إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حول قداسة الحق الفلسط.يني مرة أخرى

 

 

صغير هو الملعب الفلسطيني..صغير جدا ولا يتسع لجميع هؤلاء اللاعبين الكبار..أمريكا روسيا إيران عرب أعراب بدو وحضر ..السنة ..الشيعة الخوارج وحتى المتصوفة والزهاد

أحاول الكتابة منذ بداية هذه الحرب التي فاجأتنا جميعا إذ لا مكان للعقل والتفكير والحكمة في زمن الحرب..وحدها الحماسة سيدة المشهد ..والهتاف والنفير والطبول تقرع من جميع الجبهات ..كلّ يدّعي النصر والبطولة والانتصار إذ لا صوت يعلو فوق صوت المعركة...والحذر كل الحذر من القطيع الهادر الذي سيحتلّ المشهد بزحفه للساحات العامة رافعا علامة النصر حاملا راية فلسطين متوعدا العدوّ بجميع أنواع الويل النثري..والويل النثري أعزّكم الله أحد أكثر الأسلحة التي تستعملها خرفان بابونج قبل أن يبتلعها البحر تحدّثت عنه في كتابي الأول نبيذ نوميدي الصادر سنة ألفين واكتشفته في حرب الخليج عندما كان الجميع ينتظر صواريخ صدّام حسين العابرة للأحلام آنذاك..

ألقت بي هذه الحرب المفاجئة في حالة من الاكتئاب والذعر ..لم تنفع معه جميع المسكنات الطبيعية..ولا اجرؤ على دخول عالم المسكنات الكيميائية برغم علاقة الصداقة الكبيرة التي تجمعني بالدكتور المختص في الأمراض النفسية والطبيب بمستشفى الرازي الذي كان يؤكد لي إن الجنون مرض لا شفاء منه..فكانت جلساتي معه كافية لإخراجي من عالم الجنون الذي أصبح عالمنا..فالجنون يحاصرنا من جميع الجهات جنون الأسعار وجنون السياسة التي لم نعد نفهم مجرياتها واقتصادنا المجنون الذي جعلنا نستفيق يوميا على خبر إيقاف أحد رجال الأعمال البارزين..لنكتشف كل يوم اننا في قبضة مافيا سياسية واقتصادية ورياضية أيضا بعد إيقاف رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم...

صغير هو الملعب الفلسطيني..صغير جدا ولا يتسع لجميع هؤلاء اللاعبين الكبار..أمريكا روسيا إيران عرب أعراب بدو وحضر.. ..السنة ..الشيعة الخوارج وحتى المتصوفة والزهاد وجدوا لهم زاوية قدسية في الملعب الصغير الذي لا يتسع إلا لبهاء فلسطين وسحر فلسطين..أيها المارّون بين الكلمات العابرة..أحملوا أشياءكم وانصرفوا ..فلنا في أرضنا ما نعمل..كنت في دار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة كان درويش يلقي هذه القصيدة وكان المنصف ولد مختار شرنانة يسخر من تفاهة هذه القصيدة التي اجتمع الكنيست الإسرائيلي بسرعة لبحث هذه القنبلة التي ألقى بها محمود درويش في دار ثقافة تونسية تبعد عن حبيبته البروة آلاف الكيلومترات..نعم كان تأثير قصيدة درويش على الإسرائيليين أشد وقعا من قنبلة نووية...

صغير هو الملعب الفلسطيني..وصغيرة غزّة المدينة الأكثر كثافة سكانية في العالم..فلماذا خذلتها جميع الآلهة وجميع الأديان..يحكم غزة حاكم سنّي بعد انقلاب سقط فيه أكثر من ست مائة فلسطيني من فتح برصاص فلسطيني من حماس..وخرجت غزّة من يومها من الاتفاقات الدولية التي وقّعتها منظمة التحرير الفلسطينية بكل فصائلها في أوسلو ..وتحت إشراف الأمم المتحدة ليحصل الفلسطينيون ولأول مرة على اعتراف دولي بوجودهم على النزر القليل من أرضهم وخرجوا من تونس بعد حفل وداع حزين بكى فيه محمود درويش وهو يقول:

شكرا لتونس

نودّعك بعد أن تركنا في أرضك أجمل من فينا

شهداءنا الذين نوصيك بهم خيرا ..نعم أجهش محمود درويش بالبكاء وبكيت أيضا بحرقة في المسرح الذي تركه لنا الطليان...

محمد السبوعي اديب وشاعر

 

 

 

 

 

حول قداسة الحق الفلسط.يني مرة أخرى

 

 

صغير هو الملعب الفلسطيني..صغير جدا ولا يتسع لجميع هؤلاء اللاعبين الكبار..أمريكا روسيا إيران عرب أعراب بدو وحضر ..السنة ..الشيعة الخوارج وحتى المتصوفة والزهاد

أحاول الكتابة منذ بداية هذه الحرب التي فاجأتنا جميعا إذ لا مكان للعقل والتفكير والحكمة في زمن الحرب..وحدها الحماسة سيدة المشهد ..والهتاف والنفير والطبول تقرع من جميع الجبهات ..كلّ يدّعي النصر والبطولة والانتصار إذ لا صوت يعلو فوق صوت المعركة...والحذر كل الحذر من القطيع الهادر الذي سيحتلّ المشهد بزحفه للساحات العامة رافعا علامة النصر حاملا راية فلسطين متوعدا العدوّ بجميع أنواع الويل النثري..والويل النثري أعزّكم الله أحد أكثر الأسلحة التي تستعملها خرفان بابونج قبل أن يبتلعها البحر تحدّثت عنه في كتابي الأول نبيذ نوميدي الصادر سنة ألفين واكتشفته في حرب الخليج عندما كان الجميع ينتظر صواريخ صدّام حسين العابرة للأحلام آنذاك..

ألقت بي هذه الحرب المفاجئة في حالة من الاكتئاب والذعر ..لم تنفع معه جميع المسكنات الطبيعية..ولا اجرؤ على دخول عالم المسكنات الكيميائية برغم علاقة الصداقة الكبيرة التي تجمعني بالدكتور المختص في الأمراض النفسية والطبيب بمستشفى الرازي الذي كان يؤكد لي إن الجنون مرض لا شفاء منه..فكانت جلساتي معه كافية لإخراجي من عالم الجنون الذي أصبح عالمنا..فالجنون يحاصرنا من جميع الجهات جنون الأسعار وجنون السياسة التي لم نعد نفهم مجرياتها واقتصادنا المجنون الذي جعلنا نستفيق يوميا على خبر إيقاف أحد رجال الأعمال البارزين..لنكتشف كل يوم اننا في قبضة مافيا سياسية واقتصادية ورياضية أيضا بعد إيقاف رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم...

صغير هو الملعب الفلسطيني..صغير جدا ولا يتسع لجميع هؤلاء اللاعبين الكبار..أمريكا روسيا إيران عرب أعراب بدو وحضر.. ..السنة ..الشيعة الخوارج وحتى المتصوفة والزهاد وجدوا لهم زاوية قدسية في الملعب الصغير الذي لا يتسع إلا لبهاء فلسطين وسحر فلسطين..أيها المارّون بين الكلمات العابرة..أحملوا أشياءكم وانصرفوا ..فلنا في أرضنا ما نعمل..كنت في دار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة كان درويش يلقي هذه القصيدة وكان المنصف ولد مختار شرنانة يسخر من تفاهة هذه القصيدة التي اجتمع الكنيست الإسرائيلي بسرعة لبحث هذه القنبلة التي ألقى بها محمود درويش في دار ثقافة تونسية تبعد عن حبيبته البروة آلاف الكيلومترات..نعم كان تأثير قصيدة درويش على الإسرائيليين أشد وقعا من قنبلة نووية...

صغير هو الملعب الفلسطيني..وصغيرة غزّة المدينة الأكثر كثافة سكانية في العالم..فلماذا خذلتها جميع الآلهة وجميع الأديان..يحكم غزة حاكم سنّي بعد انقلاب سقط فيه أكثر من ست مائة فلسطيني من فتح برصاص فلسطيني من حماس..وخرجت غزّة من يومها من الاتفاقات الدولية التي وقّعتها منظمة التحرير الفلسطينية بكل فصائلها في أوسلو ..وتحت إشراف الأمم المتحدة ليحصل الفلسطينيون ولأول مرة على اعتراف دولي بوجودهم على النزر القليل من أرضهم وخرجوا من تونس بعد حفل وداع حزين بكى فيه محمود درويش وهو يقول:

شكرا لتونس

نودّعك بعد أن تركنا في أرضك أجمل من فينا

شهداءنا الذين نوصيك بهم خيرا ..نعم أجهش محمود درويش بالبكاء وبكيت أيضا بحرقة في المسرح الذي تركه لنا الطليان...

محمد السبوعي اديب وشاعر

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews