إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الشاعران حنين عمر وحسن الراعي بمعرض الشارقة للكتاب.. أشعار تعيد بوصلة الوجع الى فلسطين وسوريا..

 

 

 

الصباح-الشارقة-من مبعوثنا وليد عبداللاوي

كان لأحباء الشعر لقاء أول أمس مع الشاعرة الجزائرية حنين عمر والشاعر السوري حسن الراعي في المقهى الثقافي بمركز اكسبو ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب في دورته 42 .

وحنين عمر هي شاعرة وروائية مهتمة بالنقد الادبي والبحوث التراثية وهي أول شاعرة عربية تقتحم السينما الامريكية من خلال توظيف عمل شعري باللغة العربية داخل فيلم هوليودي وتحديدا فيلم "ٱميريكان هاسل" .. ولها الكثير من الأعمال الشعرية على غرار "ذاكرة الشيطانة" و"باب الجنة" كما غُنيت بعض قصائدها مثل "ماذا بعد؟" ..

أما الضيف الثاني فهو الشاعر السوري حسن الراعي الذي تميز في كل أشكال الشعر وكان يؤكد دائما على أن النثر "لا يمكن أن يصل الى مستوى الشعر" رغم أن له العديد من الكتابات القصصية..وهو -وفق ما بينه في اللقاء- منحدر من اسرة قارئة وكاتبة وأمه مؤلفة قصص..

كما اشتهر حسن الراعي بديوان "من يشتري قلبي" و"أرجوحتي ضوء وماء" وهي مجموعة إصدارات فيها الكثير من المعاني الفلسفية..ترجمت إلى العديد من اللغات.

"الموت السعيد"

ألقت الشاعرة الجزائرية حنين عمر في مداخلة أولى قصيدة تحية للمسجد الأقصى الشريف وغزة الثائرة الصامدة ووصفتها بزهرة المدن الطاهرة "سلام على غزة.. سلام على غزة الثائرة.. على زهرة المدن الطاهرة.. على جرحها القرمزي الندي مدى طعنة الغدر بالخافرة.. على جثث تحت ردم الركام.. تقاوم في موتها صابرة ..

 بعد التحية الى اهلنا في غزة والترحم على الشهداء تعمدت الشاعرة حنين عمر التذكير بأن تاريخ الامة العربية الاسلامية في العصر الحديث حافل بالحروب والدمار والانتكاسات، لتنتقل الى قصيدة "الموت السعيد" المعروفة والتي سبق وأن غنيت سنة 2014 وكانت أول أغنية عربية تتطرق لأوضاع اللاجئين والنازحين وضحايا الصراعات إثر الأحداث العربية آنذاك... قصيدة وصفت فيها معاناتهم بتفصيل دقيق.. من الأطفال والثكالى إلى الأسرى، فضلا عن انعكاس تفاعل الشعوب معهم..

 تقول كلماتها: "غرباء في مدن لنا.. غرباء في أحزاننا ودمائنا وبكائنا.. لما نواري في الثرى أطفالنا.. غرباء مثل الجثة الملقاة في ثلاجة الموتى.. بلا ورق..على قلق..تنام وتشتهي القبر البعيد.. غرباء في الموت السعيد..!"..

ورغم أن اللقاء كان مخصصا لإلقاء بعض الأبيات في سياقات ومحاور متنوعة كانت جل قصائد الشاعرة الجزائرية تجسد واقعا مؤلما وتندد بكل مظاهر العنف والخذلان، وهي التي لا تؤمن -كما صرحت سابقا بإحدى اللقاءات الأدبية - بمقولة "إن أجمل الشعر أكذبه" بل ترى أن "أجمل الشعر أصدقه"، لذلك كانت معاني الأشعار بينة وعميقة عمق الجرح الذي طال كيان العالم العربي.. وارتأت حنين عمر في الأمسية الشعرية وفي هذا الظرف بالذات إلى أنه لا بد من تحية الراحل محمود درويش تحية له ولذكراه ولسيرته في الساحة الشعرية الفلسطينية والعربية.. فكان إسقاطا جميلا يشبه القصة الشعرية التي تحركت فيها الشاعرة بشخصيتها وهي تحضر للذهاب الى تأبينه وتروي مختلف محطاته ورؤاه.. ثم ألقت قصيدة عن الاعتزاز بالهوية وبالذات الى أن وجهت الى الحضور رسالة واضحة مفادها أن البعد عن الدين يبقى من بين أسباب هلاكنا بل السبب الرئيسي فيما نحن عليه، من خلال قصيدة حديثة اسمها "الرسول" .. يقول مطلعها: "كالنور في فلك.. كالنجم في حلق..في إثره وهج ..في خطوه لجج..في كفه سرج تشفي من الألم..الكون في غسق يغلي على قلق.. أزهارنا جثث.. أنهارنا خبث فاضت من العدم ".. ابيات جسدت مٱثرٱخر الانبياء وضرورة الرجوع الى ما جاء به في ظل العبثية التي نعيش..

هذا وقد دار حوار مع الجمهور تحدثت فيه إجمالا عن أهمية الطموح والاحلام واهميتها وعن ضرورة الاجتهاد للوصول الى تحقيقها فضلا عن تقديسها للهوية والحياة العائلية وايلاء الاهمية القصوى للتمسك بالقيم الدينية والأخلاقية..لتختتم بنص غزلي خفف من عبء دلالات الابيات الشعرية السالف ذكرها والتي مست فظاعة واقعنا..

وجع سوري

استهل الشاعر السوري مداخلته بمقتطف من ديوان شعري جديد عن دار موزاييك.. يقول: أنا الرجل المعجون بالوهم والصدى.. مشيت على جمر الغواية أجردا..فلم أستطع ثقب الظلام بفكرتي..ولم أبتلع هذا الجنون المعربد.. كأي ضرير كنت أتبع خطوتي فاعثر بالفوضى وأهوي إلى السدى..

 أبيات مع الإلقاء المتميز لحسن الراعي كانت قصيدة النثر مكتملة الأدوات بألفاظ ومعاني ملتصقة بالصور الخيالية والإيحاءات العميقة.. وهو نمط نادرا ما يعترض الجمهور الواسع من حيث التوافق بين الكلمة والمعنى..

ويكفي أن تستحضر هوية الشاعر لتتأكد أن أشعاره تحمل الكثير من الأوجاع إزاء الأوضاع السورية وقضايا العالم العربي عامة.. الكثير من الٱلام مجسدة في قصائد تحمل الكثير من الموهبة والعاطفة الصادقة.. يقول حسن الراعي:

ارى فيما أرى زمن سيشبهني..سيخلع موته يوما ويتبعني .. أنا المنسي من متن الحروب.. أرى أيقونة في الروح تفوح طيوبها مني وتنعشني ..فامضي لست متكئا على أحد ..لكني لكل الناس لم أخُن ِ..أراك أخي وكل شريعة كذبت إذا ما كنت في الأعماق تنكرني...

وما الأبيات التي ألقيت في الأمسية الشعرية بالمقهى الثقافي بمركز اكسبو إلا تأكيد على استحقاق الشاعر السوري بأن يمثل بلده في العديد من المهرجانات واللقاءات الأدبية فضلا عن ترجمة نصوصه الى الانجليزية والفرنسية والايطالية والبولندية والرومانية..

 

 

 

 

 

الشاعران حنين عمر وحسن الراعي بمعرض الشارقة للكتاب..   أشعار تعيد بوصلة الوجع الى فلسطين وسوريا..

 

 

 

الصباح-الشارقة-من مبعوثنا وليد عبداللاوي

كان لأحباء الشعر لقاء أول أمس مع الشاعرة الجزائرية حنين عمر والشاعر السوري حسن الراعي في المقهى الثقافي بمركز اكسبو ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب في دورته 42 .

وحنين عمر هي شاعرة وروائية مهتمة بالنقد الادبي والبحوث التراثية وهي أول شاعرة عربية تقتحم السينما الامريكية من خلال توظيف عمل شعري باللغة العربية داخل فيلم هوليودي وتحديدا فيلم "ٱميريكان هاسل" .. ولها الكثير من الأعمال الشعرية على غرار "ذاكرة الشيطانة" و"باب الجنة" كما غُنيت بعض قصائدها مثل "ماذا بعد؟" ..

أما الضيف الثاني فهو الشاعر السوري حسن الراعي الذي تميز في كل أشكال الشعر وكان يؤكد دائما على أن النثر "لا يمكن أن يصل الى مستوى الشعر" رغم أن له العديد من الكتابات القصصية..وهو -وفق ما بينه في اللقاء- منحدر من اسرة قارئة وكاتبة وأمه مؤلفة قصص..

كما اشتهر حسن الراعي بديوان "من يشتري قلبي" و"أرجوحتي ضوء وماء" وهي مجموعة إصدارات فيها الكثير من المعاني الفلسفية..ترجمت إلى العديد من اللغات.

"الموت السعيد"

ألقت الشاعرة الجزائرية حنين عمر في مداخلة أولى قصيدة تحية للمسجد الأقصى الشريف وغزة الثائرة الصامدة ووصفتها بزهرة المدن الطاهرة "سلام على غزة.. سلام على غزة الثائرة.. على زهرة المدن الطاهرة.. على جرحها القرمزي الندي مدى طعنة الغدر بالخافرة.. على جثث تحت ردم الركام.. تقاوم في موتها صابرة ..

 بعد التحية الى اهلنا في غزة والترحم على الشهداء تعمدت الشاعرة حنين عمر التذكير بأن تاريخ الامة العربية الاسلامية في العصر الحديث حافل بالحروب والدمار والانتكاسات، لتنتقل الى قصيدة "الموت السعيد" المعروفة والتي سبق وأن غنيت سنة 2014 وكانت أول أغنية عربية تتطرق لأوضاع اللاجئين والنازحين وضحايا الصراعات إثر الأحداث العربية آنذاك... قصيدة وصفت فيها معاناتهم بتفصيل دقيق.. من الأطفال والثكالى إلى الأسرى، فضلا عن انعكاس تفاعل الشعوب معهم..

 تقول كلماتها: "غرباء في مدن لنا.. غرباء في أحزاننا ودمائنا وبكائنا.. لما نواري في الثرى أطفالنا.. غرباء مثل الجثة الملقاة في ثلاجة الموتى.. بلا ورق..على قلق..تنام وتشتهي القبر البعيد.. غرباء في الموت السعيد..!"..

ورغم أن اللقاء كان مخصصا لإلقاء بعض الأبيات في سياقات ومحاور متنوعة كانت جل قصائد الشاعرة الجزائرية تجسد واقعا مؤلما وتندد بكل مظاهر العنف والخذلان، وهي التي لا تؤمن -كما صرحت سابقا بإحدى اللقاءات الأدبية - بمقولة "إن أجمل الشعر أكذبه" بل ترى أن "أجمل الشعر أصدقه"، لذلك كانت معاني الأشعار بينة وعميقة عمق الجرح الذي طال كيان العالم العربي.. وارتأت حنين عمر في الأمسية الشعرية وفي هذا الظرف بالذات إلى أنه لا بد من تحية الراحل محمود درويش تحية له ولذكراه ولسيرته في الساحة الشعرية الفلسطينية والعربية.. فكان إسقاطا جميلا يشبه القصة الشعرية التي تحركت فيها الشاعرة بشخصيتها وهي تحضر للذهاب الى تأبينه وتروي مختلف محطاته ورؤاه.. ثم ألقت قصيدة عن الاعتزاز بالهوية وبالذات الى أن وجهت الى الحضور رسالة واضحة مفادها أن البعد عن الدين يبقى من بين أسباب هلاكنا بل السبب الرئيسي فيما نحن عليه، من خلال قصيدة حديثة اسمها "الرسول" .. يقول مطلعها: "كالنور في فلك.. كالنجم في حلق..في إثره وهج ..في خطوه لجج..في كفه سرج تشفي من الألم..الكون في غسق يغلي على قلق.. أزهارنا جثث.. أنهارنا خبث فاضت من العدم ".. ابيات جسدت مٱثرٱخر الانبياء وضرورة الرجوع الى ما جاء به في ظل العبثية التي نعيش..

هذا وقد دار حوار مع الجمهور تحدثت فيه إجمالا عن أهمية الطموح والاحلام واهميتها وعن ضرورة الاجتهاد للوصول الى تحقيقها فضلا عن تقديسها للهوية والحياة العائلية وايلاء الاهمية القصوى للتمسك بالقيم الدينية والأخلاقية..لتختتم بنص غزلي خفف من عبء دلالات الابيات الشعرية السالف ذكرها والتي مست فظاعة واقعنا..

وجع سوري

استهل الشاعر السوري مداخلته بمقتطف من ديوان شعري جديد عن دار موزاييك.. يقول: أنا الرجل المعجون بالوهم والصدى.. مشيت على جمر الغواية أجردا..فلم أستطع ثقب الظلام بفكرتي..ولم أبتلع هذا الجنون المعربد.. كأي ضرير كنت أتبع خطوتي فاعثر بالفوضى وأهوي إلى السدى..

 أبيات مع الإلقاء المتميز لحسن الراعي كانت قصيدة النثر مكتملة الأدوات بألفاظ ومعاني ملتصقة بالصور الخيالية والإيحاءات العميقة.. وهو نمط نادرا ما يعترض الجمهور الواسع من حيث التوافق بين الكلمة والمعنى..

ويكفي أن تستحضر هوية الشاعر لتتأكد أن أشعاره تحمل الكثير من الأوجاع إزاء الأوضاع السورية وقضايا العالم العربي عامة.. الكثير من الٱلام مجسدة في قصائد تحمل الكثير من الموهبة والعاطفة الصادقة.. يقول حسن الراعي:

ارى فيما أرى زمن سيشبهني..سيخلع موته يوما ويتبعني .. أنا المنسي من متن الحروب.. أرى أيقونة في الروح تفوح طيوبها مني وتنعشني ..فامضي لست متكئا على أحد ..لكني لكل الناس لم أخُن ِ..أراك أخي وكل شريعة كذبت إذا ما كنت في الأعماق تنكرني...

وما الأبيات التي ألقيت في الأمسية الشعرية بالمقهى الثقافي بمركز اكسبو إلا تأكيد على استحقاق الشاعر السوري بأن يمثل بلده في العديد من المهرجانات واللقاءات الأدبية فضلا عن ترجمة نصوصه الى الانجليزية والفرنسية والايطالية والبولندية والرومانية..

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews