إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

فلسط.ين ... في أدبيات رشيد الذوادي (2/2)

قصة افتكاك فلسطين من طرف إسرائيل هي قصة ممنهجة وذلك نتيجة الجهد الذي بذلته الحركة الصهيونية الدولية بقصد تثبيت الدولة اليهودية على أسس عنصرية

بقلم : الحبيب الذوادي

نقلنا الأديب في المحور الثالث من مؤلفه وتحت عنوان "أضواء عن الصهيونية " بحديثه عن خيانة عصبة الأمم للشعوب المحبة للسلام ، مبرزا في الخصوص رسالة وزير الخارجية البريطاني "اللورد بلفور" المؤرخة في 02/11/1917 ، الذي بعث بها إلى "روتشلد" الذي كان من أشهر أغنياء اليهود ، فبعد وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى قامت هاته الأخيرة بتقديم التسهيلات والدعم لموجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين ، ونتيجة لهذا الوعد المشئوم حلت بعرب فلسطين كارثة كبرى إذ شردت مليونا منهم عن وطنهم الحبيب وتم بذلك انتصاب الصهيونية في المشرق العربي ، وبالتالي تأسيس وطن صهيوني بأرض فلسطين ، الذي أدى لاحقا بصدور قرار تقسيم البلاد بين الجانبين في سبتمبر 1947 ثم طرد العرب وتشريدهم عن فلسطين سنة 1948 بعد المذابح الشنيعة التي دبرت ضدهما هناك ، علما بأن بريطانيا بادرت في 15/05/1948 بالإعلان عن انتهاء انتدابها عن فلسطين .

لقد استخلص الأديب رشيد الذوادي بهذا المحور أن قصة افتكاك فلسطين من طرف إسرائيل هي قصة ممنهجة وذلك نتيجة الجهد الذي بذلته الحركة الصهيونية الدولية بقصد تثبيت الدولة اليهودية على أسس عنصرية وترى شعبها أنه هو شعب الله المختار ، مبرزا أيضا في الآن نفسه أن الصهيونية ازدادت دعما وتأييدا من الدول الأوروبية وخصوصا الولايات المتحدة بعد أن أصبحت مركز الثقل في نشاط الصهيونية الدولية في سنة 1943 ، نجح الصهيونيون في إصدار قرار رسمي في إقامة دولة يهودية بفلسطين سنة 1947 كما تم ذكره آنفا ، وأكد الكاتب رشيد الذوادي في مؤلفه أن الأرض التي اغتصبت منا ما هي إلا مسرحية دولية أغرقت شعبا أعزل في الوحل وتلك هي مأساة فلسطين الكبرى التي انشغل بها تفكير العالم في العصر الحديث ، فهي قصة شائكة بحق فشل الحكام العرب في إيجاد حل محتمل للقضية إلى تاريخ اليوم منصفا للطرف الفلسطيني .

انتقل بنا صاحب المؤلف في المحور الرابع من كتابه وتحت عنوان " ثورات تملأ القلوب بالأمل " بحديثه بأنه مع مضي الأيام لم يلتزم الفلسطيني الصمت بما انه سيد وله وطن ولن يفرط فيه برفضه المؤتمرات والمساعي التوفيقية ، وبمضي الأيام تأهب الفلسطينيون للثورة لتحقيق حلم الجماهير في الحرية والنصر ، فاندلعت الثورات في عام 1948 على اثر قرار التقسيم الصادر في 23/11/1947 حينها هبت الجيوش العربية السبعة للدفاع عن فلسطين وكانت نتيجة الحرب الهزيمة فقدت على أثرها الجماهير العربية الثقة بالقادة والزعماء وبالسياسيين.

تدرج على إثرها الأديب رشيد الذوادي في نفس هذا المحور بتناوله الحديث عن نضالات العرب في السنوات التي تلت هزيمة 1948 بعد أن أقدم الفلسطينيون على التدرب على السلاح بحيث في نهاية 1964 قرر الشعب الفلسطيني أن يبدأ مرحلة جديدة من نضالا ته ضد الأعداء من خلال رده على المذابح الوحشية التي ارتكبت في مدن كثيرة من فلسطين بعد انتصاب دولة إسرائيل سنة 1948 منها مذابح "حيفا" و"طبرية" و"القدس " ومجزرة دير ياسين" وأمام هاته المظالم أفادنا صاحب هذا المؤلف بتكتل الفلسطينيين حول "حركة فتح" بإعلانها الأول الصادر في 1/01/1965 الذي دعا إلى التكتل حول فكرة التحرير وبالعمل الفدائي المطلوب ومقاومة الوجود الصهيوني الجاثم على أرض فلسطين بالقوة ، والعمل على إبراز الشخصية الفلسطينية كشخصية نضالية ومقاومة للحلول السياسية ، مؤكدا الكاتب رشيد الذوادي في الخصوص بأنه ،رغم نكسة جوان 1967 إن الإرادة الفلسطينية لم تسكت ولم تستسلم داعية لوضع حد لهذه الوصاية على القضية ورفض أية مساومة على الكفاح المسلح مهما كان الثمن فوجدنا في الصدد الحركات الفلسطينية منها "الجبهة الشعبية" و"فتح" و"حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"كتائب الأقصى"... التي تؤكد على مر التاريخ النضال الفلسطيني، والمواجهات الطويلة ضد كل من يروج خرافة الأسطورة العسكرية بأن إسرائيل لا تهزم وأمكن بفضل هذا الجهد أن تصمد الثورة ، بفضل الإرادة الفلسطينية الثورية المسلحة ،حيث مكنت الثورة من القضاء على اليأس ورفض كل مشاريع تصفية القضية ، وأن فصول المؤامرة مازالت مستمرة وتستهدف الأمة العربية بكاملها جماهيريا وأرضا وحرية .

وفي المحور الأخير من هذا المؤلف تطرق الأستاذ رشيد الذوادي بالحديث عن ارتباط الكفاح الفلسطيني بعديد الزعماء والأبطال نتيجة النضج الفكري الذي اتسم به الشباب الفلسطيني المدرك لواقعه والرافض الاستكانة والهوان بعد أن انخرط من اجل استرداد أرضه في فصائل ومنظمات " فتح " و "حماس " ونجد من بين هؤلاء الأبطال الحاج محمد أمين الحسيني الذي بوأته خصاله ليكون عام 1921 رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى الذي يعتبر أعلى هيئة عليا لرعاية شؤون المسلمين ومؤسساتهم في فلسطين ،إلى جانب الزعيم ياسر عرفات الذي اعتبره رشيد الذوادي أحد الشرفاء في منظومة الكفاح التحريري معتبرا إياه أحد مهندسي استراتيجيات السياسة الفلسطينية في أدق مراحلها ،فكان فاعلا في الأحداث وصادقا في كل ما فعل فهو مثال الوفاء والصبر ، أما بخصوص أدباء فلسطين فاعتبر الأديب رشيد لذوادي عند تناوله بالحديث عنهم مؤكدا أن من خلال ما قرأناه من ابد اعات الفلسطينيين ، اتضحت الصورة لنا كاملة عن أنماط تجاربهم التي عبرت عن ماسي البلاد كما ترصدت محن المبدعين والمعتقلين في السجون الاسرائلية ، وكانت قولتهم صارخة لا لإسرائيل ولا للضياع واليأس ومن هؤلاء الشعراء حسن البحيري والشاعر إبراهيم طوقان .

نستخلص مما تقدم أن هذا الكتاب " فلسطين ... حكاية لا تنتهي " لصاحبة الأديب رشيد الذوادي حمل عنوانا جذابا ولطيفا ، مضمونه يحكي عن ميراث شعب أصيل أحب وطنه ، وامن بقدراته في المقاومة ، وفي الإضلاع بعبء تحرير الأرض العزة وفلسطين. كما شدنا صاحب هذا المؤلف للتعرف عن منابع التراث الأصيل ، وعلى مئات المقدسات الإسلامية والمسيحية ، كما رحل بنا كتاب "فلسطين ...حكاية لا تنهي " إلى أماكن وأثار وإلى مدن ومزارات.. فتلك هي فلسطين بالنسبة للأديب رشيد الذوادي ... هي وطن مقاوم وصوت لثورات متتالية ، ولأجيال عاشت في الشتات وراء القضبان ، لكنها على الدوام تحفل بتواجدها في "معجم اللغة" كأرض عربية اغتصبت قهرا من العرب .

 باحث و ناشط في الحقل الجمعياتي بمدينة بنزرت

 

 

 

فلسط.ين ... في أدبيات رشيد الذوادي (2/2)

قصة افتكاك فلسطين من طرف إسرائيل هي قصة ممنهجة وذلك نتيجة الجهد الذي بذلته الحركة الصهيونية الدولية بقصد تثبيت الدولة اليهودية على أسس عنصرية

بقلم : الحبيب الذوادي

نقلنا الأديب في المحور الثالث من مؤلفه وتحت عنوان "أضواء عن الصهيونية " بحديثه عن خيانة عصبة الأمم للشعوب المحبة للسلام ، مبرزا في الخصوص رسالة وزير الخارجية البريطاني "اللورد بلفور" المؤرخة في 02/11/1917 ، الذي بعث بها إلى "روتشلد" الذي كان من أشهر أغنياء اليهود ، فبعد وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى قامت هاته الأخيرة بتقديم التسهيلات والدعم لموجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين ، ونتيجة لهذا الوعد المشئوم حلت بعرب فلسطين كارثة كبرى إذ شردت مليونا منهم عن وطنهم الحبيب وتم بذلك انتصاب الصهيونية في المشرق العربي ، وبالتالي تأسيس وطن صهيوني بأرض فلسطين ، الذي أدى لاحقا بصدور قرار تقسيم البلاد بين الجانبين في سبتمبر 1947 ثم طرد العرب وتشريدهم عن فلسطين سنة 1948 بعد المذابح الشنيعة التي دبرت ضدهما هناك ، علما بأن بريطانيا بادرت في 15/05/1948 بالإعلان عن انتهاء انتدابها عن فلسطين .

لقد استخلص الأديب رشيد الذوادي بهذا المحور أن قصة افتكاك فلسطين من طرف إسرائيل هي قصة ممنهجة وذلك نتيجة الجهد الذي بذلته الحركة الصهيونية الدولية بقصد تثبيت الدولة اليهودية على أسس عنصرية وترى شعبها أنه هو شعب الله المختار ، مبرزا أيضا في الآن نفسه أن الصهيونية ازدادت دعما وتأييدا من الدول الأوروبية وخصوصا الولايات المتحدة بعد أن أصبحت مركز الثقل في نشاط الصهيونية الدولية في سنة 1943 ، نجح الصهيونيون في إصدار قرار رسمي في إقامة دولة يهودية بفلسطين سنة 1947 كما تم ذكره آنفا ، وأكد الكاتب رشيد الذوادي في مؤلفه أن الأرض التي اغتصبت منا ما هي إلا مسرحية دولية أغرقت شعبا أعزل في الوحل وتلك هي مأساة فلسطين الكبرى التي انشغل بها تفكير العالم في العصر الحديث ، فهي قصة شائكة بحق فشل الحكام العرب في إيجاد حل محتمل للقضية إلى تاريخ اليوم منصفا للطرف الفلسطيني .

انتقل بنا صاحب المؤلف في المحور الرابع من كتابه وتحت عنوان " ثورات تملأ القلوب بالأمل " بحديثه بأنه مع مضي الأيام لم يلتزم الفلسطيني الصمت بما انه سيد وله وطن ولن يفرط فيه برفضه المؤتمرات والمساعي التوفيقية ، وبمضي الأيام تأهب الفلسطينيون للثورة لتحقيق حلم الجماهير في الحرية والنصر ، فاندلعت الثورات في عام 1948 على اثر قرار التقسيم الصادر في 23/11/1947 حينها هبت الجيوش العربية السبعة للدفاع عن فلسطين وكانت نتيجة الحرب الهزيمة فقدت على أثرها الجماهير العربية الثقة بالقادة والزعماء وبالسياسيين.

تدرج على إثرها الأديب رشيد الذوادي في نفس هذا المحور بتناوله الحديث عن نضالات العرب في السنوات التي تلت هزيمة 1948 بعد أن أقدم الفلسطينيون على التدرب على السلاح بحيث في نهاية 1964 قرر الشعب الفلسطيني أن يبدأ مرحلة جديدة من نضالا ته ضد الأعداء من خلال رده على المذابح الوحشية التي ارتكبت في مدن كثيرة من فلسطين بعد انتصاب دولة إسرائيل سنة 1948 منها مذابح "حيفا" و"طبرية" و"القدس " ومجزرة دير ياسين" وأمام هاته المظالم أفادنا صاحب هذا المؤلف بتكتل الفلسطينيين حول "حركة فتح" بإعلانها الأول الصادر في 1/01/1965 الذي دعا إلى التكتل حول فكرة التحرير وبالعمل الفدائي المطلوب ومقاومة الوجود الصهيوني الجاثم على أرض فلسطين بالقوة ، والعمل على إبراز الشخصية الفلسطينية كشخصية نضالية ومقاومة للحلول السياسية ، مؤكدا الكاتب رشيد الذوادي في الخصوص بأنه ،رغم نكسة جوان 1967 إن الإرادة الفلسطينية لم تسكت ولم تستسلم داعية لوضع حد لهذه الوصاية على القضية ورفض أية مساومة على الكفاح المسلح مهما كان الثمن فوجدنا في الصدد الحركات الفلسطينية منها "الجبهة الشعبية" و"فتح" و"حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"كتائب الأقصى"... التي تؤكد على مر التاريخ النضال الفلسطيني، والمواجهات الطويلة ضد كل من يروج خرافة الأسطورة العسكرية بأن إسرائيل لا تهزم وأمكن بفضل هذا الجهد أن تصمد الثورة ، بفضل الإرادة الفلسطينية الثورية المسلحة ،حيث مكنت الثورة من القضاء على اليأس ورفض كل مشاريع تصفية القضية ، وأن فصول المؤامرة مازالت مستمرة وتستهدف الأمة العربية بكاملها جماهيريا وأرضا وحرية .

وفي المحور الأخير من هذا المؤلف تطرق الأستاذ رشيد الذوادي بالحديث عن ارتباط الكفاح الفلسطيني بعديد الزعماء والأبطال نتيجة النضج الفكري الذي اتسم به الشباب الفلسطيني المدرك لواقعه والرافض الاستكانة والهوان بعد أن انخرط من اجل استرداد أرضه في فصائل ومنظمات " فتح " و "حماس " ونجد من بين هؤلاء الأبطال الحاج محمد أمين الحسيني الذي بوأته خصاله ليكون عام 1921 رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى الذي يعتبر أعلى هيئة عليا لرعاية شؤون المسلمين ومؤسساتهم في فلسطين ،إلى جانب الزعيم ياسر عرفات الذي اعتبره رشيد الذوادي أحد الشرفاء في منظومة الكفاح التحريري معتبرا إياه أحد مهندسي استراتيجيات السياسة الفلسطينية في أدق مراحلها ،فكان فاعلا في الأحداث وصادقا في كل ما فعل فهو مثال الوفاء والصبر ، أما بخصوص أدباء فلسطين فاعتبر الأديب رشيد لذوادي عند تناوله بالحديث عنهم مؤكدا أن من خلال ما قرأناه من ابد اعات الفلسطينيين ، اتضحت الصورة لنا كاملة عن أنماط تجاربهم التي عبرت عن ماسي البلاد كما ترصدت محن المبدعين والمعتقلين في السجون الاسرائلية ، وكانت قولتهم صارخة لا لإسرائيل ولا للضياع واليأس ومن هؤلاء الشعراء حسن البحيري والشاعر إبراهيم طوقان .

نستخلص مما تقدم أن هذا الكتاب " فلسطين ... حكاية لا تنتهي " لصاحبة الأديب رشيد الذوادي حمل عنوانا جذابا ولطيفا ، مضمونه يحكي عن ميراث شعب أصيل أحب وطنه ، وامن بقدراته في المقاومة ، وفي الإضلاع بعبء تحرير الأرض العزة وفلسطين. كما شدنا صاحب هذا المؤلف للتعرف عن منابع التراث الأصيل ، وعلى مئات المقدسات الإسلامية والمسيحية ، كما رحل بنا كتاب "فلسطين ...حكاية لا تنهي " إلى أماكن وأثار وإلى مدن ومزارات.. فتلك هي فلسطين بالنسبة للأديب رشيد الذوادي ... هي وطن مقاوم وصوت لثورات متتالية ، ولأجيال عاشت في الشتات وراء القضبان ، لكنها على الدوام تحفل بتواجدها في "معجم اللغة" كأرض عربية اغتصبت قهرا من العرب .

 باحث و ناشط في الحقل الجمعياتي بمدينة بنزرت

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews