دكّان ملأه شدو العصافير وعطّره عبق الماضي التليد فكلّ زاوية منه تكتنز عديد ذكريات الطفولة التي تمرّ برقيّا بذاكرة معز بالكحلة الذي اختصّ في صناعة النول وإعداد ملابس تقليدية تختصّ بها مدينة حمام سوسة وبعض المناطق والمعتمديات المجاورة كالزاوية والثريات وسيدي بوعلي.. يتّخذ معز مكانا له خلف خشبات النول لتنطلق رحلته اليومية في نبش الذاكرة وخطّ مسيرة الصمود رغم الكثير من الجحود.
التمسك بصنعة الجدود
في حديث لـ"الصباح " أكّد معز بالكحلة الذي يعتبر الحرفيّ الوحيد الذي بقي صامدا ومتمسّكا بصنعة أجداده من الحرفيين الذين تخصّصوا وأبدعوا في صناعة النُول كيف لا وهو الذي قضّى أكثر من خمسين سنة تُداعب أنامله الخيوط وتُحيكها لتستحيل إلى "بلوزة " أو "فوطة " أو "مَلية " تشكّل مُجتمعة أو مُنفردة عنصرا من عناصر مكوّنات "جهاز العروسة" في مدينة حمام سوسة رغم تراجع نسق العمل والإقبال على منتوجاته الحرفية التي يحرص بالكحلة على إعدادها بكل تفان وبكثير من الحب والإخلاص وفاء لروح والده الطّاهرة الذي تعلّم منه الصنعة منذ نعومة أظافره.
حرفة مزروعة ألغاما
حرفة بات يستبسل في التشبّث بها وعدم التخلّي والانسحاب من ميدان المعركة المزروعة ألغاما باعتبار أن حرفته أصبحت اليوم أكثر من أي وقت مضى تواجه الكثير من الصّعوبات ذلك أن نسبة الإقبال على اقتناء منتوجاته شهد تراجعا كبيرا لأنّه يرى أن جيل اليوم من الشابات لا يُقبلن على ارتداء المنشف والبلوزة والفوطة إلا في المناسبات والاحتفالات خلافا للمسنّات اللاتي تُبادرن باقتناء مجموعة متكاملة من الملابس وبأكثر من وحدة خاصة بمدينة حمام سوسة والزاوية ومدينة سيدي بوعلي. ونبّه بالكحلة إلى وجود صعوبات في التزوّد بالمواد الأولية التي يتمّ استيراد جزء كبير منها من الخارج ، مشيرا إلى أن مصنعا بمعتمدية بوحجلة من ولاية القيروان أغلق أبوابه ما زاد في حجم التحدّيات في غياب كامل وصريح لأي شكل من أشكال دعم هياكل ومؤسّسات الدّولة ما جعل الرجل يصرف ابنيه عن هذه الحرفة وغيرها من الحرف التقليدية التي لا يلقى محترفوها من المسؤولين غير التّهميش والكثير من الجحود.
أنور قلالة
سوسة - الصباح
دكّان ملأه شدو العصافير وعطّره عبق الماضي التليد فكلّ زاوية منه تكتنز عديد ذكريات الطفولة التي تمرّ برقيّا بذاكرة معز بالكحلة الذي اختصّ في صناعة النول وإعداد ملابس تقليدية تختصّ بها مدينة حمام سوسة وبعض المناطق والمعتمديات المجاورة كالزاوية والثريات وسيدي بوعلي.. يتّخذ معز مكانا له خلف خشبات النول لتنطلق رحلته اليومية في نبش الذاكرة وخطّ مسيرة الصمود رغم الكثير من الجحود.
التمسك بصنعة الجدود
في حديث لـ"الصباح " أكّد معز بالكحلة الذي يعتبر الحرفيّ الوحيد الذي بقي صامدا ومتمسّكا بصنعة أجداده من الحرفيين الذين تخصّصوا وأبدعوا في صناعة النُول كيف لا وهو الذي قضّى أكثر من خمسين سنة تُداعب أنامله الخيوط وتُحيكها لتستحيل إلى "بلوزة " أو "فوطة " أو "مَلية " تشكّل مُجتمعة أو مُنفردة عنصرا من عناصر مكوّنات "جهاز العروسة" في مدينة حمام سوسة رغم تراجع نسق العمل والإقبال على منتوجاته الحرفية التي يحرص بالكحلة على إعدادها بكل تفان وبكثير من الحب والإخلاص وفاء لروح والده الطّاهرة الذي تعلّم منه الصنعة منذ نعومة أظافره.
حرفة مزروعة ألغاما
حرفة بات يستبسل في التشبّث بها وعدم التخلّي والانسحاب من ميدان المعركة المزروعة ألغاما باعتبار أن حرفته أصبحت اليوم أكثر من أي وقت مضى تواجه الكثير من الصّعوبات ذلك أن نسبة الإقبال على اقتناء منتوجاته شهد تراجعا كبيرا لأنّه يرى أن جيل اليوم من الشابات لا يُقبلن على ارتداء المنشف والبلوزة والفوطة إلا في المناسبات والاحتفالات خلافا للمسنّات اللاتي تُبادرن باقتناء مجموعة متكاملة من الملابس وبأكثر من وحدة خاصة بمدينة حمام سوسة والزاوية ومدينة سيدي بوعلي. ونبّه بالكحلة إلى وجود صعوبات في التزوّد بالمواد الأولية التي يتمّ استيراد جزء كبير منها من الخارج ، مشيرا إلى أن مصنعا بمعتمدية بوحجلة من ولاية القيروان أغلق أبوابه ما زاد في حجم التحدّيات في غياب كامل وصريح لأي شكل من أشكال دعم هياكل ومؤسّسات الدّولة ما جعل الرجل يصرف ابنيه عن هذه الحرفة وغيرها من الحرف التقليدية التي لا يلقى محترفوها من المسؤولين غير التّهميش والكثير من الجحود.