هل هم جميع البشر الذين يعيشون في مجتمع في إقليم معين والذين، في بعض الأحيان لديهم مجتمع أصلي، يمثلون تجانسًا نسبيًا للحضارة ويرتبطون بعدد معين من العادات والمؤسسات المشتركة.
يجب إدراك الفرق بين مصطلحي "الشعب" و"السكان" إلى أقصى درجات الوضوح هنا.
"الشعب" موجود داخل السياسة التي يشكل مركزها. "السكان" موجودون خارج السردية السياسية، لكنهم يُستخدمون كأداة للسياسة.
الشعب الحقيقي، هو شعب الأحياء الشعبية التي هي بمثابة منطقة سكنية يسكنها في الأغلب أعدادٌ كبيرةٌ من الناس، وتتصل مبانيها بالموروث الشعبيّ، أو تُبنى على الطريقة التقليدية المُتبعة.
غالبا ما يجذب الناس أو الوافدين إلى السكن والإقامة بالأحياء الشعبية بساطة العيش، والشعور بالراحة في التعامل مع الجيران، بعيداً عن نفاق العلاقات المعقدة والفردية التي يتميز بها أهل المدينة والمناطق الحضريّة الراقية.
في الأحياء الشعبية تلمس ذلك التكافل بين الناس، وتعاضدهم، الكلّ يعرف الكلّ، غالباً ما يربط بينهم أو تجمعهم تلك المحبة الصادقة، ولا تأخذ الفوارق الطبقية بينهم مكانا إلى حدّ أن المرء لا يميز بين الفقير منهم والغني، كما يمارس العديد من الأعمال بشكلٍ جماعيّ كحضور المباريات أو الأفراح أو المأتم أو الاحتفالات .
في جانب كبير من تاريخ تونس الحاضر والماضي هو تاريخ الأحياء الشعبية !.
أحياء كانت ولاّدة لزعماء وأبطال ومبدعين وفنانين ورياضيين ومؤثرين، رغم أن سكان هذه الأحياء أشخاصٌ غير متكلفين في أسلوب حياتهم، وعملهم، ومظهرهم، ديدنهم الصدق والصراحة والشفافية، صفاتهم مميزة، وشخصياتهم مثالية، وعلمهم اسع جامع، وعقلهم كبير راجح، وعندهم الشجاعة متوفرة والإقدام من اجل خدمة الآخر، تجدهم حاضرين في كل لحظة وحين .
تداولت صفحات التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات لمواطنين يلقون القبض بمنطقة حي التضامن على احد الإرهابيين ، لو حدث هذا في أي مكان آخر في العالم وتم رصد إرهابي خطير في الشارع أو في فضاء عام، لانتشر الرعب بين الناس وفر الجميع لينجوا بأنفسهم، لكن في ذاك المكان حي التضامن احد الأحياء الشعبية، لا يهربون ولا يخافون..! بل بقيت الحياة تسير على وتيرتها العادية، حتى ذلك الرجل الذي بيده كوب القهوة أبقى على هدوئه وهو يتابع المشهد الذي أغرقت صوره صفحات العالم الافتراضي .
من الغريب أن يكون أخلص الناس للوطن، اقلّهم استفادة وتمتعا بخيراته.
لهذا نرى في كلّ ثورة نوعين من البشر: من يقومون بالثورة، ومن يستفيدون منها، و هذه حال و واقع تونس.
يظنّ كثير من الناس أن الشعور بالسعادة هو نتيجة النجاح ولكن العكس هو صحيح، وقد غاب عنهم أن النجاح هو نتيجة الشعور بالسعادة.
فهؤلاء هم سعداء بتواضع إمكاناتهم وبساطة عيشهم وغير متكلفين في أسلوب حياتهم، وعملهم، ومظهرهم.
هنا تحديدا تكمن قوتهم وشجاعتهم.
يرويها: ابو بكر الصغير
لكن من هو الشعب؟
هل هم جميع البشر الذين يعيشون في مجتمع في إقليم معين والذين، في بعض الأحيان لديهم مجتمع أصلي، يمثلون تجانسًا نسبيًا للحضارة ويرتبطون بعدد معين من العادات والمؤسسات المشتركة.
يجب إدراك الفرق بين مصطلحي "الشعب" و"السكان" إلى أقصى درجات الوضوح هنا.
"الشعب" موجود داخل السياسة التي يشكل مركزها. "السكان" موجودون خارج السردية السياسية، لكنهم يُستخدمون كأداة للسياسة.
الشعب الحقيقي، هو شعب الأحياء الشعبية التي هي بمثابة منطقة سكنية يسكنها في الأغلب أعدادٌ كبيرةٌ من الناس، وتتصل مبانيها بالموروث الشعبيّ، أو تُبنى على الطريقة التقليدية المُتبعة.
غالبا ما يجذب الناس أو الوافدين إلى السكن والإقامة بالأحياء الشعبية بساطة العيش، والشعور بالراحة في التعامل مع الجيران، بعيداً عن نفاق العلاقات المعقدة والفردية التي يتميز بها أهل المدينة والمناطق الحضريّة الراقية.
في الأحياء الشعبية تلمس ذلك التكافل بين الناس، وتعاضدهم، الكلّ يعرف الكلّ، غالباً ما يربط بينهم أو تجمعهم تلك المحبة الصادقة، ولا تأخذ الفوارق الطبقية بينهم مكانا إلى حدّ أن المرء لا يميز بين الفقير منهم والغني، كما يمارس العديد من الأعمال بشكلٍ جماعيّ كحضور المباريات أو الأفراح أو المأتم أو الاحتفالات .
في جانب كبير من تاريخ تونس الحاضر والماضي هو تاريخ الأحياء الشعبية !.
أحياء كانت ولاّدة لزعماء وأبطال ومبدعين وفنانين ورياضيين ومؤثرين، رغم أن سكان هذه الأحياء أشخاصٌ غير متكلفين في أسلوب حياتهم، وعملهم، ومظهرهم، ديدنهم الصدق والصراحة والشفافية، صفاتهم مميزة، وشخصياتهم مثالية، وعلمهم اسع جامع، وعقلهم كبير راجح، وعندهم الشجاعة متوفرة والإقدام من اجل خدمة الآخر، تجدهم حاضرين في كل لحظة وحين .
تداولت صفحات التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات لمواطنين يلقون القبض بمنطقة حي التضامن على احد الإرهابيين ، لو حدث هذا في أي مكان آخر في العالم وتم رصد إرهابي خطير في الشارع أو في فضاء عام، لانتشر الرعب بين الناس وفر الجميع لينجوا بأنفسهم، لكن في ذاك المكان حي التضامن احد الأحياء الشعبية، لا يهربون ولا يخافون..! بل بقيت الحياة تسير على وتيرتها العادية، حتى ذلك الرجل الذي بيده كوب القهوة أبقى على هدوئه وهو يتابع المشهد الذي أغرقت صوره صفحات العالم الافتراضي .
من الغريب أن يكون أخلص الناس للوطن، اقلّهم استفادة وتمتعا بخيراته.
لهذا نرى في كلّ ثورة نوعين من البشر: من يقومون بالثورة، ومن يستفيدون منها، و هذه حال و واقع تونس.
يظنّ كثير من الناس أن الشعور بالسعادة هو نتيجة النجاح ولكن العكس هو صحيح، وقد غاب عنهم أن النجاح هو نتيجة الشعور بالسعادة.
فهؤلاء هم سعداء بتواضع إمكاناتهم وبساطة عيشهم وغير متكلفين في أسلوب حياتهم، وعملهم، ومظهرهم.