إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رأي.. فلسط.ين المحتلة

 

قتل الإعلاميين والأطباء والأطفال والنساء و"الحقيقة" ..حتى متى؟

بقلم: كمال بن يونس

غريب ما يشهده العالم "المتحضر جدا" اليوم من صمت، أو "مباركة و"تواطؤ"، أمام مشاهد قتل عشرات الإعلاميين وأفراد عائلاتهم وتصفية مزيد من الأطباء والمسعفين والمدنيين الأبرياء وعشرات آلاف الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز..

غريب عدم تنظيم مؤسسات "حقوق الإنسان" و"وسائل الإعلام الدولية" حملات تضامن في حجم كارثة تعمد قصف مساكن الصحفيين والمكلفين بالمهمات الإنسانية والأممية في فلسطين المحتلة وعائلاتهم..

غريب "التسامح" مع المورطين علنا في إلقاء آلاف أطنان القنابل والمتفجرات على مزيد من المستشفيات والمدارس ومقرات وكالات غوث اللاجئين والمؤسسات الإنسانية ..

غريب "غض النظر" عن تعمد قوات الاحتلال قصف عائلات كاملة وقبائل وآلاف المساكن ومحلات الخدمات بما فيها المخابز ومراكز إيواء العجز ...

لقد تعلمنا في المدارس والجامعات التونسية والغربية قيم "الثورات الفرنسية والأمريكية" و"تيارات التنوير والنهضة والإصلاح" الغربية وأفكار فلاسفة "عصر الأنوار" و"الحقبة المعاصرة".. وأعجبنا بما قرأنا وبما تعلمنا ..

بل ربطتنا بعدد من معلمينا وأساتذتنا الأوربيين والغربيين علاقات إنسانية وعلمية وحقوقية رائعة طوال عقود.. فما الذي يجرى الآن؟

هل وقع تهميش أغلب "العقلاء" في أوروبا وأمريكا ودول الحلف الأطلسي ومجموعة الـ20 الى درجة حرمانهم من حق الاحتجاج في وسائل الإعلام العالمية على جريمة قتل الصحفيين والأطباء والمثقفين وأفراد عائلاتهم؟

هل تغولت بعض "اللوبيات" في وسائل الإعلام ومؤسسات صنع القرار الدولي إلى درجة " تبرير" سلسلة قرارات "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي ضد كل مشاريع إعلان قرار "وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية"؟

هل "هزلت" الدنيا الى درجة استحالت فيها المطالبة بحق ملايين المواطنين الفلسطينيين في الأكل والماء والدواء والنور الكهربائي والغاز.. وفي "مأوى" يعوض المساكن التي دمرتها قوات الاحتلال؟

صحيح أن كل الأطراف السياسية الفلسطينية والعربية مطالبة بنقد ذاتي عن غلطاتها المتراكمة طوال العقود الثلاثة الماضية، بما ساهم في مزيد تعفين واقع الشعب الفلسطيني وإرباك مؤسساته الرسمية وغير الرسمية ..

وصحيح أن الحرب الحالية على الشعب الفلسطيني في كامل الأراضي المحتلة جاءت ضمن مسار طويل من الصراع سببه الرئيسي الاحتلال وبناء مزيد من المستعمرات والمستوطنات في القدس والضفة الغربية وفي "حزاب قطاع غزة "..

لكن لابد من صيحة فزع في وجه كبار حكام واشنطن من أنصار بايدن وترامب وحلفائهما الذين يتنافسون في إظهار تطرفهم وولائهم لـ"أقصى اليمين الأمريكي والصهيوني" بحثا عن الفوز في الانتخابات القادمة ..

لا بد من رفع شارة حمراء في وجه حكام البلدان الأوربية التي تورطت في قتل اليهود واضطهادهم طوال القرون الماضية وخاصة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية.. وتحديدا على أيدي النازيين وحلفائهم ما بين 1933 و 1945 ..

لقد وقعت فعلا محرقة لليهود في ألمانيا وفرنسا وبلجيكيا وبلدان أوروبا الشرقية ..قبل 1945 .. وليس في فلسطين.. بعيدا عن العالم العربي الإسلامي الذي كان نموذجا للتعايش بين اليهود والمسلمين والمسيحيين طوال الألفية الماضية وفي مرحلة صعود النازيين والفاشيين في أوروبا ..

بل لقد فر اليهود طوال قرون مع العرب المسلمين من اسبانيا وبلدان أوروبية عديدة نحو شمال إفريقيا وتركيا ..خاصة بعد سقوط غرناطة" في 1492 ثم بعد " مجازر محاكم التفتيش" في 1609.. كفى عبثا إذن ..

أوقفوا العدوان.. وأوقفوا المحرقة الجديدة في فلسطين وفي المنطقة ..

 

 

 

 

 

 

 

 

رأي..   فلسط.ين المحتلة

 

قتل الإعلاميين والأطباء والأطفال والنساء و"الحقيقة" ..حتى متى؟

بقلم: كمال بن يونس

غريب ما يشهده العالم "المتحضر جدا" اليوم من صمت، أو "مباركة و"تواطؤ"، أمام مشاهد قتل عشرات الإعلاميين وأفراد عائلاتهم وتصفية مزيد من الأطباء والمسعفين والمدنيين الأبرياء وعشرات آلاف الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز..

غريب عدم تنظيم مؤسسات "حقوق الإنسان" و"وسائل الإعلام الدولية" حملات تضامن في حجم كارثة تعمد قصف مساكن الصحفيين والمكلفين بالمهمات الإنسانية والأممية في فلسطين المحتلة وعائلاتهم..

غريب "التسامح" مع المورطين علنا في إلقاء آلاف أطنان القنابل والمتفجرات على مزيد من المستشفيات والمدارس ومقرات وكالات غوث اللاجئين والمؤسسات الإنسانية ..

غريب "غض النظر" عن تعمد قوات الاحتلال قصف عائلات كاملة وقبائل وآلاف المساكن ومحلات الخدمات بما فيها المخابز ومراكز إيواء العجز ...

لقد تعلمنا في المدارس والجامعات التونسية والغربية قيم "الثورات الفرنسية والأمريكية" و"تيارات التنوير والنهضة والإصلاح" الغربية وأفكار فلاسفة "عصر الأنوار" و"الحقبة المعاصرة".. وأعجبنا بما قرأنا وبما تعلمنا ..

بل ربطتنا بعدد من معلمينا وأساتذتنا الأوربيين والغربيين علاقات إنسانية وعلمية وحقوقية رائعة طوال عقود.. فما الذي يجرى الآن؟

هل وقع تهميش أغلب "العقلاء" في أوروبا وأمريكا ودول الحلف الأطلسي ومجموعة الـ20 الى درجة حرمانهم من حق الاحتجاج في وسائل الإعلام العالمية على جريمة قتل الصحفيين والأطباء والمثقفين وأفراد عائلاتهم؟

هل تغولت بعض "اللوبيات" في وسائل الإعلام ومؤسسات صنع القرار الدولي إلى درجة " تبرير" سلسلة قرارات "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي ضد كل مشاريع إعلان قرار "وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية"؟

هل "هزلت" الدنيا الى درجة استحالت فيها المطالبة بحق ملايين المواطنين الفلسطينيين في الأكل والماء والدواء والنور الكهربائي والغاز.. وفي "مأوى" يعوض المساكن التي دمرتها قوات الاحتلال؟

صحيح أن كل الأطراف السياسية الفلسطينية والعربية مطالبة بنقد ذاتي عن غلطاتها المتراكمة طوال العقود الثلاثة الماضية، بما ساهم في مزيد تعفين واقع الشعب الفلسطيني وإرباك مؤسساته الرسمية وغير الرسمية ..

وصحيح أن الحرب الحالية على الشعب الفلسطيني في كامل الأراضي المحتلة جاءت ضمن مسار طويل من الصراع سببه الرئيسي الاحتلال وبناء مزيد من المستعمرات والمستوطنات في القدس والضفة الغربية وفي "حزاب قطاع غزة "..

لكن لابد من صيحة فزع في وجه كبار حكام واشنطن من أنصار بايدن وترامب وحلفائهما الذين يتنافسون في إظهار تطرفهم وولائهم لـ"أقصى اليمين الأمريكي والصهيوني" بحثا عن الفوز في الانتخابات القادمة ..

لا بد من رفع شارة حمراء في وجه حكام البلدان الأوربية التي تورطت في قتل اليهود واضطهادهم طوال القرون الماضية وخاصة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية.. وتحديدا على أيدي النازيين وحلفائهم ما بين 1933 و 1945 ..

لقد وقعت فعلا محرقة لليهود في ألمانيا وفرنسا وبلجيكيا وبلدان أوروبا الشرقية ..قبل 1945 .. وليس في فلسطين.. بعيدا عن العالم العربي الإسلامي الذي كان نموذجا للتعايش بين اليهود والمسلمين والمسيحيين طوال الألفية الماضية وفي مرحلة صعود النازيين والفاشيين في أوروبا ..

بل لقد فر اليهود طوال قرون مع العرب المسلمين من اسبانيا وبلدان أوروبية عديدة نحو شمال إفريقيا وتركيا ..خاصة بعد سقوط غرناطة" في 1492 ثم بعد " مجازر محاكم التفتيش" في 1609.. كفى عبثا إذن ..

أوقفوا العدوان.. وأوقفوا المحرقة الجديدة في فلسطين وفي المنطقة ..