفــي معتمديــة الشــراردة التــي تبعــد 65كلــم عــن مركــز الولايــة يظــل مشــكل الميــاه داخــل المــدارس العموميـة محـدودا مقارنـة بباقـي المـدارس فـي غيرهـا مـن معتمديـات الولايـة إذ أن المشـكل يخـص3 مـدارس فقـط مـن أصل 25 مدرسـة بحكـم أن أغلـب المـدارس الابتدائية فيهـا تقـع جغرافيـا قـرب الخــط ّ الرئيســي للصونــاد القــادم مــن منابــع ســبيطلة. أمــا مــدارس الشـراردة فتتـزود مـن احتياطـي ميـاه الأمطـار عبـر المواجـل وهـي عـادة وإن كانـت معمـولا بهـا فـي تلـك المنطقـة بالنسـبة للمنـازل البعيـدة عـن ربـط الصونـاد فهـي لا تخلـو مـن المخاطـر الصحيـة بالنسـبة للتلميـذ وتعتبـر غيـر مزودة بالميـاه الصالحـة للشـراب..، بحسب الدراسة التي خلص إليها المنتدى.

منال حرزي